شعرت بعد ولادتي مباشرة بشيء مطاطي قاس يرتطم شفتاي الضعيفتان فلم أستطع ابتلاعه أو امتصاصه ، بل إنه طويل غليظ وصل إلى حلقومي فانتابتني غصة وغثيان وقيئ .
مددت يدي أتحسسه ، فوجدته قارورة ثقيلة ، ملأى بالحليب الصناعي ، تارة بارد جداً ترتعد منه أوصالي ويلتهب منه حلقي ، وتارة شديد الحرارة يحرق فمي وجوفي ، فيحترق قلبي لوعة على أمي حبيبتي التي أسمعها في كل مجلس وحديث تشدو بي وتقول : " أبني فلذة كبدي ، وقرة عيني ، أغلى شئ في حياتي ، من أجله أضحي بالغالي والنفيس " .
أسمع ذلك فتزداد حيرتي لأني أعلم صدق مشاعرك نحوي ،
ولكن ظنك الخاطئ أن هذه الرضاعة ستكون أفضل لي منك ... كيف هذا يا أماه ؟ !
وأنت أغلى ما في حياتي ، وحليبك هو غذائي الرباني أودعه الله لي عندك أمانة ، وأمرك بإرضاعي إياه عند مولدي ..
لماذا حرمتني منه ، وعذبت نفسك بثقل ثدييك والتهابهما ،
لماذا خالفت أمر الخالق وخالفت فطرته
( فطرة الله التي فطر الناس عليها )
( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين )
شكرا لك أختي...