20 رمضان, بقي من رمضان 10 أيَّام .
بسم الله الرحمن الرحيم

قالَ الله تعالى :
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾.
قال تعالى " الذي خلق الموت والحياة " .
واستدل بهذه الآية من قال إن الموت أمر وجودي
لأنه مخلوق ومعنى الآية أنه أوجد الخلائق من العدم " ليبلوهم " أي :
يختبرهم, " أيهم أحسن عملا " .
كما قال تعالى : " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم " !
فسمى الحال الأول وهو العدم موتا وسمى هذه النشأة حياة .
ولهذا قال تعالى : " ثم يميتكم ثم يحييكم " .
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان
حدثنا الوليد حدثنا خليد عن قتادة في قوله تعالى :
" الذي خلق الموت والحياة " .
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" إن الله أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة
ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء " .
ورواه معمر عن قتادة وقوله تعالى : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " أي :
خير عملا كما قال محمد بن عجلان ولم يقل أكثر عملا .
ثم قال تعالى : " وهو العزيز الغفور " أي :
هو العزيز العظيم المنيع الجناب وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب
بعدما عصاه وخالف أمره وإن كان تعالى عزيزا هو مع ذلك يغفر ويرحم
ويصفح ويتجاوز .
تفسير ابن كثير .
منقول .
قالَ رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه و آله و صحبه و سلَّم - :
(للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، و فرحة حين يلقى ربه).
الراوي: أبو هريرة .
المحدث: الألباني .
خلاصة حكم المحدث: صحيح .
حديثٌ ذو شُجُون, يُبَشِّر بـ فرحتان :
1. عندِ الفِطْر .
2. عِنْدَ لقاءِ الله .
* عِندَ الفِطْر :
أيٌّ مخلوقٍ في الأرض, من نباتٍ و حيوانٍ و بَشَر .
لا تَخفى الفرحةُ عليهِ, حينَ يشتدُّ بِهِ الجُوعَ و الظَّمأ .
فـ يحينُ وقتُ إشباعها .
النَّباتُ : حينَ ينتعشُ بالماءِ و ينمو .
الحيوان و الإنسان : حينَ يُسَدُّ رَمَقُ الجوعِ و تُرْوى العروق .
فـ ينهضُ و ينتعش, و يتقوَّى .
لا تخفى تِلْكَ الفرحة البشريَّة, للمؤمنين خاصَّة .
حينَ يأتي وقتُ الإفطارِ فـ يفرحونَ بـ رحمةِ الله لَهُم, و يشبعون .
* عِنْدَ لقاءِ الله :
لا يكونُ ذَلِك, إلاَّ لـ من أحْسَنَ الصيامَ مع القيَام تَعَبُّداً .
يَفْرَح حينَ يَلقى رَبَّهُ قد قُبِلَ عملهُ, و أُوفي جزاءَهُ عِندَ الله سبحانه .
فَرْحَةٌ, لا تَخْفى على عينِ ذَلِكَ المُجتهدِ الذي أحسنَ استغلالَ الفُرص الربَّانية .
و المكرُمات الإلهية .
فـ أحْسَنَ صِيامَهُ و قِيَامه, إحسانٌ يُظِلُّ حياتَهُ بـ ظِلاَلِ الهِداية الربَّانية الدَّائمة .
بإذنِ الله تعالى .