LovelySoma
LovelySoma
حبيباتي سمر مر وهدهد .... عنجد بفرح لما أشوف ردودكم ومتابعتكم ... الله يسعدكم يا رب :26: :26: وإن شاء الله ما بتأخر عليكم :)
حبيباتي سمر مر وهدهد .... عنجد بفرح لما أشوف ردودكم ومتابعتكم ... الله يسعدكم يا رب :26: :26:...
حاول عماد رؤية بناته كثيرا ، لكن جميلة لم تسمح له وبناته كانوا يرفضون هذه الفكرة ، اضطر عماد أن يرى بناته بأمر من المحكمة ، فأصبح لا يراهم إلا عند مكتب المحامي ... كان يريد الاطمئنان عليهم حتى لو رفضوا ، الاطمئنان على الصغيرتان رباب وهدير ... استمر هذا الحال حتى اصبحت جميع بناته واعيات ... سرين أنهت الثانوية العامة وبمعدل لا باس به وقررت السفر للخارج – إلى روسيا – لتكمل تعليمها في علم الحاسوب ... أبوها لم يكن ليعارض رغبتها رغم أن هناك خطورة في ذلك ...
احتاجت سرين لأبيها في إجراءات السفر فهي لا تملك جواز سفر بعد ..ذهبت لزيارته في الأردن ... كان قد غير مكان سكنه إلى شقة في اسكان بني خصيصا لموظفي الحكومة ... استقبلتها نعمة أفضل استقبال ، رحبت بها أيما ترحيب .. لكن اللؤم الذي يجري في عروق سرين والذي ورثته عن امها وجدتها من قبل دفعها لتبقى متجهمة الوجه ، ترمي بعباراتها دونما أدنى احترام .. نعمة لم يفرق معها شيء .. بالنهاية هي كل يعمل بأصله .. جاء عماد إلى البيت وجد ابنته .. اخذها إلى حضنه .. طبع على جبينها قبلة دافئة ( مبروك يا بابا مبروك ... إن شاء الله أشوفك مهندسة قد الدنيا ... وإن شاء الله الك مني أحلى سيارة على زوقك لتتخرجي وترجعي بالسلامة ) لم يكن عماد طبعا يملك ثمن سيارة ...لكنه من اجل بناته اللاتي يحب كان مستعدا للعيش على حصير ..
كانت الطفلة صفاء نائمة .. وعندما استيقظت حملها أبوها يداعبها .. كانت نظرات سرين مليئة بالحقد والكره والغيرة .. قالت له : هلا انت يعني خلص صرت أبو صفاء ولا ابو سرين ...
أجلس عماد ابنته الصغيرة في مهدها ونظر إلى ابنته نظرة ذات مغزى لم تكن لتفهمها صاحبة القلب المتحجر أبدا ... قال لها : لا يا بابا .. أنا أبو سرين لحد ما الله يعطيني أحمد بصير أبو أحمد ...

موقف آخر صدم منه عماد .. كان من ابنته الصغرى ... هدير ... مسكين عماد يتوقع أن تكون افضل من اخواتها أو امها ... يتامل فيهم خيرا حتى آخر لحظة ...
هدير هذه كانت تكتب اسمها وتتبعه بعائلة امها وكانها لا تريد أن تربطها أية صلة بأبيها ... عجبت المعلمات من تصرفها ... لماذا تكتبين لقب عائلة امك ... وكان ردها أنها لا تعرف سوى امها ولا تحب سوى أمها ...
لم يكن عماد طبعا يعلم بأي من هذا ، لكن عندما انزلت هدير موضوعا سخيفا مثلها في إحدى الصحف في فلسطين ... عجب عماد وهو يمسك الصحيفة أن ابنته تستخدم اسم عائلة أمها ... حتى انه عندما كان يذكر هذا كان يتالم ويظهر الحزن في عينيه ...
مرت الأيام ، عماد بقي في الأردن ... لم يعد يبعث بالنفقة لجميلة وبناتها ، فحسب حكم المحكمة وبعد ان تخلت البنات عن أبوهم لم يعد مجبرا على النفقة عليهم خاصة وأن راتبه ضئيييل جدا ... كان يكثر من زيارة فلسطين ، أصدقاؤه واحبابه هناك ... كلما زار فلسطين عاد بصدمة جديدة من بناته .. مرة يرى إحداهن فتعرض عنه ومرة يراهن بملابس غير محتشمة ( شورت وكت وغيره ) فيعجب لحالهن ... حاول معهن وحاول لكنهن كن اللؤم بعينه ...
حماته توفيت ... حسبي الله عليها ... جميع بناته اصبحن بالجامعات ، كان مستواهن الدراسي متدنيا ... سرين ورباب هن من حصلن على علامات جيدة فقط ...
رباب كانت ترفض رؤية ابيها نهااااااائيا رغم ان لها مكانة خاصة عنده مما زاد ألمه ... التحقت بجامعة في الأردن ... طالما ذهب عماد لها ليراها ... مش بقوللكم زمن أعوج مقلوب .. الأب بيركض ورا بناته يشوفهم – حسبي الله عليهم ... اما هي فكانت تتهرب منه في الجامعة وترفض زيارته ...
صدم عماد منهم وكان يقهر كلما ذكروا امامه ... أي شخص مكانه كان ليصاب بخيبة الأمل ... لم يعد يريدهم ... نعمة طالما حاولت تليين تفكيره تجاههم ... كانت داااااائما عنصر إصلاح ، طيبة تحب الخير لكل الناس ...
ما لم يدركنه بنات جميلة أنهن يعصين ابوهن .. وأن غضبه عليهن سيكون عقابه وخيما في الدنيا والآخرة ... سرين أصيبت بالروماتيزم ولم تتحمل برد روسيا فعادت دون ان تكمل دراستها ... عادت وقد تزوجت .. صدم أبوها بالخبر .. سأل عن زوجها ( يريد الاطمئنان عليهم حتى آخر لحظة ... ) زوجها شاب ذكي ، متعلم ، ذو اخلاق عالية وأدب جم ... ارتاح عماد وكان في قرارة نفسه يقول ... مش مهم اعرف ولا ما أعرف ... المهم هي مبسوطة والله رزقها بابن الحلال ...
عماد رزقه الله بابن بعد صفاء أسماه احمد وأصبح ابو أحمد ... ثم بابنة وابن ( أصبح عنده ابنان وابنتان )
صفاء
أحمد
نسمة
اسماعيل ( أسماه تيمنا بصديقه العزيز )
كان أبناؤه ولله الحمد شعل من الذكاء والجمال .. البنات يشبهن أمهن والأولاد يشبهن أبوهن ( كلهم حلوين يعني )
أما عماد ... فكان يحب اسماعيل ... لم يكن اول طفل ذكر له .. بل إن عماد لم يكن يفضل الذكر على الانثى ، ولم يكن يهتم كثيرا بجنس مولوده .. لكن فرحته يومها لم تكن توصف ... كان يحبه من كل قلبه .. واسماعيل هذا كان رائعا ، أكثر إخوته ذكاء وجمالا .. شعره ذهبي يشع بريقا جميلا عيناه بنيتان غامقتان واسعتان ، يعجب بهما كل من رآه ... ويحبه كل من لاعبه ...
رنا قررت أن تزور أباها ... ابوها رفض .. فهي بالذات كان لها مواقف عديدة صدمت عماد ... رفض بشدة .. نعمة وعبير اقنعتاه .. كان يقول لزوجته الحبيبة واخته أنها تريد شيئا ... لا يعقل أن تزورني لله ... ( واخيرا رضي عماد بواقع ان بناته أحقر مما تصور ) ... استمرت نعمة وعبير باقناعه حتى وافق ...
عبير .. لم نتحدث عنها كثيرا ... امرأة قوية ... شخصيتها قيادية رائعة ... تملك قلبا حنونا ورثته عن امها حنان ... تزوجت رجلا من أصل شركسي ( طبعا مسلم ) وأنجبت منه ابنان وابنتان ... فكانت لهم نعم الأم وكانوا نعم الاولاد ... لزوجها واولادها مكانتهم في الأردن ..
كانت زيارة رباب ... وكالعادة استقبلتها نعمة بصدر رحب ... مرت أيام ... نعمة لاحظت انها تفتح الخزائن في المطبخ ، وفي الغرف ... لم تعلق نعمة على الموضوع ... ولم تخبر عماد بأي شيء ... طالما جرحت رنا نعمة .. نعمة تنسى بسرعة ، وتلتمس لهم أعذارا ...
بعد يوم على الغموض ... ظهر سبب مجيء رنا ... فهي تريد أن تخطب احد الشباب ، وهو يعيش في الأردن ... كما أنها تريد وكالة لأختها رباب ... رفض عماد لكن عبير ونعمة اقنعوه ...
سأل ابوها عن الشاب فقيل انه شاب طموح ذو اخلاق عالية ، فتكفل بحفل الخطوبة وعقد القران ، وتم الحفل في بيته المتواضع الصغير ...
الشاب كان من عائلة معروفة ، لكنها غير ملتزمة دينيا ، فكان لا يعارض لبس رنا للقصير والضيق وغيره ... رنا أظهرت كم تحبه ... وكم هي متعلقة به ... مر أسبوع على وجودها في الأردن ثم سافرت إلى فلسطين ... وبينما هي على الحدود ، اتصلت بخطيبها وهي تدعي البكاء وتقول ... انا بحبك ، ما تتركني ، ما ترضى تطلقني لو شو ما قالولك ...
خطيبها صدم : ما الذي تقوله ، من يجبرني على التخلي عنها ... لم تمر خمس دقائق حتى عادت تتصل به وتصرخ : طلقني يا .... ، طلقني ....
خطيبها استغرب ، مالذي تقوله الهبلة هذه ، ما بها أهي بعقلها أم لا .. لكنها أصرت على الطلاق وفسخت خطبتها وعادت إلى فلسطين ...
أما عائلة الشاب فلم يجدوا امامهم سوى منزل أبوها ، ومنزل عمتها عبير ... ذهبوا يصرخون ، خطيبها قد تغير حاله ، شعر لحيته طال بشكل غير مرتب ، بدا هزيلا مريضا ، لكن عيونه كانت تقدح نارا ...
نعم تسببت رنا لأبيها وعمتها بمشكلة كبيرة لا يعلمها غير الله ... عماد وعبير استطاعوا انهاء المشكلة ... بعد ان سمعوا ما لا يسرهم عن اخلاق رنا ، وعن كيفية تعاملها مع خطيبها الذي لم يكن زوجها بعد ...
سببت الخزي لأبيها وعمتها ... أخزاها الله في الدنيا والآخرة
مرت الأيام ، تزوجت رباب أيضا دون علم او حضور أبيها بالوكالة التي أخذتها رنا لها بحجة المعاملات الرسمية ... وتبعت الصدمة الصدمة .... عماد المسكين لم يكن يستحق ما فعلنه به ...
وبعد عدة سنوات ... جاءت رنا مرة أخرى لزيارة أبيها ، رنا هذه التي برعت في التمثيل مذ كانت في مهدها ، وكالمرة التي قبلها ، رفض عماد مقابلتها ... ولكن هذه المرة نعمة فقط اقنعته ، فعبير لم تعد تود السماع عنهم بعد ما سببوه لها من إحراج ... وبعد أيام من الغموض كما في زيارتها السابقة ... نطقت بما تريد
كانت تريد وكالة تخولها الزواج .. فهي لن تتزوج إلا إذا كان أبوها حاضرا ، أو إذا كانت تملك وكالة منه ...
عماد لم يصدم فقد كان يعلم أن هناك ما لا يحب ... رفض ، فخرجت رنا من عنده تسب وتلعن ... تسب نعمة ، وتصرخ ... لحقتها نعمة للخارج ، تهدئها ، ترجوها أن تعود إلى البيت ( أبوكي حنون يا رنا يا حبيبتي ، ارجعي والك علي ما يصير الا اللي بدك اياه ، رنا دفعت نعمة عنها وهمت بالذهاب ، لكن محاولات نعمة فلحت أخيرا ... أعادتها للبيت ، هدأت أبو أحمد ... وفعلا حصلت رنا على ما تريد ... وحصلت نعمة على كسر في أصبع يدها نتيجة دفع رنا لها ....
نعمة عالجت الكسر متحججة أنها وقعت عن الدرج عندما خرجت تنشر الغسيل لكن اصبعها ظل مثنيا ولم يعد لطبيعته... ورنا وعدت أباها أن تدعوه لحفلة خطوبتها وزواجها وحددت له موعد الخطوبة ، قالت له في الخامس عشر من الشهر القادم ...


في المرة القادمة إن شاء الله ....
حفلة خطوبة رنا .... الهاتف الذي تلقاه عماد والذي غير حياته ...
بنت الشـموخ
بنت الشـموخ
أسلوب أكثر من رائع ::

ولي عوده وتعليق



على دروب المحبة نلتقي



بنت الشموخ
hodhod04
hodhod04
اختي لوفلي تسلم ايدك لكن بدي اسئلك لوفلي ادا سمحتي علاء اخو نعمه وين صار. خالد ابو عماد كدلك وين صار لان الاحداث سريعه والسنين تمر بسرعه هدا من ناحيه من ناحيه اخرى والله طيبه هالنعمه صحيح الطيبون للطيبات قله نادره هدا النوع في هدا الزمن زي نعمه وعماد يستحقون ان نسمع قصتهم للكامل وخاصة هالمسكين عماد الطيب بس يااختي ما اقول الا سبحان الله كيف هدا الرجل طلع بهالطيبه والتدين والاخلاق ووالدته حقيره يهوديه ووالده فاسد وخمار لكن ما نقول الا هدا تربيه الطيبه حنان اخلفت وراءها طيب مثلها ولكن شو صار الدهر فيها حنان لقد بكيت عليها بعد الحادث وما نتج من اصابه واثر بليغ عليها صحيح الاحداث متسلسله ومرتبه ماشاء الله عليكي ولكن هناك شخصيات يوثرون في نفسك تحبين تابعين الاحداث التي الات اليهم اي شو صار عليهم اول باول وسلامتك.الله يخليكي لينا يارب .
LovelySoma
LovelySoma
اختي لوفلي تسلم ايدك لكن بدي اسئلك لوفلي ادا سمحتي علاء اخو نعمه وين صار. خالد ابو عماد كدلك وين صار لان الاحداث سريعه والسنين تمر بسرعه هدا من ناحيه من ناحيه اخرى والله طيبه هالنعمه صحيح الطيبون للطيبات قله نادره هدا النوع في هدا الزمن زي نعمه وعماد يستحقون ان نسمع قصتهم للكامل وخاصة هالمسكين عماد الطيب بس يااختي ما اقول الا سبحان الله كيف هدا الرجل طلع بهالطيبه والتدين والاخلاق ووالدته حقيره يهوديه ووالده فاسد وخمار لكن ما نقول الا هدا تربيه الطيبه حنان اخلفت وراءها طيب مثلها ولكن شو صار الدهر فيها حنان لقد بكيت عليها بعد الحادث وما نتج من اصابه واثر بليغ عليها صحيح الاحداث متسلسله ومرتبه ماشاء الله عليكي ولكن هناك شخصيات يوثرون في نفسك تحبين تابعين الاحداث التي الات اليهم اي شو صار عليهم اول باول وسلامتك.الله يخليكي لينا يارب .
اختي لوفلي تسلم ايدك لكن بدي اسئلك لوفلي ادا سمحتي علاء اخو نعمه وين صار. خالد ابو عماد كدلك وين...
بنت الشموخ ...
أسعدني مرورك .. وبنتظر تعليقك بفارغ الصبر يا قلبي :26:

هدهد ...
ردودك بتفرحني فعلا ...
بالنسبة لأبوعماد (خالد) ... توفي ، انا كنت ذكرت انه كان يعاني من السرطان المنتشر بجسمه ، توفي وأشرفت عبير على إجراءات دفنه وجنازته وغيره وغيره ...
علاء رح يمر معنا بالاحداث القادمة إن شاء الله
وما تحرميني من ردودك وتعليقاتك يا عسل :26:
LovelySoma
LovelySoma
بنت الشموخ ... أسعدني مرورك .. وبنتظر تعليقك بفارغ الصبر يا قلبي :26: هدهد ... ردودك بتفرحني فعلا ... بالنسبة لأبوعماد (خالد) ... توفي ، انا كنت ذكرت انه كان يعاني من السرطان المنتشر بجسمه ، توفي وأشرفت عبير على إجراءات دفنه وجنازته وغيره وغيره ... علاء رح يمر معنا بالاحداث القادمة إن شاء الله وما تحرميني من ردودك وتعليقاتك يا عسل :26:
بنت الشموخ ... أسعدني مرورك .. وبنتظر تعليقك بفارغ الصبر يا قلبي :26: هدهد ... ردودك...
عماد بينه وبين نفسه كان سعيدا .. يكاد يطير من الفرح .. هذه أول ابنة له سيحضر حفل خطوبتها ... جهز نفسه .. أخذ إجازة قبل الوقت كيلا يكون لمدير عمله حجة ... ويوم 14 الشهر خرج من الصباح الباكر ( بعد الفجر ) مع أسرته كي يصل القدس باكرا ويرتاح قبل أن يذهب في اليوم التالي إلى حفل ابنته ...
مشاعر الأبوة عند عماد لو وزعت على رجال الكون لكفتهم ... حنانه ظاهر في عينيه ونظراته ... في كلامه وتطلعه لابنائه ...
وصل عماد ... واقام في منزل علاء أخو نعمة ... كان علاء قد انهى دراسته وتزوج من بنت الحلال ويعيش في القدس ...
وفي يوم حفل الخطوبة ، أو كما كان عماد يتوقع ... لم يكن هناك أحد في قاعة الافراح ... اتصل بابنته ليرى ما الخطب .... وماذا تتوقعون ...
*******************************************
**************************************
********************************
**************************
**********************
*****************
***********
*******
****
**
*

رنا اقامت حفل خطوبتها قبل بيوم من الموعد الذي اعطته لوالدها ... صدمات عماد من بناته كثرت ، ضاق صدره منهن ، طالما بكى حنينا لهن ، وطالما عاملوه معاملة امهن ... عماد لم يقبل نقاشا من احد لم يكن يريد ان يسمع اسمهن ... جلس كئيبا .. حزينا ... يذكر أيامه معهن ، يحاول أن يجد خطأ ارتكبه ليستحق منهن هذه المعاملة .....
اتصل بابنته وكلمها ، عاتبها ، عاتبها بعصبية ( ما بدك اياني احضر الحفلة بلاش ، بس على القليلة ما تعطيني موعد غلط ) كان رد ابنته عليه : كبر عقلك ما تعمل زي الصغار ... كبر عقلك ...
جن جنون أبو أحمد من جواب الحقيرة ابنته ... لم تكتف بهذا الجواب بل أقفلت السماعة في وجهه ... كان يكلمها وحوله أولاده من نعمة ... صغارا ... ربما بعضهم لم ينتبه ، لكن ابنته نسمة تذكر هذا الموقف حتى الآن ... كما كان يذكره والدها والغضب يجتاحه ...
عاد عماد إلى الأردن مع عائلته كسير الخاطر وفي قلبه غضب كبير على بناته ...
رنا تزوجت ايضا دون علمه وسافرت مع زوجها إلى إسبانيا ...

عماد حياته طبيعية ، لا يكدر صفوها سوى حزنه على أمه المسكينة التي كانت لا تزال في المشفى ، وغضبه من تصرفات بناته ...
نعمة وأبناؤها كانوا يذهبون لزيارة أم عماد كثيرا ... أم عماد كانت محل اهتمام عماد وزوجته الحنونة ، واخته عبير ...
حتى جاء يوم غير حياة عماد ...
نعمة كانت حاملا ... في شهرها السابع او الثامن ، يوم الجمعة هو عطلة عماد الأسبوعية ... كان يحف شاربه استعدادا لصلاة الجمعة ... جاءه ابن الجيران يركض ...
عمو أبو أحمد .. عمو أبو احمد .... الحق بدهم اياك على التلفون ...
أبو أحمد لم يعرف من قد يكون المتصل ، فهو لا يعطي رقم الجيران إلا في الحالات النااااااادرة جدا والضرورية جدا جدا ... لم يعرف من لكنه أحس بخوف مفاجئ فنزل بسرعة ... حتى ان ابناءه الصغار احمد وصفاء كانوا قد عادوا من المحل القريب يحمل احمد كيس فلافل وصفاء تحمل صحن حمص ... نزل بسرعة لفتت نظر ابنائه .
( بابا وين رايح بسرعة ، بابا ) لم يرد عليهم عماد ، بل لم يسمعهم اصلا ... وقعت صفاء عن الدرج فغطس وجهها في صحن الحمص ... علت ضحكتها البريئة على درج العمارة التي يسكنون بها ، ضحك معها أحمد بعفوية وصعدت لأمها لتنظف لها وجهها ... دخلت على أمها ... كانت متعبة في حملها ... خائفة خوف عماد من الهاتف المجهول ....
لم تسمع نعمة حرفا من صفاء ، بل رأت أن وجهها لطخ بالحمص فغسلته لها ومضت تجوب المطبخ ذهابا وايابا تنتظر عودة عماد من عند الجيران ...
عماد عاد ... عاد بالخبر ... كان بإمكان نعمة قراءة الخبر على وجهه ... استخلاصه من دموع عينيه ورِؤية ألمه في احمرار الدم في عينيه ...
كان الخبر الذي تلقاه عماد على الهاتف ....... أم عماد فارقت الحياة ...
ماتت أمه حنان ، ماتت ام عماد التي طالما كانت الصدر الحنون الذي يلجأ له ...
حزن عماد كان اكثر من حزن أي شخص على أمه فحنان لم تكن أمه فحسب بل كانت دنياه وعالمه ، كانت منقذته عندما تخلت عنه أمه اليهودية وأبوه السكير ، أحبته كما تحب الام ابنها وأكثر ..
حزن عماد ، بكى دموعا ساخنة ، بكى فراق أم عماد الطيبة ...
مر شهران وكان موعد ولادة نعمة ... أنجبت ابنة جميلة ، كانت بشرتها تميل للسمار على عكس اختيها ، لها عينان رائعتان جذابتان ، ذكية ومحبوبة ... أحبها عماد .. واسماها ... حنان ... وكان دائما يقول لزوجته نعمة (هالبنت رح تطلع احلى وحدة بكل اولادي ) ... كانت فعلا اجل بناته لا لجمال خلقها فحسب بل لأن اسمها كان يذكره بامه الحبيبة ...
عماد لم ينس امه يوما ... كانت سيرتها تعطر حديثه دائما ... وكأنه يريد لذكراها ان لا تموت عند أولاده الذين كانوا اطفالا عندما ماتت ولم يعوا كم هي رائعة هذه الجدة ... والله يا بنات ... والله كانت عيناه تدمعان كلما ذكرها ، كلما ذكر كيف باعت ثوبها المطرز ، كيف كانت تزوره في مدرسته الداخلية ، تعلمه الكتابة وهي أمية ، كيف بكت عندما اخبره ابوه خالد بحقيقة امه ، كيف وكيف وكيف .... كان يحبها ويشتاق لها في كل موقف يمر به ، في مواقفه الحزينة يتذكر وقوفها بجانبه ، وفي مواقفه السعيدة القليلة كان يتمنى ان تشاركه الفرحة ...

عماد في الأردن يحن لكل شبر في بلده فلسطين ، ولكل صديق جمعته به أيام المدرسة الداخلية أو أيام العمل ... يزور وعائلته فلسطين كل فترة ، وكلما عطلت المدارس ...
سهى اخته تزوجت رجلا واستقرت معه في القدس ... بناته كالتالي :
سرين مع زوجها في اليابان
رنا مع زوجها في اسبانيا
رباب مع زوجها في امريكا
هدير مع امها في بيتهم القديم
وفي يوم من الأيام وعندماكانوا في زيارة للقدس ، وطبعا كثيرا ما كانوا يقضون أيامهم في منزل علاء ... علاء وزوجته كانا رائعين ، ملتزمين ومتدينين .. بيتهم متواضع لكن علاء يحب أخته نعمة التي ربته ويعتبرها أمه ... وعماد يرى في علاء ابنا له ... يحبه كثيرا ويفخر بنسبه ...
سمع عماد وبالصدفة من احد الأقارب البعيدين لجميلة ان ابنتها سرين عادت من اليابان وقد انجبت بنتا ، وعمر البنت الآن ثلاث سنوات ( أكبر من ابنته حنان بسنة ) .... رق قلب عماد الذي كان يحاول أن يجعله قاسيا على من ظلموه .. شجعه علاء ونعمة ليزور ابنته ... اشترى علبة فاخرة من الشوكولاته وسلسلة ذهبية لحفيدته الصغيرة ، وذهب لزيارة ابنته في منزل زوجها ...
زوجها كان رجلا صالحا .. استقبل عماد بالترحيب ، نادى ابنته ( حفيدة عماد ) وقال لها ، سلمي على جدو .. عماد فرحته لا توصف ، حفيدته تجلس على ركبتيه ، ابنة جميلة ذكية ... حادثها عماد وداعبها ،أحبها جدا .. انتظر ان تخرج سرين لكنها لم تدخل لتسلم على ابيها ... وقفت من بعيد من مكان لا يراها فيه عماد ونادت زوجها ( رائد .... هات البنت ) قالتها بلؤمها المعهود لزوجها رائد ، لم تكن تريد ان تجلس ابنتها مع جدها ...رمقها زوجها الفهمان بنظرة غاضبة وقال لها ، مالك ، تعالي سلمي .. ثم قام عندها وعاد بها لتسلم على أبيها ..
سلمت عليه ورفضت أن يقبل رأسها ... جلست تهينه وتهينه ... سحبت ابنتها من حضنه بقسوة ودفعتها بعنف خارج الغرفة .. بكت البنت .. زوجها صعق ... ( سرين ... مالك ... على حساب فهمانة وحنونة ... مالك )
عماد لم يتحمل إهانة جديدة ، استاذن وقام لينصرف ، اردات إرجاع هديته معه لكن زوجها منعها ، رمقها بوسع عينيه ... واسكتها ... اعتذر من عماد وأوصله الباب ...قاطعا على نفسه وعدا أمام عماد ان يعيد سرين إلى صوابها ...
عاد عماد مكسور الخاطر مرة اخرى إلى منزل علاء ... وماان دخل البيت حتى جلس على الكنبة ووضع رأسه بين كفيه وسالت من عينه دمعة حارة ... عاتب زوجته وعلاء ( أنا عارفها يا عالم ، بنتي ، بعرف ترباية امها ، ما رح ارد على أي حد مرة تانية ... أنا ما بدي اياهم خلص ... ما بدي اياهم ، وربي ياخدلي حقي منهم .. )
آآآآآآآآآآآآآآآآآه كم بكى عماد بسبب بناته ... حنينا ، شوقا ، غضبا ، بؤسا ... لا يعلمن كم سببن لابيهن من حزن ، ولا يعلمن حتى الآن كم هو صعب غضب الوالد ..


في المرة القادمة إن شاء الله ...
حادث منزلي يؤذي اسماعيل ابن عماد المحبوب ... ضيق الحال هل يحول دون علاج اسماعيل ...