وجدان 2007
وجدان 2007
الـــــــــــدُرر


ومضة : ألا إن نصر الله قريب


الدرة الأولى : المرأة الرشيدة هي الحياة السعيدة


عسى فرج يأتي به الله انه***له كل يوم في خليقته أمر

يجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها .. حين يعود إليها ، فلا تضيق إذا

وجدته ضائقا أو متعبا ، بل على العك تهرع إليه وتلبي طلباته مهما كانت ، دون

أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور عودته إلى بيته ، فإذا استقر وخلق ثيابه

التي يخرج بها ولبس ثياب البيت ، فقد يبادر هو الى الإفضاء لها بسبب كدره ،

وإذا لم يبادر هو بإخبارها فلا باس من أن تسأله ولكن بلهجة تشعره فيها

بانشغالها عليه وقلقها بشان حاله التي عاد عليها .

وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها ف يحال المشكلة التي سببت

له الضيق فلتبادر إلى ذل ، فإنها أن فعلت ستخلف كثيرا عن زوجها .. سيشعر

الزوج بعد هذا أن في بيته جوهرة ثمينة ، بل اثمن من جواهر الدنيا جميعها ..


إشراقة : لا تبتئسي عل عمل لم تكمليه ، يجب أن تعرفي أن عمل الكبار لا ينتهي !

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : إن الله إذا احب قوما ابتلاهم


الدرة الثانية : اعمري هذا اليوم فقط


ولا يحسبون الخير لا شر بعده***ولا يحسبون الشر ضربة لازب


يقول أحد السعداء :

(( اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ولا تملكنا فيه ، وهو اليوم الذي نقود فيه

شهواتنا ولذاتنا ولا ننقاد لها صاغرين أو طائعين .

ومن هذه الأيام ما اذكره ولا أنساه :

فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرجت فيه من محنة الشك فيما أستطيع وما لا

أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال.

جميل ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس وبين عمل لا يثني عليه أحد ولا

يعلمه أحد ، فألقيت بالثناء عن طهر يدي ، وارتضيت العمل الذي ذكره ما حييت

ولم يسمع به إنسان .

جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالمال ويفرغ ضميري من الكرامة ،

فآثرت فيه فراغ اليدين عل فراغ الضمير .

هذه الأيام جميلة ، واجمل ما فيها أن نصيبي منها جد قليل ، إلا أن يكون النصيب

عرفاني باقتدار نفي على ما عملت ، فهو إذن كثير بحمد الله .. )).


إشراقة : كوني سعيدة بما يدك ، قانعة راضية بما قسمه الله لك ، ودعيك من أحلام اليقظة التي لا تتناسب مع جهدك أو إمكانياتك .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : عفا الله عما سلف


الدرة الثالثة : اتركي الشعور بأنك مضطهدة


انعم ولد فللأمور أواخر**أبدا كما كانت لهن أوائل

أنها صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح في الحياة بشكل عام ، وعل

الاحتفاظ بالصداقات والسعادة مع العائلة ، لأن صاحب الأفق الواسع يفهم طبائع

الناس ، ويقدر المتغيرات ، ويضع نفسه موضع الآخرين ، ويقدر الظروف ما

خفي منها وما بان .

وبالنسبة لموضوع القلق بالذات فإن صاحب الأفق الواسع يتفهم طبيعة الحياة

وانه ما عليها مستريح ، وان الإنسان قد يكره أمراً ويكون فيه الخير ، وقد يفرح

بأمر فيكون فيه الشر ، وان الخير فيما اختاره الله .

صاحب الأفق الواسع يحس انه جزء من هذا الكون الواسع ، وان له نصيبه من

الآلام والأحزان ومن السعادة أيضاً ، فلا يفاجأ ولا ينفجع ، وهو فوق هذا وذاك لا

يحس بعقدة الاضطهاد التي يحس بها صاحب الأفق الضيق ، الذي يظن أن هذا

الشر أو تلك المشكلة قد أصابته وحده ، أو أن الناس يضطهدونه ، أو أن حظه

سيئ دائما ، صاحب الأفق الواسع لا يحس بشيء من هذه المشاعر ، وإنما هو

يدرك طبيعة الحياة ، ويعلم انه جزء منها ، فيرضى بها بعد أن يبل جهده كله في

سبيل تحقيق الأفضل .


إشراقة : اسعدي الآن وليس غداً .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : سلام عليكم بما صبرتم


الدرة الرابعة : ما ألذ النجاح بعد المشقة


الغمرات ثم ينجلينا**ثمت يذهبن ولا يجينا


يقول أحد الناجحين :

ولدت فقيرا ولازمتني الفاقة مذ كنت في المهد ، ولقد ذقت مرارة سؤال أمي قطعة

من الخبز في حين انه ليس لديها شيء تعطيه ولا كسرة من الخبر الجاف ،

وتركت البيت في العاشرة من عمري ، واستخدمت في الحادية عشرة ، وكنت

ادرس شهرا في كل سنة ، وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق كان لدى زوج

ثيران وستة خراف اكسبتني أربعة وثمانين دولارا ، ولم انفق في عمر يفلسا

واحدا على ملذاتي ، بل كنت أوفر كل درهم أحصله من يوم نشان إلى أن بلغت

الحادية والعشرين من العمر .. وقد ذقت طعم التعب المضني حقا ، وعرفت السفر

أميالا عديدة لسؤال إخواني من البشر ي يسمحوا لي بعمل أعيش منه ، وقد ذهبت

في الشهر الأول بعد بلوغي الواحدة والعشرين إلى الغابات سائقا عربة تجرها

الثيران لأقطع حطبا ، وكنت انهض كل يوم قبل الفجر وأظل مكبا على عملي

الصعب إلى ما بعد الغسق لاقبض ستة دولارات في نهاية الشهر ، فكان كل واحد

من تلك الدولارات الستة يظهر لي كأنه البدر في جنح الدجى!..


إشراقة : إذا كنت قد ارتكبت أخطاء في الماضي ، تعلمي منها ، ثم دعيها تذهب بعد أن تأخذي منها العبرة.

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب


الدرة الخامسة : سوف تتأقلمين مع وضعك


غريب من الخلان في كل بلدة*** إذا عظم المطلوب قل المساعد


اعرف رجلا قطعت قدمه في جراحة أجريت له ، فذهبت إليه

لأواسيه ، وكان عاقلا عالما ، وعزمت أن أقول له : إن الأمة لا تنتظر منك أن

تكون عداء ماهرا ، ولا مصارعا غالبا ، إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر

النير ، وقد بقي ها عندك ولله الحمد .

وعندما عدته قال لي : الحمد لله ، لقد صحبتني رجلي هذه عشران السنين صحبة

حسنة ،وفي سلامة الدين ما يرضي الفؤاد .

يقول أحد الحكماء : إن طمأنينة الذهن لا تتأتى إلا مع التسليم باسوا الفروض ،

مرجع ذلك – من الناحية النفسية – أن التسليم يحرر النشاط من قيوده ... ثم

قال : ومع ذلك فإن الألوف المؤلفة من الناس يحطمون حياتهم في سورة غضب

، لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ، ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وبدلا

من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة مع الماضي ،

وينساقون مع القلق الذي لا طائل تحته .

أن التحسر على الماضي الفاشل ، والبكاء المجهد على ما وقع فيه من الأم

وهزائم هو – في نظر الإسلام – بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره

إشراقة : الإحباط هو ألد أعدائك ، انه قادر على تدمير الطمأنينة.

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : وكذلك جعلناكم أمة وسطا


الدرة السادسة : وصايا سديدة من أم رشيدة

فكم رأينا أخا هموم***أعقب من بعدها سرورا

هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ، وهي وصية إمامة بنت الحارث لابنتها أم اياس بنت عوف ليلة زفافها ، وما فأوصتها به قوله :

(( أي بني : انك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقت وهن خلق الرجال .

أما الأولى والثانية ، فالخضوع له بالقناعة ، وحن السمع له والطاعة .

وأما الثالثة والرابعة ، فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك عل قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح !.

وأما الخامسة والسادسة، فالتفقد لوقت نومه وطعامه ، فإن توتر الجوع ملهبة ، وتتغيص النوم مغضبة !.

وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والارعاء عل حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .

وأما التاسعة والعاشرة ، فلا تعصي له أمراً ، ولا تفشي له سرا ، فانك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفضيت سره لم تأمني غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزينا ، والكآبة بين يديه إن كان فرحا!)).


إشراقة : سعادتك ليست وقفا على شخص آخر ، أنها في يداك أنت

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : غدا تشرق الشمس وتسعد النفس


الدرة السابعة : جادت بنفسها فأرضت ربها

ولا تياس فإن اليأس كفر***لعل الله يغني عن قليل


هل سمعت عن المرأة الجهنية التي زلت فوقعت في الزنا ،

ثم ذكرت الله فتابت وأنابت ، وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن

يرجمها فيطهرها ؟‌‍ لقد جاءته حبلى من الزنا ، فقالت : يا رسول الله إني أصبت

حدا فأقمه علي ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وليها فقال : احن إليها ، فإذا

وضعت فائتني ، ففعل فأمرر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، فشدت عليها ثيابها ،

ثم أمر بها فرجمت ، ثم صلى عليها ، فقال له عمر : تصلي عليها يا رسول الله

وقد زنت ؟!، قال : لقد تابت توبة ، لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم

، وهل وجدت افضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟

أنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ، واختيار الآجلة عل العاجلة ، ولو لم

تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجما ، ولعل قائلا يقول : فلماذا زنت وهل

يفعل ذلك إلا ضعيف الإيمان ؟ ! والجواب : انه قد يضعف الإنسان فيقع في

المحظور لأنه خلق من ضعف ، ويزل لأنه خلق من عجل ، ويضل لحظة لأنه

ناقص ، لكن بذرة الإيمان حين تنمو في قلبه جعل هذه المارة تسرع إلى رسول

الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن يطهرها ، وجادت بروحها ابتغاء مرضاة الله ورحمته وغفرانه .


إشراقة : لا تكوني متشكية مزمنة ، أو بالهواية !

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : اشتدي أزمة تنفرجي


الدرة الثامنة : حفظت الله فحفظها


ولا عار أن زالت عن المرء نعمة***ولن عارا أن يزول التجمل

حكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالإسكندرية ، فدخلت الإفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة ، فقال لها أحدهم : أين المال ؟ .

فقالت – وهي فزعة - : المال في هذه الصناديق التي هي داخل هذا البيت ، و أشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ، وصارت ترعد من الخوف ، فقال أحدهم لها : لا تخافي ، فأنت تكونين عندي ، وفي مالي وخيري ترتعين ، ففهمت عنه انه احبها ويريدها لنفسه ، فمالت إليه ، وقالته بكلام خفي : أريد أن ادخل بيت الخلاء ، ورققت له القول

ففهم عنها أنها أرادته ، وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ، فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ، فخرجت المرأة من باب دارها ، ودخلت مخزنا غلسا مملوءا تبنا بزقاق دارها ، فحفرت في التبن حفرة واندفنت بها ، فطلبتها الإفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ، فاشغلوا بحمل النهب ، ومضوا ، فسلمت المرأة من الأسر بحيلتها تلك ، وكذلك وصيفاتها وجواريها سلمن من الأسر بصعودهن سطح الدار .

فقالت المارة عند ذلك : سلامة الدين والعرض خير من المال الذي لم يدخر عند ذوي المروءات إلا لغرض مثل هذا ، لأن الفقر خير من الأسر والافتتان بتغيير الدين بالقهر .

إشراقة : تقبلي حقيقة لا مفر منها ، وهي انك ستصادفين دائما في الدنيا أمورا لا تستطيعين تغييرها ، وإنما تستطيعين التعامل معها بالصبر والإيمان .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : الأم مصنع الرجال ومعدن الأبطال


الدرة التاسعة : ماء التوبة اطهر ماء

افرحي بالحياة فهي جميلة***واجعليها بكل خير خميلة


الله .. يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، بل يفرح بتوبة عبده إليه اعظم من فرحة إنسان كان بأرض فلاة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فانفلتت منها ، فايس منها ، فجلس إلى جذع شجرة ينتظر الموت فأخذته إغفاءة ثم أفاق ، فإذا بها واقفة عند رأسه ، وعليها طعامه وشرابه ، فقام إليها ، وامسك بزمامها ثم صاح من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك! .. فسبحانه ما أعظمه وارحمه ، يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ، ويحظى برضوانه ،وهو – جل وعلا – ينادي عباده المؤمنين بقوه : ) وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31)

فالتوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ، فهي حرقة في الفؤاد ، ولوعة في النفس ، وانكساره في الخاطر ، ودمعة في العين ، إنها مبدا طريق السالين ، ورا مال الفائزين ، و أول إقدام المريدين ، ومفتاح استقامة المائلين، التائب يضرع ويتضرع ، ويهتف ويبكي ؛ إذا هدا العباد لم يهدا فؤاده ، وان سكن الخلق لم يسكن خوفه ، وإذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين قلبه ، وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون ، وفؤاده المغموم منكسا رأسه ، ومقشعرا جلده ،إذا تذكر عظيم ذنوبه وكثير خطئه ، هاجت عليه أحزانه ، واشتعلت حرقات فؤاده ،و أسبل دمعه؛ فأنفساه متوهجة ، وزفراته بحرق فؤاده متصلة ، قد ضمر نفسه للسباق غدا ، وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم .


إشراقة : فكري بطريقة إيجابي متفائلة ، فإذا ساءت الأمور في يوم ما كان ذلك مقدمة لمجيء يوم آخر قريب كله بهجة وسرور .


ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ




ومضة : حافظات للغيب بما حفظ الله



الدرة العاشرة : الفدائية الأولى



ولربما كره الفتى أمراً عواقبه تسر



كانت تعيش في اعظم قصر في زمانها ، تحت يديها الكثير من الجواري والعبيد ، حياتها مرفهة متنعمة .

إنها آسية بنت مزاحم زوج فرعون – رضي الله عنها - ، امرأة وحيدة ، ضعيفة جسديا ، آمنة مطمئنة في قصرها ،اشرق نور الإيمان في قلبها ، فتحدت الواقع الجاهلي الذي يرأسه زوجها .

لقد كانت نظرتها نظرة متعدية ،تعدت القصر ، والفرش الوثير ، والحياة الرغيدة ، تعدت الجواري ،والعبيد ، والخدم ؛ لذلك كانت تستحق أن يذكرها رب العالمين في كتابه المكنون ،ويضعها مثالا للذين آمنوا ، وذلك عندما قال تعالى )وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم:11) .

قال العلماء عند تفسير هذه الآية الكريمة : لقد اختارت آسية الجار قبل الدار . واستحقت أيضاً أن يضعها الرسول صلى الله عليه وسلم مع النسا اللاتي كملن ، وذلك عندما قال :كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ، وان فضل عائشة على الناس كفضل الثريد على سائر الطعام )).

هذه آسية المؤمنة ، السراج الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون ، فمن يضيء لنا سراجا يشع منه النور حاملا معه الصبر ، والثبات ، والدعوة إلى الله تعالى ؟ .

إشراقة : سيطري عل أفكارك تسعدي...

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ
لبوة مسالمة
لبوة مسالمة
جزاك الله خير الله يجعل ماتكتبين في ميزان حسناتك وهذا يدل على حرصك على إفادة الجميع وفقك الله واصلي.........
وجدان 2007
وجدان 2007
حياك الرحمن

اختي لبوه مسالمه

مشكوره ياعمري على التشجيع0
وجدان 2007
وجدان 2007
الــــــــزبــــــــــــــرجــــــــــــــــــــــ ـــد

ومضة : إن رحمة الله قريب من المحسنين


الزبرجدة الأولى : وكلي ربك ونامي

عسى الله أن يشفي المواجع إنه**إلى خلقه قد جاد بالنفحات


إلى من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ، متوسدة عاصفة هوجاء ،تتخطفها الأسنة وتنالها الرماح ،ما عرف الحزن إلى قلبها مدخلا ، وما استقرت الدمعة في عينها زمنا ، إلى من فقدت الأبناء والأحباب والآباء والأصحاب ، إلى كل مؤمن مهموم ، وكل مبتلى مغموم :

عظم الله أجرك .. ورفع درجتك .. وجبر كسرك ، قال الله تعالى : واستعينوا)وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45)

قال علي رضي الله عنه : (( الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد )) ، فابشري بثواب أخروي في نزل الفردوس وجوار الواحد الأحد في جنات عدن ومقعد صدق ، جزاء ما قدمت وبذلت وأعطيت ، وهنيئا لك هذا الإيمان والصبر والاحتساب ، وسوف تعلمين انك الرابحة على كل حال : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)(البقرة: من الآية155)

إشراقة : ثقتك في نفسك تعني إيجاد معن أكثر لحياتك مهما كان عمرك ، والحصول على مزيد من الكسب في هذه الحياة

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ



ومضة :الله لطيف بعباده

الزبرجدة الثانية : العم عمى القلب

هل الدهر إلا كربة وانجلاؤها***وشيكا و إلا ضيقة وانفراجها


كان رجل كفيف يعيش سعيدا مع زوجة محبة مخلصة ،وابن بار ، وصديق وفي ، وكان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته هو الظلام الذي يعيش فيه ، كان يتمنى أن يرى النور ليرى سعادته بعينيه.

هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبيب نحرير ، فذهب إليه يطلب دواء يعيد له بصره ، فأعطاه الطبيب قطرة وأوصاه أن يستعملها بانتظام ، وقال له : إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي أي لحظة.

واستمر الأعمى في استخدام القطرة على يأس من المحيطين به ، ولكنه بعد استخدامها عدة أيام رأى النور فجأة وهو جالس في حديقة بيته ، فجن من الفرح والسرور وهرول إلى داخل البيت ليخبر زوجته الحبيبة فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ، فلم يصدق ما رأى ، وذهب إلى الغرفة الأخرى فوجد ابنه يفتح خزانته ويسرق بعض ما فيها .

عاد الأعمى أدراجه وهو يصرخ : هذا ليس طبيبا ، هذا ساحر ملعون ، وأخذ مسمارا ففقأ عينيه ! مذعورا إلى سعادته التي ألفها .

إشراقة : إن القلق النفسي اشد فتكا من أمراض الجسم

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : كلا إن معي ربي سيهدين

الزبرجدة الثالثة : لا تقيمي محكمة الانتقام فتكوني أول ضحية !
إن ربا كفاك ما كان بالأمس***سيكفيك في غد ما يكون


بعض الناس سمح لا يهمه أن يتقاضى حقه كله ، وهو يتغاضى عن كثير من الأمور ويتغابى أحيانا ، وفي مجمل الأمر فإن نفسه سمحة سهلة ، وهو لا يدقق كثيرا ، ولا يفتش فيما خلف العبارات ، ولا يتعب نفسه بهذه الأمور .

وبعضهم الآخر لا يعرف السماحة ولا يتغاضى عن حقوقه بمقدار ذرة ، وهو في جهاد مع الناس ومع المواقف المختلفة للاستقصاء والحصول على حقه – وربما غير حقه – وهو قلما يرضى .

ومن الطبيعي أن الإنسان السمح اقرب إلى رضا النفس وهدوء البال والبعد عن القلق ، كما انه اقرب إلى قلوب الناس وأجدر بحبهم ، و أبواب النجاح تفتح أمامه أكثر من ذلك الذي يعتبر نفسه في حرب دائمة مع عباد الله . وفوق ذلك يحلل الكلمات والمواقف ويبحث فيها عن المقاصد الخبيثة ، فيجلب القلق لنفسه من كل سبيل ، ويكرهه الناس يتحاشونه ويوصدون أمامه أبواب النجاح ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما وإلا كان ابعد الناس عنه .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( رحم الله عبدا سمحا إذا باع ، سمحا إذا اشترى ، سمحا إذا اقتضى ))


إشراقة : عليك بالاجتهاد في الوقت الحاضر ، مع عدم القلق حول ما سيأتي في الغد .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ



ومضة : ما أنزلنا عليك القران لتشفى

الزبرجدة الرابعة : الامتياز في الإنجاز

إذا لم يكن عون من الله للفتى***فأول ما يجني عليه اجتهاده


يقول أحد الأثرياء :

لا يتملكني أي شعور خاص لأنني أغنى رجل في العالم ، و أعيش حياة عادية في شقة متواضعة مع زوجتي ، ولا أشرب ولا أدخن ولا أعشق حياة المليارديرات الذين تملأ صورهم الصحف ، بيخوتهم الفاخرة ، وقصورهم في الأرياف ، وحياتهم الصاخبة ، وزيجاتهم من فتيات جميلات ، وهي الزيجات التي تنتهي عادة بطلاق يدفعون مقابله ملايين الدولارات .

أعشق العمل وأسعد به وغالبا ما آخذ غدائي معي لأتناوله في مقر عملي ولا تملأ ذاكرتي الغبطة والسعادة إذا تصورت ما املكه من مليارات ، ولكن تملؤها السعادة حين أتذكر أنني قد ساعدت في تحويل مدينتي الأم ( طوكيو ) بشوارعها المتواضعة إلى عاصمة هي محط أنظار العالم بالمجمعات العقارية الحديثة التي أنجزتها ..باختصار سعادتي في الإنجاز .


إشراقة : التحسر لا ينتشل سفينة من أعماق البحار !


ومضة : أليس الله بكاف عبده

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


الزبرجدة الخامسة : عالم الكفر يعاني الشقاء

ولو جاز الخلود خلدت فردا**ولكن ليس للدنيا خلود

ألقى الدكتور (( هارولدسين هابين)) الطبيب بمستشفى ( مايو ) رسالة في الجمعية الأمريكية للأطباء والجراحين العالمين في المؤسسات الصناعية قال فيها : إنه درس حالات 176 رجلا من رجال الأعمال ، أعمارهم متجانسة في نحو الرابعة والأربعين ، فاتضح له أن أكثر من ثلث هؤلاء يعانون واحدا من ثلاثة أمراض تنشأ كلها عن توتر الأعصاب وهي : اضطراب القلب ، وقرحة المعدة ، وضغط الدم ، ذلك ولما يبلغ أحدهم الخامة والأربعين بعد ! ، هل يعد ناجحا ذاك الذي يشتري نجاحه بقرحة في معدته ، واضطراب في قلبه ؟ وماذا يفيده المرض إذا كسب العالم أجمع وخسر صحته ؟ !، لو أن أحداً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام الأعلى سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين العامل الذي يحفر الأرض ؟ ‍ لعل العامل اشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة .

ويقول الدكتور (( و س . الفاريز )) : اتضح أن أربعة من كل خمسة مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ، بل مرضهم ناشئ عن الخوف ، والقلق ، والبغضاء ، والأثرة المستحكمة ، وعجز الشخص عن الملاءمة بين نفسه والحياة .


إشراقة : نحن لا نملك تغيير الماضي ولا رسم المستقبل بالصورة التي نشاء ، فلماذا نقتل أنفسنا حسرة على شيء لا نستطيع تغييره ؟!

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : لا تغضب ، لا تغضب ، لا تغضب

الزبرجدة السادسة : من أخلاق شريكة الحياة

ورب عسر أتى بيسر***فصار معسوره يسيرا

المرأة المؤمنة الصالحة لا ترهق زوجا بكثرة طلباتها ، فهي تقنع بما قسمه الله لها ، وقدوتها في ذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يروي عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول : ( والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ، ثم الهلال ، ثلاثة أهله في شهرين ، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار ، قلت : يا خالة ، فما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء ، إلا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار ، وكانت لهم منايح ، فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من ألبانها فسقيناه ).


إشراقة : قيمة الحياة هي أن يحيا الإنسان كل ساعة منها

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : العمل وقود الأمل وعدو الفشل

الزبرجدة السابعة : أرضى باختيار الله لك

ولا تظنن بربك ظن سوء***فإن الله أول بالجميل


ما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم إسماعيل عليهما السلام حين تبعت زوجها – بعد أن وضعها وابنها في واد غير ذي زرع ومضى -، تكرر على مسامعه : يا إبراهيم ، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولا شيء ؟، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : ( إذا لا يضيعنا ) ‍ نعم ، إن الله لا يضيع عباده الصالحين ، ألم يعوض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في سورة الكهف ؟: )وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً) )فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً) (الكهف:81) .

ألم يحفظ الله تعالى صاحب الكنز – الرجل الصالح – في ولديه حين أمر صاحب موس أن يبني الجدار من جديد ، فيثبته حتى يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟: )وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّك)(الكهف: من الآية82)


إشراقة : لن أستطيع تغيير الماضي ، ولست الآن قادرة على أن اعلم ما سيجيء فلماذا اندم أو اقلق؟!


ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : النصر مع الصبر

الزبرجدة الثامنة : لا تأسفي على الدنيا

فيا عجبا كيف يعصى الإله***أم كيف يجحده الجاحد ؟!


إن من يعلم بقصر عمر الدنيا ، وقلة بضاعتها ، ورداءة أخلاقها ، وسرعة تقلبها بأهلها ، لا يأسف على شي منها ، ولا ييأس على ما ذهب منها ، فلا تحزني على ما فات ولا تياسي ، فإن لنا دارا أخرى اعظم وابقى واكبر واحسن من هذه الدار ، وهي الدار الآخرة ، فاحمدي الله انك تؤمنين بلقاء الواحد الأحد وغيرك – من غير المسلمات – يكفرن بهذا اليوم الموعود ، فهنيئا لمن آمن بذاك اليوم واستعد له ، وتعسا لمن ضعف إيمانه في ذل اليوم ، وشغله عنه قصره ، وداره ، وكنوزه ، ومتاعه الرخيص ! ، وما قيمة قصر أو دار أو مجوهرات بلا إيمان ؟ وما قيمة منصب ومكانة بلا تقوى ؟ ولو أن الملوك والأمراء والتجار يعيشون الشقاء ، ويتجرعون غصص المرارة ، ويشتكون من مصائبهم وأحزانهم .


إشراقة : إن الأمس حلم ولى وانقضى ، والغد أمل جميل ، أما اليوم فهو حقيقة واقعة .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : المرأة أهدت العظماء للعالم

الزبرجدة التاسعة : متعة الجمال في خلق ذي الجلال

دع الأيام تفعل ما تشاء***وطب نفسا إذا حكم القضاء


انظري إلى الإنسان وروعة خلقه ، وتباين أجناسه ، وتعدد واختلاف نغماته ، أحسن الله خلقه ، وركبه في اجمل صورة : ) وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ )(غافر: من الآية64) )يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (الانفطار:6) (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) (الانفطار:7)

)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار:8) ، )لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4)

انظري إلى السماء وهيبتها ، والنجوم وفتنتها ، والشمس وحسنها ، والكواكب وروعتها ، والقمر وإشراقه ، والفضاء ورحابته ، وانظري إلى الأرض كيف دحاها ، وأخرج منها ماءها ومرعاها ،والجبال أرساها ، تأملي هذه البحار والأنهار ، هذا الليل ، هذا الصبح ، هذا الضياء ،هذه الظلال ، هذه السحب ، هذا التناغم الساري في الوجود كله ، هذا التناسق ، هذه الزهرة ، هذه الوردة ، هذه الثمرة اليانعة ، هذا اللبن السائغ ، هذا الشهد المذاب ، هذه النخلة ، هذه النحلة ، هذه النملة، هذه الدويبة الصغيرة ، هذه السمكة ، هذا الطائر المغرد ، والبلبل الشادي ، هذه الزاحفة ، هذا الحيوان ، جمال لا ينفد ، وحسن لا ينتهي ، وقرة عين لا تنقطع : )فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (الروم:17) )وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ) (الروم:18) )يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الروم:19)


إشراقة : لا تتطلعي إلى الجوانب التعيسة من الحياة ، بل استغني مباهجها .

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : وقرن في بيوتكن

الزبرجدة العاشرة : غاية الكرم ونهاية الجود

كم فرج بعد إياس قد أتى ****وكم سرور قد أتى بعد الأسى


سبى الروم بعض النساء المسلمات ، فعلم بالخبر ( المنصور بن عمار ) فقالوا له : ( لو اتخذت مجلسا بالقرب من أمير المؤمنين ، فحرضت الناس على الغزو ؟ وفعلا جعل له مجلسا بقرب أمير المؤمنين هارون الرشيد وذلك في ( الرقة ) في الشام .

وبينما كان الشيخ ( منصور ) يحث الناس على الجهاد في سبيل الله ، إذ طرحت خرقة بها صرة مختومة ومضموم بها كتاب ، فك ( المنصور ) الكتاب وإذ فيه : إني امرأة من أهل البيوتات من العرب ، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ، وسمعت تحريضك الناس على الغزو في ذلك ، فعمدت إلى اكرم شيء من بدني وهما ذؤابتناي ( أي : ضفيرتاها ) فقطعتهما وصررتهما في هذه الخرقة المختومة ، وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد ( لجام ) فرس غاز في سبيل الله ، فلعل الله العظيم أن ينظر إلى على تلك الحال فيرحمني بهما ) .

فلم يتمالك ( المنصور ) نفسه تجاه تلك العبارات البليغة ، فبكى وأبكى الناس ، فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام ، فغزا بنفسه مع المجاهدين في سبيل الله ، ففتح الله عليهم .

إشراقة : لا تبكي على ما فات ، ولا تضيعي الدموع هباء ، فليس في استطاعتك أن تعيدي ما مضى وولى ....

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ
وجدان 2007
وجدان 2007
الـــيـــــــاقــــــــــــــــــوتـــــــــــــــ ـــــــــــ


ومضة : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

الياقوتة الأولى : ليس لك من الله عوض

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى**وصوت إنسان فكدت أطير


دخل رجل في غير وقت الصلاة فوجد غلاما يبلغ العاشرة من عمره قائما يصلي بخشوع ، فانتظر حتى انتهى الغلام من صلاته فجاء إليه وسلم عليه وقال : يا بني ابن من أنت ؟ فطأطأ برأسه وانحدرت دمعة عل خده ثم رفع رأسه وقال : يا عم إني يتيم الأب والأم ، فرق له الرجل ، وقال له : أترضى أن تكون ابنا لي ؟ فقال الغلام : هل إذا جعت تطعمني ؟ قال : نعم ، فقال الغلام : هل إذا عريت تكسوني ؟ قال نعم ، قال الغلام : هل إذا مت تحييني ؟ قال الرجل : ليس إلى ذلك سبيل .

قال الغلام فدعني يا عم للي خلقني فهو يهدين ، والي يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي اطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين.

فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول : آمنت بالله ، من توكل عل الله كفاه .

إشراقة : مهما شددت شعرك ،وسمحت للهم والكدر أن يمسكا بخناقك ، فلن تستطيعي أن تعيدي قطرة واحدة من أحداث الماضي.

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : ورحمتي وسعت كل شيء

الياقوتة الثانية : السعادة موجودة .. لكن من يعثر عليها ؟!

وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة**من الهم افرح أكثر الروع باطله


لا يمكن لإنسان أن يستمد السعادة إلا من نفسه ، ولكن عليه أن يهتدي إلى الطريقة الفضلى لبلوغها ، وهي تتلخص بان يكون صادقا شجاعا محبا للعمل والناس ، وأن يتحلى بالتعاون والبعد عن الأنانية السوداء ، وأن يكون له ضمير حي قبل كل شيء ، فالسعادة ليست خرافة ، إنها حقيقة ظاهرة ، ويستمتع بها كثيرون ، وبإمكاننا أن نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا وإذا ما استعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة ، فإذا تبصرنا بالحياة نستطيع أن نستخرج من ذواتنا أشياء كثيرة وأن نبرأ من كثير من الأمراض الصحية والنفسية من المعرفة والإرادة والصبر ، ونعيش حياتنا التي وهبها الله لنا بلا جحود ولا عقوق ولا شقاء .

إشراقة : ما من عدو لدود لجمال المرأة أكثر من القلق الذي يقربها من الشيخوخة


ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : ولسوف يعطيك ربك فترضى

الياقوتة الثالثة : حسن الخلق جنة في القلب

أعلل النفس بالآمال أرقبها**ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل


الناس مرايا للإنسان فإذا كان حسن الأخلاق معهم كانوا حسني الأخلاق معه ، فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ، ويحس انه يعيش في مجتمع صديق.

وإذا كان الإنسان سيئ الأخلاق غليظا وجد من الناس سوء الأخلاق والفظاظة والغلظة ،فمن لا يحترم الناس لا يحترمونه .

وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق والتوتر والمواقف المؤلمة ، إضافة إلى أن حسن الأخلاق عباد لله ومما حض عليه الإسلام كثيرا ، قال الله : )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (لأعراف:199) وقال الله يصف رسوله صلى الله عليه وسلم : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن احبكم إلي أحاسنكم أخلاقا ، الموطئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون ، وإن أبغضكم الي المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الملتمسون للبرآء العيب )).


إشراقة : إن التردد والتخاذل والسير حول المشكلة بلا آمال . ل هذا يدفع البشر إلى الانهيار العصبي .


ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : كل يوم هو في شأن

الياقوتة الخامسة : استعيذي بالله من الهم والحزن

ولو أن النساء كمن عرفنا***لفضلت النساء على الرجال


ما أظن عاقلا يزهد في البشاشة أو مؤمنا يجنح إلى التشاؤم واليأس ، وربما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته طمأنينته ورضاه ، وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله كي ينقذه مما حل به ، فإن الاستسلام لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في الإرادة يطبع الأعمال كلها بالعجز والشلل.

ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يستعينوا بالله في النجاة من هذه الآفات ، قال أبو سعيد الخدري : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة ، فقال : (( يا أبا أمامة .. ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة ؟، قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك ، وقضى عنك دينك ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، ، قال : قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )) . رواه أبو داود . قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي وقضى عني ديني.

إشراقة : إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكلين ، ولكنها تأتي مما يأكلك !

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : وما بك من نعمة فمن الله

الياقوتة السادسة : المرأة التي تعين على نوائب الدهر

هي حالان شدة وبلاء***وسجالان نعمة ورخاء


تروي كتب الطبقات عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كانت تطوي الأيام جوعا ، وقد رآها زوجها الإمام علي رضي الله عنه يوما ، وقد اصفر لونها ، فقال لها : ما بك يا فاطمة ؟

قالت : منذ ثلاثة لا نجد شيئا في البيت ‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ، قال : ولماذا لم تخبريني ؟ قالت : إن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ليلة الزفاف : (( يا فاطمة ، إذا جاءك علي بشيء فكليه ، وإلا فلا تسأليه ‍)).

لكن كثيرا من النساء قد تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ، فالواحدة منهن لا تطيق أن ترى فيجيب زوجها مالا ، فتلعن حالة الطوارئ في المنزل ، ولا تهدأ حتى تسلبه ما معه من مال .

ولا شك أن الرجل إن استسلم مرة ، فلن يرفع الراية البيضاء دائما ، وإنما سيبدأ الشقاق ولو بعد حين ، وقد يتطور هذا الشقاق إلى الطلاق ويومها سيترنم الزوج بأبيات هذا الأعرابي الذي تخلص من زوجته ( أمامة ) بطلاقها بعد طول عناء وشقاء معها:

طعنت أمامة بالطلاق***ونجوت من غل الوثاق

بانت فلم يألم لها قلبي***ولم تدمع مآقي

ودواء مالا تشتهيه***النفس تعجيل الفراق

والعيش ليس يطيب*** بين اثنين في غير اتفاق


إشراقة : إن الحياة اقصر من أن نقصرها ، فلا تحاولي أن تقصريها أكثر

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : النجاح أن تكوني على كل لسان

الياقوتة السابعة : امرأة من أهل الجنة

إن ربا كان يكفيك الذي*** كان منك الأمس يكفيك غدك


رو عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني اصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله تعالى لي ، قال :( إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك ) فقالت : أصبر ، وقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها .

فهذه المرأة المؤمنة التقية رضيت ببلاء يصاحبها في حياتها الفانية على أن لها الجنة ، وقد ربح البيع ، فكانت من أهل الجنة ، ولكنها أنفت أن تتكشف فيرى الناس من عورتها ما لا يليق بالمرأة المسلمة المحتشمة التقية ، فماذا نقول لهؤلاء الكاسيات العاريات اللواتي يتفنن في إبداء محاسنهن ، ويجتهدن في خلع برقع الحياء ، وفي التعري ؟!

إشراقة : كفي عن القلق ، تحلي ، واجهي الحقيقة بثبات ، وافعلي شيئا لتعيشي.


ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : المعونة على قدر المؤونة

الياقوتة الثامنة : الصدقة تدفع البلاء

وفي كل شيء له آية***تدل على انه الواحد


الصدقة باب عظيم من أبواب سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛ فإن بذل المعروف يكافئ الله صاحبه في الدنيا بانشراح صدره ،وسروره وحبوره ، ونوره وسعة خاطره ،ورخاء حاله ، فتصدقي ولو بالقليل ، ولا تحتقري شيئا تتصدقين به ، تمرة أو لقمة أو جرعة ماء أو مذقة لبن ، أهدي للمسكين ، و أعطي البائس ، أطعمي الجائع ، وزوري المريض ، وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى – خفف عنك من الهموم والغموم ، ومن الأحزان ، فالصدقة دواء لا يوجد إلا في " صيدلية " الإسلام.

وسال رجل الإمام عبد الله بن المبارك فقال له : يا أبا عبد الرحمن قرحة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ،وسألت الأطباء ، وقد عالجت بأنواع العلاج ، فلم أنتفع به ؟ !

فقال له ابن المبارك : اذهب فانظر موضعا يحتاج الناس فيه إلى الماء، فاحفر هناك بئرا فإني أرجز أن تتبع هناك عين ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل فبرأ .

ولا عجب أيتها الأخت الكريمة : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( داووا مرضاكم بالصدقة ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء ) .

إشراقة : القلق حبيب الفراغ

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : حور مقصورات في الخيام

الياقوتة التاسعة : كوني جميلة الروح لأن الكون جميل

ولا تجزع لحادثة الليالي***فما لحوادث الدنيا بقاء


مشهد النجوم في السماء جميل ،ما في هذا شك ، جميل جمالا يأخذ بالقلوب ، وهو جمال متجدد تتعدد ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من صباح إلى مساء ، ومن شروق إلى غروب ، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء ، ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب ، بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ، ومن مرصد لمرصد ، ومن زاوية لزاوية ، وكله جمال ، وكله يأخذ بالألباب .

هذه النجمة الفريدة التي توصوص عناك ، وكأنها عين جميلة ، تلتمع بالمحبة والنداء ‍، وهاتان النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من الزحام تتناجيان !..

وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك ، وكأنها في حلقة سمر في مهرجان السماء ، وهذا القمر الحالم الساهي ليلة ، والزاهي المزهو ليلة ، والمنكسر الخفيض ليلة ، والوليد المتفتح للحياة ليلة ، والفاني الذي يدلف للفناء ليلة ..!

وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده ، ولا يبلغ البصر آماده .

إنه الجمال ، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه ، ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات!‍‍‍‍‍.

إشراقة : لابد من تقبل الأمر الواقع الذي لابد منه ، وإذا قلقت فماذا ينفعك القلق؟

ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ


ومضة : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى

الياقوتة العاشرة : امرأة تصنع بطولة

أترى الشوك في الورود وتعمى***أن ترى فوقه الندى إكليلا؟


ولى أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حبيب بن مسلمة الفهري قيادة جيش من المسلمين لتأديب الروم ، وكانوا قد تحرشوا بالمسلمين ، وكانت زوجة حبيب جندية ضمن هذا الجيش ، وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ،وإذا بزوجته تسأله هذا السؤال :أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت الصفوف ؟

فأجابها قائلا : تجديني في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ، وحمي وطيس المعركة وقاتل حبيب ومن معه ببسالة منقطعة النظير ، ونصرهم الله على الروم وأسرع حبيب إلى خيمة قائد الروم ينتظر زوجته ،وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجبا ، لقد وجد زوجته قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !

ولو كان النساء كمثل هذي***لفضلت النساء على الرجال !
إشراقة : الحياة ليس فيها صعب أو مستحيل طالما أن هناك القدرة على العمل والحركة !...
ــــــــــــــــــــ ••.•°ღ♥ღ•.•• ــــــــــــــــــــ