أخواتي الحبيبات
اشتقت لكن جميعاو لملتقانا الغالي الذي جمعنا من شتى بقاع الأرض
فكان ولا يزال البيت الذي نلجأ اليه لندلي بكل ما لدينا من متاعب الغربة والامها وملذاتها
في هذا الملتقى تلقيت كل مشاعر الحب في الله ومهما غبت عنكن فلن تغبن عن بالي ابدا
معكن وعلى مدى الايام التي تواجدت بها بينكن تحولت بضع خربشات الى فستان ناصع البياض كما هي قلوبكن
ارجو ان تتقبلن بضع قطع منه الى ان تتسهل اموره ...دعواتكن
أسأل الله لكل منكن غالياتي بالتوفيق والسعادة والنجاح في الدنيا والاخرة.
محبتكن
اسمهان
من فستاني الابيض
واي صمود أمام الفراغ الذي تركتيه في البيت وفي كيانيشعرت بنفسي فارغة من كل شيء وكأنني تمثال محارب قد افرغوه من الهيكل الرصاصي الذي كان يسنده ويجعله يبدو وكأنه
قابل للانكسار .
تشبثت أكثر وأكثر بجذع الزيتونة التي بدت وكأنها عطشة لهطل دموعي .
منذ ذلك اليوم اصبحت الزيتونة العظيمة ملجئي الوحيد.
زيتونة شهدت حالي لفقدان جدتي مثل تلك التي شهدت ميلادي
وحال جدتي لفقدان والدتي ومن رافقها من الشهداء.
هناك بدأت بنسج قطعة ناصعة البياض كالكفن الذي حظي
باحتواء جسد حبيبتي, وهناك صار مخبؤها حتى لا يعلم احد بوجودها .
كتمت سرها كما كتمت هي سر المكان الذي اخبأت به مفتاح بيتها
الذي ظلت تحلم بعودتها له مدى قرون ولما شاخت اسرت لي بالمكان
لترثني كنزها الثمين...
برحيلك تيتمت مرة أخرى , لكني الان اصبحت يتيمة بلا حماية .
ان الاوان لزوجة ابي ان تثأر لنفسها من حمايتك لي وقد اصبحت فريسة سهلة لها.
ها هي قد تعتلي عرشك
لكن هيهات ان تحظى بمكانتك التي ظلت محفوظة لدى كل من عرفك .
فشتان ما بين المكان والمكانة , فقط اصبحت الاكبر سنا في البيت
وليست الاكبر قدرا.
معركتي الاولى معها بدأت حال انتهاء أيام العزاء التي قضيتها عند ملجئي و رفيقتي الجديدة .
دخلت البيت واذا بعلية جدتي مفتوحة على مصراعيها , صعدت السلم ودخلت لاهثة وأذا بزوجة ابي جالسة تعبث بمحتويات الصندوق الذي
الذي كان يحتوي على كل ثمائن جدتي , مفتاحه كان كقلادة ثمينة تتدلى على صدرها معلق بشريط حريري اسود مثل شرائط القلادات التي ترتديها بقية النسوة من كبار القوم وكأن كل منهن تنافس الاخرى بعدد الليرات العصملية ( العثمانية ) التي تحتويها قلادتها فكلما ازداد عدد اليرات ازادت عدد لفات القلادة التي ربما تصل الى ثلاث او اربعة وأخريات قلائل كن يرتدين المزيد من الليرات الذهبية مصطفة على طول الطرف العلوي من الشال الحريري الابيض, كزوجة مختار البلدة التي كانت تنتهز المناسبات السعيدة والأفراح لتدخل المكان وهي تمشي مستقيمة القامة كيف لا وقد اجبرها ثقل شالها المزين بصفين من اليرات على رفع رأسها ودفع صدرها المزدج بالقلائد المعهودة الى الامام لتحافظ على توازنها وهي تخطو بتناسق وهي تحرك ذراعيها المثقلين بالاساور . فتظهر كالطاؤوس مختالا بتاجه وريشه
كنت استمتع وانا اشكل بذهني معادلة اسميتها التوازن ابحر في مقارنات بين هامات النسوة وطريقة مشيتهن , فبين الاشد غناءا والاشد فقرا لا أجد فرقا لا في الهامة المعتدلة ولا المشية الفخورة .الفرق الوحيد هو الثقل الذي يجعلهن يتخايلن امام الناظرين.
امرأة تحمل على رأسها جرة من االفخار مليئة بماء جلبته من النبع , تمشي بنفس التوازن واالتناغم في الحركات الذي تمشي به زوجة المختار , واحدة تخشى ان تسقط جرتها والاخرى تخشى ان يسقط قدرها المتمثل بشالها المميز!
واحدة تنظر الى الامام وهي تعد الخطى التي تبقت لها حتى تصل البيت لتفرغ جرتها وتعود لملئها ولا تأبه بالناظرين
والاخرى تنظر الى فراغ ولا يهمها عدد الخطى المتبقية حتى تصل الى صدر الجلسة بقدرعدد الناظرات اليها .
الى هنا المعادلة واضحة , لكني كنت اتفرع بها حيث يشوك حلها .
قامة جدتي مثل قامة امرأة تحمل جرة واخرى تحمل ذهبا
و شالها حريري ابيض ثابت على رأسها المرفوعة ثقة .
فلا قلادتها بالثقيلة كقلائد النسوة من كبار القوم ولا وجرتها الكبيرة التي ترتكز على جدار في فناء البيت بحاجة لحملها على رأسها لملئها ,حيث حفر لها جدي بئرا كبيرا يملأ كل عام من مياه الامطار , لتنشل حاجتها من الماء كل يوم بواسطة الدلو المتدلي بحبل ليف متين.
ومع ذلك كانت لحضورها هيبة واضحة تمشي بخطى ثابتة وتدعوها الحاضرات الى الجلوس في افضل مكان ويصغين اليها باهتمام واحترام
دون همز ولا لمز كما هو حالهن اذا تكلمت زوجة المختار.
يامن لم تهابي في كلمة الحق لومة لائم ويا من لم تأبهي بالمظاهر الزائفة و يا من كنتي كملكة جلست على عرش اكتسبته بمزاياها ولم ترثه عن اب وجد كغيرها من الملكات.
ها هو تاجك وهويتك وسبب اصرارك على الكفاح يتدلى من صدرها
ها هي تعبث بكل محتويات عليتك وتبعثرها هنا وهناك
ها هي ترتدي فستان أمي الابيض وكأنه ان الاوان حتى تلطخه بسواد حقدها الذي ضمرته لفاطمة دفنته مدى سنوات, ترقص وتدوس بكعب حذاء امي المسمار على كل ما بعثرته من صور وباقي ما احتفظتي به لي من ذكريات أمي حتى تسلميني اياها يوم زفافي كما قلتي لي يوم ان بلغت مبلغ النساء , احتفلتي بي ذلك اليوم بعدما علمتيني ما اجب ان افعل , صعدتي بي الى عليتك وفتحتي لي الصندوق الذي طالما طلبت منك من قبل ان ارى ما بداخله وكانت اجابتك لي دائما
اصبري , تعلمي الانتظار ,الصندق هذا كنزك لكن لم يأن الاوان حتى تريه.
كنتي افضل من يحسن اختيار الوقت المناسب لكل فعل وقول
وكنتي احسن من عرف ان يتعامل مع فتاة تركض لتعلمك انها تتبول دما
تحدثت وصديقاتي ممن في مثل سني عن اليوم الذي حمل لنا رسالة تحمل في طياتها الكثير بالرغم من انها تتلخص في بقعة من الدم ترطب الملابس الداخلية .
كل منا تلقت نفس الرسالة , لكن ردة فعل كل واحدة تختلف عن الاخرى , بعضنا كنا نعلم بعض التفاصيل ممن سبقننا في تلقي البلاغ ومع ذلك انطبق علينا المثل القائل الحكي مش مثل الشوف .
كنت اعلم انه ليس ببول , انها العادة كما اخبرتني سلمى والدورة كما قالت أمل والغسيل كما فهمنا من شادية عندما قالت لنا انها غسلت, وقتها ضحكنا جميعا , لم نرى ان غسل الملابس كما فكرنا يدعي ان تخبرنا به بكل تلك السرية وعلامات الابتهاج تعلو وجهها وكأنها انجزت معجزة. غضبت لردة فعلنا ,اتهمتنا بالمنافقات لانا لم نفرح لها ولم نمطرها بأسئلتنا كما فعلنا مع سلمى وشادية عندما غسلن!
وعندما فهمنا المقصود ضحكنا اكثر لانها كانت اول مرة نعلم عن هذا المصطلح ومع مرور الوقت وتكرر الرسالة اصبحنا رئدات في اطلاق المصطلحات المتعلقة بالموضوع.
عند خروجي من الحمام بعدما طبقت تعليماتك المتعلقة بالنظافة واخذ الاحتياطات اللازمة لحقت بك الى عليتك كما طلبتي مني
فوجئت بك تحتضنيني وكأنه مر زمن طويل لم تريني به .
حديثك لي جعل الفخر بأنوثتي يكبر داخلي , يتسلل الى كل كياني
ينمو مع كل كلمة تضيفينها بصوت ثابت يغلفه الحنان , شعرت ان سعادتي ببلوغي افتضحت فتسارعت دقات قلبي خجلا منك , لكن اضطرابي وخجلي سرعان ما تبخرا بفضل كلماتك التي تمحو اضطراب جيش بأكمله وهو على وشك بدئ معركة حاسمة , كم كنتي عظيمة!
نزعتي المفتاح من عنقك وفتحتي الصندوق.
عادت دقات قلبي لعزف لحن غريب ,لا هو بلحن الخوف ولا القلق ولا الخجل ,دقاته كانت اشبه بما يكون نشيدا وطنيا
مع رؤيتي لكل قطعة من محتوياته كان يتردد بداخلي مقطع من النشيد ذاته
ملف طفل رضيع لا يميزمن يراه ان كان لولد او بنت , لم يكن زهريا ولا ازرق اللون انه العلم المحظور بالوانه وشكله محبوكا بشكل متقن
قطع من صحف قديمة
علبة معدنية مصطدئة اسطوانية الشكل
قطع قماش تغلف ما بداخلها , بياضها الناصع بالرغم من وجودها داخل ذلك الصندوق المعتم أوحى لي بأن وظيفتها الاساسية هي حفظ شيئا مهما ,كيف لا وهو في الصندوق
]
غرفة كبيرة مبنية على النمط العثماني في الدور الثاني من البيت وسلمها في فنائه
افضل مكان في الجلسة وعادة يكون في الوسط
عملية اخراج الماء من البئر
اي انه مهما يوصف الشيء ونسمع عنه فأن وقعه عند رؤيته اعظم بكثير مما توقعناه
امبراتريث @ambratryth
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
"قامة جدتي مثل قامة امرأة تحمل جرة واخرى تحمل ذهبا" (امبراتريث. 2011)
قلم جميل ..... نحن بانتظار المزيد !!
قلم جميل ..... نحن بانتظار المزيد !!
عودت والعود أحمد ان شاء الله
نورتِ بيتك يالغالية .. الله لا يحرمنا من تواجدك
والله يوفقك ويكتب لك الخير في دروبك يا رب
نورتِ بيتك يالغالية .. الله لا يحرمنا من تواجدك
والله يوفقك ويكتب لك الخير في دروبك يا رب
الصفحة الأخيرة
هنيئا لنا تواجدك وتميزك