
ان شاء الله سوف نأخد كل مايتعلق بأعمال القلو ب من طاعات وآفات القلوب كلها في سلسله شامله نحاول فيها جاهدين ان نبلغ اصحاب الهمم العاليه كل ماينفعهم ويعينهم علي طاعه الله ونسأل الله الاخلاص والقبول في العمل .
هـــــــــــــوي النفــــــــــــــــس
قال الامام الحافظ ابن جوزيه رحمه الله :
(الـــهــــوى ميل الطبع الى مايلائمه , وهاذا الميل خلق في الانسان ضروره
لبقائه فانه لولا ميله الى المطعم والمشرب والمنكح .. لاما شرب ولا اكل ولانكح..)
وقال الشعبي :
(سمي الهوى لانه يهوي بصاحبه , ومطلقه يدعوا الى اللذه الحاضره من غير فكر
في العاقبه ,فللدنيا عاقبه قبل عاقبة الاخره , والهوى يُعمي صاحبه من ملاحظتها
والدين والعقل ينهى عن لذه تعقبه الماً وشهوة تورث ندماً..)
في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
(( لايؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ))

وقــيل ,,, الهوى كمين لايُؤمَن..
إن العبد لم يخلق للهوى وإنما خلق لمهمة كبيرة قد يكون الهوى عائقا وحاجزا بينه وبين ما خلق من أجله ..
والقرآن الكريم فى غير موضع يذم الهوى ( واتبع هواه فمثله كمثل الكلب)
( أفرأيت من إتخذ إلهه هواه)
(أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه)
( ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغى فى بطونكم ومضلات الهوى" .
وقال مالك بن دينار " بئس العبد عبد همه هواه وبطنه"
وكان الصديق رضى الله عنه يردد " إنى بليت بأربع ما سلطوا إلا لجلب مشقتى وعنائى إبليس والدنيا ونفسى والهوى ، كيف الخلاص وكلهم أعدائى.

وقال على بن سهل
العقل والهوى يتنازعان فمعين العقل التوفيق وقرين الهوى الخذلان
ولكن الشرع الحنيف وضع حلولا شافية لهوى النفس فيقول رسولنا الكريم " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله".
والمؤمن الحق قوام على نفسه دائم الحساب ومراجعة النفس حتى يفيق من سكرة الهوى ومما يعالج هوى النفس ليكون موافقا لشرع الله الصبر والتصبر .
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم " ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" لأن الإنسان اذا ظل متبعا للهوى فيصدأ قلبه .
وكان يحيى بن معاذ يقول " سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب" .
ولذلك كان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بغض البصر ومن قبل القرآن الكريم : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )

كى يغلق باب الهوى من البداية فإن النظر سهم من سهام إبليس ، وأفضل ما يضبط أعمال المسلم أن يزن أفكاره وآراءه وأقواله وأفعاله بميزان الكتاب والسنة لا برأيه ولا برأى غيره وقال الشاعر العربى:
عاتبت قلبى لما **** رأيت جسمى نحيلا
فألزم القلب طرفى **** وقال : كنت الرسولا
فقال طرفى لقلبى **** بل أنت كنت الوكيلا
فقلت: كفوا جميعا **** تركتمانى قتيلا

فلو غلب المسلم جانب الشرع على جانب الهوى والطبع سعد دنيا وأخرى وأسعد غيره وإن كانت الأخرى فنسأل الله أن يهدينا سواء السبيل وأن يجنبنا الهوى هو ولى ذلك والقادر عليه.
عجبنى هذا الموضوع فنقلتة لكم ليعم الخير علينا جميعا

تابع
إنَّ الحمد لله نحمَدُه ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهدِ اللهُ فلا مُضِلّ له ومن يُضلِلْ فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه من بعثهُ اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمّة فجزاه اللهُ عنّا خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه صلواتُ الله وسلامه عليه وعلى كلِّ رسول أرسله.
أما بعدُ عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليّ العظيم.
الريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ءاية 264 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ} ويقول تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.
عباد الله إن المُراد بالشرك في هذه الآية هو الشركُ الأصغر وهو الرياء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتّقوا الرياء فإنه الشِركُ الأصغر"، فقد سمّى الرسول الرياء الشرك الأصغر لأن الذي يعمل رياءً كأنه أشرك بالله تعالى.
ففي ذلك دلالة على عُظم ذنب المرائي.
واعلموا يا عبادَ الله أنَّ الرياء خطرُه عظيم وأنَّ النجاة منه تحتاج لجهد كبير ومراقبة للنفس شديدة لأنَّ القلب سريع التقلّب جداً فهو أسرعُ تقلّباً من القدْر إذا استجمعت غَلَيَاناً، أسرع تقلّباً من الماء الذي يغلي في القِدْر والرياء يا عبادَ الله من معاصي القلب، والرياءُ بأعمال البر هو العَمَلُ لأجلِ الناس أي ليمدحوهُ ويُحبطُ ثوابَ العمل فمن صلّى أو صام أو حجّ أو قرأ القرءان أو تصدق أو أحسن إلى الناس بقصد أن يمدحه الناس وبقصد إجلال الناسِ له فلا ثواب له بل عليه إثمٌ كبير بمراءاته.
والرياءُ يا عباد الله بابه واسع فقد يكون بإظهار نُحُول وصُفرةٍ وتشعُّث وخفض صوتٍ ليُظَنَّ أنه شديد الاجتهاد في العبادة، وقد يكون بتقليل الأكل وعدم المبالاة بلبسه ليُظنَّ أنه مشتغل عن لُبْسه بما هو أهم أو بإكثار الذّكر وملازمة المساجد ليُظنَّ أنّه صوفي مع أنه مفلس من حقيقة التصوّف وما أكثر هؤلاء في أيّامنا فإذا زاد على ذلك قصدَ مبرَّة الناس له بالهدايا والعطايا كان أسوأ حالاً لأنَّ ذلك من أكل أموالِ الناسِ بالباطل. وقد يكون الرياء يا عباد الله بطلب كَثْرةِ الزُوّار له كأن يطلبَ من نحو عالِم أو ذي جاه أن يزوره ويأتي إليه إيهاماً لرفعته وتبَرُّكِ غيره به، وقد يكون الرياء بذكر أنه لقي كثيراً من أهل الفضل افتخاراً بهم وترفّعاً على غيره.
وقد روى مسلم من حديث أبي هُريْرة قال سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ أوّلَ الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجُلٌ استُشهِدَ (أي مات وهو يقاتل في المعركة) فأتي به فعرَّفه نِعَمَهُ فعرفَها قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتلت فيكَ حتى استُشهِدْتُ.
قال: كذبْتَ ولكنك قاتلت لأن يقال جرىء (أي شجاع بطل) فقد قيل (أي أخذت جزاءك في الدنيا) ثم أُمِرَ به فَسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار. ورجُلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرءان فأُتي به فعرَّفه نِعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمتُه وقرأتُ فيكَ القُرءانَ.
قال: كذبْتَ ولكنك تعلَّمت العلم ليقال عالمٌ، وقرأتَ القرءانَ ليُقالَ هو قارىءٌ فقد قيل (أي أخذت جزاءك في الدنيا) ثم أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه حتى أُلقِيَ في النار، ورجل وسَّع اللهُ عليه وأعطاهُ من أصناف المال كله فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عمِلْتَ فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيلٍ تُحبُّ أن يُنفَقَ فيه إلاّ أنفقتُ فيه لكَ قال: كذَبْتَ ولكنك فعلتَ ليُقال هو جَوَاد (كريم) فقد قيل (أي أخذت جزاءك في الدنيا) ثم أمر به فسُحِبَ على وجهه ثم أُلقي في النار".
عباد الله إن الرياء يُحبط ثواب العمل الذي قارنه فإن رجع الشخص عن ريائه وتاب أثناء العمل فما فعله بعد التوبة منه له ثوابُه، وأيُّ عمل من أعمالِ البرِّ دخله الرياءُ فلا ثواب فيه سواء كان جرَّد قصده للرياء أو قرن به قصد طلب الأجر من الله تعالى.
واعلموا يا عباد الله أنَّ الثواب والرياء لا يجتمعان وذلك لحديث أبي داود والنسائي بالإسناد الى أبي أُمامة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجُلاً غزا يلتمِسُ الأجْر والذِكْرَ ما لَهُ؟ قال: "لا شىء له"، فأعادها ثلاثاً كل ذلك يقول: "لا شىء له" ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله لا يَقبَلُ من العمل إلا ما كان خالصاً له وما ابتُغِيَ وجْهُه".
فيعلم من هذا الحديث أن الذي قصد بجهاده الحصول على مال من طريق الغنيمة لا أجْر له وكذلك من كانت نبيته أن يحمَده الناس وكذلك من كانت نيتُه السُّمعَة. وهذا الحكمُ يا عبادَ الله يشمَل المؤذن والذي يتولّى الإمامة والتدريس بالعلم، علم الدين.
فمن كانت نيتُه الحصول على عرض الدنيا، أي المال فإنه لا ثواب له في أذانه وإمامته وتدريسه. لكن هؤلاء الذين يعملون عمل الآخرة للدنيا يحرمون الثواب بخلاف من يعمل رياء وسمعة فإنه يُحرم الثواب ويكتب عليه ذنب.
عباد الله، إنَّ الرياء ليس شركاً أكبر لأنَّ الشرك الأكبر هو عبادة غير الله وإنما سُمّي الرياء بالشرك الأصغر لأنّه يشبه العبادة لغير الله فهو من كبائر الذنوب وليس مما يخرج من الإسلام.
فاجتهدوا يا عباد الله في العبادة مع إخلاص النية لله ونقُّوا قلوبكم من الرّياء المفسد للأعمال وراقبوا جوارحكم وخصوصاً قلوبكم التي هي سريعة التقلُّب جداً واذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في الجسد مضغة إذا صَلَحت صَلَح الجسد كلُّه وإذا فَسدت فَسَد الجسد كلُّه ألا وهي القلب".
الأمر الثاني : أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه : فحينئذٍ تبطل جميع العبادة ؛ لأن أولها مرتبط بآخرها .
مثال ذلك : أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية ، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها .
الوجه الثالث : أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة : فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها ؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك .
وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة .
وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة ؛ لأن ذلك دليل إيمانه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن " .
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " تلك عاجل بشرى المؤمن " .
علاج الريــــــــــاء:
1. استحضار مراقبة الله تعالى للعبد .
وهي منزلة " الإحسان " التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل ، وهي " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . رواه مسلم ( 97 ) .
فمن استشعر رقابة الله له في أعماله يهون في نظره كل أحد ، ويوجب له ذلك التعظيم والمهابة لله تعالى . .
2- الاستعانة بالله تعالى على التخلص من الرياء
قال الله تعالى عن المؤمنين { إياك نعبد وإياك نستعين } ، ومن الأشياء التي تنفع في هذا الباب الاستعانة بالله في دعائه ، قال صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل فقال له من شاء الله أن يقول :وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم " . رواه أحمد (4/403) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 3731 ) .
3. معرفة آثار الرياء وأحكامه الأخروية .
حيث أن الجهل بذلك يؤدي إلى الوقوع أو التمادي فيه ، فليعلم أن الرياء مُحبط للأعمال ، وموجب لسخط الله ، والعاقل لا يتعب نفسه بأعمال لا يكون له أجر عليها ، فكيف إذا كانت توجب سخط الله وغضبه .
4. النظر في عقوبة الرياء الدنيوية .
وكما أن للرياء عقوبة أخروية ، فكذلك له عقوبة دنيوية ، وهي أن يفضحه الله تعالى ، ويظهر للناس قصده السيّئ ، وهو أحد الأقوال في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم " من سمَّع : سمَّع الله به ، ومَن راءى : راءى الله به " رواه البخاري ( 6134 ) ومسلم ( 2986 ) . قال ابن حجر : قال الخطابي معناه : من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه .
وقيل : من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا سيئا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة . أ.هـ " فتح الباري " ( 11 / 336 ) . 5
5. إخفاء العبادة وعدم إظهارها . وكلما ابتعد الإنسان عن مواطن إظهار العبادة : كلما سَلِم عمله من الرياء ، ومن قصد مواطن اجتماع الناس : حرص الشيطان عليه أن يظهر العبادة لأجل أن يمدحوه ويُثنوا عليه .
والعبادة التي ينبغي إخفاؤها هنا هي ما لا يجب أو يُسنُّ الجهر به كقيام الليل والصدقة وما أشبههما ، وليس المقصود الأذان وصلاة الجماعة وما أشبههما مما لا يُمكن ولا يُشرع إخفاؤه .
حفظنا الله جميعاً من الرياء وما يفسد القلوب.
" allowfullscreen>