للصمت حكمه

للصمت حكمه @llsmt_hkmh

كبيرة محررات

◄◄◄ إنهــــــا دعــوة مظلـــوم►►►

الأسرة والمجتمع


إنها دعـــــــــوة مظلــــــــــــوم
آذنت الشمس بمغيب ، وتجمعت الأسر حول مائــدة الإفطار ،
ينتظرون الأذان ،
وفي زاويـــــــــة من زوايا القرية الجاثمة قرب الترعة
بيت يدلك مظره على مايعانيه أهله من بؤس وضيق ،
ولو اطلعت على الطعام الجاف القاسي الذي استقر
أمام تلك الأسرة لرثيت لحالهم ،
ومع ذلك فقد كان الكل يقــــــول :
الحمدلله ، الحمدلله.
إلا أن رب الأسرة البائسة كان شارد الفكر ،
يستعيد في قلبه الحديث الذي دار بينه وبين ذلك
الطاغية الجبار ،
لقد تهدده وتوعده إن لم يرجع له المبلغ الذي استلفه منه
اليوم قبل الغد فانه سيناله بعذاب شديد ،
وأنى له أن يعيد له تلك الجنيهات القليلة وهو لا يملك
أن يطعم الأفواه الجائعة ،
ولا أن يكسو الأجسام العارية ،
ولكن كيف يواجه ذلك الطاغية ،
الذي اعطى بسطـــة في الجسم ، وقلة في العلم ،
رافقها قساوة في القلب ، وفظاظة في القول !
وأفاق من تأملاته على صوت أجش خارج المنزل يرغي ويزبد ،
واقترب الصوت ، وفتح الباب بعنف ،
وإذ بالشقي الجبار يقف كالمارد أمام الأب المسكين
الذي تحيط به أسرته البائسة ،
ومن غير كلام ولا مقدمات ، تناول الطاغية ذلك المسكين ،
يوسعه ضرباً بيده ، وركلاً برجله ، وسبابا وشتما ،
وارتفعت الأصوات الصغيرة تستغيث ،
ودوى صوت الأم يعبر عن ألم وهول ،
وتقاطر الجيران ، وبعد التي واللتيا ،
ترك ذلك المارد فريسته بعد أن اشبع نهمه ،
وأرضى نفسه ، وبعد أن أصبح الأب المسكين شبيها بالأموات ،
وارتفع صوت المؤذن الله أكبر ، الله أكبر ،
ومع الأذن نظر ذلك المسكين إلى الطاغية ثم نظر إلى السماء يردد :
الله ينتقم منك ، الله ينتقم منك .
ومرت أيام عشرة لا تزيد ، فإذا بذلك الطاغية يشكو ألم في ساقه ،
وحار أطباء بلده في ألمه ، ولما لم يجد عندهم ما يخفف
ألمه غادر القرية إلى المدينة ،
وهناك دخل المستشفى بساقين وخرج
بســـــــــــــــاق واحــــــــــــــدة .
لقد كان مرضا خبيثا إنه سرطـــــــان ،
ولم يمض وقت طويل حتى أصاب الساق الثانية
ما أصاب الأولى ،
وخرج ذلك الطاغية من المستشفى لا يستطيع أن يسير ،
بل يحتاج إلى من يحمله ،
ثم من يخدمه ويطعمه ، ويقضي له التافه من الأمور .
لقد أصابته دعوة مظلوم في ساعة استجابة ،
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اتقوا دعــــــوة المظلــــوم فــانــه ليـــــس بينهـــا وبيــــن
الله حجــــــــــــــــــــاب ).
وأصبحت قصته حكاية تروى ، ممثلة عاقبة الظلم ،
ومصير الظلمــــة ( فإن الله يمهــــــــــل ولا يهمـــــــــل ).
( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ).
د/ عمر سليمان الأشقر

4
510

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رجو الحلوة
رجو الحلوة
لاحول ولا قوة الا بالله
جزيتي خيرا أخية
شعــ القمر ــاع
لاحول ولاقوة إلا بالله..

ياعسانا لانظلم ولانُظلم ..

:)

جزيتي الجنه,,
الصبوووووورهk
لا اله الا الله
الله ينصر كل مظلوم
سبحان الله
جزاك الله خيرا
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
يقول تعالى ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )

يابخت من نام مظلوم ولا نام ظالم

جزاك الله خير وراحة في الدارين