منذ أكثر من 11 عاما أبتدأت قصتي .. فقد ابتليت بلاااااء عظيما بداء عظيم .... منذ تلك اللحظة تعلق أملي به وحده .. بالله الخالق دون سواااااااه .. ما أذكره أني كنت طفلة ... طفلة بعمر الورد 14 عاما ... وما أعلمه أنه لم يتخلى عني أبدا ولم يحرمني من عطائه في يوم من الأيااااااام .. من علي بالجمال والمال والأمن والذكااء والأبداع وأكرمني بنعمة الأسلام ..لكن قد قدر لي أن تنتزع صحتي مني وهي أغلى نعمة على الأنساااااان ....كنت خلال 10 أعوام ألتجئ إلى ربي وأتحين الفرص مثل ليلة القدر والأوقات التي يستجاب الدعاء بها ... لكن لا أنكر تقصير في بعض الأمور.... هذا العام جااااااء من يخطبني .. ولأول مره وجدت دافعا عظيما يدعوني للجووووء إليه وسؤاله .. قلت .. ليس لي إلاك يا رب .. وليس لي سواااااااك .... وبالفعل أبتدأت حكايتي معه ..... قررت أن أرضيه حق الرضا .. تجنبت المعاصي .. تركت سماع الأغاني وصرت أبحث في نفسي عن كل شيء يغضبه وتجنبته ... قررت أن ألتزم الدعاء في جوف الليل الآخر ..... وفعلتها أكثر من 4 أشهر تقريبا وأنا أصحو في كل يوم وأدعو خالقي .. تعلقت باسم الرحمن ورجوت صفة الرحمة لديه وداومت على الصيام كل أثنين وخميس ووحده يعلم كم بكيت وبكيت على أعتابه .. وكنت واثقة بإجابته ميقنة به متعلقة ببابه ....... كنت في لحظات أشعر نفسي بقمة اليأس ثم إذا التجأت إليه أشعر بقمة الأنتصار ..... هو ربي الذي لا أرضى سواااااه .. فكرت أن ألتجئ إلى الطب النبوي وجربته .. وجربت الرقى الشرعية .. واليوم أجد نفسي على حافة النهاية .... بدأ الأمل يتشتت شيئا فشيئا .....
إلهي أنا ما ناديت غير سميع .. وما سألت غير قدير .... وما رجوت غير رحيم ..... بعزتك يا أكرم الأكرمين فرج كربي فأن بلائي عظيم ولا يعلمه إلا أنت ولا تقنطني من رحمتك ... فهي ملاذي الوحيد .......
أخوتي صرخة من قلب يااااائس أعيدو لي ثقتي بالله فلقد بدأت أخشى على نفسي من الضيااااااع
رزونه @rzonh_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
صدقيني اخيه..احتبست الدموع في عيني عندما قرأت كلماتك..
ربما لانني لست افضل من حالك كثيرا ..سواء من ناحية متاعب الحياة التي تتراكم على عاتقي شيئا فشيئا..او من ناحية البلاء والداء العظيم..
لكني يا عزيزتي..عندما احس باليأس قد بدأ يتسرب الى نفسي..أتعرفين بم افكر؟؟ أفكر باني قد عشت في هذه الحياة سنوات عديدة..انظر فاتمتع بنعمة البصر وغيري كفيف..اسمع فاتمتع بنعمة السمع وغيري اطرش..اتكلم وغيري ابكم..اتذوق طيبات الحياة ..وانعم بخيرها ..واتمتع بالكثير من الصفات التي حرم منها الكثيرون..
نعم انا شابة..نعم انا ما زلت صغيرة..ولكن!! الست افضل حالا من الكثيرين..فان كان الله قد ابتلاني وانا في هذه السن الشابة..فانه قد انعم علي بنعم كثيرة طيلة حياتي..وحتى ان كان البلاء الآن عظيم..فرحمة الله في كل زمان اكبر واعظم..
اختي الحبيبة..تمعني في قوله تعالى"انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"..يا الله..بغير حساب!..هل خطر ببالك أو فكرت وتأملت بأهوال يوم القيامة..هل فكرت ما معنى ان يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه..لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه..انما لو تفضل الله عليك بان قبلك من الصابرين..ستدخلين الجنة..وبغير حساب..نعم بغير حساب!! يا لعظمة هذا الشئ..اذن فالصبر هو المفتاح للجنة..فانظري الى بلاء الصحة الذي ابتليت به ..نظرتك الى النعمة التي ستوصلك الى الجنة ..بغير حساب!
عزيزتي..لست افضل حالا منك..فالهواجس والوساوس تاتي وانها والله من الشيطان الرجيم.. فاطردي عنك هذه الوساوس واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم..وفكري بنعم الله الجليلة عليك طيلة هذه السنوات واحمدي الله عليها..
لا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله ..فرحمته وسعت كل شئ..وانما امره بين الكاف والنون اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون..وتذكري قوله تعالى"يحيي العظام وهي رميم"..فهو يقضي ولا يقضى عليه سبحانه..
صدقيني كنت اعمل طبيبة..ومرت علي حالات كثيرة كنت احس بالحزن على اصحابها لانها حالات لم يكتشف الطب علاجا لها..لكني الآن وللاسف في نفس وضعهم!..لكن......اتعلمين اين وجدت علاجي..علاجي ان لجأت الى من لا تخفى عليه خافية..الى الشافي المعافي..فهو وحده عوني وسندي..فاحسست بهمي يزول..وبسعادة تملأ قلبي رغم قسوة ما انا فيه..
اعلمي اخيه ان كل بني آدم الى زوال..وان الحياة الدنيا هي متاع الغرور..فمن عاش سنة..او عشرة..او مئة..فمصيره الى زوال..والفائز حقا هو من يعد العدة للآخرة..لانها خير وابقى..فاعملي لآخرتك ستجدي راحة ما بعدها راحة..اكثري من الصدقة ..استثمري كل ما لديك من مال في طاعة الله..ستحسين بسعادة عظيمة..وألحي على الله بالدعاء..في كل وقت وساعة ودقيقة..تذكري ان عينه تبارك وتعالى لا تغفل ولا تنام..وانه اذا احب عبدا ابتلاه..وان الله يحب ان يسمع صوت العبد يناجيه..وتعلمين ما لثلث الليل الاخير من فضائل في الدعاء..
اجعلي لسانك رطبا بذكر الله..استغفري الله انه كان غفارا..فبالاستغفار تحط الخطايا وتزيد الحسنات..ويجلو الله الهم عن القلب..
اطلت عليك فسامحيني..وهذه دعوة صادقة من اختك التي تحبك في الله..اللهم فرج كربي وكرب اختي رزونة وفرج كرب المكروبين..واشفني واشفها واشف مرضانا ومرضى المسلمين..
اللهم يا حنان يا منان ..يا ذا الجلال والاكرام..يا واحد يا احد ..يا فرد يا صمد..ان كنت ابتليتنا..فارحمنا..فانت بنا راحم..واكتبنا عندك من الصابرين..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين..سبحان ربك رب العزة عما يصفون..وسلام على المرسلين ..والحمد لله رب العالمين..
صدقيني اخيه..احتبست الدموع في عيني عندما قرأت كلماتك..
ربما لانني لست افضل من حالك كثيرا ..سواء من ناحية متاعب الحياة التي تتراكم على عاتقي شيئا فشيئا..او من ناحية البلاء والداء العظيم..
لكني يا عزيزتي..عندما احس باليأس قد بدأ يتسرب الى نفسي..أتعرفين بم افكر؟؟ أفكر باني قد عشت في هذه الحياة سنوات عديدة..انظر فاتمتع بنعمة البصر وغيري كفيف..اسمع فاتمتع بنعمة السمع وغيري اطرش..اتكلم وغيري ابكم..اتذوق طيبات الحياة ..وانعم بخيرها ..واتمتع بالكثير من الصفات التي حرم منها الكثيرون..
نعم انا شابة..نعم انا ما زلت صغيرة..ولكن!! الست افضل حالا من الكثيرين..فان كان الله قد ابتلاني وانا في هذه السن الشابة..فانه قد انعم علي بنعم كثيرة طيلة حياتي..وحتى ان كان البلاء الآن عظيم..فرحمة الله في كل زمان اكبر واعظم..
اختي الحبيبة..تمعني في قوله تعالى"انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"..يا الله..بغير حساب!..هل خطر ببالك أو فكرت وتأملت بأهوال يوم القيامة..هل فكرت ما معنى ان يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه..لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه..انما لو تفضل الله عليك بان قبلك من الصابرين..ستدخلين الجنة..وبغير حساب..نعم بغير حساب!! يا لعظمة هذا الشئ..اذن فالصبر هو المفتاح للجنة..فانظري الى بلاء الصحة الذي ابتليت به ..نظرتك الى النعمة التي ستوصلك الى الجنة ..بغير حساب!
عزيزتي..لست افضل حالا منك..فالهواجس والوساوس تاتي وانها والله من الشيطان الرجيم.. فاطردي عنك هذه الوساوس واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم..وفكري بنعم الله الجليلة عليك طيلة هذه السنوات واحمدي الله عليها..
لا تيأسي ولا تقنطي من رحمة الله ..فرحمته وسعت كل شئ..وانما امره بين الكاف والنون اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون..وتذكري قوله تعالى"يحيي العظام وهي رميم"..فهو يقضي ولا يقضى عليه سبحانه..
صدقيني كنت اعمل طبيبة..ومرت علي حالات كثيرة كنت احس بالحزن على اصحابها لانها حالات لم يكتشف الطب علاجا لها..لكني الآن وللاسف في نفس وضعهم!..لكن......اتعلمين اين وجدت علاجي..علاجي ان لجأت الى من لا تخفى عليه خافية..الى الشافي المعافي..فهو وحده عوني وسندي..فاحسست بهمي يزول..وبسعادة تملأ قلبي رغم قسوة ما انا فيه..
اعلمي اخيه ان كل بني آدم الى زوال..وان الحياة الدنيا هي متاع الغرور..فمن عاش سنة..او عشرة..او مئة..فمصيره الى زوال..والفائز حقا هو من يعد العدة للآخرة..لانها خير وابقى..فاعملي لآخرتك ستجدي راحة ما بعدها راحة..اكثري من الصدقة ..استثمري كل ما لديك من مال في طاعة الله..ستحسين بسعادة عظيمة..وألحي على الله بالدعاء..في كل وقت وساعة ودقيقة..تذكري ان عينه تبارك وتعالى لا تغفل ولا تنام..وانه اذا احب عبدا ابتلاه..وان الله يحب ان يسمع صوت العبد يناجيه..وتعلمين ما لثلث الليل الاخير من فضائل في الدعاء..
اجعلي لسانك رطبا بذكر الله..استغفري الله انه كان غفارا..فبالاستغفار تحط الخطايا وتزيد الحسنات..ويجلو الله الهم عن القلب..
اطلت عليك فسامحيني..وهذه دعوة صادقة من اختك التي تحبك في الله..اللهم فرج كربي وكرب اختي رزونة وفرج كرب المكروبين..واشفني واشفها واشف مرضانا ومرضى المسلمين..
اللهم يا حنان يا منان ..يا ذا الجلال والاكرام..يا واحد يا احد ..يا فرد يا صمد..ان كنت ابتليتنا..فارحمنا..فانت بنا راحم..واكتبنا عندك من الصابرين..
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين..سبحان ربك رب العزة عما يصفون..وسلام على المرسلين ..والحمد لله رب العالمين..
لحظةشروق
•
أبشرك اختي رزونه بأن ثوابك عند الله عظيم...
ولابد للليل ان يرحل ويأتي بعده فجر منير ....
فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء...
وان الله إذا احب عبدا ابتلاه...
وأن كل بلاء يصيبك يطهرك الله به من الخطايا والذنوب ...
وعليك بقراءة صورة البقره في جوف الليل
وداومي على شرب ماء زمزم
وأكل الحبة السوداء فقد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
وأعدك أن ادعوا الله لك
ولابد للليل ان يرحل ويأتي بعده فجر منير ....
فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء...
وان الله إذا احب عبدا ابتلاه...
وأن كل بلاء يصيبك يطهرك الله به من الخطايا والذنوب ...
وعليك بقراءة صورة البقره في جوف الليل
وداومي على شرب ماء زمزم
وأكل الحبة السوداء فقد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
وأعدك أن ادعوا الله لك
أختي الغالية
احتسبي الأجر و الثواب عند الله
فهذا المرض هو تكفير للذنوب
و هو بلاء و اختبار
و دوامي على الدعاء
و احرضي على أوقات استجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل و ساعة في يوم الجمعة ..... اعتقد أنها الساعة ما قبل الغروب ( الله اعلم )
و مثل ما قالت لحظة شروق :
( وداومي على شرب ماء زمزم وأكل الحبة السوداء فقد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم )
و بالاضافة الى هذا
انصحك بالعسل .. و مو اي عسل
( العسل الطبيعي 100 % ) فقد ورد في القران و فيه شفاء لكثير من الامراض
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
قلوبنا معك :24:
احتسبي الأجر و الثواب عند الله
فهذا المرض هو تكفير للذنوب
و هو بلاء و اختبار
و دوامي على الدعاء
و احرضي على أوقات استجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل و ساعة في يوم الجمعة ..... اعتقد أنها الساعة ما قبل الغروب ( الله اعلم )
و مثل ما قالت لحظة شروق :
( وداومي على شرب ماء زمزم وأكل الحبة السوداء فقد حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم )
و بالاضافة الى هذا
انصحك بالعسل .. و مو اي عسل
( العسل الطبيعي 100 % ) فقد ورد في القران و فيه شفاء لكثير من الامراض
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
اللهم اشفي جميع مرضى المسلمين و البسهم لباس العافية
قلوبنا معك :24:
آهات
•
أختي الغالية أقرئي هذة الموضوعات عن البلاء وأجرة والصبر علية لعلها يخفف من حزنك ولو قليلا ( أسأل الله العظيم الحليم الكريم أن يكشف ضرك ويفرج همك وغمك ويرفع البلاء عنك وان يستجيب دعواتك ويخلف لك خير ممّا ذهب عنك والتوت الزاكي وجميع مرضى المسلمين آآآآآمين عاجلا غير أجل
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
00::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الزهد و الطاعة و الصبر على البلاء
الحمد للهِ ربِّ العالمينَ لهُ النِّعمةُ وله الفضلُ ولهُ الثَّناءُ الحسن صلواتُ اللهِ البَرِّ الرحيمِ والملائِكةِ المُقرَّبينَ على سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أشرفِ المرسلينَ وحبيبِ ربِّ العالمينَ وعلى جميعِ إخوانِهِ منَ النَّبييّنَ والمُرسلينَ وءالِ كُلٍّ والصَّالحينَ وسلامُ اللهِ عليهِمْ أجمعينَ أمّا بعدُ، فقدْ ثبتَ في الحديثِ أنَّ بعضَ المُؤمنينَ من كثرةِ البلاءِ الذي ينزِلُ عليهِمْ في الدُّنيا يَخْرُجونَ منَ الدُّنيا وما عليهِم خطيئةٌ، اللهُ تعالى يُطهِّرهُم منْ كلِّ خطاياهُمْ بهذهِ البلايا فلا يكونُ عليهِمْ شئٌ في قبورِهِمْ ولا في آخِرَتِهِمْ، حتَّى إنَّ بعض النَّاسِ تُصيبُهُمْ عُقوبةٌ في الدُّنيا على الصَّغائِرِ التي عمِلوها، لأنَّ الصَّغائِرَ بعضُ النَّاسِ اللهُ لا يُعاقِبُهُمْ عليْها وبعضُ النَّاسِ يُعاقِبُهُم عليْها، كان رَجُلٌ من َ الصَّحابةِ رأى امرَأةً أعْجَبَتْهُ فصارَ يُتْبِعُها نظَرَهُ ثُمَّ وهو في الطَّريقِ اصْطَدَمَ وَجْهُهُ بِجِدارٍ فَسَالَ دمُهُ فجاءَ الى الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فأخْبَرَهُ بِذلِكَ فقالَ لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: "اللهُ أرادَ بِكَ خيْراً وإنَّ هذا جزاءُ تِلكَ النَّظْرَةِ" فَيُفْهَمُ من هذا أنَّ بعضَ النَّاسِ اللهُ يُجازِيهِمْ على معاصِيهِم في الدُّنيا وأمَّا أكْثَرُ الناسِ فإنَّ اللهَ يُؤَخِّرُ له عُقُوبَتُهُمْ إلى الآخِرَةِ. لَكِنَّ الذي يُجازيهِ اللهُ في الدًّنيا يكونُ أحسَنَ مِنَ الذي يُؤَخِّرُ لهُ العذابَ إلى الآخِرةِ، لأنَّ هذا بِهذهِ المصائِبِ تَسْقُطُ عنْهُ العُقوبَةُ في الآخِرَةِ.
ثُمَّ إنَّ كثيراً منَ النَّاسِ يكْفُرونَ كُفْرِيَّاتٍ شنيعةً شناعَةً كبيرَةً وهُمْ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ يتَقلَّبونَ في النَّعيمِ فهؤُلاءِ لا يَدُلُّ حالُهُمْ على أنَّهُمْ مِنَ المَرضيّينَ عِندَ اللهِ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُعطي الدُّنيا لمنْ يُحِبُّ ولِمنْ لا يُحِبُّ. وقَدْ جاءَ في الحديثِ أنَّ امْرأةً عَرَضَتْ بِنْتَها على الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فصَارتْ تمدَحُها للرَّسولِ بِالجمالِ وبِأنَّها تامَّةُ الصِّحةِ حتَّى إنَّهُ لم يحْصُل لها صُداعٌ، فقالَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ "لا حاجةَ لِي فيها" وذلِكَ لأنَّ الذي يكونُ في الدُّنيا مُتَقَلِّباً في الرَّاحاتِ مِن غيرِ أنْ يُصابَ بِالبَلاءِ قليلُ الخيْرِ في الآخِرَةِ عِنْدَ اللهِ، فالذي أرادَ الله بِهِ خيْراً يُبْتَلى في الدُّنيا.
بعْضُ النَّاسِ الذينَ لا يُبْتَلونَ في الدُّنيا منْ شِدَّةِ غُرورِهِم يَقولونَ اللهُ يُحِبُّني وكلامُهُمْ هذ عكْسُ الحقيقَةِ، لو كانَ اللهُ يُحِبُّهُمْ كانَ سَلَّطَ عَلَيْهِمُ البلاءُ، والبلاءُ أنواعٌ عديدةٌ أوجاعُ الجِسْمِ بَلاءٌ والفَقرُ الشَّديدُ بَلاءٌ وأذى النَّاسِ بلاءٌ فَمَنْ أرادَ اللهُ بهِ خيْراً يَبْتَليهِ.
ومنَ الجهْلِ الشَّديدِ الفظيعِ أنَّ بعض النَّاسِ إذا أقْبلوا على الطَّاعةِ ُثُمَّ أصابَتْهُمُ المصَائِبُ يَتَشَآءمونَ فيقولونَ نحنُ كُنَّا في راحَةٍ ونعيمٍ لَكِنْ مُنذُ بَدَأْنَا بِالطَّاعةِ أصابَتْنا المصائِبُ فَيَنفُرونَ من الْتِزامِ العِبَادةِ ويقُولونَ الطَّاعةُ ما نَفَعَتْنا، يُعْرِضونَ عنِ الطَّاعَةِ ويَعُودُونَ إلى ما كَانوا عَلَيْهِ. فإذا لَقَيْتُمْ إنْسَاناً كانَ على حالَةٍ سَيِّئَةٍ وإعْراضٍ عنِ الطَّاعَةِ ثُمَّ أقْبَلَ على الطَّاعَةِ عَلِّمُوهُ أنَّ الذي يُقْبِلُ على الطَّاعَةِ قَدْ تُصيبُهُ مَصَائِبُ ما كانت تُصيبُهُ من قَبْلُ، يُقالُ لهُ لا يَغُرَّنَّكَ الشَّيْطانُ لأَنَّهُ قدْ يقولُ لكَ أنتَ كُنْتَ في راحةٍ وبَسْطٍ قبْلَ أن تُقْبِلَ على الطَّاعةِ فهذِهِ الطَّاعةُ صَارَتْ شُؤْمَاً عليْكَ قد يقولُ لهُ الشَّيطانُ ذلكَ لِيَعودَ إلى الإنغِماسِ في المعصِيَةِ والبُعدِ عنِ الطَّاعةِ الذي كانَ فيهِ. فَيُقَالُ لهُ إيَّاكَ أن تنقَلِبَ إلى ما كنتَ عليْهِ. كثيرٌ منَ النَّاسِ بعدَ الإقبالِ على الطَّاعةِ تُصيبُهُمُ المصائِبُ فيَنقلِبونَ منَ الطَّاعةِ إلى ما كانوا عليْهِ منَ الفَسادِ، لكِن من عرفَ الدِّينَ كما يجِبُ لا يُؤَثِّرُ فيهِ ذلِكَ، بلْ إنَّ بَعضَ النَّاسِ يَصِلُ إلى حدِّ أنَّهُ يكونُ فَرَحُهُ بالبلاءِ أكْبَرَ من فَرَحِهِ بالبَسْطِ والرَّاحةِ وهؤُلاءِ هُمُ الأوْلياءُ فإنَّهُم يَفْرَحُونَ بِالبلاءِ، حتَّى قالَ بعضُ الصُّوفيَّةِ الصَّادقينَ "ورودُ الفاقاتِ أعْيادُ المُريدينَ" معناهُ ورودُ المصائِبِ عيدٌ للمُريدينَ أي لِطلاَّبِ الأخِرةِ المُقْبِلينَ عليْها فإنَّ هؤُلاءِ إنْ بَلَغَهُمُ الفَقْرُ بعدَ أنْ كانوا بِحالةِ بَسْطٍ يَعْتَبِرونهُ عيداً فَيَزيدونَ في الطَّاعةِ بَدَلَ أنْ يَنْقَلِبوا أو يُخَفِّفوا.
بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَبْلَ أنْ يفتَحَ اللهُ لِلرَّسولِ الجزيرةَ العربِيَّةَ كانوا يأتونَ إلى المدينَةِ غُرباءَ ليْس لهُم فيها لا أهلٌ ولا معارِفُ وهُم بِحالةِ بُؤْسٍ وفَقْرٍ شديدٍ حتَّى إنَّ أحدَهُم لَيْسَ لهُ إلاَّ ثَوْبٌ واحِدٌ يَرْبِطُهُ على رَقَبَتـِهِ ويَنْزِلُ الى رُكْبَتَيْهِ، يَبْدأُ بِسَتْرِ ظهرِهِ بِهِ ثُمَّ يَجْعَلُ طَرَفَيْهِ إلى خَلْفٍ ومَعَ هَذا كانوا يقومونَ بِالَّليْلِ و يُصَلُّونَ ويَجْلِبونَ الماءَ للمُصلِّينَ، هِمَّتُهُمْ قويَّةٌ. ثُمَّ هؤُلاءِ بعدَ وفاةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ بَعضُهُمْ اللهُ بَسَطَ عليْهِمُ الرِّزقَ فصارَ أحدُهُمْ يَمْلِكُ ما يكفي مِائَةَ نَفْسٍ وأكثَرَ. كانَ سيِّدُنا عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ فقيراً إلى حدٍ بعيدٍ حتَّى إنَّهُ مرَّةً منَ الجوعِ خَرَجَ فََلقِيَهُ يَهوديٌّ لهُ بُستانٌ وفي بُستاِنهِ بِئْرٌ فَظَنَّهُ اليَهودِيُّ بَدَويَّاً ولم يعرِف أنَّهُ من عِلِّيَّةِ قُرَيْشٍ من حيثُ النَّسبُ ومن حيثُ وَضْْعُهُ الخاصُّ أنَّهُ صِهْرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ زوجُ فاطمةَ، ظَنَّهُ بَدَوِيَّاً فقيراً جاءَ الى المدينَةِ لِيَتَعَيَّشَ فقالَ لهُ تُخْرِجُ لي منْ بِئْري سبْعَةَ عَشَرَ دَلْواً وَأُعطيكَ على كُلِّ دَلْوٍ حَبَّةَ تَمْرٍ فوافقَ فَأخرَجَ لهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْواً وأخَذَ سَبْعَةَ عَشَرَ حَبَّةَ تَمْرٍ وانصَرَفَ. كان أحدُهُمْ يَصْبِرُ على حبَّةِ تمْرٍ أو حَبَّتَيْنِ أو نحوِ ذلِكَ ومع ذلكَ كانوا أقوِياءَ في العِبادَةِ في قيامِ الليْلِ والصِّيامِ وغيْرِ ذلِكَ من الطَّاعةِ، بِهؤلاءِ نَصَرَ اللهُ هذا الدِّينَ، ثمَّ سَيِّدُنا عليٌّ رضي اللهُ عنْهُ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِِ وسَلَّمَ اللهُ بَسَطَ علَيْهِ الرِّزقَ فصارَ زكاةُ مالِهِ أربَعينَ ألفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَزَّعَ هذا المالَ، ما أمسَكَهُ علَيْهِ، ولمَّا ماتَ ما وجدوا عِنْدَهُ إلاَّ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فقط، هذا الغِنى فَرَّقَهُ في طاعَةِ اللهِ.
ثُمَّ إنَّ هَؤلاءِ الصَّحَابَةَ من شِدَّةِ الهِمَّةِ في الطَّاعةِ وصِدْقِ الرَّغبةِ في الأخِرَةِ معَ هذا البُؤسِ الشَّديدِ الذي كانوا فيهِ كانوا إن دُعُوا إلى الجِهادِ يخْرُجونَ، إذا اسْتُنفِروا يسْتَنْفِرونَ وأمَّا بالنِسبَةِ لِلطَّعَامِ فكانوا يأتونَ إلى مسجِدِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فكانَ الرَّسولُ يَأخُذُ قِسماً مِنهُم يُطْعِمُهُم وبعضُ الصَّحابةِ يَأخُذونَ قِسمَاً فَُطْعِمُونَهُمْ لأَنَّ هَؤُلاءِ الصَّحابَةَ ليسَ لهم أهلٌ ولا مالٌ ولا معارفُ، صبَروا على هذا الفَقْرِ والبُؤْسِ صَبْراً تامَّاً وكانوا بعدما يأكُلونَ يعودونَ الى المسجِدِ لِيناموا فيهِ، كانَ منامُهُم في مُؤَخَّرِ المسْجِدِ. فلو كانَ الصَّحابَةُ مِثْلَنَا يلتَزِمونَ التَّنَعُّمَ بالأَكْلِ اللذيذِ والثِّيَابِ الفاخِرَةِ ما انْتشرَ الإسْلاَمُ بل كانَ بقيَ في الجزيرةِ العربيَّةِ.
كانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لهُ قُثَمْ وكانَ يُشْبِهُ الرَّسولَ في جَمَالِهِ، هَذا ذَهَبَ لِلْجِهَادِ وعاشَ في بِلادِ العَجَمِ التي يَحْكًمُهَا الرُّوسُ اليَوْمَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ هُناكَ وكانَ قُثَمُ بْنُ العَبَّاسِ رضيَ اللهُ عنهُما أبوهُ العبَّاسُ رضيَ اللهُ عنهُ يَضَعُهُ وهو طِفْلٌ على صَدْرِهِ وهو مُسْتَلْقي ويَقولُ:
حِبِّي قُثَمْ شَبِيهُ ذي الأنْفِ الأَشَمْ نَبِيِّ ذي النِّعَمِ بِرَغْمِ مَنْ رَغِمْ
حِبِّي قُثَمْ يَعْني حبيبي قُثَمْ شبيهُ ذي الأنفِ الأَشمّْ أي الذي يُشْبِهُ النَّبِيَّ الذي كانَ أنفُهُ طويلاً لأَنَّ امْتِدادَ الأنْفِ مِنْ صِفاتِ الجَمَالِ، نَبِيِّ ذي النِّعَم أي نَبِيِّ اللهِ، بِرَغْمِ مَنْ رَغِمْ أيْ رَغْمَ مَنْ كَذَّبُوهُ.
واللهُ سُبحانَهُ وتعالى أعلم والحَمْدُ للهِ ربِّ العالمين
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
00::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الزهد و الطاعة و الصبر على البلاء
الحمد للهِ ربِّ العالمينَ لهُ النِّعمةُ وله الفضلُ ولهُ الثَّناءُ الحسن صلواتُ اللهِ البَرِّ الرحيمِ والملائِكةِ المُقرَّبينَ على سيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أشرفِ المرسلينَ وحبيبِ ربِّ العالمينَ وعلى جميعِ إخوانِهِ منَ النَّبييّنَ والمُرسلينَ وءالِ كُلٍّ والصَّالحينَ وسلامُ اللهِ عليهِمْ أجمعينَ أمّا بعدُ، فقدْ ثبتَ في الحديثِ أنَّ بعضَ المُؤمنينَ من كثرةِ البلاءِ الذي ينزِلُ عليهِمْ في الدُّنيا يَخْرُجونَ منَ الدُّنيا وما عليهِم خطيئةٌ، اللهُ تعالى يُطهِّرهُم منْ كلِّ خطاياهُمْ بهذهِ البلايا فلا يكونُ عليهِمْ شئٌ في قبورِهِمْ ولا في آخِرَتِهِمْ، حتَّى إنَّ بعض النَّاسِ تُصيبُهُمْ عُقوبةٌ في الدُّنيا على الصَّغائِرِ التي عمِلوها، لأنَّ الصَّغائِرَ بعضُ النَّاسِ اللهُ لا يُعاقِبُهُمْ عليْها وبعضُ النَّاسِ يُعاقِبُهُم عليْها، كان رَجُلٌ من َ الصَّحابةِ رأى امرَأةً أعْجَبَتْهُ فصارَ يُتْبِعُها نظَرَهُ ثُمَّ وهو في الطَّريقِ اصْطَدَمَ وَجْهُهُ بِجِدارٍ فَسَالَ دمُهُ فجاءَ الى الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فأخْبَرَهُ بِذلِكَ فقالَ لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ: "اللهُ أرادَ بِكَ خيْراً وإنَّ هذا جزاءُ تِلكَ النَّظْرَةِ" فَيُفْهَمُ من هذا أنَّ بعضَ النَّاسِ اللهُ يُجازِيهِمْ على معاصِيهِم في الدُّنيا وأمَّا أكْثَرُ الناسِ فإنَّ اللهَ يُؤَخِّرُ له عُقُوبَتُهُمْ إلى الآخِرَةِ. لَكِنَّ الذي يُجازيهِ اللهُ في الدًّنيا يكونُ أحسَنَ مِنَ الذي يُؤَخِّرُ لهُ العذابَ إلى الآخِرةِ، لأنَّ هذا بِهذهِ المصائِبِ تَسْقُطُ عنْهُ العُقوبَةُ في الآخِرَةِ.
ثُمَّ إنَّ كثيراً منَ النَّاسِ يكْفُرونَ كُفْرِيَّاتٍ شنيعةً شناعَةً كبيرَةً وهُمْ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ يتَقلَّبونَ في النَّعيمِ فهؤُلاءِ لا يَدُلُّ حالُهُمْ على أنَّهُمْ مِنَ المَرضيّينَ عِندَ اللهِ لأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُعطي الدُّنيا لمنْ يُحِبُّ ولِمنْ لا يُحِبُّ. وقَدْ جاءَ في الحديثِ أنَّ امْرأةً عَرَضَتْ بِنْتَها على الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فصَارتْ تمدَحُها للرَّسولِ بِالجمالِ وبِأنَّها تامَّةُ الصِّحةِ حتَّى إنَّهُ لم يحْصُل لها صُداعٌ، فقالَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ "لا حاجةَ لِي فيها" وذلِكَ لأنَّ الذي يكونُ في الدُّنيا مُتَقَلِّباً في الرَّاحاتِ مِن غيرِ أنْ يُصابَ بِالبَلاءِ قليلُ الخيْرِ في الآخِرَةِ عِنْدَ اللهِ، فالذي أرادَ الله بِهِ خيْراً يُبْتَلى في الدُّنيا.
بعْضُ النَّاسِ الذينَ لا يُبْتَلونَ في الدُّنيا منْ شِدَّةِ غُرورِهِم يَقولونَ اللهُ يُحِبُّني وكلامُهُمْ هذ عكْسُ الحقيقَةِ، لو كانَ اللهُ يُحِبُّهُمْ كانَ سَلَّطَ عَلَيْهِمُ البلاءُ، والبلاءُ أنواعٌ عديدةٌ أوجاعُ الجِسْمِ بَلاءٌ والفَقرُ الشَّديدُ بَلاءٌ وأذى النَّاسِ بلاءٌ فَمَنْ أرادَ اللهُ بهِ خيْراً يَبْتَليهِ.
ومنَ الجهْلِ الشَّديدِ الفظيعِ أنَّ بعض النَّاسِ إذا أقْبلوا على الطَّاعةِ ُثُمَّ أصابَتْهُمُ المصَائِبُ يَتَشَآءمونَ فيقولونَ نحنُ كُنَّا في راحَةٍ ونعيمٍ لَكِنْ مُنذُ بَدَأْنَا بِالطَّاعةِ أصابَتْنا المصائِبُ فَيَنفُرونَ من الْتِزامِ العِبَادةِ ويقُولونَ الطَّاعةُ ما نَفَعَتْنا، يُعْرِضونَ عنِ الطَّاعَةِ ويَعُودُونَ إلى ما كَانوا عَلَيْهِ. فإذا لَقَيْتُمْ إنْسَاناً كانَ على حالَةٍ سَيِّئَةٍ وإعْراضٍ عنِ الطَّاعَةِ ثُمَّ أقْبَلَ على الطَّاعَةِ عَلِّمُوهُ أنَّ الذي يُقْبِلُ على الطَّاعَةِ قَدْ تُصيبُهُ مَصَائِبُ ما كانت تُصيبُهُ من قَبْلُ، يُقالُ لهُ لا يَغُرَّنَّكَ الشَّيْطانُ لأَنَّهُ قدْ يقولُ لكَ أنتَ كُنْتَ في راحةٍ وبَسْطٍ قبْلَ أن تُقْبِلَ على الطَّاعةِ فهذِهِ الطَّاعةُ صَارَتْ شُؤْمَاً عليْكَ قد يقولُ لهُ الشَّيطانُ ذلكَ لِيَعودَ إلى الإنغِماسِ في المعصِيَةِ والبُعدِ عنِ الطَّاعةِ الذي كانَ فيهِ. فَيُقَالُ لهُ إيَّاكَ أن تنقَلِبَ إلى ما كنتَ عليْهِ. كثيرٌ منَ النَّاسِ بعدَ الإقبالِ على الطَّاعةِ تُصيبُهُمُ المصائِبُ فيَنقلِبونَ منَ الطَّاعةِ إلى ما كانوا عليْهِ منَ الفَسادِ، لكِن من عرفَ الدِّينَ كما يجِبُ لا يُؤَثِّرُ فيهِ ذلِكَ، بلْ إنَّ بَعضَ النَّاسِ يَصِلُ إلى حدِّ أنَّهُ يكونُ فَرَحُهُ بالبلاءِ أكْبَرَ من فَرَحِهِ بالبَسْطِ والرَّاحةِ وهؤُلاءِ هُمُ الأوْلياءُ فإنَّهُم يَفْرَحُونَ بِالبلاءِ، حتَّى قالَ بعضُ الصُّوفيَّةِ الصَّادقينَ "ورودُ الفاقاتِ أعْيادُ المُريدينَ" معناهُ ورودُ المصائِبِ عيدٌ للمُريدينَ أي لِطلاَّبِ الأخِرةِ المُقْبِلينَ عليْها فإنَّ هؤُلاءِ إنْ بَلَغَهُمُ الفَقْرُ بعدَ أنْ كانوا بِحالةِ بَسْطٍ يَعْتَبِرونهُ عيداً فَيَزيدونَ في الطَّاعةِ بَدَلَ أنْ يَنْقَلِبوا أو يُخَفِّفوا.
بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَبْلَ أنْ يفتَحَ اللهُ لِلرَّسولِ الجزيرةَ العربِيَّةَ كانوا يأتونَ إلى المدينَةِ غُرباءَ ليْس لهُم فيها لا أهلٌ ولا معارِفُ وهُم بِحالةِ بُؤْسٍ وفَقْرٍ شديدٍ حتَّى إنَّ أحدَهُم لَيْسَ لهُ إلاَّ ثَوْبٌ واحِدٌ يَرْبِطُهُ على رَقَبَتـِهِ ويَنْزِلُ الى رُكْبَتَيْهِ، يَبْدأُ بِسَتْرِ ظهرِهِ بِهِ ثُمَّ يَجْعَلُ طَرَفَيْهِ إلى خَلْفٍ ومَعَ هَذا كانوا يقومونَ بِالَّليْلِ و يُصَلُّونَ ويَجْلِبونَ الماءَ للمُصلِّينَ، هِمَّتُهُمْ قويَّةٌ. ثُمَّ هؤُلاءِ بعدَ وفاةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ بَعضُهُمْ اللهُ بَسَطَ عليْهِمُ الرِّزقَ فصارَ أحدُهُمْ يَمْلِكُ ما يكفي مِائَةَ نَفْسٍ وأكثَرَ. كانَ سيِّدُنا عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ فقيراً إلى حدٍ بعيدٍ حتَّى إنَّهُ مرَّةً منَ الجوعِ خَرَجَ فََلقِيَهُ يَهوديٌّ لهُ بُستانٌ وفي بُستاِنهِ بِئْرٌ فَظَنَّهُ اليَهودِيُّ بَدَويَّاً ولم يعرِف أنَّهُ من عِلِّيَّةِ قُرَيْشٍ من حيثُ النَّسبُ ومن حيثُ وَضْْعُهُ الخاصُّ أنَّهُ صِهْرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ زوجُ فاطمةَ، ظَنَّهُ بَدَوِيَّاً فقيراً جاءَ الى المدينَةِ لِيَتَعَيَّشَ فقالَ لهُ تُخْرِجُ لي منْ بِئْري سبْعَةَ عَشَرَ دَلْواً وَأُعطيكَ على كُلِّ دَلْوٍ حَبَّةَ تَمْرٍ فوافقَ فَأخرَجَ لهُ سَبْعَةَ عَشَرَ دَلْواً وأخَذَ سَبْعَةَ عَشَرَ حَبَّةَ تَمْرٍ وانصَرَفَ. كان أحدُهُمْ يَصْبِرُ على حبَّةِ تمْرٍ أو حَبَّتَيْنِ أو نحوِ ذلِكَ ومع ذلكَ كانوا أقوِياءَ في العِبادَةِ في قيامِ الليْلِ والصِّيامِ وغيْرِ ذلِكَ من الطَّاعةِ، بِهؤلاءِ نَصَرَ اللهُ هذا الدِّينَ، ثمَّ سَيِّدُنا عليٌّ رضي اللهُ عنْهُ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِِ وسَلَّمَ اللهُ بَسَطَ علَيْهِ الرِّزقَ فصارَ زكاةُ مالِهِ أربَعينَ ألفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَزَّعَ هذا المالَ، ما أمسَكَهُ علَيْهِ، ولمَّا ماتَ ما وجدوا عِنْدَهُ إلاَّ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فقط، هذا الغِنى فَرَّقَهُ في طاعَةِ اللهِ.
ثُمَّ إنَّ هَؤلاءِ الصَّحَابَةَ من شِدَّةِ الهِمَّةِ في الطَّاعةِ وصِدْقِ الرَّغبةِ في الأخِرَةِ معَ هذا البُؤسِ الشَّديدِ الذي كانوا فيهِ كانوا إن دُعُوا إلى الجِهادِ يخْرُجونَ، إذا اسْتُنفِروا يسْتَنْفِرونَ وأمَّا بالنِسبَةِ لِلطَّعَامِ فكانوا يأتونَ إلى مسجِدِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ فكانَ الرَّسولُ يَأخُذُ قِسماً مِنهُم يُطْعِمُهُم وبعضُ الصَّحابةِ يَأخُذونَ قِسمَاً فَُطْعِمُونَهُمْ لأَنَّ هَؤُلاءِ الصَّحابَةَ ليسَ لهم أهلٌ ولا مالٌ ولا معارفُ، صبَروا على هذا الفَقْرِ والبُؤْسِ صَبْراً تامَّاً وكانوا بعدما يأكُلونَ يعودونَ الى المسجِدِ لِيناموا فيهِ، كانَ منامُهُم في مُؤَخَّرِ المسْجِدِ. فلو كانَ الصَّحابَةُ مِثْلَنَا يلتَزِمونَ التَّنَعُّمَ بالأَكْلِ اللذيذِ والثِّيَابِ الفاخِرَةِ ما انْتشرَ الإسْلاَمُ بل كانَ بقيَ في الجزيرةِ العربيَّةِ.
كانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ ابْنُ عَمٍّ يُقَالُ لهُ قُثَمْ وكانَ يُشْبِهُ الرَّسولَ في جَمَالِهِ، هَذا ذَهَبَ لِلْجِهَادِ وعاشَ في بِلادِ العَجَمِ التي يَحْكًمُهَا الرُّوسُ اليَوْمَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ هُناكَ وكانَ قُثَمُ بْنُ العَبَّاسِ رضيَ اللهُ عنهُما أبوهُ العبَّاسُ رضيَ اللهُ عنهُ يَضَعُهُ وهو طِفْلٌ على صَدْرِهِ وهو مُسْتَلْقي ويَقولُ:
حِبِّي قُثَمْ شَبِيهُ ذي الأنْفِ الأَشَمْ نَبِيِّ ذي النِّعَمِ بِرَغْمِ مَنْ رَغِمْ
حِبِّي قُثَمْ يَعْني حبيبي قُثَمْ شبيهُ ذي الأنفِ الأَشمّْ أي الذي يُشْبِهُ النَّبِيَّ الذي كانَ أنفُهُ طويلاً لأَنَّ امْتِدادَ الأنْفِ مِنْ صِفاتِ الجَمَالِ، نَبِيِّ ذي النِّعَم أي نَبِيِّ اللهِ، بِرَغْمِ مَنْ رَغِمْ أيْ رَغْمَ مَنْ كَذَّبُوهُ.
واللهُ سُبحانَهُ وتعالى أعلم والحَمْدُ للهِ ربِّ العالمين
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الصفحة الأخيرة
رزونه
أولا .. احيي فيك عزيمتك على المثابره على الدعاء
وثانيا .. أرجو أن تستمري وتواصلي الدعاء
وأنا لا أعرف إذا ما سأكتبه سوف ينفع لكني سأكتب ما يمليه علي
واجبي اتجاه كل أخت مسلمه في هذا العالم الواسع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطاه الله احدى ثلا ث ..
إما أن يعجل له دعوته
وإما أن يدخرها له في الآخره
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها.......
أخيتي الغاليه أحببت أن أكتب الكثير لكني لا أعرف ما يجب علي أن أكتب فلقد بحثت في الكتب اللتي لدي ووجدت هذا اللذي كتبته .. أتمنى أن يفيدك
وأردت أيضا أن أكتب أن الله يحب عبده اللحوح بالدعاء
فلقد سمعت أن الله يقول لملائكته إذا سمع عبده يدعوه : أخرو له الإجابه .. >>لأن الله يحب أن يسمع صوته
والله يبتلي عبده اللذي يحبه في الدنيا ليرفعه درجات في الجنه
ويجب أن تؤمني بقضاء الله وقدره لأنه ركن من أركان الإيمان
وأرجو منك أختي الحبيبه أن تكثري من الكتب التي تقوي الإيمان من السيره وغيرها لأنها سوف تبعدكي عن الشك
ولك أن تعلافي أن الشيطان وجد سبيله إليك من ضعفك هذا فلا تجعليه يغلبك
وأكثري من الإستغفار ولا تحلفي بأسم فلان أو تتباركي ببركات فلان لأن هذا كله شرك
وثابري اختي الحبيبه بالدعاء
وطمنيني عليك تحياتي
أختت سنـــ البرق ـــــــــــى
الله إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا إنت يا حنان يامنان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام اللهم إني أسألك بأن تشفي أختي في الله وأن تبعد عنها الوساوس وتهديها وتقوي إيمانها