سوار542

سوار542 @soar542

عضوة نشيطة

اتكيتنا والطعام

أطباق رئيسية






الساعة: الثانية عشر مساءً
المكان: قاعة احتفالات فخمة
المناسبه: حفلة زواج جميلة وراقية



وهاأنا اجلس في مكاني وأمتع ناظري بتأمل الجمال من حولي..جمال الأناقة...جمال الأنوثة...جمال الدلع والنعومة...
فالجميع حريص أن يبرز في أجمل شكل في مثل هذه المناسبات وكأنها فرصة للمنافسه وإثبات الذات...فياترى من ستكون الأجمل...والأكثر أناقه..والأكثر فخامة...
رائحة البخور تملأ المكان...ومطربة الحفل تتفنن في الأغاني التي يتزاحم عليها الفتيات ليرقصن في رقة ونعومة....



الساعة: الثانية والنصف صباحاً
المكان: قاعة الطعام الخاصة بالحفلة

دخلت المكان وفجأة رأيت أجساد تتقاتل على البوفية..تركض هنا وهناك وبيدها أكثر من طبق
تكدس الطعام عليه بحماسية عجيبة تجعلها تضع كل صنف فوق الآخر بفوضويه مقززة...
أما الأخوات فيشكلن فريق عمل فكل واحده منهن تنقض على جهة معينة من البوفية
فواحده تغرف من جميع الأنواع في ركن الحلويات وبكميات مهولة..والآخرى ركن المقبلات..والثالثة ركن الأطباق الرئيسية وهكذا
الجميع يتزاحم على البوفية وكأننا نرى الطعام لأول مره..أو نعاني من مجاعة جماعية....


تكديس الأطباق بالأكل ظاهرة تلازمنا بكل مكان..في الأعراس..السفر...في بوفيهات المطاعم والفنادق..
وهي ظاهرة محيرة فعلاً، فعلى الرغم من أننا لم نعاني من شح غذائي أو جوع جماعي إلا أننا نتعامل مع الأكل بشراهة نفسية عجيبة ومن منطلق القلة وليس الوفرة ....وكأن الخوف من الجوع مبرمج بجيناتنا...
نغرف أكل فوق حاجتنا وقدرتنا على البلع والهضم ..وعندما نوضع أمام بوفيه نفقد أي حس بالأتيكت فنبدأ بالركض هنا وهناك
وكأننا لأول مره نرى مكرونة بالبشاميل أو رز برياني...نسكب ليس بدافع رغبتنا بتذوقه والأستمتاع به لكن بدافع الخوف من انتهائه...
الجميع في حالة استنفار..وخوف و..وقلق من عدم غرف الكميات الكافية ..
لكننا لا نسأل أنفسنا لما نحن خائفين ؟؟ ومايقلقنا؟؟؟؟هل نقلق من من إنتهاء الكمية قبل أن نسكب لأنفسنا؟؟؟؟
طيب ما أسوء شيء ممكن أن يحدث لو انتهت صينية المكرونة البشاميل ؟؟؟؟؟؟؟
هل ستكون الفرصة الوحيدة بحياتي لتذوقها؟؟؟؟؟ ومحصلة هذا القلق...وهذا الشره النفسي هو أكوام من الصحون المكدسة بالأكل ترمى في برميل النفايات....
والمشكلة ليست فينا نحن فأطفالنا يفعلون نفس الشيء أليس الطفل يكونو ا مايروه !!!!!!


نعود لقصتنا..الجميع يتزاحم...فوضى عجيبة ليس هناك نظام..ولا ترتيب ولا حتى هدوء في غرف الأكل
وكأننا في مسابقة من يغرف أكثر أطباق بأسرع وقت ممكن....تكديس الأطباق فوق الطاولة بطريق عشوائية تماما..
ومن ثم يبدأ الجميع بالأكل...وهنا لايكون أي أثر لأي أنوثة أو اتيكت ..أو نعومة أو حتى اتباع لتعاليمنا الإسلامية في آداب الطعام قال صلى الله عليه وسلم أيضاً
( طعام الواحد يكفي لإثنين، وطعام الإثنين يكفي لأربعة، وطعام الأربعة يكفي لثمانية)
لكن مانفعله نحن معاكس لذلك تماماً.....


حتى طريقتنا في تناول الطعام تفتقر للذوق وأبسط مباديء أتيكت الطاولة فالأكل بفم ممتليء ومضغ الطعام بطريقة مقززة وبفم مفتوح
الأكل بسرعه والكلام والتعليق أثناء الأكل...الأصناف تؤكل كلها دفعة واحدة ليس هناك تسلسل(مقبلات...أطباق رئيسية..ثم حلى)
التحدث وتحريك الشوكة والملعقة والتأشير بهن
استخدام اليد و الأصابع لأكل الطعام(وهذا مقبول فقط من النساء الكبيرات بالسن) لكن ليس من فتيات ومتعلمات...
رمي الشوكة والملعقة بطريقة عشوائية بعد الأنتهاء من الأكل...
تنظيف الأسنان من بقايا الطعام بطريقة تصيب من مازال يأكل بالأشمئزاز وتعكس عدم الإحترام للغير
ترك طاولة الطعام وكأن حرب ضروس حدثت للتو وليس مجموعه من النساء الأنيقات المتعلمات تناولن طعامهن....

أين الأناقه؟؟
أين النعومة والأنوثة التي كنت اتأملها قبل قليل؟؟
أين الرقة والرشاقة في الحديث والصوت والحركة...??



وكأن المرأة في لحظة إلتهامها للطعام تنسى أنها في محفل اجتماعي
وان هناك ربما من يراقبها وان هناك اتيكت المائدة وآداب لتناول الطعام ..
فتأكل بشراهة وتلقائية مطلقة تجعلها تبدو في شكل سيء جداً....

الكثير من النساء تعتقد أنها تتحلى بالأنوثة الراقية والأناقة والاتيكيت بلبس ساعة فخمة..وشنطة يد ماااركة..
وإرتداء أفخم الماركات فقط لاغير ..
لكنها تغفل أن الأناقة..والذوق..والرقي ليس لها علاقة بهذه الشكليات والمظاهر الخارجية التي تشترى بالمال
فالذوق...والرقي..والأناقة..واللباقة هي اسلوب تفكير و حياة ......

وأن كل امرأة تطمح أن تكون مميزة وصاحبة كريزما اجتماعية أن تعمل على تطوير عقلها أيضا...
و تدرب نفسها على أصول وفنون الحوار مع الآخر..و فن اتيكت الاستقبال والمحافل..أن تدرب نفسها على اتيكت المائدة وآداب الطعام.....

فاالاتيكيت والذوق لايأتي هكذا فجأة فهو فن يجب عليك تعلمه والتدرب عليه لأتقانه....
و يجب أن تمارسيه بكل لحظة من لحظات حياتك...وبكل حركة تقومين بها....
بطريقة حديثك وبنبرة صوتك وبالمواضيع التي تتحديثها وكيف تأكلي..وكيف تجلسي..وكيف تعرفي نفسك بالآخرين ..وهكذا..

وماهي الأسئلة التي تطرحيهاو لا تطرحيها على من تعرفتي عليهم للتو
(فمثلا الكثير لاتكاد تعرف اسمك في جلسة اجتماعية لكنها تعطي نفسها الحق أن تسألك عن بيتك وزوجك وطبيعة عمله..وأهله ...وعددأطفالك)



هذه الخاطرة كنت أرغب بكتابتها من زمان..

لكن مادفعني لكتابتها الآن هو معرفتي أن مركز دار الإبداع بصدد عقد دورة"فن الأتيكت" فكم نحن بحاجة لفهم واتقان هذا الفن..
خصوصا وأننا نمثل ديننا الإسلامي أمام المسلمين وغير المسلمين....
فمثلا عندما يرى مسلم ماليزي تعاملنا الشره مع الطعام ..وتكدسينا له بأطباق كثيرة نتركها بعد قليل لترمى بالنفايات من دون أدنى احترام لهذه النعمة
فماعساه أن يقول وهو يعلم كما نعلم أن ديننا ينهانا بشكل صريح عن الإسراف بأكل الطعام في قولة تعالى : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين)



أو عندما يرى ذلك غير المسلم ماعساه أن يعتقد بهذا الدين وتعاليمه في تعاطينا مع متع الحياة..
هل سيخطر على عقله أننا نخالف تعاليم ديننا ونهج نبينا
ولقوله صلى الله عليه وسلم :‏ ‏(‏بحسب اِبنِ آدم لقيمات يقمن صلبه , فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )







كيف لغير المسلم أن يعتقد ذلك وهو يرانا نحرص على عباداتنا...وحجابنا....؟؟؟؟



أخواتي....على الرغم من تطورنا في اللبس..والمسكن...والمظهر إلا أننا نمارس سلوكيات تدل على مدى التخلف الثقافي والإجتماعي الذي نعيشه..
فهناك الكثير من السلوكيات التي نمارسها وهي تعد مخالفة صريحه لتعاليم ديننا كما أنها تدل على عدم التحضر...
وتسيء لديننا ولعروبتنا...وماذكرته بالمقال ماهو إلا جزء بسيط من هذه السلوكيات..
فهنالك الكثير الكثير كعدم احترام الوقت..والوعد..والتساهل بالعمل والتسيب منه..ورمي النفايات بالطريق...والإستهتار بالممتلكات العامة ...
والله ثم والله إني أشعر بغضب شديد غيرة على ديني عندما ارى أحدانا يقوم بهذه السلوكيات وخصوصا أمام غير المسلمين
لأنني اؤمن أننا دعاة لدين..بحركاتنا وأفعالنا نحن ندعو لدينا أو ننفر منه أو نشوه....فلو كل واحدة منا وضعت هذا نصب عينها وأن الدين عمل واخلاق
كما قال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وقال عليه أفضل الصلوات ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً )
ألم ينتشر الدين الأسلامي في بلاد الهند بسبب أخلاق تجار المسلمين و اخلاقياتهم بالعمل والتعامل؟؟؟

نعم أخواتي الخلق ثم الخلق ثم الخلق

وأنا بصراحة أركز على المرأة أكثر من الرجل في ذلك وأنا اؤمن بقوة المرأة لنهوض بالمجتمعات من خلال النهوض بها هي أولاً
فأنا دائما أردد "نحن نصف المجتمع ونربي النصف الآخر" ..
فسلوكياتك وتعاملاتك اليوميه مع نفسك ومن حولك تأثيرها لن يتوقف عندك أنت فقط بل ينتقل لأبنائك وابنائهم ..
إذا احترمتي الطعام سيحترمه ابنائك..إذا افشيتِ السلام سيفشيه ابنائك....
إذا حافظتي على الممتلكات العامة سيحافظ عليه ابنائك.... اذا حافظتي على نعمة الماء ولم تهدريها سيحافظ عليها ابنائك .....

والآن كل واحدة تسأل نفسها..بعيدا عن العبادات من صوم وصلاة وزكاةألخ...
هل أخلاقك وسلوكياتك اليومية تمثل دينك؟؟؟
هل تعاملك مع كل شيء من حولك يعكس صوره ايجابية عن دينك؟؟؟
هل أدائك لوظيفتك يعكس دينك ويطبق تعاليمه؟؟؟
هل تعاملك مع من هم تحت ولايتك يعكس تعاليم دينك؟؟؟

وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً )



ملاحظة: هذه الموضوع يعبر عن رأي الشخصي من تجربتي وملاحظاتي الشخصية وليس حكما مطلقاً وعاماً ...
والملاحظات أقصد بها نفسي قبل الآخرين
كما أني لاأقصد نساء دولة معينة بل ظاهرة عدم احترام الطعام برأي موجوده عند العرب بشكل أوضح...
5
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نوري1
نوري1
جزاك الله خيرا
AVOCADO
AVOCADO
جزاك الله خير
موضوعك رائع
a7la-fashion
a7la-fashion
جزاك الله خيرا
زهوة
زهوة
جزاك الله خير
رماح ردينية
رماح ردينية
بارك الله فيك..
موضوع هادف