إنها { الثقة بالله } •• إنه { التوكل على الله } ~
في زمن اللهث وراء الملذات والشهوات والتعلق بالسحرة وأضعف المخلوقات والغفلة عن العبادات والطاعات غفلنا عن أمر به خير عظيم ومصلحة بالغة للعباد
غفلنا عن تقوى الله ، غفلنا عن الثقة بالله ، غفلنا عن الإيمان بالله ، غفلنا عن التوكل على الله
جميعها تحمل معنى ومضموناً واحداً ونتيجة واحدة
فمن أصابه مرض صار يجري وراء الأطباء من مستشفى لآخر طلباً للعلاج والشفاء وقد نسي أن الشافي هو الله وحده لا شرايك الله و أن الأطباء مهمتهم تشخيص مرضنا و إعطاءنا الأدوية ويبقى الشفاء على رب العالمين
أنا لا أقول لكم اهملوا صحتكم ولاتزوروا الأطباء حتى يهلككم المرض ولكن البعض عندما يصيبه مرض ويخبره الأطباء أن حاله ميؤوس منها .. ييأس ويقنط وتسود الدنيا بوجهه ويضيق صدره ويحبس نفسه في همه ومرضه
وقد نسي أن رب العالمين هو من خلق الداء وآنه ماأنزل داء إلا وأنزل معه الدواء وهو القادر على كل شيئ وقادر على الشفاء وماعليه إلا واجب بسيط .. أن يفرش سجادته في جوف الليل يدعو الله ويتضرع إليه و يشكو همه وحزنه إلى مفرج الكربات
أيوب عليه السلام ، أنعم الله عليه بالصحة والعافية والجاه والملك والقوة والسطلة والبنين فعاش في هذا النعيم ثمانين عاماً ، ثم أصابه المرض ومات أولاده وبدأ الناس ينفضون من حوله لكنه صبر واحتسب بل وظل على حاله من التقوى والعبادة والرضا والشكر والثناء على الله سبحانه وتعالى
طلبت منه زوجته وهي ضجرة أن يطلب الشفاء من رب العالمين فغضب منها قائلا : كم لبثت في الرخاء ؟ قالت ثمانين ، قال كم لبثت في البلاء ؟ قال سبع سنين ، قال : أما أستحيي أن أطلب من الله رفع بلائي وماقضيت فيه مدة رخائي !! ثم قال : والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط وحرم على نفسه أن تخدمه بعد ذلك
سبحان الله .. أي صبر و توكل هذا ؟ لا نرى ربعه في زماننا هذا ، ولما بلغ ذروة الإبتلاء { نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } و { نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
، فقال الله له : { ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ }
سبحان الله .. جزاه الله خيراً على حسن ثقته بالله وصبره وشفاه من مرضه
كذلك نسمع عن الكثير من الرجال والنساء ممن حُرِموا من الذرية الصالحة رغم كل محاولاتهم وزيارة كل من عرفوا من الأطباء وبعد تجربة مختلف الأدوية ولكن لم يُكتب لهم النصيب بالذرية حتى الآن فهرعوا إلى السحرة و المشعوذين معتقدين بل ومتأكدين بأن السحرة قادرين أن يساعدوهم وتحمل الزوجة
طيب هذا السساحر من خلقه ؟ من أحياه ؟ ومن يستطيع أن يُميته ؟ أليس هو الله جل جلاله القادر على أن يميته ؟ هل يستطيع هذا الساحر أن يدفع الموت عن نفسه ؟
زكريا عليه السلام ظلت زوجته عاقر عمراً طويلاً لكنه ظل متوكلاً على الله ويدعو الله أن يرزقه الذرية الصالحة ، { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ،وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا } فرزقه الله يحيى : { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ }
ماأطيب وألذ ثمرات التوكل على الله خصوصاً إذا جٌنيَ الثمر بعد عمر طويل من الثقة بالله
ولاننسى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام إذ أمر إبراهيم عليه السلام في منامه أن يذبح ولده إسماعيل وكان إبتلاءاً لهما ، {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } فلم يجزع ونفذ ُما اُمِرَ به وكذلك إسماعيل عليه السلام لم يقنط ويهرب ولم يتسخط ولم يقل لما أنا من دون الله أمر الله أن يُذبح وأنني لم أعصِ الله قط كي أُذبح بل توكل على الله وجعل الأمور تسير كما أرادها الله وقال : { يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَابِرينَ } ،
فلما رأى رب العالمين حسن توكلهما عليه جل جلاله افتدى الله إسماعيل بذبح عظيم جاء به جبريل عليه السلام
طالب العلم لو اجتهد في مراجعة دروسه و توكل على المولى جل جلاله فسينجح بإذن الله و لن يؤثر به ظلم الأساتذة لو كان منهم ظالمين فعلاً .. من يُسجن ظلماً سيأتي يوم وتُثبَت براءتُه حتما هذا لو توكل على الله ، الثقة بأن الله رحيم رؤوف في عباده لايرضى الظلم لعباده وسيُثبت براءته
والأمثلة في حسن الظن بالله والثقة به جل جلاله والتوكل عليه عديدة لاتنتهي ، وما أجمل الجزاء في نهاية المطاف في نهاية المشوار من الصبر و التوكل على الله
ولكم يؤسفني ويحزنني أن أرى ضعف توكل العباد من حولي على الله وسرعة جزعهم وسخطهم دون أن يقتدوا بالأنبياء وعياد الله الصالحين
ديالا1 @dyala1
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
{ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
جزاك الله خير
جزاك الله خير
الصفحة الأخيرة
اللهم اجعلنا من عبادك المتوكلين عليك حق التوكل