إشراق 55
إشراق 55
جزاك الله خيراً اختي كلمة سر على إضافتك الرائعة ..
وفعلاً كما ذكرتي يجب ان تكون جميع مناهجنا مناسبة لبيئة الطالبات وتفيدهن في بيئتهن وحياتهن وقادرة على إعداد جيل صاح في حياته يثق في نفسه وقدراته وقادراً على النجاح في حياته مزود بالدين والعلم والأخلاق الإسلامية شكراً لك عزيزتي كلمة سر .
إشراق 55
إشراق 55
جزاك الله خيراً أختي atheer على إهتمامك بالموضوع وجعله الله في موازين حسناتك .
إشراق 55
إشراق 55
أولاً : حبه لمادته ، ومحاولته تحبيبها لطلابه ، بأن يكسر القالب الجمودي التي هي فيه .

ثانياً : الشفقة على المتعلمين ، وأن يعتبرهم في منزلة بنيه ، كما قال المعلم الأول صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا لكم مثل الوالد لولده " ، ولذلك وجب عليه النزول إلى مستويات طلابه حتى يعينهم على فهم سائر العلوم ، وعليه أن لا يترفع عليهم بل يجيبهم في طلب العلم .

ثالثاً : الصبر على أخطاء الطلاب ومعالجة ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فلقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً يقتدى به في الصبر ، وكان يغشى مجالس الناس يعلمهم ، وذات يوم كان صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة على حمار يركبه فلقي جماعة من أهل المدينة على نار يسهرون ، فنزل إليهم وحدثهم وحذرهم ونهاهم ودعاهم إلى الله عز وجل ، وإذا برجل شقي في الجالسين يقول لرسول
الله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الرجل أرأيت هذا الذي جئت تغشانا وتحدثنا به ، هلا جلست في دارك فمن أحب أن يستمع منك جاء إليك ولا تؤذينا بريح حمارك ولا تغشانا في مجالسنا بما نكره )) ... لكن هل منع إعراض الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم واستلقى في مظان الراحة أبداً بل مضى يدعو إلى ربه على بصيرة .

رابعاً : ومن آداب المعلم أن لا يتكلف ما لا يعلم ، كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إني أعوذ بك من العُجب فيما أعلم كما أعوذ بك أن أتكلف ما لا أعلم " .

خامساً : أن ينظر المعلم إلى العلم على أنه أمانة ، استودعها الله بين جنبيه فمن حمل هذه الأمانة فلم يؤدها حشر مع الذين وصفهم الله بقوله : } إنه كان ظلوماً جهولاً { ، فهذه الرسالة لا تملك أن تحجبها عن الجيل لأن الله سيسألك عن ذلك كله .

سادساً : أن يراعي المعلم قدر فهم المتعلم فلا يلقي إليه مالا يبلغه عقله فينفره ، ولقد قال سيدنا علي _ كرم الله وجهه _ : (( خاطبوا الناس على قدر أفهامهم )) فليس كل ما يُعلم يقال .

سابعاً : ومـن أدب المتعلم ، أن يكـون أول إصلاحـه للناس إصلاحـه لنفسـه ، فلا يرونك تأمر بما لا تأتي ، وتنهى عما ترتكب ، قال تعالى : } أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم {، ولذا فإن إثم العالم أكبر من إثم الجاهل ، فَلَكَم رأينا من معلم ينهى الجيل عن التدخين ، وإن سيجارته مشرعة بين شفتيه ، ولكم رأينا معلماً يحث الجيل على أن يجيد اللغة العربية الفصيحة ثم تراه هو لا يجيد أن ينطق منها جملة إلا بتكسير ، فهذا كله من الرسالة التي يسأل الله عنها .


يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقامـة والضـــنى كيمـا يصــح بــــه وأنـت سقيـم
لا تنه عن خلق وتأتي مثلـه عـار عليك إذا فعلـــت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنـه فأنت حكيم

ثم إني أقول بعد هذا كله بأن كل معلم داعية سواء كان معلم رياضيات أو فيزياء أو لغة

شاء أم كره ، فعليكم معاشر المعلمين تقع مسؤولية هذا الجيل وتوعيته ، وإنكم مسؤولون أمام الله عز وجل عن الألفاظ التي تنطلق من ألسنتكم غير مبالين بها ، فكم من شاب كان
ضلاله بكلمة شر سمعها من معلم لا يخشى الله ، وكم من شاب كانت هدايته بكلمة خير سمعها من معلم يخشى الله .

إذاً فإن للعلم دور وأثر بارز على الفرد والمجتمع ، فمن أثره على الفرد أنه يزيل طلاسم الجهل عنده ، ويرفع منزلته بين الناس ، وانظروا معي إلى عبد الملك بن مروان ، وهو يوصي
بنيه قائلاً : (( يا بنيّ تعلموا العلم ، فإن كنتم سادة فقتم ، وإن كنتم وسطاً سدتم ، وإن كنتم سوقة عشتم )) .

وربما يمتنع الإنسان من طلب العلم لكبر سنه واستحيائه من تقصيره في صغره ، أن يتعلم في كبره ، فرضي بالجهل أن يكون موسوماً به ، وآثره وفضله على العلم .

إن ديننا الحنيف يرغب في أن يكون كل فرد من أفراد الأمة عالماً بذاته والفرد أساس المجتمع فبصلاحه نضمن صلاح المجتمع ، وبقدر ما لهذا المجتمع من تفوق علمي بقدر ما يتطور ويزدهر ويعلو قدره ، ولقد سدنا قروناً لما كان كل أفراد أمتنا ينهلون من منابع العلم الصافية ، وهرولت الأمم إلينا تملأ أوعية أفكارها بما عندنا ، وما زالت كتب المسلمين تدرَّس في جامعات أوربا ، فلما أن استغنينا عن العلم وركبنا مطايا الجهل ، إذا بعجلة رقينا قد توقفت وأخذت تدور مع غيرنا لما شحذوا لها الهمم .

إن المجتمع في الغرب أصبح غاية في التقدم ، وذلك لانخراط جل أفراده في المجالات العلمية والمعرفية ، تعلموا علومنا ودرسوا كتبنا فكانت لهم زاداً ، وتركنا علومنا ونسينا كتبنا فأغلقت مفاتيح العلم عن عقولنا ، وتأخرنا عن سائر الأمم .

فالعلمَ العلمَ ، فهو خيررفيق ، وخير أنيس ، وعليكم بالعلم والتعلم .

ومن لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابه فكبر عليه أربعا لوفاته

وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

إننا أمة متقدمة الذهن حاضرة الخاطرة ، ما علينا إلا أن نمسك بطرف خيط العلم حتى نستبين آخره ، ولن يصلح ذلك للأمة إلا بصلاح أفرادها ومجتمعاتها ... فالله أسأل أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ، إنه قريب مجيب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العلمين .

أحمد نجيب