****إيضاحات حول حليب البقر****

الأمومة والطفل

عندما نتكلم عن الرضاعة فإننا نعني الفترة التي يعيشها الطفل منذ الولادة وإلى أن يفطم، ومدتها لا تتجاوز السنتين. آيات الرضاعة وردت في القرآن الكريم كدليل قاطع على ضرورة الرضاعة الطبيعية من حليب البشر وليس من حليب آخر، وقد أثبتت التجارب الإنسانية والأبحاث العلمية القديمة والحديثة بأنها لا تعوض. وإذا عدنا إلى السيرة النبوية الشريفة وبالتحديد إلى قصة الغامدية التي زنت وطلبت من رسولنا الكريم أن يطهرها بإقامة حد الزنا عليها، فإننا ندرك مدى أهمية الرضاعة الطبيعة بالنسبة للطفل، وهنا أتوقف قليلا لأستنبط أن حليب الأم الفعلية أفضل للرضيع من حليب مرضعة أخرى، وإلا لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالبحث عن مرضعة للطفل، وأقام الحد على الأم، ولكنه أمر الأم بإرضاعه حتى الفطام. ما هو الفطام الذي انتظره الرسول الكريم، إنه دخول الطفل في مرحلة الاستغناء عن الحليب وتعويضه بغذاء آخر، وكان ذلك عندما أتت الغامدية بطفلها يحمل في يده كسرة خبز لا كأس حليب.

ومما يستدل به كذلك في هذا المقام، البحث عن مرضعة لسيدنا موسى عليه السلام، وقد ثبت في القرآن الكريم أن البقر كان متوفرا وموجودا في تلك الحقبة من التاريخ.

وكَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ أَحْمَد عَنْ وَكِيع وَغُنْدَر عَنْ شُعْبَة عَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت عَنْ الْبَرَاء بْن عَازِب قَالَ : لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيم اِبْن النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " إِنَّ اِبْنِي مَاتَ فِي الثَّدْي إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّة " وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث شُعْبَة وَإِنَّمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلام ذَلِكَ لأنَّ اِبْنه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلام مَاتَ وَلَهُ سَنَة وَعَشْرَة أَشْهُر فَقَالَ إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا يَعْنِي تُكْمِل رَضَاعه .

ولن أطيل في موضوع أهمية الرضاعة الطبيعية في الإسلام وفي غيره من الأديان والمعتقدات الإنسانية، لأنه من المسلمات التي لا يجادل فيها أحد.

وأعود بكم إلى موضوع الحلقة وكيف أن الأطفال الذين يتناولون حليب الأبقار بدلا من حليب الأم ينمون نمواً غير طبيعي بالنسبة للبشر مقارنة بأمثالهم ممن رضعوا من ثدي الأم، ناهيك عن الآثار النفسية والعاطفية والروحية التي تختلف اختلافا جذريا بين الاثنين.

ماذا يحتاج الكائن البشري بعد ولادته، يحتاج إلى غذاء ينمي جسده، وهذا أمر تشترك فيه جميع المخلوقات. وينفرد الإنسان بحاجته الزائدة لما ينمي عقله الذي ميزه به الخالق سبحانه وتعالى عن سائر المخلوقات!!!

عندما يلد الطفل تكون نسبة تكوين ونمو عقله 20% وبالتالي فإنه يحتاج إلى تكميل هذه النسبة من الغذاء الذي يجب أن يحتوي على المادة الأساسية ألا وهي الفوسفور. بالإضافة إلى حاجته لنمو باقي الأعضاء والجسم بصورة عامة تناسبا مع سنه وطبيعته الفيزيولوجية. وأطرح هنا هذا السؤال: هل يحتاج الطفل إلى نفس المكونات الغذائية التي يحتاجها العجل الرضيع؟ هل يحتاج الطفل الرضيع إلى نفس نسبة الكالسيوم التي يحتاجها العجل الذي يبلغ وزنه 120 كغ تقريبا بعد شهر واحد من الولادة؟

إن هذا الحجم الذي يبلغه العجل خلال فترة قصيرة جدا يحتاج إلى عظام قادرة على تحمل هذا الوزن، وبالتالي فإن حليب البقرة يوفر له هذه المادة التي تساعده على اكتساب ما يحتاجه، بالإضافة إلى توفير المواد الأخرى كتلك المسؤولة مثلا عن تكوين القرنين!!؟ فهل يحتاج طفلنا إلى كل هذا؟؟؟

ثم إذا كان الحليب هو المصدر الأساسي الوحيد أو الأفضل للكالسيوم، فلماذا لا تواصل العجول الرضاعة لمدة أطول تماشيا مع زيادة وزنها وحاجتها للكالسيوم باستمرار؟ أليس لأنها تحصل عليه من مصادر غذائية أخرى من الأعشاب والخضار. جميع المخلوقات الثديية تستغني عن الحليب بعد انتقالها إلى الغذاء المناسب!! وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّ الرَّضَاعَة بَعْد الْحَوْلَيْنِ رُبَّمَا ضَرَّتْ الْوَلَد إِمَّا فِي بَدَنه أَوْ عَقْله وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ الأعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة أَنَّهُ رَأَى اِمْرَأَة تُرْضِع بَعْد الْحَوْلَيْنِ فَقَالَ لا تُرْضِعِيهِ . وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنْ جَابِر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لا رَضَاع بَعْد فِصَال ولا يُتْمَ بَعْد اِحْتلام " وَتَمَام الدَّلالَة مِنْ هَذَا الْحَدِيث فِي قَوْله تَعَالَى " وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اُشْكُرْ لِي " وَقَالَ " وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثلاثُونَ شَهْرًا " فهل نقول في هذا المقام أن حليب البقر يصبح أكثر فائدة من حليب الأم بعد العامين؟

إن الطفل في فترة الرضاعة لا يحتاج إلى نسبة عالية من الكالسيوم، كتلك الموجودة في حليب البقر، من أجل نموه بل على العكس من ذلك هو بحاجة إلى الفوسفور الذي ينمي العقل ويغذيه ليصبح مكتملا، بالإضافة إلى نمو سائر الأعضاء الأخرى بالمكونات الموجودة في حليب الأم بنسب مثالية للإنسان في تلك الفترة من عمره، هذا من جهة.

ومن جهة أخرى فإن حليب البقر يحتوي على بروتين يسمى الكازيين "Casein" هذا البروتين يشكل 80% من مجموع البروتينات الموجودة في حليب البقر. ويحتاج هضم وتحطيم هذا البروتين لإنزيم يسمى الرينيت أو الكيموزين "Chymosine or Rennet" الذي يوجد في معدة العجل وبنسب كافية لتحليل الكازيين والاستفادة منه. في حين أن هذا الإنزيم يوجد بنسب قليلة جدا لدى الطفل أو الإنسان بصورة عامة وقد لا يوجد لدى بعض الأشخاص مما يؤدي إلى مشاكل هضمية كثيرة تظهر لدى الطفل مثل الغازات والمغاص والإسهال.



هذا لا يعني بالضرورة طبعا أن نستغني عن الحليب وبعض مشتقاته بصورة نهائية، وليس هذا ما قصدناه أبدا، ولككنا نتكلم عن اعتبار حليب الأبقار غذاءً لا غنى عنه ومصدراً أساسيا، إن لم يكن وحيداً, للكالسيوم، وفرضه على الأطفال بالقوة أو بالتحايل. أليس في ذلك مبالغة وإصرار على أمر أثبتت الأبحاث العلمية مضاره وعدم ملاءمته للإنسان بتلك الدرجة التي يعتقدها ويسلم بها البعض؟ إن المبحر في عالم الإنترنت اليوم يجد أن هناك 43000 موقع حول مضار حليب الأبقار وعدم ملائمته الكاملة للإنسان وذلك طبعاً بناءً على دراسات وأبحاث علمية دقيقة، فلا يعقل أن نأتي بكل بساطة لنلغي هذه الأبحاث بحجة أن هناك حديث (لا يعرف مدى صحته)، يقول عكس ذلك!! والحديث المذكور أعلاه أورده العلامة ابن القيم (صاحب كتاب الطب النبوي!) في كتاب زاد المعاد- الطب النبوي، الجزء الخامس وقال ما يلي:

روى محمد بن جرير الطبري بإسناده ، من حديث صهيب يرفعه " عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء، وسمنها دواء، ولحومها داء " رواه عن أحمد بن الحسن الترمذي، حدثنا محمد بن موسى النسائي، حدثنا دفاع بن دغفل السدوسي، عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه عن جده، ولا يثبت ما في هذا الإسناد.في حين أن الحاكم في مستدركه يقول إسناده حسن ولم يخرجه الشيخان (البخاري ومسلم)!!! وهنا المدخل إلى الشق الثاني من الموضوع.

ثانياً: وقد فضلت في هذا المقام، من باب ترك الشيء لأهل الاختصاص ولكي لا نكون من المتطفلين، أن أحيل أخي القارئ على بحث قيم قدمه فضيلة الدكتور محمد سليمان الأشقر حول إمكانية الاحتجاج بأحاديث الطب النبوي في المجالات العلمية والطبية، هل كل هذه الأحاديث في الأمور الدنيوية عامة، وفي الطب خاصة (ولو صحّت): تعتبر حجة يجب الأخذ بها واعتبارها وحيًا؟

هذا السؤال يعالجه د. محمد سليمان الأشقر في بحثه هذا معالجة جريئة، ويخلص إلى أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله الدنيوية ليست تشريعًا. وأنه صلى الله عليه وسلم إنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات، ويُجوز عليه صلى الله عليه وسلم فيها الخطأ، إذ ليس في هذا كله نقيصة ولا محطة، وأقواله وأفعاله في الأمور الطبية الصرفة ليست حجة، ولا يلزم الأخذ بها، بل هي أقوال وأفعال مبنية في الأصل على التجارب الشخصية.

ولا بد لاعتبار الأحاديث التي ضمت الأمر بالتداوي وأصل العمل بالطب حجةً في باب الطب: من أحد أمرين:
. أن يكون الحديث على درجة عالية من الصحة: لأن تطبيقه على الأجسام الإنسانية قد يكون فيه ضرر كبير، فإن وقع الضرر فلا يكون للطبيب عذر أن يتبين كون العلاج مبنيا على حديث صحيح ظاهرا لكنه في الحقيقة موهوم أو مكذوب.

2. أن يخضع مضمون الحديث للتجارب الطبية تحت نظر الاختصاصيين. فإن ثبتت صلاحيته كفى، وتكون التجارب هي الحجة في ذلك.

وأورد هنا من البحث،على سبيل المثال لا الحصر، حديث الإمام أحمد مرفوعاً:"إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء" ويذكر الدكتور الأشقر هنا أن هذه الأحاديث التي تدخل في صلب الأمور الطبية والعلاجية، لا ينبغي أن تؤخذ حجة الطب والعلاج، بل مرجع ذلك إلى أهل الطب، فهم أهل الاختصاص في ذلك. وقد يتبين في شيء من هذه الأحاديث الخطأ من الناحية الطبية الصرفة، وكما قال القاضي عياض: ليست في ذلك محطة ولا نقيصة، لأنها أمور اعتيادية يعرفها من جربها.

ويقول ابن خلدون: الطب المنقول في الشرعيات ليس من الوحي في شيء. وإنما هو أمر كان عاديا للعرب .. فإنما بُعث ليعلمنا الشرائع، ولم يُبعث لتعريف الطب ولا غيره.

والأصل في أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته أنها حجة شرعية على عباد الله، إن ثبتت بطريق صحيح. وقد تكفل ببيان ذلك والاستدلال له علم أصول الفقه. وهذا واضح كل الوضوح فيما كان من ذلك مبيِّنًا لأمور الدين، كالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله، والإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر، وكالأحاديث المبينة لأحكام الله تعالى من الحلال والحرام والفرائض وأنواع التعبدات والمعاملات وغيرها من أمور الشريعة.

القواعد العامة في الأمور الدنيوية

أما الأمور الدنيوية، فهل يلزم أن تكون اعتماداته وأقواله صلى الله عليه وسلم فيها مطابقة للواقع بمقتضى نبوته، أو أن هذا أمر لا صلة له بمنصب النبوة؟

اختلف العلماء في ذلك على مذهبين:

المذهب الأول: أنه صلى الله عليه وسلم معصوم من خطئ الاعتقاد في أمور الدنيا، بل كل ما يعتقده في ذلك مطابق للواقع، وكذلك ما يقوله ويخبر به. ولم نجد أحدا من قدماء الأصوليين صرح بمثل هذا المذهب. ولكنه لازم لمن جعل جميع أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم حجة حتى في الطبيات والزراعة ونحوها. وهو لازم أيضا لمن صحح منهم أن تقريره صلى الله عليه وسلم لمخبرٍ عن أمر دنيوي يدل على صحة ذلك الخبر، كما فعل السبكي وأيده المحلي والبناني.

وابن القيم في كتابه (الطب النبوي) يذهب إلى حجية أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم في الطب. وقال: "طب النبي صلى الله عليه وسلم متيقن قطعي إلهي، صادر عن الوحي ومشكاة النبوة وكمال العقل". ويظهر أن هذه طريقة المحدثين.

المذهب الثاني: أنه لا يجب أن يكون اعتقاده صلى الله عليه وسلم في أمور الدنيا مطابقا للواقع، بل قد يقع الخطأ في ذلك الاعتقاد قليلا أو كثيرا، بل قد يصيب غيره حيث يخطئ هو صلى الله عليه وسلم.

قالوا: وليس في ذلك حطّ من منصبه العظيم الذي أكرمه الله به؛ لأن منصب النبوة مُنصب على العلم بالأمور الدينية: من الاعتقاد في الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ومن الأمور الشرعية. أما إن اعتقد أن فلانا مظلوم فإذا هو ظالم، أو أن دواء معينا يشفي من مرض معين، فإذا هو لا يشفي منه، أو أن تدبيرا زراعيا أو تجاريا أو صناعيا يؤدي إلى هدف معين، فإذا هو لا يؤدي إليه، أو يؤدي إلى عكسه، أو أن تدبيرا عسكريا أو إداريا سينتج مصلحة معينة، أو يدفع ضررا معينا، فإذا هو لا يفعل، فإن ذلك الاعتقاد لا دخل له بالنبوة، بل هو يعتقده من حيث هو إنسان، له تجاربه الشخصية، وتأثراته بما سبق من الحوادث، وما سمع أو رأى من غيره؛ مما أدى إلى نتائج معينة. فكل ذلك يؤدي إلى أن يعتقد كما يعتقد غيره من البشر، ثم قد ينكشف الغطاء فإذا الأمر على خلاف ما ظن أو اعتقد.

وقد صرح بأصل هذا المذهب، دون تفاصيله: القاضي عياض، والقاضي عبد الجبار الهمداني المعتزلي والشيخ محمد أبو زهرة. وظاهر حديث "أنتم أعلم بشؤون دنياكم": أنه صلى الله عليه وسلم كغيره من الناس في ذلك، بل فيه التصريح بأن أصحاب الخبرة في صنائعهم وتجاراتهم وزراعاتهم قد يكونون أعلم منه بدقائقها، إلا أن القاضي عياضاً أوجب أن يكون الخطأ في ذلك نادراً، لا كثيرا يؤذن بالبله والغفلة.

ويحتج لهذا المذهب بأدلة، منها:

أولا: حديث تأبير النخل في صحيح مسلم، "قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فإذا هم يأبرون النخل -يقول: يلقحون النخل- فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا. فتركوه، فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". وشبيه به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب".

ثانيا: إن النبي قال "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي. ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار".

واختار د. محمد سليمان الأشقر المذهب القائل بأن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله الدنيوية ليست تشريعًا، واستدل لذلك بالأدلة الآتية:

1- قوله تعالى(قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي) وقوله (قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا)، وقد تكرر التأكيد على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم. بخلاف أمور الشريعة، فإن كلامه فيها لا يستقر فيه خطأ، كما هو ثابت في علم أصول الفقه. فالأصل استمرار حاله في أمور الدنيا كما كان قبل النبوة، لما لم يدل على انتقاله عن ذلك دليل. وقد أكدت السنة النبوية ما بينه القرآن من ذلك. كما يأتي:

2- قوله صلى الله عليه وسلم:"إنما أنا بشر، فإذا أمرتكم بأمر دينكم فاقبلوه، وإذا أمرتكم بشيء من دنياكم فإنما أنا بشر"، وفي رواية: "أنتم أعلم بدنياكم". وبهذا الحديث، برواياته المختلفة، يؤصل النبي صلى الله عليه وسلم أصلا عظيما في الشريعة، ويبينه لنا، ويشعرنا بأن بعض أفراد الأمة قد يكونون أحيانا أعلم منه صلى الله عليه وسلم بما يتقنونه من أمور الدنيا، والمقصود أهل الخبرة في كل فن وصناعة، وأنه لا داعي شرعا لالتفاتهم إلى ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم من ذلك إلا كما يلتفتون إلى قول غيره من الناس.

3- إن الحباب بن المنذر، قال في سياق غزوة بدر: يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض حتى تأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي.

وقالت عائشة: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقم عند آخر عمره، أو في آخر عمره. فكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه، فينعتون له الأنعات، وكنت أعالجها له".

وأدعو إخواني إلى زيارة الموقع التالي والاطلاع على البحث بالكامل لتعم الفائدة: http://www.islam-online.net/Arabic/contemporary/2004/08/article01.shtml



كما يمكن لإخواني زيارة بعض المواقع الموجودة على شبكة الإنترنت للاطلاع على الأبحاث والدراسات العلمية التي تثبت أضرار حليب الأبقار للصغار والكبار، وما عليكم إلا أن تضعوا كلمة milk intolerance في خانة البحث في Google وتبحروا خلال عشرات الآلاف من المواقع التي تظهر لكم لتطلعوا على محتواها.

وقد أوردت في كتابي الجديد"الحمل ورعاية الطفل والحليب" معلومات قيمة ومفصلة تستند إلى أبحاث ودراسات علمية موثقة حول هذا الموضوع.

هذا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

د. يوسف البدر


منقول من موقع د. يوسف البدرhttp://www.dryousefalbader.com/.
3
674

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

mohzoz
mohzoz
روعه
3ashoob
3ashoob
جزاك الله كل خير ياارب