الكاتبة: شجن
دق جرس التليفون . كانت الساعة حينها تقارب الثانية بعد منتصف الليل . لك أذق طعم النوم تلك الليلة . كان الليل يجثم بكلكله على جسمي كالكابوس المزعج . وظلمة الليل الحالكة لم يبغثرها نور المصباح . أضحت ليلتي كليلة ذي العائر الأرمد . استمر رنين التليفون وخشيت أن يزعج النائمين فأدرت زر ضبط الصوت إلى أقل درجة لكنه استمر وصار رنينه مزعجا لي أكثر وكأنه صفارة إنذار . مَن يا ترى هذا الطارق . ترددت في حمل السماعة : إن تركته فكل دقة منه كالرمح الذي ينفذ إلى أذني ومنها إلى قلبي ثم إلى شعوري فيغشاني هم كبيييير وأكاد أعرق ، وفي بحر الغم أغرق.
وإن رفعت السماعة فتلك مثلبة كبرى أن أسمع صوتي في هذا الوقت لكل أحد ، وربما كان من الخفافيش الذين يعيشون في دهاليز الظلام ويرمون شباكهم القذرة والغادرة في بحر القلوب الواهنة والعقول الصغيرة.
اخترت الأولى فالسلامة ما يعدلها شيء أبدا ، لكن رنينه أصبح سهماً مسموماً في عقلي وجسدي وكياني ، فرأيت أن أحمل السماعة ولا أتكلم بل استمع فقط.
كل هذا التردد استهلك مني دقائق حتى جاوزت الساعة الثانية واستهلك معه شعوري .
يا إلهي !! لم اسمع دقات الساعة رغم السكون والهدوء ما هذا الهم؟
بقيت ساكته والسماعة في اذني ، ساورني الهم بأن أبدأ الكلام لكني تماسكت . هذا السكوت يظهر أنه صار أكثر إزعاجاً لي من الرنين نفسه .
عزمت على الكلام وليكون ما يكون .. نطقت من أقصى حلقي : نعم
جاء صوت مرقق : هلا وغلا بهالصوت..أنا عارف أنك ياروحي ما تكسفيني
زادت دقات قلبي وعرقت وعرفت أنه من التافهين . ولكن ماذا افعل؟
يارب .
تذكرت حينهاأستاذتي الكريمة والغالية وكلماتها تحفر في عقلي وفكري جادة الخير والنصح والطهر .. يذكرتها تشرح لنا حديث الصحابي كعب بن مال عندما تخلف عن الغزو مع حبيبنا رسول الله عليه السلام ، وهجره الناس كلهم وضاقت عليه مه صاحبيه الأرض بما رحبت فجاءه كتاب من ملك غسان النصراني ليستميله ليلحق بهم فيواسونه ويكرمونه !! يا الله
كيف عرف هؤلاء هذا الحدث وكيف خططوا لاستغلاله ؟ وكيف وصلوا إلى عنوان كعب ؟ لم يكن هناك بريد سريع ولا اليكتروني ولا إعلام ولا..ولا ..
لكن القوم عرفوا وبس.
ماذا صنع كعب؟
قال : هذه والله أيضا بلية ولم يبق الرسالة عنده!!!
نعم لم يبقها لأنه يسير ينور من الله وبصبر وإيمان كالجبال . خمسون ليلة مقاطعة حتى زوجته أقرب الناس إليه منع منها بأمر الحبيب عليه الصلاة والسلام .
مبادئ لا تعرف الواسطة والرشوة والمحسوبية.
ماذا صنع كعب بهذه الرسالة الماكرة؟
لقد سجرها في التنور . نعم ألقاها في الفرن لتحترق ويحترق معها طمعهم فيه !! الله أكبر كيف هداه فكره في ساعة الضعف إلى هذا الحل؟
لقد قطع كعب الشر من أصله واجتث جذوره إلى غير رجعه
لقدغاب خيالي بهذه الكلمات من معلمتي وهي تحذرنا من غدر السافلين لا نسمع ولا نقرأ منهم أي شيء
حينها رميت بالسماعة على الهاتف بعنف فأعاد الاتصال طمعاً في الصوت هيهات أيها النزق
أغلقتها ثانية وبنفس الطريقة فولى مدبراً وكأني به أدار اتجاهه إلى فريسة ساذجة يمتص رحيقها ليلفظها في الزبالة
قلت : الحمد لله رب العالمين . تم
هذا الموضوع مغلق.
نسيم الجنوب
•
جزاك الله خيرا .. واحسن اليك .
تسلم ايدج ،،،
<FONT color="#FF0704">الاسلوب اكثر من رائع </FONT>
<FONT color="#E901FF"></FONT><FONT color="#1800FF">التقدير: five starzzzzz ;)</FONT>
<FONT color="#FF0704">الاسلوب اكثر من رائع </FONT>
<FONT color="#E901FF"></FONT><FONT color="#1800FF">التقدير: five starzzzzz ;)</FONT>
<FONT color="#5000FF">السلام عليكم.... بارك الله فيك.. اخي ابو الحسن.. كتابات رائعه.. أحسنت...... وجزاكم الله عنا خير الجزاء</FONT>
الصفحة الأخيرة