إلى أختي السعودية في عام 2020

بسم الله الرحمن الرحيم
إلي أختي السعودية في عام ٢٠٢٠
الوظيفة التي يشترط فيها الإختلاط ثم تمتنعين عنها مع شدة حاجتك للمال خوفاً على نفسك.
هل تظنين أن الذي تركتيها من أجله لن يعوضك خيرا منها ؟
إذا جلست ِ في مقعد المقابلة ثم قال لك المدير:
الأولوية لمن تكشف وجهها لأن طبيعة العمل تتطلب ذالك
ثم تمتنعين على مضض ، مع تفوقك على المتقدمات بالشهادة والقدرة وسائر الشروط ...
لكن تركتيها لشيء آخر
هل تظنين أن الذي تركتيها لأجله لن يعوضك خيرا مماتركت ؟
الله أكرم وأحلم من ظن بائس يائس !
الإعلانات التي ترُسل لك في الواتساب وتتفحصين جيدا في شروط القبول وإذا بها لاتناسبك ، لأنها تتعارض بصورة جزئية مع مواقفك الأصيلة!
وكلا الخيارين أحلاهما مرُ
لكنك في الأخير تنشدين :
سأختار المبادئ ولو أفقرتني !
تأكّدي أن من أحسنتي الظن به سيدهشك في العوض .. ويرضيك في العطاء.
هل جربتِ وأنت تدخلين السوق والإستراحة ثم بدأت الأنظار تسترقكِ
لأن العباءة التي تلبسينها لاتشبه باقي العباءات .
فهي ليست على الكتف ، وليست مزخرفة ككثير من المارات ،
وأنت رغم ذلك تتحاملين على الأنظار لاسترضاء أوامر ربك الجبار !
هل تظنين لحظة أن الله سيضيع إيمانك ؟
ربي والله أكرم من ذلك !
إذا رأيتِ أقرب الناس إليك بدأت تتخفف من حجابها ،
بل وبدلاً من إقلاعها عن ذلك
إذ بها تتجرأ على نقاشك محاولة إقناعك ،
ومع ذا .. فماهزت فيك هذه التنازلات شعرة لأنك تعلمين أن الثبات طريق لتنزلات المكارم الربانية!
أتظنين بعد ذلك أن ثباتك المصمّم سيطير هباءً بالمجّان ؟
لا.والله!
انظري حولكِ إلى مجاميع البنات
انظري إلى زوايا المقاهي
والضحكات العالية عند الشبابيك ..
والمولات الكبيرة ..
سأعترف لك أن مجتمعك بدأ يتغير عليكِ شئافشيئاً
وأن كثيراً من البنات اللاتي لم تتوقعي منهن الانحدار بدأن يتغيرن شيئا!
وبدأتِ تشعرين شئافشيئاً بالغربة الأخلاقية والدينية !
أما إني سأعترف لكِ أيضا ..
أنني أقسم بالله غير حانثة
أن هذا الصمود الذي تحفرينه في الأنظار هو وخزات الضمير الحّر في أعين كل مشاهديك ..
وأن موقفك المذهل هو محاضرة فصيحة لكل من ينظر لحجابك وهو يقنع السائرات في وحل التدرج ..
أن افخر ياثبات ، بتلك الواثبات !
ألا أخبركِ عن الشرف :هو فيمن عرف الحق ثم وقف !
وهذه المبادئ لاتباع في مزاد الأكثرية والمفاخر لاتوزع للقطيع !
وحظيرة العفة خير من خروج يستقبلنا بعده عواء الذئاب !
والله قال لنا في سورة البقرة (وماكان الله ليضيع إيمانكم)
وقال لنا في سورة محمد :(والله معكم ولن يتركم أعمالكم)
اثبتي |اثبتي|اثبتي|!
أيتها الكريمة .
فالثبات :وَثَبَات نحو الجنّات، جنات الدنيا والأخرة ..


وشكرالكنّ..
د.زينب محمد البريدي