nada19

nada19 @nada19

عضوة جديدة

إهداء لـ( بحور.سراب.نور.neena.كلمة سر .فتاة اللغة .دونا)

الأدب النبطي والفصيح

السلام عليكم و رحمة الله... هذه القصة اهديها لكل من قرأ لي و شجعني و أتمنى ألا تبخلوا علي بالنقد الهادف و البناء...و تقبلوا تحياتي.

و مازال ينزف


هاهو الليل يسدل ستاره الصفيق من جديد..معلناً بداية مساء جميل مساء أحبه و يحبني، مساء يداعبني بنسماته الباردة..التي سرعان ما تعانقني و تشدني حتى أقترب من ذلك القمر المضيء..ذلك القمر الذي طالما احتضنته أنا و أختي نسمع حديثه و تلامس شفتانا الصغيرتان خده الجميل كل ليلة نقول له: جدتي احكي لنا حكاية.
كنا نهوي برأسينا الصغيرين على ركبتها نسمع حكاياتها التي كانت معيناً لا ينضب منها..تحكي لنا عن كل شيء عن ديننا العظيم، عن الأرض التي نمشي عليها، عن الحقول الرائعة التي تزدان بها قريتنا، عن الجبال التي عانقت عنان السماء هناك، عن الشمس في شروقها و غروبها..كنا نستمع لها بشغف مشوب بالدهشة، أحياناً عندما تكون القصة عن تلك الوحوش الخائنة التي تغدر بالناس و تأكلهم، و قلها تعذبهم و تمص دمهم، وقتها ترى فزعنا و يظهر الهلع على قسماتنا، تضحك ضحكتها الدافئة عن نابين لم يسقطا بعد و هي تقول بصوتها الذي غطاه وشاح الزمن الطويل …" إنها خرافة لا تصدقوها ".
و تمر الأيام وفي ليل هادئ، كنا نرقد في سطح المنزل نعد النجوم، فيه لمعت السماء بنور هائل لم نره من قبل، بعدها سمعنا هديراً مزعجاً و صوتاً غريباً مخيفاً لم نع شيئاً كن ذلك، كل ما فعلناه أن اقتربنا من بعضنا و أدخلنا رؤوسنا في الفراش و شرعنا في البكاء، بعدها لم نستيقظ إلا في الصباح، نظرنا للسماء كانت صافية، نزلنا للقرية لم يكن هناك شيء متغير، أظن أنا كنا في حلم "نعم" لابد أنه كذلك.
لكن الذي لم يعجبني في هذا أن والدي كانا يبدوان هلعين و يتحدثان في أمور لا أفهمها إنهما يتكلمان عن …الروس..الحرب…التصفية .
و الأدهى من هذا أن جدتي لم تعد تحكي لنا قصصها الرائعة و لا نعرف لم؟.
في الأسبوع التالي حدث مثلما حدث في الحلم الذي رأيناه لقد أنارت السماء و سمعنا ذلك الصوت المرعب من جديد و بعدها انزوينا في ركن ذلك السطح الصغير نبكي، نصرخ حتى غ بنا عن الوعي من شدة الخوف.
عندما أفقنا أمسكت بيد أختي الصغيرة كنا جائعتين نزلنا لنبحث عن الطعام، لم نجده بحثنا عن أمي لتطعمنا إياه..لكنا لم نجدها حتى جدتي تركتنا، أين ذهب الجميع..لم تركونا و ماذا فعلنا ؟!
بدأنا في البكاء و ذهبنا نبحث عنهم في الشوارع ويا لهول ما رأينا..هناك الجثث في كل مكان..أنهار الدماء تجري، المباني مهدمة، رؤوس مقطعة في كل مكان، حتى الحيوانات كانت ميتة، الأشجار محرقة..أي دمار حل بقريتي الجميلة و أي وحش فعل هذا ؟!!
مضى على هذه الحادثة عدة أسابيع أختي لم تعد قادرة على المشي فقد انسل جسمها و خارت قواها..لم تعد قدماها ترفعها و تحملها إلى أعلى.
ماذا أفعل.؟؟ تمتمت لها بنبرات صوتي الضعيفة التي كلها التعب و الخوف على مصير مجهول.
اجلسي هنا..سأحضر ما يسد جوعك..ماذا تريدين ؟؟
قالت :أريد زماناً ماضياً و حياة هادئة .
أجبتها..حسناً سأحضر لك ما تريدين..و أنا أعرف بأني لن أحضر لها ما تريد.
ذهبت أبحث عن الطعام لم أجد شيئاً حتى الماء العذب لم أجده واصلت سيري علي أجد شيئاً، فوجئت بصوت أجش من خلفي يقول:
قفي مكانك.
ماذا ؟ من أنت ؟؟.
ضحك ببشاعة و هو يقول: نحن ملاك هذه الأراضي.
و متى صارت لكم و بأي حق.
لا تكثري الكلام و هيا أمامي.
بدأت في الرجاء كي لا يقتلني، و قبلت أقدامه العفنة و أنا أبكي و أروي له قصة أختي التي تنتظرني، واتبعتها بسيل من كلمات الرجاء و التوسل.
حسناً لن أقتلك سوف نتركك هنا للخدمة و التسلية هيا أمامي.
أمام الثكنة التي يقطنونها دار في ذاكرتي شريط حياتي قريتي، أبواي، جدتي وحكاياتها و أختي التي تنتظر الطعام وإذا به يمسك بي و يدفعني لرفاقه …
بعدها بكيت على نفسي.
17
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

تــيــمــة
تــيــمــة
يالله ما أفظعها من قصة .. خيالك رائع اذ أخذك الى ذاك المكان لتصوريه لنا ببراعة وكأنك عشت هناك ..
لا أدري لم تنتظرين النقد .. فقصتك ليست بحاجة اليه ما شاء الله ..
nada19
nada19
أهلاً تيــــــــمـــــــــة


سرني مرورك الكريم و تعليقك الذي اثلج صدري ....

اشكرك على هذا التشجيع ...


بالنسبة للنقد ،،، اعتقد انه لا بد من وجود بعض الهفوات و الاخطاء ..


تحياتي لك
نــــور
نــــور
القصة رائعة يا ندى
ولكن النهاية ....
وكأني شعرت بأنها لم تنتهي
أو لها بقية
ربما لأننا لا نقبل النهايات المأساوية ونطمح للأمل
ربما شعرت بأن البطلة ستنتقم
وهذا ما عليها أن تفعله
لا أدري
خاب أملي في النهاية


وهذا لا ينفي إعجابي الشديد بقلمك
و بأسلوبك المؤثر والرائع
وهذا لا ينفي أنك قاصة مميزة
سلمت يمينك يا غالية
nada19
nada19
أهلاً نور

أشكرك على مرورك الكريم عزيزتي .. و على تشجيعك الرائع

بالنسبة لنهاية ،،، للأسف هذا هو الحال حقيقة ،،و ماذا نتوقع من طفلة .

تحيااتي .
كلمة سر
كلمة سر
قصــــــــة رائعة ..
و أسلوب جميل جدا ياندا ..

تمتلكين قلما قويا سلسا مطاوعا لبنانك ..

النهاية .. أفزعني ..
و لكنها كما قلت .. حقيقة للأسف !

أهنئك على مثل هذا القلم ..
و أدعو الله أن يسخره لخدمة دينه ..

بارك الله بك ياعزيزة ..
و جزاك الله خيرا على إهدائك الجميل ..

سلمت .

كلمة سر