القوات الإسرائيلية تعتدي بالضرب على شبان فلسطينيين
نابلس (فلسطين) - قدس برس
قامت مجموعة من قوات حرس الحدود الإسرائيلية صباح اليوم بالاعتداء على مجموعة من الشبان الفلسطينيين من منطقة سلفيت الذين كانوا يمرون على حاجز لقوات الاحتلال على مدخل قرية عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس.
وقام الجنود بإنزال الركاب من سيارتهم وقاموا بتوجيه الأسئلة إليهم وعندما رد عليهم أحد الشبان انهال عليه الجنود بالضرب المبرح بأيديهم وأقدامهم وأسلحتهم، بالإضافة الى توجيه بعض الضربات للشبان الآخرين. يذكر أن هذا الحاجز قامت قوات الاحتلال بنصبه منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وتمنع المواطنين من عبوره.
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>

fahad
•

fahad
•
حماس : قرارات القمة مخيبة للآمال ودون مستوى المسئولية
فلسطين -خاص:
وصفت حركة المقاومة الاسلامية حماس قرارات القمة العربية والتي أنهت أعمالها اليوم الأحد 22/10/2000 بأنها تمثل خيبة امل كبيرة حيث لم ترق هذه القرارات الى مستوى المسؤولية .
واوضح مدير مكتب الشيخ احمد ياسين أن القرارات جاءت دون المستوى المطلوب وهي لم ترق الى مستوى المواجهة مع العدو الصهيوني ولا مستوى التحديات المفروضة على شعبنا وامتنا .
واضاف أن حركة حماس كانت تتطلع الى قرارات اكثر صرامة ووضوح مع العدو الصهيوني حيث كان الجميع قد طالب بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والإنسانية مع العدو الصهيوني وإغلاق السفراء وطرد السفراء وذلك من خلال نصوص واضحة وقاطعة ،وأشار هنية إلى بعض الإيجابيات التي ظهرت في قرارات القمة العربية كدعم الانتفاضة والقدس والأقصى .
واكد مدير مكتب الشيخ احمد ياسين أن هذه القرارات والتي هي دون المستوى لن يكون لها اثر على شعبنا الفلسطيني وانتفاضته المباركة مشيرا الى أن الانتفاضة انطلقت قبل القمة وفي ظل اختلال موازين القوى وان شعبنا الفلسطيني يدرك انه يقدم التضحيات الكثيرة ولن يكون لهذه القمة اثار على شعبنا الفلسطيني ولا حتى على حركة الشعوب العربية والاسلامية .
وحيا هنية الشعوب العربية والاسلامية والتي عبرت بموافقتها واستعدادها الدائم للتضحية والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والتي دعت الى فتح باب الجهاد مع الشعب بالفلسطيني .
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>
فلسطين -خاص:
وصفت حركة المقاومة الاسلامية حماس قرارات القمة العربية والتي أنهت أعمالها اليوم الأحد 22/10/2000 بأنها تمثل خيبة امل كبيرة حيث لم ترق هذه القرارات الى مستوى المسؤولية .
واوضح مدير مكتب الشيخ احمد ياسين أن القرارات جاءت دون المستوى المطلوب وهي لم ترق الى مستوى المواجهة مع العدو الصهيوني ولا مستوى التحديات المفروضة على شعبنا وامتنا .
واضاف أن حركة حماس كانت تتطلع الى قرارات اكثر صرامة ووضوح مع العدو الصهيوني حيث كان الجميع قد طالب بضرورة قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والإنسانية مع العدو الصهيوني وإغلاق السفراء وطرد السفراء وذلك من خلال نصوص واضحة وقاطعة ،وأشار هنية إلى بعض الإيجابيات التي ظهرت في قرارات القمة العربية كدعم الانتفاضة والقدس والأقصى .
واكد مدير مكتب الشيخ احمد ياسين أن هذه القرارات والتي هي دون المستوى لن يكون لها اثر على شعبنا الفلسطيني وانتفاضته المباركة مشيرا الى أن الانتفاضة انطلقت قبل القمة وفي ظل اختلال موازين القوى وان شعبنا الفلسطيني يدرك انه يقدم التضحيات الكثيرة ولن يكون لهذه القمة اثار على شعبنا الفلسطيني ولا حتى على حركة الشعوب العربية والاسلامية .
وحيا هنية الشعوب العربية والاسلامية والتي عبرت بموافقتها واستعدادها الدائم للتضحية والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والتي دعت الى فتح باب الجهاد مع الشعب بالفلسطيني .
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>

fahad
•
استقرار إسرائيل يضعف العرب واستمرار المقاومة يقوي مصر
لا نريد حربا نظامية ولكن لم يحقق شعب في التاريخ استقلاله دون حروب
أبو مرزوق: شرم الشيخ خرج بما طلبه منه كلينتون في خطابه الافتتاحي وردنا مواصلة الانتفاضة
خدمة قدس برس
اعتبر عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أن مؤتمر شرم الشيخ أخفق في تحقيق المطالب الفلسطينية، وقال إنه خرج بما طلبه منه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في افتتاح المؤتمر. وقال أبو مرزوق، في "حوار خاص" مع وكالة "قدس برس"، إن قمة شرم الشيخ لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني, في مقابل تحقيقها المطالب الإسرائيلية.
واعتبر أبو مرزوق العودة إلى طاولة المفاوضات استهتاراً بتضحيات الشهداء والجرحى الفلسطينيين, ودعا إلى اعتماد خيار المقاومة, ووقف أي مفاوضات, وقال إنها لم تحقق على مدى ثمانية أعوام أي مكسب للفلسطينيين.
وشدد أبو مرزوق على أن تشكيل لجنة تحقيق برئاسة أمريكية واستشارة أممية بلا فائدة, وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة إلى الجانب الإسرائيلي انحيازا بلا حدود, والأمين العام للأمم المتحدة مجرد خادم للسياسة الأمريكية, وقال إنه فاقد للمصداقية السياسية بدليل انحيازه لإسرائيل في موضوع أسر حزب الله جنودا إسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية.
وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق أن استقرار الدولة العبرية سيكون إضعافا للدول العربية, وأن تواصل الانتفاضة والمقاومة هو أفضل طريق لإضعاف الكيان الصهيوني وتقوية الصف العربي عامة والمصري خاصة في مواجهة دولة الاحتلال.
وبالرغم من عدم رغبته في قيام حرب نظامية بين الجيوش العربية وجيش الاحتلال الإسرائيلي, اعترف أبو مرزوق أن لا خيار في مواجهة الدولة العبرية سوى المقاومة والحرب. وقال إن دروس التاريخ تعلمنا أنه لا يوجد شعب أو أمة استعادت حقوقها من دون خوض حروب.
وأشاد أبو مرزوق بقوة برد الشارع العربي والإسلامي, وقال إنه متقدم أشواطا بعيدة عن المواقف الرسمية في دعم الانتفاضة. وشدد على أن النخب العربية كانت منقسمة بشأن موضوع التسوية مع الدولة العبرية, وأنها أخيرا راجعت مواقفها والتفت في معظمها حول خيار الانتفاضة وخيار المقاومة.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه من أسرة "قدس برس" (نور الدين العويديدي) مع الدكتور موسى أبو مرزوق:
* كيف تنظرون إلى ما تمخضت عنه قمة شرم الشيخ؟ ألم تحقق بعض مطالب الشعب الفلسطيني؟ .. بلغة أخرى هل تعتبرون القمة ناجحة أم فشلت؟
- أولاً ما خرج به مؤتمر شرم الشيخ هو بالضبط ما ذكره الرئيس الأمريكي قبل المؤتمر. ولو رأينا الرئيس الأمريكي يقول إن هذا المؤتمر عقد لينجح, وأنه ليس هناك من مجال للفشل لاتضح مدى الأهمية, التي كان يعلقها الرئيس الأمريكي على هذا المؤتمر, من حيث أن نجاحه يشكل خطوة أساسية تصب في المصالح الاستراتيجية الأمريكية, وأن استمرار الأحداث بهذا الشكل يضر بمصالح الولايات المتحدة, وكذلك بدولة العدو. وبالتالي كان مهما بالنسبة له أن يخرج هذا المؤتمر بشيء. والرئيس الأمريكي حدد هذا الشيء قبل انعقاد المؤتمر, كما صرح بذلك أمام وسائل الإعلام.
ثانيا: إن ما خرج به المؤتمر من الناحية العملية هو محاولة التوافق بين الطرفين الأساسيين في المؤتمر, وهما الطرف الفلسطيني والعدو الإسرائيلي, وذلك بأن توقف الأعمال, التي أسموها بأعمال العنف, ثم يعود الحال إلى ما كان عليه من تنسيق أمني, ومن تموضع لقوات العدو, أو من استئناف للمفاوضات.
وفي ما يتعلق بالنقطة الأولى التي أسموها أعمال العنف, فالشعب الفلسطيني حينما انتفض وثار, لم ينتفض حتى يخسر فقط أكثر من مائة شهيد, وآلاف الجرحى, ويعود بعد ذلك إلى الوضع الذي كان عليه.. هو انتفض حتى يتحرر من هذا الكابوس, الذي يسمى الاحتلال, وبالتالي, فما تم التوصل إليه فيه خطورة شديدة جدا, ليس فقط على الشعب الفلسطيني, بل على الشعب العربي والأمة الإسلامية جمعاء .. هذه الأمة التي وقفت إلى جانب هذا الشعب, تناصره في هذا الجهاد. وكذلك فهذه أول مرة يتوحد فيها الشعب الفلسطيني على هذا الطريق. وأعتقد أن ما توصل إليه المؤتمر يُعد نكسة كبيرة, وهو مخيب لآمال الشعب الفلسطيني, وهذا ما يفسر رفض الفلسطينيين بكل فصائلهم وبكل قواهم لذهاب الوفد الفلسطيني إلى هذا المؤتمر المشؤوم.
أما بالنسبة لتسمية ما يجري بالعنف, والدعوة إلى وقفه من الطرفين, فهو أمر في منتهى الاستغراب, فكيف يساوون بين الضحية والجزار, ويساوون بين القاتل والمقتول؟ هل يعتبرون أن الجيش الرابض على صدور الفلسطينيين ليس هو المسبب للعنف؟.
الأمر الثاني المهم في هذا الموضوع أيضا, أنهم شكلوا لجنة تحقيق كمعادلة لوقف هذه الانتفاضة, وقالوا إنها مطلب فلسطيني, فأولا تسميتها بهذا الشكل, ورئاسة أمريكا لها, يحكم عليها بالانحياز للموقف الصهيوني منذ البدء, إذ أعلن الكونغرس الأمريكي أن المسؤول عن هذا "الشغب" في المنطقة, إنما هو الطرف الفلسطيني, ثم طلب من الإدارة الأمريكية العمل بجد على مساعدة إسرائيل والوقوف إلى جانبها, فإذا كان الأمريكان حددوا موقفهم منذ اليوم الأول, وقبل بدء المؤتمر, ثم يأتون بعد ذلك ليحكموا بين الطرفين, فأي لجنة هذه اللجنة غير النزيهة, التي تمثلها الولايات المتحدة, وأي تحقيق هذا؟.
الأمر الثالث والمتعلق بإعادة ما يسمى القوات الإسرائيلية إلى مواقعها. فالقوات الإسرائيلية تزحزحت من مواقعها مترا أحيانا, ومائتي متر أحيانا أخرى, وكأن هذا سيكون انتصارا أمام الناس, وهذا فيه تدجيل وفيه غش للناس.
والأمر الرابع أنهم لم يستطيعوا تحديد ما هو مطلوب من الطرف الفلسطيني, وجعلوا ذلك في طي الكتمان, لأنهم أرادوا أن يتوصل إليه الطرف الفلسطيني بهدوء وبالتدريج, حتى لا يثور الشارع الفلسطيني, وهذا فيه خداع وغش للشارع الفلسطيني, فالشارع الفلسطيني حينما انتفض, إنما انتفض من أجل كرامته, ومن أجل التحرير, أما أن تأتي السلطة الفلسطينية وتوقع هذا الاتفاق, ثم بعد ذلك يطلب منها عودة المعتقلين, وعودة التنسيق الأمني, وعودة الهدوء, وعودة كل شيء, وكأن شيئا لم يكن ..
كل انتفاضة تحدث في الشارع الفلسطيني, يتم فيها سحب البساط من تحت أقدام الشعب الفلسطيني, وهذا أمر في منتهى الخطورة, وهذا شيء قد يؤسس مباشرة لمشكلة داخلية مستقبلية, نرجو أن لا تحدث, لكن إذا بقيت السلطة في الوقت الحاضر في كل مرة تقف في مواجهة الشعب الفلسطيني بهذا الشكل, فلا يمكن أن تستمر الحالة على ما هي عليه.
أما الأمر الخامس فهو العودة إلى طاولة المفاوضات, فماذا بدا مما جرى؟, أبعد كل هذه التضحيات الجسام, وبعد هذه المطالب الكبيرة للشعب الفلسطيني, يعودون إلى طاولة المفاوضات؟.. ماذا تحقق على طاولة المفاوضات طوال ثماني سنوات. فمنذ عام 1993 وحتى هذه اللحظة, أي حوالي ثماني سنوات, وعلى طاولة المفاوضات هذه يدور الطرف الفلسطيني خلف الطرف اليهودي, ولم يأتوا بشيء جديد, وبقي الحال على ما هو عليه.
الأمر السادس في هذا الموضوع أن الطرف الفلسطيني حينما سلم بكل مقدرات, وبكل وضع الشعب الفلسطيني بيد العدو, ثم بعد ذلك تحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني .. فأي غباء مطلق هذا, أن يتحمل مسؤولية لا يملك أدواتها, لا من جهة الطعام ولا الشراب ولا الدواء ولا الطاقة ولا الكهرباء .. كلها أبقاها بيد العدو, ثم بعد ذلك تحمل مسؤولية شعب بأكمله, فأي غباء هذا؟.
حينما كان ينتفض الشارع الفلسطيني تحت الاحتلال, لم يكن ينقصه لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام.. لماذا؟ لأن ذلك كان مسؤولية قوات الاحتلال أن تقدم كل هذا, وبالتالي كان الشارع الفلسطيني ينتفض, ولا يخشى من الحصار, أما الآن فالطرف الفلسطيني أوقع نفسه في مطب في منتهى الخطورة, إذا إنه أخذ على عاتقه مسؤولية الشارع الفلسطيني, ثم حرم من كل الأدوات المؤدية ليكون مسؤولا عن هذا الشارع, وبالتالي فالمسألة في حاجة إلى مراجعة كبيرة وفورية, من قبل الطرف الفلسطيني, والأفضل له أن ينسحب من هذه المفاوضات, ومن هذه العملية, وأن يلجأ إلى الخيار الذي اختاره الناس جميعا, فقد اختار الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج, في الأراضي المحتلة عام 1948 والمحتلة عام 1967, خيار مقاومة الاحتلال, حتى ينفضوا هذا العبء عن كاهلهم, ويطردوا الاحتلال من أرضهم .. هذا هو ما ينبغي أن تفعله السلطة الفلسطينية وهذا هو مطلب الشارع الفلسطيني.
* قلتم إن القمة انتهت إلى ما بدأها به الرئيس الأمريكي .. هل تعنون أن ما تحقق في شرم الشيخ كان إملاء أمريكيا؟ وثانيا ألا ترون أن القمة على ما فيها من نقص من وجهة النظر الفلسطينية, قد برزت فيها مشاركة أممية وأوروبية لأول مرة, ما يعني عودة المفاوضات إلى إطار غير الإطار الذي تريده إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؟
- لا .. مطلب كلينتون أن يكون هناك هدوء في المنطقة, وأن تشكل لجنة تحقيق, ليس لمعرفة من هو المتسبب في الأحداث, ولكن لتبيان الأحداث, ثم بعد ذلك لاستئناف المفاوضات, وهذا في الواقع ما وصلت إليه القمة بالضبط.
النقطة الثانية أن مطلب (إيهود) باراك كان ينص على أن ترأس هذه اللجنة الولايات المتحدة الأمريكية, وقد تحقق مطلبه. كان مطلب الفلسطينيين أن ترأس هذه اللجنة الأمم المتحدة, حتى ينسجم ذلك مع قرارات مجلس الأمن الأخيرة, ولم يتحقق هذا المطلب, وأرغموا الطرف الفلسطيني على أن يقبل فقط باستشارة الأمم المتحدة. أما ما يتعلق بأوروبا وبالأمم المتحدة, فهذه الأخيرة أصبحت أداة بيد أمريكا.
ولقد شاهدنا ذلك في لبنان في ما يتعلق بالجنود الإسرائيليين الثلاثة الأسرى, وإعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان خرق لبنان أو حزب الله لقرار مجلس الأمن 425, وبالتالي فعنان قد اخفق على الجانب اللبناني, لأن اللبنانيين رفضوا التعاطي معه, لأنهم لم يجدوه نزيها.
أما بالنسبة للجانب الأوروبي والجانب الأمريكي, فإن مصالحهم الاستراتيجية مع الهدوء .. مصالحهم الاستراتيجية مع وجود مسيرة سلمية, ولو استمرت هذه المسيرة خمسين سنة من النقاش والحوار, لكنهم في الأخير مع استقرار المنطقة, ومع تفوق إسرائيل, ومع الهدوء التام, حتى تتحقق مصالحهم.
والاضطرابات في المنطقة تصب في نقيض مصالح الولايات المتحدة وأوروبا الغربية, وأكبر دليل على ذلك انظر إلى أسعار الطاقة, وانظر إلى الأسواق والأسهم الأمريكية .. انظر إلى حركة السوق, وانظر أيضا إلى تصريح كوفي عنان الأخير, بأن استمرار الانتفاضة يسبب مشكلة ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط, بل مشكلة عالمية.
ومن الناحية الاستراتيجية فإن استمرار المقاومة واستمرار الانتفاضة مصلحة عربية مطلقة .. هي مصلحة لكل دولة عربية على حدة, بالإضافة إلى مصالح الدول العربية مجتمعة. فتعامل مصر تحديدا كأكبر قوة عربية مع دولة العدو, في الوقت الذي توجد فيه مقاومة, أفضل لمصر. وتعامل مصر مع الدولة العدو وهي مستقرة من شأنه أن يُضعف جانب مصر. إن مصر في استراتيجيتها الأمنية والاقتصادية والسياسية في المنطقة أكثر استقرارا مع ضعف العدو الصهيوني, وتكون أقل تأثيرا مع قوة العدو الصهيوني.
وحتماً فقوة العدو تتحقق مع استقرار المنطقة, ومع استمرار التفاوض, مع السيطرة الكاملة على كل أجزاء فلسطين, بما في ذلك مكوناتها من سلطة وغير ذلك.
* إذا كان الأمر كما تقولون فلماذا رأينا حرصا كبيرا من الرئيس المصري في مفتتح قمة شرم الشيخ وفي منتهاها على وقف العنف ومنع انتشاره إلى المنطقة؟
- في تقديري أن هذا الموقف غير منسجم مع موقف الشارع المصري, فهو على النقيض من هذا الموقف, والموقف الشعبي هو أصدق تعبيرا عن مصلحة مصر الحقيقية. الشارع المصري كان كله مع الجهاد, ومع طرد سفير العدو الصهيوني من القاهرة. الشارع المصري كله مع مساندة الشعب الفلسطيني, وهو كله عن بكرة أبيه ضد قمة شرم الشيخ .. الشارع المصري كله مع قمة عربية تؤسس لتضامن عربي .. هذا هو الشارع المصري, وهذه هي حقيقة موقف الأمة, والموقف الذي يرتضيه الشارع, وترتضيه الأمة.
* أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ضرورة وقف العنف وعودة التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. هل تخشون من عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية؟
- بلا شك التنسيق الأمني, وأمريكا طرف فيه, يصب مباشرة في المصالح الأمريكية, ومصالح العدو الصهيوني. والتنسيق هو ثمن عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. التنسيق الأمني معناه خدمة العدو الصهيوني أمنيا. نحن لم نشاهد من التنسيق إلا كل ضرر بالشعب الفلسطيني, وملاحقة لمناضليه ومجاهديه, وبالتأكيد لسنا وحدنا متضررين من التنسيق الأمني, بل الشعب الفلسطيني بأكمله متضرر منه, والشعب الفلسطيني كله يطالب بأن يتم وقف هذا التنسيق, وأن لا يكون ثمة أي تنسيق. ثم أي تنسيق هذا الذي ننشده مع العدو والمصالح متضاربة, والأهداف متضاربة, والأرض متشابكة, فهذا التنسيق معناه المباشر هو كبت الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
* هل تنوون في ظل هذا التنسيق الأمني مواصلة الانتفاضة؟
- نعم أنا أعتقد أن هذا هو خيار الشعب الفلسطيني, وقد عبرت حركة "فتح" في بيانها الأخير عن أن الانتفاضة قد انطلقت للتحرير وليس لاستئناف المفاوضات, وهذا هو خيار الشعب الفلسطيني, ونحن جزء منه, ونقف إلى جانبه في كل لحظة, بل نحن خدم للشعب الفلسطيني أصلا, ولا بد لهذه الانتفاضة أن تستمر, وسنحاول جاهدين أن تستمر, حتى نستطيع أن نحقق أماني وطموحات شعبنا الفلسطيني.
* يبدو ثمة انقسام داخل حركة "فتح" بين من يلتزم بما تلتزم به السلطة, وبين من يدعو بقوة إلى مواصلة الانتفاضة وتصعيدها بغض النظر كيف كان موقف السلطة .. ما حقيقة هذا الانقسام المزعوم؟ وهل لكم اتصال وتنسيق مع الجناح, الذي يتبنى مواصلة الانتفاضة؟
- نحن كسياسة, وبغض النظر عن وجود انقسام داخل فتح أم لا, وسواء كان هذا حقيقة أم لم يكن, وسواء كانت فتح منقسمة أم موحدة, فنحن مع كل برنامج جهادي نضالي في مواجهة العدو, وسنقف في خندق واحد ما دامت هذه سياسة لدى أي طرف من الأطراف. وحينما اختارت السلطة مواجهة الاحتلال كنا معها, وكنا في خندق واحد, وحينما ينفك أي جزء من الشعب الفلسطيني, أو السلطة, أو جزء من فتح, أو كل فتح عن هذا الخيار ويقف في وجهه, فسنحافظ على خيار المقاومة, وسنبقى ندافع عنه وندفع ثمنه, لأننا نعتقد أن هذا هو الطريق لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني, وعودته, وتحرير أرضه, وانتهاء هذا الكيان الغاصب.
نحن لسنا مع التسوية, ولا مع برنامجها, ولا مع فعالياتها, وإذا أرادوا أن يختاروا فعاليات في مقاومة الاحتلال وجاؤوا إلى خندق المقاومة, فنحن معهم ومنهم وهم منا, أما إذا بقي خيارهم هو خيار التسوية, فلهم طريق ولنا طريق, ولن نتنكب عن طريقنا إطلاقا إن شاء الله, فيبقى خيارنا هو خيار المقاومة, ونحن واثقون بأن المستقبل لخيار المقاومة, وأنه لا أمل لخيار التسوية أن تكون له جذور في المنطقة, أو أن يستقر فيها, حتى ولو حقق بعض النجاحات المؤقتة .. اعتقادنا الجازم أن المستقبل للمقاومة, وبالتالي المستقبل للتحرير ولفلسطين إن شاء الله.
* ولكن في الواقع ما آفاق الحركة الفلسطينية في ظل وضع عربي رسمي, يبدو غير مستعد, وغير مهيأ داخليا لغير السلام مع الدولة العبرية؟ .. ألا تخشون في مثل هذا الظرف من جر الوضع العربي إلى حرب جديدة, قد تسبب مأساة جديدة مثل مأساة حرب 1967, التي أضرت بالوضع الفلسطيني والوضع العربي عامة؟
- هذا سؤال كبير في الواقع. أولاً نحن خيارنا ليس استمرار الانتفاضة, وإنما استمرار المقاومة, والانتفاضة شكل من هذه الأشكال, لأنه قد يتم التآمر عليها وتنتهي, ويبقى خيار المقاومة هو الخيار, الذي ننطلق منه ونعمل على ضوئه. وذكرت لك أن مصلحة الدول العربية مجتمعة مع هذا الخيار, فضلا عن أن يكون مصلحة لكل دولة على حدة.
النقطة الأخرى هو أن دولة العدو قد وصلت إلى أقصى قدرة لها على التمدد, ولم تستطع الحفاظ على هذا التمدد, حينما احتلت جنوب لبنان والجولان وسيناء وبعض من أراضي الأردن, بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وصلت إلى أقصاها, ولم يكن ممكنا لقوات الاحتلال أن تتمدد أكثر من ذلك, فليس لها القدرة لا التقنية ولا البشرية ولا أي قدرة من هذا النوع.
ثم إن خيار المقاومة أثبت أنه هو الخيار, الذي لا تستطيع دولة العدو أن تحتفظ معه بالأرض, وبالتالي فأي خيار يصب في مقاومة الاحتلال, أو في مقاومة الدولة العبرية, بالتأكيد هو ليس في صالح الدولة العبرية, وكلما كان هناك اتساع في رقعة المقاومة لهذا العدو, كلما كان هو في مرحلة الدفاع, وكان بالتالي أضعف.
النقطة الأخيرة, التي أود الحديث فيها, أننا لسنا مع خيار أن تخوض الدول العربية حربا ليست مستعدة لها, ولا حربا غير متكافئة.. نحن فقط مع أن تشكل الدول العربية غطاء للمقاومة.
نريد من الدول العربية أن تدعم خيار المقاومة. نريد من الدول العربية أن تفعل كما فعلت بعض الدول في دعم حزب الله في جنوب لبنان, والذي انتصر أخيرا وأذل العدو بأسر أربعة من ضباطه وجنوده. نحن نريد للدول العربية هذا ولا نريد لها أن تختار خيارات أخرى لا تريدها.
* ولكن ألا تتصورون أن دعم المقاومة الشعبية في أكثر من بلد عربي سيؤدي في المحصلة إلى حرب شاملة؟
- ليكن ذلك, وما المشكلة إذا كانت هناك حرب لتحصيل حقوقك؟ وهل استطاع أحد في التاريخ أن يأخذ حقه, لا سيما إذا كان في مواجهة احتلال واستعمار من خلال طاولة المفاوضات؟ .. الجميع أخذ حقه وانتزعه انتزاعاً .. الجميع قاوم حتى أخذ حقه, وما المشكلة في الحرب؟ لماذا تدق إسرائيل طبول الحرب في كل يوم, ونحن نسعى إلى غير ذلك؟ في الحقيقة إذا كان الخيار في استرداد الحقوق هو الحرب فلتكن الحرب.
* قمة شرم الشيخ انعقدت قبل أقل من أسبوع من انعقاد القمة العربية .. ما التأثيرات المتوقعة لنتائج تلك قمة على القمة العربية المرتقبة؟ وما مطالبكم أمام هذه القمة؟
- الآن الخطوة التي سيبذل الجميع جهدا من أجل تحقيقها قبل اجتماع القمة العربية هو أن لا تكون هناك انتفاضة, فإذا لم تكن هناك انتفاضة فماذا ستفعل القمة العربية في هذا الجانب؟. لكن نحن نقول إن هناك مهمات كبيرة لا بد من إعادة النظر في خيار التسوية, التي اختاروها سابقا, وأن يدعموا برنامج المقاومة, بأن يعيدوا له الاعتبار أولا, وأن يعطوه غطاء سياسيا ثانيا, حتى يتنفس في المنطقة, لأن أفق هذا الخيار هو هذه الدول, التي تجتمع يوم السبت القادم, فلا بد أن يعطوا المقاومة متنفسا, وأن يعطوها غطاء سياسيا حتى تستطيع أن تنطلق, وأن يكون هناك دعم حقيقي لها..
يجب أن يؤسسوا للمرحلة القادمة بالتخطيط العلمي وليس بالشعارات. لن تكون هذه الانتفاضة هي الأخيرة, بل ستكون هناك انتفاضة وانتفاضات في مواجهة الاحتلال, لأن الشعب الفلسطيني لن يحصل أي شيء عن طريق طاولة المفاوضات, وها أنت ترى أن العدو الصهيوني لا يريد إعطاء أي جزء من الأرض الفلسطينية .. هو يريد أكثر من ذلك بكثير, فحتى مقدساتنا عنده يجب أن تشطب وتصبح مقدسات يهودية.
إنهم يطالبون بالأقصى ليكون مكانا للهيكل, وإذاً فالمسألة ليست بهذه البساطة في أن نعبر هذه الخطوة, ثم تكون هناك راحة للجميع .. لا هذه ليست حلولا, وهي تشرع لمشكلات جديدة قادمة في المستقبل, فيجب على العرب جميعا أن يتنبهوا لذلك.
* هذا على الصعيد العربي الرسمي, ولكن على الصعيد الشعبي وعلى صعيد النخب, ماذا بإمكان النخب والشارع العربي أن يقدما للقضية الفلسطينية؟ وهل أنتم راضون عن ما تم تقديمه حتى الآن لهذه القضية عربيا وإسلاميا؟
- أعتقد أن النخبة العربية كانت إلى حد ما في الماضي منقسمة بشأن برنامج المقاومة, ولكن بعد هذه الانتفاضة توحدت مجمل النخب العربية واصطفت إلى جانب المقاومة. الشعب العربي والأمة الإسلامية كلها وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وخياره.
وكان واضحا جدا الفارق بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية, والمواقف الشعبية متقدمة جدا على المواقف الرسمية, وبالتالي هذا شيء مبشر بخير كبير, لأن معنى ذلك أن حركة التاريخ .. وهكذا علمنا التاريخ أن الأمم والشعوب, هي التي ترسم مساراتها بغض النظر عن المواقف الرسمية, والكبت الذي تمارسه الأنظمة على هذه الشعوب. وفي النهاية خيارات الشعوب هي التي تنتصر, وها قد شاهدنا خيار الأمة كله, وخيار الشعب كله, كان في زوال هذا الكيان .. وكان في استمرار المقاومة حتى زوال هذا الكيان. خيار الأمة كله كان مع الجهاد, وأنا أعتقد أن هذه المسألة في غاية الأهمية, وهي درس بليغ للساسة وللمثقفين وللجميع في هذه المرحلة.
* سمعنا أنباء عن رغبة قادة "حماس" المبعدين من الأردن في العودة الى عمان ليكونوا قريبين من الأراضي الفلسطينية, حيث تدور رحى الانتفاضة .. هل هذه المعلومات دقيقة؟
- نعم هي رغبة ومطلب وحق لم ننفه في أي لحظة من اللحظات, فمن حقهم أن يعودوا إلى الأردن, وكان قرار طردهم قرارا جائرا وغير دستوري وغير شعبي. ومعروف أن الشعب الأردني كله وقف في وجه هذا القرار بأحزابه ونقاباته وجماهيره ومنظماته الشعبية. وأعتقد أن هذا ليس سرا, وهذا المطلب سيبقى مشرعا حتى يعودوا إلى الأردن.
* أقصد هل هناك مساع جديدة بينكم وبين الحكومة الأردنية في هذا الصدد؟
- لا ليس هناك مساع جديدة.
* أسر حزب الله أربعة إسرائيليين منهم ضابط أمني كبير برتبة عقيد لمبادلتهم بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب. هل هناك تنسيق بينكم وبين حزب الله للإفراج عن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين؟
- طبعا هذا ليس سرا بأن موقف حزب الله أن التبادل سيكون بين هؤلاء والأسرى العرب الموجودين في سجون الاحتلال وسجون العدو الصهيوني, وبالتالي فهذا يحتاج إلى تعاون وتنسيق كبير حتى يتم هذا الأمر, وهي ليست مسألة ستتحقق في القريب العاجل, وإنما تحتاج إلى مفاوضات مضنية مع وسطاء, وهي في حاجة إلى صبر وجلد وزمن حتى تتم هذه المبادلة, ونحن مستبشرون خيرا, وكلما زاد عدد الأسرى الإسرائيليين كان الأمل أكبر في عودة أولئك الأبطال الخاضعين خلف القضبان إلى أهليهم وإلى أحبتهم وإلى عائلاتهم.
* ولكن ألا تخشون أن يضطر حزب الله, تحت ضغوط دولية كبرى, ربما تشمل إيران وسورية والحكومة اللبنانية, إلى الاكتفاء بتحرير الأسرى اللبنانيين فقط, في مقابل إطلاق سراح الضباط والجنود الإسرائيليين؟
- أنا لست أخشى من هذه المسألة شيئا, لأن الضغوط الغربية على الدول, التي ذكرتها, لم تتوقف لحظة من اللحظات لصالح العدو الصهيوني, ولم تجد نفعا هذه الضغوط. وبالمناسبة أدوات التأثير لهذه الدول على ما ذكرت ليست بالشيء الكبير, وليست بالشيء القادر على أن يخرج سياسات هذه الدول إلى منطقهم وإلى منطلقاتهم..
هذه الدول تعرف ماذا تريد وتستطيع أن تدافع عن مصالحها بشكل أفضل, وتستطيع أن تعبر عن مواقفها السياسية بشكل واضح, وبالتالي فأنا أتصور أن الضغوط الغربية لن يكون لها أي تأثير في هذا الموضوع.
* على صعيد التحليل والفهم, هل ترون أن ثمة خشية من أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان من أجل تحرير أسراها لدى حزب الله؟
- بالتأكيد هم (الإسرائيليون) لن يقفوا مكتوفي الأيدي على الأقل بعد الإهانات التي تعرض لها جيشهم وأجهزتهم الأمنية. فجيشهم تعرض لإهانات ضخمة منذ سنوات, وقد انتهت بانسحابه الذليل (من لبنان), وأجهزتهم الأمنية فشلت في الحفاظ على كيانهم الوضيع في جنوب لبنان بعد انسحابهم, وفشلت أيضا في استهداف أي من قادة المقاومة الباسلة, ثم في الآخر وقعوا في شرك شكل لهم إهانة كبيرة, وأنا أتصور أنهم يعدون لشيء غير قليل في هذا الموضوع, لكنهم أيضاً سيدفعون ثمناً آخر, وهم يحسبون لذلك حسابات كثيرة, وبالتالي أتصور أن المسألة لن تكون نزهة, إذا قرروا شيئاً من هذا القبيل, ولكنهم في سبيل ردهم للإهانة قد يقومون بأي حماقة.
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>
لا نريد حربا نظامية ولكن لم يحقق شعب في التاريخ استقلاله دون حروب
أبو مرزوق: شرم الشيخ خرج بما طلبه منه كلينتون في خطابه الافتتاحي وردنا مواصلة الانتفاضة
خدمة قدس برس
اعتبر عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أن مؤتمر شرم الشيخ أخفق في تحقيق المطالب الفلسطينية، وقال إنه خرج بما طلبه منه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في افتتاح المؤتمر. وقال أبو مرزوق، في "حوار خاص" مع وكالة "قدس برس"، إن قمة شرم الشيخ لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني, في مقابل تحقيقها المطالب الإسرائيلية.
واعتبر أبو مرزوق العودة إلى طاولة المفاوضات استهتاراً بتضحيات الشهداء والجرحى الفلسطينيين, ودعا إلى اعتماد خيار المقاومة, ووقف أي مفاوضات, وقال إنها لم تحقق على مدى ثمانية أعوام أي مكسب للفلسطينيين.
وشدد أبو مرزوق على أن تشكيل لجنة تحقيق برئاسة أمريكية واستشارة أممية بلا فائدة, وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية منحازة إلى الجانب الإسرائيلي انحيازا بلا حدود, والأمين العام للأمم المتحدة مجرد خادم للسياسة الأمريكية, وقال إنه فاقد للمصداقية السياسية بدليل انحيازه لإسرائيل في موضوع أسر حزب الله جنودا إسرائيليين في مزارع شبعا اللبنانية.
وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق أن استقرار الدولة العبرية سيكون إضعافا للدول العربية, وأن تواصل الانتفاضة والمقاومة هو أفضل طريق لإضعاف الكيان الصهيوني وتقوية الصف العربي عامة والمصري خاصة في مواجهة دولة الاحتلال.
وبالرغم من عدم رغبته في قيام حرب نظامية بين الجيوش العربية وجيش الاحتلال الإسرائيلي, اعترف أبو مرزوق أن لا خيار في مواجهة الدولة العبرية سوى المقاومة والحرب. وقال إن دروس التاريخ تعلمنا أنه لا يوجد شعب أو أمة استعادت حقوقها من دون خوض حروب.
وأشاد أبو مرزوق بقوة برد الشارع العربي والإسلامي, وقال إنه متقدم أشواطا بعيدة عن المواقف الرسمية في دعم الانتفاضة. وشدد على أن النخب العربية كانت منقسمة بشأن موضوع التسوية مع الدولة العبرية, وأنها أخيرا راجعت مواقفها والتفت في معظمها حول خيار الانتفاضة وخيار المقاومة.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجراه من أسرة "قدس برس" (نور الدين العويديدي) مع الدكتور موسى أبو مرزوق:
* كيف تنظرون إلى ما تمخضت عنه قمة شرم الشيخ؟ ألم تحقق بعض مطالب الشعب الفلسطيني؟ .. بلغة أخرى هل تعتبرون القمة ناجحة أم فشلت؟
- أولاً ما خرج به مؤتمر شرم الشيخ هو بالضبط ما ذكره الرئيس الأمريكي قبل المؤتمر. ولو رأينا الرئيس الأمريكي يقول إن هذا المؤتمر عقد لينجح, وأنه ليس هناك من مجال للفشل لاتضح مدى الأهمية, التي كان يعلقها الرئيس الأمريكي على هذا المؤتمر, من حيث أن نجاحه يشكل خطوة أساسية تصب في المصالح الاستراتيجية الأمريكية, وأن استمرار الأحداث بهذا الشكل يضر بمصالح الولايات المتحدة, وكذلك بدولة العدو. وبالتالي كان مهما بالنسبة له أن يخرج هذا المؤتمر بشيء. والرئيس الأمريكي حدد هذا الشيء قبل انعقاد المؤتمر, كما صرح بذلك أمام وسائل الإعلام.
ثانيا: إن ما خرج به المؤتمر من الناحية العملية هو محاولة التوافق بين الطرفين الأساسيين في المؤتمر, وهما الطرف الفلسطيني والعدو الإسرائيلي, وذلك بأن توقف الأعمال, التي أسموها بأعمال العنف, ثم يعود الحال إلى ما كان عليه من تنسيق أمني, ومن تموضع لقوات العدو, أو من استئناف للمفاوضات.
وفي ما يتعلق بالنقطة الأولى التي أسموها أعمال العنف, فالشعب الفلسطيني حينما انتفض وثار, لم ينتفض حتى يخسر فقط أكثر من مائة شهيد, وآلاف الجرحى, ويعود بعد ذلك إلى الوضع الذي كان عليه.. هو انتفض حتى يتحرر من هذا الكابوس, الذي يسمى الاحتلال, وبالتالي, فما تم التوصل إليه فيه خطورة شديدة جدا, ليس فقط على الشعب الفلسطيني, بل على الشعب العربي والأمة الإسلامية جمعاء .. هذه الأمة التي وقفت إلى جانب هذا الشعب, تناصره في هذا الجهاد. وكذلك فهذه أول مرة يتوحد فيها الشعب الفلسطيني على هذا الطريق. وأعتقد أن ما توصل إليه المؤتمر يُعد نكسة كبيرة, وهو مخيب لآمال الشعب الفلسطيني, وهذا ما يفسر رفض الفلسطينيين بكل فصائلهم وبكل قواهم لذهاب الوفد الفلسطيني إلى هذا المؤتمر المشؤوم.
أما بالنسبة لتسمية ما يجري بالعنف, والدعوة إلى وقفه من الطرفين, فهو أمر في منتهى الاستغراب, فكيف يساوون بين الضحية والجزار, ويساوون بين القاتل والمقتول؟ هل يعتبرون أن الجيش الرابض على صدور الفلسطينيين ليس هو المسبب للعنف؟.
الأمر الثاني المهم في هذا الموضوع أيضا, أنهم شكلوا لجنة تحقيق كمعادلة لوقف هذه الانتفاضة, وقالوا إنها مطلب فلسطيني, فأولا تسميتها بهذا الشكل, ورئاسة أمريكا لها, يحكم عليها بالانحياز للموقف الصهيوني منذ البدء, إذ أعلن الكونغرس الأمريكي أن المسؤول عن هذا "الشغب" في المنطقة, إنما هو الطرف الفلسطيني, ثم طلب من الإدارة الأمريكية العمل بجد على مساعدة إسرائيل والوقوف إلى جانبها, فإذا كان الأمريكان حددوا موقفهم منذ اليوم الأول, وقبل بدء المؤتمر, ثم يأتون بعد ذلك ليحكموا بين الطرفين, فأي لجنة هذه اللجنة غير النزيهة, التي تمثلها الولايات المتحدة, وأي تحقيق هذا؟.
الأمر الثالث والمتعلق بإعادة ما يسمى القوات الإسرائيلية إلى مواقعها. فالقوات الإسرائيلية تزحزحت من مواقعها مترا أحيانا, ومائتي متر أحيانا أخرى, وكأن هذا سيكون انتصارا أمام الناس, وهذا فيه تدجيل وفيه غش للناس.
والأمر الرابع أنهم لم يستطيعوا تحديد ما هو مطلوب من الطرف الفلسطيني, وجعلوا ذلك في طي الكتمان, لأنهم أرادوا أن يتوصل إليه الطرف الفلسطيني بهدوء وبالتدريج, حتى لا يثور الشارع الفلسطيني, وهذا فيه خداع وغش للشارع الفلسطيني, فالشارع الفلسطيني حينما انتفض, إنما انتفض من أجل كرامته, ومن أجل التحرير, أما أن تأتي السلطة الفلسطينية وتوقع هذا الاتفاق, ثم بعد ذلك يطلب منها عودة المعتقلين, وعودة التنسيق الأمني, وعودة الهدوء, وعودة كل شيء, وكأن شيئا لم يكن ..
كل انتفاضة تحدث في الشارع الفلسطيني, يتم فيها سحب البساط من تحت أقدام الشعب الفلسطيني, وهذا أمر في منتهى الخطورة, وهذا شيء قد يؤسس مباشرة لمشكلة داخلية مستقبلية, نرجو أن لا تحدث, لكن إذا بقيت السلطة في الوقت الحاضر في كل مرة تقف في مواجهة الشعب الفلسطيني بهذا الشكل, فلا يمكن أن تستمر الحالة على ما هي عليه.
أما الأمر الخامس فهو العودة إلى طاولة المفاوضات, فماذا بدا مما جرى؟, أبعد كل هذه التضحيات الجسام, وبعد هذه المطالب الكبيرة للشعب الفلسطيني, يعودون إلى طاولة المفاوضات؟.. ماذا تحقق على طاولة المفاوضات طوال ثماني سنوات. فمنذ عام 1993 وحتى هذه اللحظة, أي حوالي ثماني سنوات, وعلى طاولة المفاوضات هذه يدور الطرف الفلسطيني خلف الطرف اليهودي, ولم يأتوا بشيء جديد, وبقي الحال على ما هو عليه.
الأمر السادس في هذا الموضوع أن الطرف الفلسطيني حينما سلم بكل مقدرات, وبكل وضع الشعب الفلسطيني بيد العدو, ثم بعد ذلك تحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني .. فأي غباء مطلق هذا, أن يتحمل مسؤولية لا يملك أدواتها, لا من جهة الطعام ولا الشراب ولا الدواء ولا الطاقة ولا الكهرباء .. كلها أبقاها بيد العدو, ثم بعد ذلك تحمل مسؤولية شعب بأكمله, فأي غباء هذا؟.
حينما كان ينتفض الشارع الفلسطيني تحت الاحتلال, لم يكن ينقصه لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام.. لماذا؟ لأن ذلك كان مسؤولية قوات الاحتلال أن تقدم كل هذا, وبالتالي كان الشارع الفلسطيني ينتفض, ولا يخشى من الحصار, أما الآن فالطرف الفلسطيني أوقع نفسه في مطب في منتهى الخطورة, إذا إنه أخذ على عاتقه مسؤولية الشارع الفلسطيني, ثم حرم من كل الأدوات المؤدية ليكون مسؤولا عن هذا الشارع, وبالتالي فالمسألة في حاجة إلى مراجعة كبيرة وفورية, من قبل الطرف الفلسطيني, والأفضل له أن ينسحب من هذه المفاوضات, ومن هذه العملية, وأن يلجأ إلى الخيار الذي اختاره الناس جميعا, فقد اختار الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الخارج, في الأراضي المحتلة عام 1948 والمحتلة عام 1967, خيار مقاومة الاحتلال, حتى ينفضوا هذا العبء عن كاهلهم, ويطردوا الاحتلال من أرضهم .. هذا هو ما ينبغي أن تفعله السلطة الفلسطينية وهذا هو مطلب الشارع الفلسطيني.
* قلتم إن القمة انتهت إلى ما بدأها به الرئيس الأمريكي .. هل تعنون أن ما تحقق في شرم الشيخ كان إملاء أمريكيا؟ وثانيا ألا ترون أن القمة على ما فيها من نقص من وجهة النظر الفلسطينية, قد برزت فيها مشاركة أممية وأوروبية لأول مرة, ما يعني عودة المفاوضات إلى إطار غير الإطار الذي تريده إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؟
- لا .. مطلب كلينتون أن يكون هناك هدوء في المنطقة, وأن تشكل لجنة تحقيق, ليس لمعرفة من هو المتسبب في الأحداث, ولكن لتبيان الأحداث, ثم بعد ذلك لاستئناف المفاوضات, وهذا في الواقع ما وصلت إليه القمة بالضبط.
النقطة الثانية أن مطلب (إيهود) باراك كان ينص على أن ترأس هذه اللجنة الولايات المتحدة الأمريكية, وقد تحقق مطلبه. كان مطلب الفلسطينيين أن ترأس هذه اللجنة الأمم المتحدة, حتى ينسجم ذلك مع قرارات مجلس الأمن الأخيرة, ولم يتحقق هذا المطلب, وأرغموا الطرف الفلسطيني على أن يقبل فقط باستشارة الأمم المتحدة. أما ما يتعلق بأوروبا وبالأمم المتحدة, فهذه الأخيرة أصبحت أداة بيد أمريكا.
ولقد شاهدنا ذلك في لبنان في ما يتعلق بالجنود الإسرائيليين الثلاثة الأسرى, وإعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان خرق لبنان أو حزب الله لقرار مجلس الأمن 425, وبالتالي فعنان قد اخفق على الجانب اللبناني, لأن اللبنانيين رفضوا التعاطي معه, لأنهم لم يجدوه نزيها.
أما بالنسبة للجانب الأوروبي والجانب الأمريكي, فإن مصالحهم الاستراتيجية مع الهدوء .. مصالحهم الاستراتيجية مع وجود مسيرة سلمية, ولو استمرت هذه المسيرة خمسين سنة من النقاش والحوار, لكنهم في الأخير مع استقرار المنطقة, ومع تفوق إسرائيل, ومع الهدوء التام, حتى تتحقق مصالحهم.
والاضطرابات في المنطقة تصب في نقيض مصالح الولايات المتحدة وأوروبا الغربية, وأكبر دليل على ذلك انظر إلى أسعار الطاقة, وانظر إلى الأسواق والأسهم الأمريكية .. انظر إلى حركة السوق, وانظر أيضا إلى تصريح كوفي عنان الأخير, بأن استمرار الانتفاضة يسبب مشكلة ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط, بل مشكلة عالمية.
ومن الناحية الاستراتيجية فإن استمرار المقاومة واستمرار الانتفاضة مصلحة عربية مطلقة .. هي مصلحة لكل دولة عربية على حدة, بالإضافة إلى مصالح الدول العربية مجتمعة. فتعامل مصر تحديدا كأكبر قوة عربية مع دولة العدو, في الوقت الذي توجد فيه مقاومة, أفضل لمصر. وتعامل مصر مع الدولة العدو وهي مستقرة من شأنه أن يُضعف جانب مصر. إن مصر في استراتيجيتها الأمنية والاقتصادية والسياسية في المنطقة أكثر استقرارا مع ضعف العدو الصهيوني, وتكون أقل تأثيرا مع قوة العدو الصهيوني.
وحتماً فقوة العدو تتحقق مع استقرار المنطقة, ومع استمرار التفاوض, مع السيطرة الكاملة على كل أجزاء فلسطين, بما في ذلك مكوناتها من سلطة وغير ذلك.
* إذا كان الأمر كما تقولون فلماذا رأينا حرصا كبيرا من الرئيس المصري في مفتتح قمة شرم الشيخ وفي منتهاها على وقف العنف ومنع انتشاره إلى المنطقة؟
- في تقديري أن هذا الموقف غير منسجم مع موقف الشارع المصري, فهو على النقيض من هذا الموقف, والموقف الشعبي هو أصدق تعبيرا عن مصلحة مصر الحقيقية. الشارع المصري كان كله مع الجهاد, ومع طرد سفير العدو الصهيوني من القاهرة. الشارع المصري كله مع مساندة الشعب الفلسطيني, وهو كله عن بكرة أبيه ضد قمة شرم الشيخ .. الشارع المصري كله مع قمة عربية تؤسس لتضامن عربي .. هذا هو الشارع المصري, وهذه هي حقيقة موقف الأمة, والموقف الذي يرتضيه الشارع, وترتضيه الأمة.
* أعلن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ضرورة وقف العنف وعودة التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين .. هل تخشون من عودة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والسلطات الإسرائيلية؟
- بلا شك التنسيق الأمني, وأمريكا طرف فيه, يصب مباشرة في المصالح الأمريكية, ومصالح العدو الصهيوني. والتنسيق هو ثمن عودة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. التنسيق الأمني معناه خدمة العدو الصهيوني أمنيا. نحن لم نشاهد من التنسيق إلا كل ضرر بالشعب الفلسطيني, وملاحقة لمناضليه ومجاهديه, وبالتأكيد لسنا وحدنا متضررين من التنسيق الأمني, بل الشعب الفلسطيني بأكمله متضرر منه, والشعب الفلسطيني كله يطالب بأن يتم وقف هذا التنسيق, وأن لا يكون ثمة أي تنسيق. ثم أي تنسيق هذا الذي ننشده مع العدو والمصالح متضاربة, والأهداف متضاربة, والأرض متشابكة, فهذا التنسيق معناه المباشر هو كبت الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
* هل تنوون في ظل هذا التنسيق الأمني مواصلة الانتفاضة؟
- نعم أنا أعتقد أن هذا هو خيار الشعب الفلسطيني, وقد عبرت حركة "فتح" في بيانها الأخير عن أن الانتفاضة قد انطلقت للتحرير وليس لاستئناف المفاوضات, وهذا هو خيار الشعب الفلسطيني, ونحن جزء منه, ونقف إلى جانبه في كل لحظة, بل نحن خدم للشعب الفلسطيني أصلا, ولا بد لهذه الانتفاضة أن تستمر, وسنحاول جاهدين أن تستمر, حتى نستطيع أن نحقق أماني وطموحات شعبنا الفلسطيني.
* يبدو ثمة انقسام داخل حركة "فتح" بين من يلتزم بما تلتزم به السلطة, وبين من يدعو بقوة إلى مواصلة الانتفاضة وتصعيدها بغض النظر كيف كان موقف السلطة .. ما حقيقة هذا الانقسام المزعوم؟ وهل لكم اتصال وتنسيق مع الجناح, الذي يتبنى مواصلة الانتفاضة؟
- نحن كسياسة, وبغض النظر عن وجود انقسام داخل فتح أم لا, وسواء كان هذا حقيقة أم لم يكن, وسواء كانت فتح منقسمة أم موحدة, فنحن مع كل برنامج جهادي نضالي في مواجهة العدو, وسنقف في خندق واحد ما دامت هذه سياسة لدى أي طرف من الأطراف. وحينما اختارت السلطة مواجهة الاحتلال كنا معها, وكنا في خندق واحد, وحينما ينفك أي جزء من الشعب الفلسطيني, أو السلطة, أو جزء من فتح, أو كل فتح عن هذا الخيار ويقف في وجهه, فسنحافظ على خيار المقاومة, وسنبقى ندافع عنه وندفع ثمنه, لأننا نعتقد أن هذا هو الطريق لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني, وعودته, وتحرير أرضه, وانتهاء هذا الكيان الغاصب.
نحن لسنا مع التسوية, ولا مع برنامجها, ولا مع فعالياتها, وإذا أرادوا أن يختاروا فعاليات في مقاومة الاحتلال وجاؤوا إلى خندق المقاومة, فنحن معهم ومنهم وهم منا, أما إذا بقي خيارهم هو خيار التسوية, فلهم طريق ولنا طريق, ولن نتنكب عن طريقنا إطلاقا إن شاء الله, فيبقى خيارنا هو خيار المقاومة, ونحن واثقون بأن المستقبل لخيار المقاومة, وأنه لا أمل لخيار التسوية أن تكون له جذور في المنطقة, أو أن يستقر فيها, حتى ولو حقق بعض النجاحات المؤقتة .. اعتقادنا الجازم أن المستقبل للمقاومة, وبالتالي المستقبل للتحرير ولفلسطين إن شاء الله.
* ولكن في الواقع ما آفاق الحركة الفلسطينية في ظل وضع عربي رسمي, يبدو غير مستعد, وغير مهيأ داخليا لغير السلام مع الدولة العبرية؟ .. ألا تخشون في مثل هذا الظرف من جر الوضع العربي إلى حرب جديدة, قد تسبب مأساة جديدة مثل مأساة حرب 1967, التي أضرت بالوضع الفلسطيني والوضع العربي عامة؟
- هذا سؤال كبير في الواقع. أولاً نحن خيارنا ليس استمرار الانتفاضة, وإنما استمرار المقاومة, والانتفاضة شكل من هذه الأشكال, لأنه قد يتم التآمر عليها وتنتهي, ويبقى خيار المقاومة هو الخيار, الذي ننطلق منه ونعمل على ضوئه. وذكرت لك أن مصلحة الدول العربية مجتمعة مع هذا الخيار, فضلا عن أن يكون مصلحة لكل دولة على حدة.
النقطة الأخرى هو أن دولة العدو قد وصلت إلى أقصى قدرة لها على التمدد, ولم تستطع الحفاظ على هذا التمدد, حينما احتلت جنوب لبنان والجولان وسيناء وبعض من أراضي الأردن, بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وصلت إلى أقصاها, ولم يكن ممكنا لقوات الاحتلال أن تتمدد أكثر من ذلك, فليس لها القدرة لا التقنية ولا البشرية ولا أي قدرة من هذا النوع.
ثم إن خيار المقاومة أثبت أنه هو الخيار, الذي لا تستطيع دولة العدو أن تحتفظ معه بالأرض, وبالتالي فأي خيار يصب في مقاومة الاحتلال, أو في مقاومة الدولة العبرية, بالتأكيد هو ليس في صالح الدولة العبرية, وكلما كان هناك اتساع في رقعة المقاومة لهذا العدو, كلما كان هو في مرحلة الدفاع, وكان بالتالي أضعف.
النقطة الأخيرة, التي أود الحديث فيها, أننا لسنا مع خيار أن تخوض الدول العربية حربا ليست مستعدة لها, ولا حربا غير متكافئة.. نحن فقط مع أن تشكل الدول العربية غطاء للمقاومة.
نريد من الدول العربية أن تدعم خيار المقاومة. نريد من الدول العربية أن تفعل كما فعلت بعض الدول في دعم حزب الله في جنوب لبنان, والذي انتصر أخيرا وأذل العدو بأسر أربعة من ضباطه وجنوده. نحن نريد للدول العربية هذا ولا نريد لها أن تختار خيارات أخرى لا تريدها.
* ولكن ألا تتصورون أن دعم المقاومة الشعبية في أكثر من بلد عربي سيؤدي في المحصلة إلى حرب شاملة؟
- ليكن ذلك, وما المشكلة إذا كانت هناك حرب لتحصيل حقوقك؟ وهل استطاع أحد في التاريخ أن يأخذ حقه, لا سيما إذا كان في مواجهة احتلال واستعمار من خلال طاولة المفاوضات؟ .. الجميع أخذ حقه وانتزعه انتزاعاً .. الجميع قاوم حتى أخذ حقه, وما المشكلة في الحرب؟ لماذا تدق إسرائيل طبول الحرب في كل يوم, ونحن نسعى إلى غير ذلك؟ في الحقيقة إذا كان الخيار في استرداد الحقوق هو الحرب فلتكن الحرب.
* قمة شرم الشيخ انعقدت قبل أقل من أسبوع من انعقاد القمة العربية .. ما التأثيرات المتوقعة لنتائج تلك قمة على القمة العربية المرتقبة؟ وما مطالبكم أمام هذه القمة؟
- الآن الخطوة التي سيبذل الجميع جهدا من أجل تحقيقها قبل اجتماع القمة العربية هو أن لا تكون هناك انتفاضة, فإذا لم تكن هناك انتفاضة فماذا ستفعل القمة العربية في هذا الجانب؟. لكن نحن نقول إن هناك مهمات كبيرة لا بد من إعادة النظر في خيار التسوية, التي اختاروها سابقا, وأن يدعموا برنامج المقاومة, بأن يعيدوا له الاعتبار أولا, وأن يعطوه غطاء سياسيا ثانيا, حتى يتنفس في المنطقة, لأن أفق هذا الخيار هو هذه الدول, التي تجتمع يوم السبت القادم, فلا بد أن يعطوا المقاومة متنفسا, وأن يعطوها غطاء سياسيا حتى تستطيع أن تنطلق, وأن يكون هناك دعم حقيقي لها..
يجب أن يؤسسوا للمرحلة القادمة بالتخطيط العلمي وليس بالشعارات. لن تكون هذه الانتفاضة هي الأخيرة, بل ستكون هناك انتفاضة وانتفاضات في مواجهة الاحتلال, لأن الشعب الفلسطيني لن يحصل أي شيء عن طريق طاولة المفاوضات, وها أنت ترى أن العدو الصهيوني لا يريد إعطاء أي جزء من الأرض الفلسطينية .. هو يريد أكثر من ذلك بكثير, فحتى مقدساتنا عنده يجب أن تشطب وتصبح مقدسات يهودية.
إنهم يطالبون بالأقصى ليكون مكانا للهيكل, وإذاً فالمسألة ليست بهذه البساطة في أن نعبر هذه الخطوة, ثم تكون هناك راحة للجميع .. لا هذه ليست حلولا, وهي تشرع لمشكلات جديدة قادمة في المستقبل, فيجب على العرب جميعا أن يتنبهوا لذلك.
* هذا على الصعيد العربي الرسمي, ولكن على الصعيد الشعبي وعلى صعيد النخب, ماذا بإمكان النخب والشارع العربي أن يقدما للقضية الفلسطينية؟ وهل أنتم راضون عن ما تم تقديمه حتى الآن لهذه القضية عربيا وإسلاميا؟
- أعتقد أن النخبة العربية كانت إلى حد ما في الماضي منقسمة بشأن برنامج المقاومة, ولكن بعد هذه الانتفاضة توحدت مجمل النخب العربية واصطفت إلى جانب المقاومة. الشعب العربي والأمة الإسلامية كلها وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وخياره.
وكان واضحا جدا الفارق بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية, والمواقف الشعبية متقدمة جدا على المواقف الرسمية, وبالتالي هذا شيء مبشر بخير كبير, لأن معنى ذلك أن حركة التاريخ .. وهكذا علمنا التاريخ أن الأمم والشعوب, هي التي ترسم مساراتها بغض النظر عن المواقف الرسمية, والكبت الذي تمارسه الأنظمة على هذه الشعوب. وفي النهاية خيارات الشعوب هي التي تنتصر, وها قد شاهدنا خيار الأمة كله, وخيار الشعب كله, كان في زوال هذا الكيان .. وكان في استمرار المقاومة حتى زوال هذا الكيان. خيار الأمة كله كان مع الجهاد, وأنا أعتقد أن هذه المسألة في غاية الأهمية, وهي درس بليغ للساسة وللمثقفين وللجميع في هذه المرحلة.
* سمعنا أنباء عن رغبة قادة "حماس" المبعدين من الأردن في العودة الى عمان ليكونوا قريبين من الأراضي الفلسطينية, حيث تدور رحى الانتفاضة .. هل هذه المعلومات دقيقة؟
- نعم هي رغبة ومطلب وحق لم ننفه في أي لحظة من اللحظات, فمن حقهم أن يعودوا إلى الأردن, وكان قرار طردهم قرارا جائرا وغير دستوري وغير شعبي. ومعروف أن الشعب الأردني كله وقف في وجه هذا القرار بأحزابه ونقاباته وجماهيره ومنظماته الشعبية. وأعتقد أن هذا ليس سرا, وهذا المطلب سيبقى مشرعا حتى يعودوا إلى الأردن.
* أقصد هل هناك مساع جديدة بينكم وبين الحكومة الأردنية في هذا الصدد؟
- لا ليس هناك مساع جديدة.
* أسر حزب الله أربعة إسرائيليين منهم ضابط أمني كبير برتبة عقيد لمبادلتهم بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب. هل هناك تنسيق بينكم وبين حزب الله للإفراج عن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين؟
- طبعا هذا ليس سرا بأن موقف حزب الله أن التبادل سيكون بين هؤلاء والأسرى العرب الموجودين في سجون الاحتلال وسجون العدو الصهيوني, وبالتالي فهذا يحتاج إلى تعاون وتنسيق كبير حتى يتم هذا الأمر, وهي ليست مسألة ستتحقق في القريب العاجل, وإنما تحتاج إلى مفاوضات مضنية مع وسطاء, وهي في حاجة إلى صبر وجلد وزمن حتى تتم هذه المبادلة, ونحن مستبشرون خيرا, وكلما زاد عدد الأسرى الإسرائيليين كان الأمل أكبر في عودة أولئك الأبطال الخاضعين خلف القضبان إلى أهليهم وإلى أحبتهم وإلى عائلاتهم.
* ولكن ألا تخشون أن يضطر حزب الله, تحت ضغوط دولية كبرى, ربما تشمل إيران وسورية والحكومة اللبنانية, إلى الاكتفاء بتحرير الأسرى اللبنانيين فقط, في مقابل إطلاق سراح الضباط والجنود الإسرائيليين؟
- أنا لست أخشى من هذه المسألة شيئا, لأن الضغوط الغربية على الدول, التي ذكرتها, لم تتوقف لحظة من اللحظات لصالح العدو الصهيوني, ولم تجد نفعا هذه الضغوط. وبالمناسبة أدوات التأثير لهذه الدول على ما ذكرت ليست بالشيء الكبير, وليست بالشيء القادر على أن يخرج سياسات هذه الدول إلى منطقهم وإلى منطلقاتهم..
هذه الدول تعرف ماذا تريد وتستطيع أن تدافع عن مصالحها بشكل أفضل, وتستطيع أن تعبر عن مواقفها السياسية بشكل واضح, وبالتالي فأنا أتصور أن الضغوط الغربية لن يكون لها أي تأثير في هذا الموضوع.
* على صعيد التحليل والفهم, هل ترون أن ثمة خشية من أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان من أجل تحرير أسراها لدى حزب الله؟
- بالتأكيد هم (الإسرائيليون) لن يقفوا مكتوفي الأيدي على الأقل بعد الإهانات التي تعرض لها جيشهم وأجهزتهم الأمنية. فجيشهم تعرض لإهانات ضخمة منذ سنوات, وقد انتهت بانسحابه الذليل (من لبنان), وأجهزتهم الأمنية فشلت في الحفاظ على كيانهم الوضيع في جنوب لبنان بعد انسحابهم, وفشلت أيضا في استهداف أي من قادة المقاومة الباسلة, ثم في الآخر وقعوا في شرك شكل لهم إهانة كبيرة, وأنا أتصور أنهم يعدون لشيء غير قليل في هذا الموضوع, لكنهم أيضاً سيدفعون ثمناً آخر, وهم يحسبون لذلك حسابات كثيرة, وبالتالي أتصور أن المسألة لن تكون نزهة, إذا قرروا شيئاً من هذا القبيل, ولكنهم في سبيل ردهم للإهانة قد يقومون بأي حماقة.
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>

fahad
•
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/photos/photo12/cartoon.jpg" border=0>
_____________________________________
.
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/photos/photo12/mohdclass.jpg" border=0>
.مقعد الشهيد جمال محمد الدرة ... أصبح شاغراً!!
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>
_____________________________________
.
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/photos/photo12/mohdclass.jpg" border=0>
.مقعد الشهيد جمال محمد الدرة ... أصبح شاغراً!!
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>
الصفحة الأخيرة
صحيفة عبرية: السلطة الفلسطينية طلبت من إسرائيل "سراً" مهلة ثلاثة أسابيع لوقف الانتفاضة
القدس المحتلة - قدس برس
ذكرت صحيفة اسرائيلية اليوم ان السلطة الفلسطينية طلبت أخيرا من اسرائيل في رسالة "سرية" أرسلتها الى رئيس الوزراء ايهود باراك إمهالها مدة ثلاثة أسابيع لتهدئة الوضع المتفجر في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقالت صحيفة /معاريف/ إن وزيرا (إسرائيليا) رفيعا نقل في الأيام الأخيرة بعد قمة "شرم الشيخ" التي عقدت أواسط الاسبوع الماضي رسالة من القيادة الفلسطينية الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يستدل منها ان الفلسطينيين يطلبون الآن مهلة ثلاثة أسابيع لتهدئة الأوضاع والمواجهات العنيفة على نحو شامل وتام في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعلنون فيها (الرسالة) أنهم سيوافقون على استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل على أسس المواقف والاجمالات التي عرضت خلال محادثات قمة "كامب ديفيد" التي عقدت بين الجانبين برعاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون في تموز (يوليو) الماضي على ان تستأنف المفاوضات المتجددة بعد السابع من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل وهو اليوم الذي ستجري فيه انتخابات الرئاسة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي رفيع، قالت إنه كشف عن أمر الرسالة السرية التي تلقاها باراك من قيادة السلطة الفلسطينية، إيضاحه ان الفلسطينيين فقدوا كليا ثقتهم بالإدارة الأمريكية الحالية ما عدا الرئيس بيل كلينتون نفسه، ولذلك فهم يطالبون باستئناف ومواصلة العملية التفاوضية مع اسرائيل فقط بعدما تتضح نوايا وتوجهات الإدارة الأمريكية الجديدة المقبلة.
واستطرد المصدر ان الفلسطينيين "أوضحوا إزاء ما يتعلق بتهدئة العنف أنهم لا يستطيعون وقف أعمال العنف بصورة فورية لان المعنى العملي لذلك يتمثل في إصدار أوامر لأفراد الشرطة الفلسطينية باستعمال القوة ضد شعب غاضب بأكمله ما يمكن ان يفضي لاندلاع حرب أهلية" بين الفلسطينيين.
وتابع المصدر السياسي الاسرائيلي قائلا ان المسؤولين الفلسطينيين قالوا للوزير الذي نقل الرسالة الى باراك "نحن نحتاج الى فترة طويلة اكثر ـ اقلها ثلاثة أسابيع لتهدئة الأوضاع ـ نستطيع بعدها العودة الى طاولة المفاوضات". وكانت الإذاعة الرسمية الاسرائيلية نسبت الى موظفين كبار في السلطة الفلسطينية قولهم أمس ان الرئيس ياسر عرفات بصدد إصدار أوامر وتعليمات لأفراد أجهزة الشرطة والأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تدعوهم إلى التوقف عن إطلاق النار والامتناع بشكل تام عن استخدام السلاح ضد القوات الاسرائيلية خلال مظاهرات الاحتجاج السلمية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية. وقالت المصادر الفلسطينية التي اقبتستها الإذاعة العبرية ان أوامر الرئيس عرفات هذه ستدخل التي حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم حال انتهاء محادثات القمة العربية المنعقدة في القاهرة.
في هذه الأثناء نقلت تقارير صحفية اسرائيلية نشرت اليوم عن محافل سياسية قولها إن الإدارة الأمريكية تعكف منذ يوم أمس على إعداد مبادرة جديدة تستهدف محاولة إعادة عملية السلام الى مسارها، وذلك بما يؤدي الى إبطال مفعول إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عن تعليق عملية السلام مع الفلسطينيين لفترة غير محددة من الوقت وهو الإعلان الذي لم يلق ارتياحا او تأييدا لدى أوساط "البيت الابيض" الأمريكي في واشنطن.
------------------
<IMG SRC="http://www.palestine-info.org/today/alaqsa/images/rami.gif" border=0>