إخصاب البويضة ..معجزة

الحمل والإنجاب

إخصاب البويضة
البويضة الناضجة Mature ovum ، تخرج من المبيض في خلق عجيب! إذ تكون محوطة من جميع الاتجاهات بطبقة من الخلايا تسمى الإكليل المشع corona Radiata .




وسبب التسمية راجع إلى أن تلك الخلايا الواقعية تحيط بالبويضات إحاطة هالة الضوء بالشمس، وحول الإكليل المشع توجد طبقة أخرى من الخلايا، تحيط كذلك بالبويضة (أو بالدقة بالإكليل) من جميع الاتجاهات، وتسمى الطبقة الشفافة zona pellucida . وسميت كذلك لأنه يمكن أن يخترقها أي عدد من الحيوانات المنوية.

وما إن تخرج البويضة الناضجة من المبيض حتى تتلقفها قناة المبيض، أو قناة فالوب كما تسمى في علم التشريح.
وفي الثلث الخارجي من قناة فالوب، أي في الجزء الأقرب إلى المبيض، يكون إخصاب البويضة، وبينما يمكن لأي عدد من الحيوانات المنوية اختراق الطبقة الشفافة، فإن حيواناً منوياً واحداً هو الذي يخصب البويضة، إذ بمجرد أن يخترق حيوان منوي طبقة الإكليل المشع، تصبح تلك الطبقة غير منفذة لأي حيوان منوي آخر! وهذا شأن في الخلق عجيب.
الخلية الأولى
تسمى البويضة الناضجة، وكذلك الحيوان المنوي، خلية جنسية وتحتوي الخلية الجنسية الواحدة على نصف عدد الصبغيات الموجود في أي خلية جسمية. (الصبغيات (أو الأجسام الملونة أو الكروموسومات) chromosomes هي ناقلات الصفات الوراثية. وسميت كذلك لأنها تقبل التلون بالأصباغ المستعملة في تلوين الخلايا والأنسجة لتمييزها في المختبر).
وعدد الصبغيات في الخلايا الحية مميز للجنس، ففي جنس الإنسان يكون عدد الصبغيات في أي خلية في الجسم، باستثناء الخلايا الجنسية، ستاً وأربعين، بينما يكون عدد الصبغيات في أي خلية جنسية في جسم الإنسان ثلاثاً وعشرين، وعلى ذلك فعندما يخصب حيوان منوي بويضة ناضجة، يكون عدد الصبغيات في البويضة المخصبة ستة وأربعين وهو العدد المميز لجنس الإنسان ( تأمل آية أخرى من آيات الإبداع في الخلق).
جنس الجنين
هذه الصبغيات أو ناقلات الصفات الوراثية الموجودة في الخلايا الجنسية تكون على نوعين: نوع يختص بتحديد جنس الجنين، ذكراً كان أم أنثى، ويوجد من هذا النوع من الكروموسومات ( أو الصبغيات) كروموسوم واحد في كل خلية جنسية، يسمى كروموسوم الجنس sex chromosomes . النوع الثاني من الصبغيات في الخلية الجنسية يختص بتحديد الصفات الخلقية كلها، باستثناء الجنس ( أو النوع) ويوجد منه اثنان وعشرون (22) كروموسوما.
كروموسوم الجنس في بويضة الأنثى يكون دائماً من نوع واحد، يرمز له بالحرف (x) . أما كروموسوم الجنس في الحيوان المنوي فيكون من أحد النوعين: إما النوع الذي يرمز له بالحرف(x) ، كما في بويضة الأنثى، وإما من نوع مختلف يرمز له بالحرف (y). وفي أي الأحوال، فلا يحتوي الحيوان المنوي إلا على كروموسوم جنس واحد: إما (x) وإما (y).
إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتوياً على كروموسوم جنس من نوع (x)، تصبح البويضة المخصبة محتوية على كروموسوم جنس من نوع واحد هو (x) ويعبر عن ذلك طبياً فيقال إن التكوين الجنسي للبويضة المخصبة (xx). وهذه البويضة ينشأ عنها أنثى. أما إذا كان الحيوان المنوي الذي أخصب البويضة محتويا على كروموسوم جنس من نوع (y) يكون التكوين الجنسي للبويضة المخصبة هو (xy). وهذه البويضة ينشأ عنها ذكر. وعلى ذلك فإن الحيوان المنوي الذي يخصب البويضة هو الذي يحدد جنس ( أو نوع) الجنين.
ومما يجدر الالتفات إليه أن البويضة المخصبة تحتوي على كروموسومات جسدية يأتي نصفها من الأم ( في البويضة) ونصفها من الأب ( في الحيوان المنوي) . ولذا يرث الجنين الصفات الخلقية من أبويه معاً، فاعجب لهذا التصنيف والتنظيم البديع في الخلق.
حياة جديدة
ما إن يتحد حيوان منوي بالبويضة حتى تتكون النواة لحياة جديدة، إذ سرعان ما تبدأ البويضة المخصبة في الانشطار إلى خليتين، ثم تنشطر كل خلية إلى اثنتين أخريين، وهكذا دواليك على أن تتحول البويضة المخصبة إلى كتلة من خلايا صغيرة تشبه ثمرة التوت، ولذلك تسمى التوتة Morula .
وجدير بالذكر أن الانشطار Cleavage نموذج فريد من نماذج النماء وزيادة العدد في الطبيعة! وبينما يحدث الانشطار، تمضي البويضة في قناة فالوب متجهة نحو الرحم، تدفعها زوائد هدبية ( أو أهداب cilia ) موجودة في بطانة القناة، وتؤدي حركة الأهداب في بطانة قناة فالوب إلى دفع البويضة المخصبة في اتجاه واحد فحسب: نحو الرحم!
تستغرق رحلة البويضة المخصبة عبر قناة فالوب إلى الرحم ما بين ثلاثة أو خمسة أيام، تكون قد تحولت خلالها إلى الطور المسمى التوتة. وما إن تصل التوتة إلى الرحم الذي يكون قد استعد لاستقبالها كما سبق البيان، حتى تلتصق ببطانة الجزء العلوي من الرحم، وهناك يبدأ طور آخر من أطوار الحياة الجديدة، وهو تكون المشيمة placenta وهي التركيب الذي سوف يحمل الغذاء وغاز الأكسجين من الأم إلى الجنين طوال فترة الحمل.
عندما يلتصق طور التوتة ببطانة الرحم، يقال إن في الرحم جنينا يتكون، ويبقى الجنين في الرحم حوالي مائتين وستين يوماً، يتقلب خلالها في أطوار الخالق، ليخرج بعدها إلى الحياة في نشأة أخرى.
تلك بعض جوانب فصول قصة الخلق، يتراءى فيها إبداع الصنعة وإحكام الخلقة، وصدق الله العظيم حيث يقول ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه). .
9
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مدعاة السرور
مدعاة السرور
جزاك الله كل خير

موضوع مفيد و قيم :2thmup:

:26:
تويكساية
تويكساية
جزاك الله كل خير

موضوع مفيد و قيم
om jawad
om jawad
سبحان الله.
جونسره
جونسره
جزاك الله كل خير موضوع مفيد و قيم :2thmup: :26:
جزاك الله كل خير موضوع مفيد و قيم :2thmup: :26:
سعودية اصلية
سعودية اصلية
معلومات جدا مفيدة