تحدث الشيخ سعيد بن مسفر في إحدى دروسه في العقيدة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم مساندة الناصح وتأييده وأثر ذلك من خلال موقف حدث معه .. يقول الشيخ ــ حسبما تسعفني الذاكرة ــ :
كنت في سوق الخضار وبينما أنا هناك إذ جاءت امرأة متبرجة تتسوق ـ أظنها كانت كاشفة وجهها النسيان مني ـ .. فنصحها أحد الإخوة بهدوء .. فإذا بها تصرخ وتشتم وتجمع عليه الناس بقولها ولماذا تنظر إلي ولا دخل لك ؟
فوجئ الرجل بصراخها وفضيحتها لنفسها أمام الناس يقول الشيخ وهي مسترسلة في صراخها فتدخل الشيخ قائلاً كيف لا دخل له هذا منكر وأنت على خطأ يقول فرد آخر وأيد هذا ..وهكذا .. فتعزز النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فصمتت المرأة وذهبت .. أ.هـ
والشاهد هنا .. هو تجمهر الناس وتجمعهم دون أن يعرف أحدهم معروفاً أو ينكر منكراً !!
رغم أن المنكر واضح والمرأة تعترض على نصحه وتقول لا دخل لك وتحتج بأن لا ينظر لها ..
ولولا تدخل الشيخ لانقلب الناصح مخطئاً والمخطئ محقاً ..
نخلص من هذا لأهمية تعزيز النصح لا التثريب على الناصح وتخذيله أو خذلانه.. وتتعدد صور الخذلان ومنه (الصمت وعدم مناصرة الناصح ).. ولو بكلمة تشد من أزره وتثبته على موقفه الصحيح وتبين للمخطئ أن الشمس لا تغطى بغربال والمنكر بيِّن والمعروف بيِّن .. وأنه ولو أصرّ على خطئه فعلى الأقل لا يجاهر به .. ويسنه للآخرين بارتكابه مجاهرة ..
أمر نحتاجه في مجالات حياتنا وكم نحن بأشد الحاجة له هنا في الساحة .. ولعمري إن الغفلة عنه من أهم سلبياتنا ..
إحدى الكاتبات تقول جربت النصح والتنبيه لإحدى الأخوات في الساحة الأدبية لمنكر بيّن فقامت الدنيا ولم تقعد وكل يقول لي أنك مخطئة وأنها لم ترتكب خطئاً ولم أجد من يعزز نصيحتي أو يؤيدها بل كلهم وقفوا بوجهي وكأنهم وحدهم من يعرف الأدب والكتابة الأدبية !! . أهـ
هناك من يقف بكل أسف بوجه الناصح إما بحجة وعبارة أحسن الظن أو بحجة أنه ما علم عن الكاتب الفلاني أو الكاتبة وما قرأ لهم إلا خيرا .. وهنا نحن لا ندعو لإساءة الظن بالأشخاص ولكننا ندعو لإنكار الفعل أو القول والتنبيه عليه مهما كان فاعله أو كاتبه ومهما بلغ أو بلغت من تدين فكلنا بشر يصيب ويخطئ والدين لا يؤخذ من الأشخاص .. وعلى الأقل إن لم تكن مقتنعاً بسوء هذا الفعل أو القول وتراه مما يسع الخلاف فيه فلا تُثَرِّب ولا تخذل ولا تدافع عن المنكر وتؤيده .. قال تعالى :(( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)).
والبعض لديه ازدواجية في النصح فهناك من هم عنده فوق النقد والنصح .. أذكر أن بعضهم يبحث خلف بعض الكاتبات وينتقدهن بحجة النصح ويسخر ممن يتابع موضوعات الكاتبات وبعد فترة ليست بالطويلة إذا به يتابع موضوعات إحدى الكاتبات تحديداً ولا تكتب موضوعا ولو من قبل السلام عليكم إلا ورد عليها وأثنى على موضوعها وقلمها بسبب أو بدون !!
والجدير بالذكر أن هنا من يكتب وينصح وينكر ويوضح ويبين وبكل أسف لا يجد من طلبة العلم والغيورين والأتقياء ومحبي هذا الدين مساندة أو عمل اللهم إلا رفع موضوع أو شكر وثناء .. صحيح هذه من تعزيز الخير والنصح .. ولكن من لديه علم فلا يبخل من لديه حجه وآتاه الله منطقاً فلا يتردد فهي أمانة حملتموها منذ آمنتم بلا إله إلا الله بقلوبكم ورددتموها بألسنتكم .. كما أن بعض ناشري الضلال والفساد يرتدع بمجرد رؤيته أن الجميع يرفض ضلاله ومنكره وأن الجميع يقف ضد كل مايخالف هذا الدين ..
هي زكاة فُرِضَ عليكم إخراجها يا ذوي العلم والحجة والدليل والمنطق .. (بَلِّغُوا عني ولو آية ).. ولا يعذر منها كل من في قلبه ذرة إيمان وحب لله ودينه فقط بقولك وإيمانك بلا إله إلا الله صدقاً ويقيناً حملت هذه الأمانة .. أمانة التبليغ .. ولا تحقرن من نفسك شيئاً فلرب مبلغ أوعى من سامع .. إنْ تركَ الميدان كل منّا بحجة التقصير والذنوب فوالله لن يبق في الميدان بشر ..
ما لذي يمنعني من إنكار منكر ولو كانت لي ذنوب مثل زبد البحر ولكني لا أجاهر وأحاول التوبة والاستغفار وأعلم يقينا أن هذا منكر فلم لا أبلغ وأنكر أو أنصر من ينكر بكلمة.. بآية .. بحجة .. !!
لاتقل هناك أمور تعبر عن وجهات نظر شخصية لا دخل لنا بها .. بل من يتحدث عن منكر يفعله لابد من نصحه لأنه أخبر بمنكره وكأننا رأيناه يفعله لذا لايسقط عنا واجب الأمر والنهي .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم ))
وقال صلى الله عليه وسلم :((والذي نفسي بيده؛ لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)) .
وما لذي يردعني عن قول الحق ولو كان موقفاً بسيطاً أو منكراً صغيراً ! فالصغير يكبر والحقير يعظم .. وهناك قراء ومتابعين ومتابعات وكثير منهم يجهل الحكم ولا يعرف الصحيح من الخاطئ .. وينتظرون كلمة من صاحب علم أو حجة أو دليل من كتاب الساحة الذين عرفوا لقرائها واشتهروا بخيريَّتِهم وحرصهم على نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة ...
أتراي أرى أني أكبر من النزول لإنكار صغائر المنكرات ؟؟
أم أن مكانتي في الساحة تدل على أن لا وقت لدي لقراءة مثل هذه الأخطاء التي يقع فيها الكتاب والكاتبات فلا بد أن أحافظ على هذه المكانة ولا أغيرها في نظر الجميع ... !!
رغم أن الكثير متواجدين على النت أكثر من تواجدهم مع أهليهم وأبنائهم وفي بيوتهم فلم إذن لا أزكي هذا الوقت بما يستحق!.. ولم لا أبرئ نفسي من الصمت والمجاملة على بعض الأخطاء والمنكرات !
تريد أن تعتزل الكتابة فاعتزل حتى القراءة .. لأنك تحمل أمانة التبليغ عندما تقرأ وتصمت ولديك اسم بالساحة .. والكثير الكثير يقرؤون ويريدون المشاركة ولكنهم مكتوفي الأيدي فهم لا يملكون اسماً مثلك ..
لا أريد أن أعول على النساء كثيراً في هذا إلا فيما يخص الكاتبات وموضوعاتهن لأن كثرة وتردد كتابة المرأة ودخولها في بعض الموضوعات الرجالية مفسدة أكبر من المصلحة لذا فهو أمر أنتم به أولى ..
يا قوم أنتم حملتم أمانة أخرى منذ امتلكتم هذه الأسماء في هذا المجال الإعلامي الذي يقصده الكثير .. وتعلمون أن القراء يعولون عليكم كثيراً في أغلب الأمور .. بل بعضهم جعل منتديات النت مرجعه الديني والدنيوي ..
فكونوا أهلاً لتحمل هذه الأمانة وقدوة بأفعالكم وكلامكم .. ولا تكونوا عوناً للشيطان بصمتكم أو مجاملتكم .. ولتكن لكم نظرة أبعد للأمور ومقياس أشمل للمصلحة والمفسدة .. فالكثير يتابعكم وينتظر ويؤمل .. واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
منقول
--------
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الرمال الذهبية
•
ماشاء الله عليك اخيتي وبارك الله فيك
ورده الربيع
جوزيت بالجنان وقصور الزمرد والمرجان ..وزدت عليه النظر الى وجه الرحمن على هذا النقل الرائع لاحرمك الله اجره
جوزيت بالجنان وقصور الزمرد والمرجان ..وزدت عليه النظر الى وجه الرحمن على هذا النقل الرائع لاحرمك الله اجره
الصفحة الأخيرة