أيها الناس عاجل

أيها الناس :
إننا نمر بأزمة سياسية معقدة ، و فتنة كبيرة ، و منعطف خطير من تاريخنا ، و لقد تنبأ صلى لله عليه و سلم بما سيحدث في هذا الزمن . ما تكاد تشرق شمس يوم إلا أشرقت على فتنة جديدة - و الله المستعان – فالزموا بيوتكم ، و أمسكوا ألسنتكم ، و كفوا عن الخوض في الأخبار و الأحداث و الأشخاص فالله وحده أعلم بسرائرهم . لا تساهموا في تأجيج الحروب النفسية و نشر الشائعات . أجلوا علماءكم و مشايخكم و طلاب العلم ، و ذبوا عن أعراضهم ، و لا تألبوا عليهم الناس حتى لو خالفتموهم المنهج ، لأن الناس إذا فقدوا احترام العلماء و الثقة بهم ضلوا و تاهوا و تخبطوا و ساروا نحو الهلاك ، و قادوا معهم الأمة إلى الهاوية! اتقوا لحوم العلماء فلحوم العلماء مسمومة .

أيها الناس :
اجتمعوا على أمر واحد و لا تتفرقوا شيعاً . التفوا حول قائدكم . عليكم بالجماعة و بطاعة السلطان ، و لا تغركم دعاوى الفرقة و العنف و التمرد المغلفة بالموت والدمار المشتتة لطاقات الأمة، و بدلاً من هذا اهتموا بأمر عقيدتكم و تأملوا عيوبكم و انشغلوا بإصلاح أنفسكم ، فإذا صلح الفرد صلح المجتمع و لا سبيل لإصلاح الشعوب إلا بإصلاح عقائدها و تصحيح توحيدها . تماسكوا و اتحدوا و ابتعدوا عن الخلافات المنهجية و الانتماءات الحزبية و لا تكونوا حزب كذا أو تنظيم كذا بل كونوا حزب الله فقط " ألا إن حزب الله هم المفلحون". ابتعدوا عن المسميات العنصرية و القبلية و بدع الجاهلية . ا طلبوا العلم الشرعي و انهجوا طريق السلف الصالح بإدراك و فهم صحيح .

أيها الناس :
اشكروا نعمة الله عليكم بالأمن و الأمان ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و انظروا إلى من حولكم و اعتبروا يا أولي الأبصار. إن أردتم أن تنكروا فلا تشعلوا الفتنة بل اتبعوا الطرق الحكيمة الهادئة ، و إلا فقد برأت ذمتكم . تناصحوا فإنما الدين النصيحة .

أيها الناس :
الحبيب المشفق الرؤوف الرحيم صلى الله عليه و سلم لم يتركنا حائرين بل وجهنا للتصرف السليم :
عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : " يُستعمل عليكم أمراء ، فتعرفون و تنكرون ، فمن كره فقد بريء ، و من أنكر فقد سلم ، و لكن من رضي و تابع " قالوا : يا رسول الله ! ألا نقاتلهم ؟ قال : " لا ، ما صلوا " أي من كره بقلبه و أنكر بقلبه . رواه مسلم .
عن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم :" خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم ، و تصلون عليهم و يصلون عليكم ، و شرار أئمتكم الذين تبغضونهم و يبغضونكم و تلعنونهم و يلعنونكم " قال : قالوا : يا رسول الله ! أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : " لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، قال لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة . ألا من ولي عليه وال ، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية ، و لا ينزعن يدا من طاعة " . رواه مسلم .
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية " رواه البخاري .
عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية " رواه البخاري

منقول