سوف تعتادين الانتقال من حال لحال ،
تماما كما تعتادين الانتقال من فصل لفصل
خلال شهور السنة وأيامها .
سوف تمر عليك الأيام سراعاً
ولن تشعري بلوعة الفراق إلا بضع ليالٍ .. ثم تعتادينه .
هكذا حدثت نفسي..
وتراءت تفاصيل كثيرة أمامي..
من خلال أهدابي المسبلة في سطوة ذلك الليل ...
المشحون باللهفة والوجع والحب والشوق والغموض .
في كل مرة يستعد فيها للرحيل أقف ..!
أحمل حقائب العمر ..
يمد يداه لتحتضن يديّ بشوق .. !
في لحظة من تلك اللحظات التي تعجز فيها الشفاه عن النطق ..
فتعبر فقط بالصمت عما يجيش في الصدر ..
من ضيق وقلق وحب وخوف ... وفراغ ووحشة .
وقفت أمامه جامدة .. وعيناي ترقب شفتي
إن تخطئ فتطلق آهة أو تنبس بحرف ..
ستترك للدموع عذرا أن تسيل وتنهمر وتغرقني ألماً ووجعاً
فآثرت الصمت ..!
غير أن عيناي كانتا تفضحان ما يدور في صدري
وكأنهما نافذتان مشرعتان يرى الكل ماخلفهما
ها هو كما هو المعتاد ... يبتسم ابتسامة مضطربة..
ويشد على يدي..!
يؤازرني ويبعث فيّ القوة ..
ثم يغيب ..!
حينها أغلق عيناي وأطلق لدموعي العنان
لتفعل بي ماتريد..
كما هو الحال الآن ..
حينما يبسط الليل علي سلطانه كل ليلة
وتفعل ظلمته فعلها في قلبي ..
ذلك القلب الذي لا يزال ينبض بدأب ٍ..
غير معترف بأحماله...
و رغم مرور الأيام والشهور .. والسنين .
فلم أزل غير معتادة على لحظات الفراق تلك
رغم تكرار ذلك المشهد .. كثيرا ..
بل إن الأمر يزداد صعوبة عند كل افتراق
يمتد طول لياليّ الباردة أكثر مما كانت ... في الليالي البعيدة .. والليالي الأبعد ...
حتي يأتي الصباح فينتشلني ..
من عذاب أفكاري
و يغرقني في دوامة الحياة ..
ماشاء الله عليك كلماتك توصل للقلب