تمهيد ~
إن لقارئ القرآن ..
المتدبر فيه ..
والعامل بأوامره ونواهيه ..
مكانة عظيمة ، ومنزلة رفيعة عند الله عز وجل ..
روى أحمد وأبو داود والترمذي
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق ورتل ..
كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
**
**
أصوات من السماء ..
هي أصوات نقية سخّرت ماوهبها الله فيما يرضي الله ..
أصواتاً .. صوّر الله بها الصفاء والجمال والقوة ..
أصوات تحرك مشاعر القلوب بروعتها ..
وتكمن الروعة في تلك الكلمات النورانية التي تنساب منها
وهي تتغنى بآيات الله ..
وفي الترددات الإيمانية التي تخترق قلب الفضاء
في تهدجات الحناجر ..وأجراس التراتيل .. وتواشيح الإيمان ..
إنها أصوات تتدفق بلغةالسماء ..
لتسكب في القلوب الراحة والأمان ..
وتثير العواطف والحس الإيماني .. .
**
**
من فجر الإسلام.. صوت :
(أرحنا بها يابلال !)
أحب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صوت بلال ..
وهو يتردد قوياً عذباً بنداء الصلاة ..
( الله اكبر ...)
فتردد صداه أودية مكة وشعابها ..
وتخشع به الأسماع ..!
وتسترسل أمواجه في ذرات الأثير ..فتتغلغل في عمق الفضاء..
طوال فترة النبوة كان ينطلق مجلجلاً بالأذان ..
وما كان أحب إلى الرسول من صوته .. في ذلك النداء العلوي..
وحين يأذن وقت الصلاة فيدعوه قائلاً:
( ارحنا بها يا بلال ) ..!
فيرتفع صوت بلال رخياً ، قوياً، متماوجاً..
يتردد صداه في الأفق بعيداً ..
ليوقظ القلوب ..
ويحرك الهمم
فتسارع لتلبية النداء.
**
أصواتٌ من سماء القرن العشرين :
هي .. أصوات تألقت ولا زالت ..
في سماء الإيمان...
أصوات من القرن الذي مضى
رحل أصحابها .. وبقيت حيةً تردد أنهم لم يرحلوا ..
ذكرهم .. حيٌّ ..باق ..كلما ترددت على الأسماع قراءاتهم
رجال سخروا أصواتهم في رضا الله تعالى ..
فتغنوا بالقرآن ..
وأنشدوا حروف الإيمان ..
وأثروا في الناس تأثيراً عميقاً ..
بصدق التعبير والإحساس والتفاعل ..
وبإخلاص التوجه ..
وعمق الإيمان والشعور ببليغ البيان القرآني .
**
**
قصة مقرئ
(عنقود العنب ) :
يطيب هنا أن نذكر قصة تلقي الضوء..
على سيرة مقرئٍ لايزال وسيظل إ لى ماشاء الله..
يتردد ذكره بتردد تراتيله ..
ونلمس من هذه القصة الأثر العظيم الذي يتركه القرآن
لصاحبه بين الناس ..
علاوة على المنزلة العالية والمكانة الرفيعة لهم عند الله
ومن هنا نقرأ :
( خليل ) .. رجل طيب مؤمن ..
يشتغل بصناعة الحصير
وكان كلّما وجد مصلّى بلا حصيرة،
أو مفروشاً بقش الأرز،
هرع إليه وفرشه بالحصير الجديد،
وكانت المصلّيات آنذاك تُفرش بالحصير ..
جاءته في أحدى الليالي رؤيا عجيبة !!
رأى عمودَه الفقري يتشكل ويتدلى عنقودًا من العنب،
والناس تأتي جماعات جماعات ،
يأكلون من عنقود العنب، وعنقود العنب لا ينفد !!
و لمّا تكرّرت الرؤيا..
ذهب لأحد الشيوخ وقصّها عليه،
فسأله الشيخ إن كان له ذرية ..
قال : ولدي محمود وعمره عامان
قال الشيخ :
ألْحِقه بالأزهر ، يتعلّم العلوم الشرعية،
فسوف يكون له شأن كبير ..
وقد كان !!!!
ألحَقَه بالأزهر وختم محمودُ القرآنَ في عمر الثامنة،
وكان أوّلَ من سجّل المصحف المرتل في أنحاء العالم
بطريقة رواية حفص عن عاصم،
ورفض أخذ أجرة مالية عليها فوضع الله لها القبول في الأرض ..
وكبر محمد ..وتوالى فضل الله عليه باجتهاده :
ففي عام ١٩٦١م .. كان أول من سجّل القرآن برواية حفص عن عاصم.
وفي عام ١٩٦٤م كان أول من سجّل القرآن برواية ورش عن نافع.
أما في عام ١٩٦٨م كان أول من سجل القرآن
برواية قالون ورواية الدورى عن أبي عمرو البصري.
وهو أول من سجّل القرآن المعلم (طريقة التعليم).عام ١٩٦٩م
وأول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسرعام ١٩٧٥م
1977 - أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة.
وأذّن فيها لصلاة الظهر عام ١٩٧٧م
وأول من رتل القرآن في القصر الملكي في لندن .
وأول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض ،
وقاعة الكونغرس الأمريكي .
هل عرفتم من هو ؟
إنه القارئ محمود خليل الحصري .. (شيخ القرّاء )
توفي رحمه الله في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠م
بعد صلاة العشاء
بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم
ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا...
فيالها من حياة حافلة بذكر الله، والآخرة خير وابقى
حتى الآن ..
لا نزال نأكل من عنقود العنب ،
وعنقود العنب لا ينفد !! إلى ماشاء الله !
*
أحسن الوالدُ بفرش المساجد
حتى لُقِّب بالحصري..
فنشر الله صوت ابنه في أنحاء الأرض
باسم الحصري الذي لا يزال يتردد على أسماعنا
في مشارق الأرض ومغاربها بهذا اللقب
فانظروا ياأهل القرآن !
ولكل شيخ من القرّاء والمتغنين بالقرآن الكريم حكاية
وفي سطور سريعة ..نمر بذكر أسما ء نجوم لاتزال متألقة الضوء
في سماء القرآن ..
وللذكر لاللحصر :
الشيخ ( عبد الباسط محمدعبد الصمد ) ..
أحد أشهر القرّاء في العالم الإسلامي
يتمتع بشعبية هي الاكبر في العالم لجمال صوته
وأسلوبه الفريد ..في الترتيل والتجويد ..
لقب بالحنجرة الذهبية .. وصوت مكة
وكان الملك سعود شديد الإعجاب بقراءته .
**
الشيخ (محمد رفعت )..
صوت الهداية وقيثارة السماء.
وكان سببا فى اسلام الكثير من الأجانب
الذين استمعوا اليه.
الشيخ (محمد محمود الطبلاوى ) ..
من أجود وأجمل الأصوات التي تغنت بالقرآن ..
قرأ القران الكريم فى اكثر من سبعين دولة
الشيخ ( علي محمود )..
هو مقرئ ومنشد ..
ومؤسس مدرسة عريقة في التلاوة والإنشاد ..
تتلمذ فيها كل من جاءوا من بعده من القراء والمنشدين .
💕💕💕
والشيخ سيد النقشبندى ...
الذى يعد من أقوى وأوسع الاصوات مساحة..
فهو استاذ المداحين وصاحب مدرسة متميزة في الابتهالات
والإنشاد الديني .
💕💕💕
كما كان هناك الشيخ طه الفشني الذي لقب بملك التواشيح
💕💕💕
تلك نماذج إيمانية
لشيوخ ملكوا حناجر ماسية باركها الله
فانطلقت ترتل القرآن وتؤثر في قلوب الناس ..
رحلت وخلّفت وراءها ذكراً خالداً
وميراثاً معينهُ لاينضب..
💕💕💕
((ابشرى بالأجر الكبير 🌷))
للقرآن شرفٌ ومكانة عظيمة عند ذي الجلال ..
يبشر الله تعالى به عباده العاملين بما فيه ..
المداومين عليه :
(إن هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ
أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) ٩/ الإسراء
والأجر الكبير الذي أعده الله لهم في دار كرامته
لا يعلم وصفه إلا هو.
:
.
💕💕💕
((هل أنت من أهل القرآن ؟ 🌷))
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن أهل القرآن فقال :
( إن لله أهلين من الناس )
قالوا : يارسول الله ! من هم ؟
قال : هم إهل القرآن وخاصته
:
وأهل القرآن .. أي حفظته الملازمين لتلاوته ...
العاملين به..القائمين به..
نالوا شرف القربى من الله واختصهم فكانوا كأهله ..
وسموا بذلك تعظيماً لهم .
:
وأهل القرآن .. كرمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وجعلهم المقدّمين في إمامة المسلمين في الصلاة ..فقال :
( يؤم القوم اقرؤهم اكتاب الله ).
:
.
💕💕💕
(( القرآن شفيع لصاحبه 🌷))
ومن فضائل صاحب القرآن أن كتاب الله
يشفع له يوم القيامة ..
قَال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم :
«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ..»
:
.
💕💕💕
وشهد النبي صلى الله عليه وسلم ..
بأن متعلمي القرأن ومعلميه خيرالأمة .. فقال :
(خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).
:
.
💕💕💕
(( المؤمن ومثله مع القرآن 🌷))
انظري إلى موقعك من هذا القول الكريم الجميل ..
حيث شبه درجات علاقة الناس بالقرآن بالثمر حلوه ومرّه
فقال :
( مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ..
رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ،
وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ..
لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ،
وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ..
رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ،
وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ..
لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرّ ) .
:
.
💕💕💕
((مكانة القارئ في السماء 🌷))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ،
وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ).
:
فهنيئاً لحامل القرآن ووالديه هذه المكانة العظيمة
والمنزلة المنيفة وحلل الكرامة والفخار..
جعلنا الله وإياكن .. منهم .