أطلال حرف

أراني أكتب بمداد الشوق حروفا مزقها تمرد طفولة مسلوبة
ومراهقة مجردة
على أطلال مدينة نخرت أساسها ثورة الحروب ووسائل الدمار
فلم يبقى إلى معاني
وحرارة بصماتي على تلك الأطلال
كبقايا وشم على ظهر كف عجوز

أجد كل الآلام تنعي حظها هنا
وكل الأفراح تبكي على قبورها
وكل ابتسامة ترمي بوردة خريف فوق احدى النعوش التي غطتها خيوط العنكبوت
أي زمن نحن فيه
وأي أناس نعاشرهم
وأي مدن نسكن
حتى القلوب أصبحت كالقبور التي لم يبقى فيها سوى الرميم

آآآآآآآآآه أيها الوعد الموعود
فوق ذاك الجبل المشهود
ترمي بكل الأماني من فوق
تسخر من كل الأحلام
وتحطم كل الخيالات قبل أن ترتقي إلى ما ترضاه وتشتهي

وآآآآآآآآآآه منك أيها الشبح الهائم
تحوم في الأعالي كغيمة حمضية تأتي على الزرع والنبت
ولا تذر منه سوى الهشيم
أيها الظلم الظالم
أصبحت رايتك في الأعالي ترفرف
تتلذذ بدمعة المجروح
وتمرح على عذابات الروح

تقف عند كل قبر يردم
تضحك بصوت عال
تسخر كل شئ
حتى لم يعد هناك لشئ قيمة


تعبت وتعب التعب لأجلي
تهالكت قواي
وسخر الفكر من الحرف
وتمرد الكلم على وجود الطغاة
لكنه ظل قابعا في غيابات الجب
بكيت حتى جرح خدي
ونزفت حتى نشفت أوردتي

وأيقنت بعد كل هذا
أن مدادي لم يكتب سوى ذكرى شهد على زمن ولى
وبقيت معالم حروفها تنتظر حظها من التعرية





أعلم أنني ابتعدت عنكم أحبائيكثيرا
لا مقام لعذر هنا
لأنني أخطأت كثيرا في حقكن
أعلم أن قلمي اهترأ بالصدأ
فتقبلوا خربشاته المتعثرة


لا تنسونا من صالح الدعاء
تقبلوا تقديري واحترامي
أم حنين