ميعاد77

ميعاد77 @myaaad77

عضوة فعالة

اعرض قلبك على القران .-للشيخ صالح المغامسي

ملتقى الإيمان

اعرض قلبك على القران
قيل إن أبا حازم سأله احد خلفاء بني أمية عن حاله فقال: يا امير المؤمنين اعرض نفسك على القران، قال وأين أجد هذا، قال: في قول الله: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ % وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾() ، يقول عمر : (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) ، ويقول: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، فاليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل)() ، والسير إلى الله سير كادح ذو مشقة قال الله: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ ، وقال وهو اصدق القائلين: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ﴾ ، فالوقوف بين يدي أمر وحتم لازم لا محيد عنه ، والسير على طريق الله يحتاج في أول الأمر ومنتهاه إلى توفيق من الرب -تبارك وتعالى- ، وهذه بعض الوصايا فيما يعينك على أن تصل إلى ربك -جل وعلا- على النحو الذي أراد والوجه الذي أتم :-
1- الأمر الأول: لا تقدم على رضوان الله -جل وعلا- رضوان احدٍ كائنٍ من كان فالله -جل وعلا- ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ .
2- الامر الثاني: كل شيء أمر بالمسابقةِ إليه فسابق إليه ، فان الله لا يدلك إلا على الخير ولا يحثك إلا على ما يقربك اليه ، لكن افعله وأنت محتسب لما تصنع ، وأنت تسير الخطوات إلى المسجد تذكر يوم يسير الخلق إلى ربهم -جل وعلا- ، وأنت تمشي في الظلمات تذكر يوم تعطى النور التام برحمة الله يوم القيامة ، وأنت تقف بين يدي الله في المسجد تأكد أنَّ هناك ساعة ويوما ستقف بين يدي الله يوم العرض الأكبر ، وأنت تركع لربك وتسجد المنة لله عليك أن جعلك تركع له وتسجد وليست لك المنة على الله ، واعلم يا أخي انه كم من لله من عبد صالح في السموات والأرض خاضع لربه وليس لك وأنت راكع أو ساجد احد يجيرك ولا يعينك ولا يهديك إلا ربك -تبارك وتعالى- ، قل في سجودك وأنت تسجد اللهم كم من عبد لك صالح في السماء والأرض يسجد لك ويرجوك ويعبدك وليس لي رب غيرك ولا إله سواك اسأله وارجوه ، فإذا أظهرت لله -جل وعلا- فقرك وحاجتك وإلحاحك على ربك رأيت من الله -جل وعلا- فضلاً كبيراً .
3- الوصية الثالثة: كل من استدام على أمرٍ في الغالب انه يموت عليه ، كل من استدام على طاعة في الغالب انه يموت عليها ، وهذا ما يسمى بحسن الخواتيم ، والناس إذا رأوا زيداً أو عمراً من الناس على طاعة ظنوا به خيراً ، وإذا رأوه على معصية ظنوا به سوءاً والله وحده من يعلم ما في سريرة هذا العبد والله لا يظلم أحداً مثقال ذرة فيكافئه -جل وعلا- بان يميته على نحو -إن كانت سريرته حسنة- يكون حسن اللقاء لربه -جل وعلا- فيقبل على الله -تبارك وتعالى- في لحظات يكون فيها قريباً من ربه ، من كره لقاء الله كره الله لقاءه ، على الإنسان يحتاط لنفسه وهو يرى خواتيم الخلق ، فإنك لا تدري ولو رأيت ظاهر الأمر انه حسن ، أو ظاهر الأمر انه سيء تبقى شهادتك معلقة بما ترى ، أما السرائر فأمرها إلى الله ، وسأذكر لك خبراً افتراضياً في أنَّ السرائر ولو انتهت بالخواتيم لا يعلمها إلا الله وفي بعض أحوال الناس التي تقع ولو كانت أموراً قد يأنف منها أهل العلم والبلاغة لكن قد يكون هيها إظهاراً لما يمكن أن يطوى عن الإنسان من خبر ، أعرف رجلا خرج ذات مرة مع قرابة له منهم بعض الأيتام فوصل إلى منطقة سياحية في بلادنا فيها ما يسمى بـ(التلفريك) ، وهو يأنف أن يركبه أو أن يُحمل عليه لكن من حوله من الصغار أصروا عليه أن يكون معهم فأراد أن يجبر لهم كسراً فركب معهم ، فركب معهم وهو أصلاً لا يحب المواطن العالية ، وفي نفس الوقت أراد أن يتعبد الله في هذا المكان ، فصلى ركعتين منذ أن ركب إلى أن نزل ، أين موضع الشاهد في القصة ؟ الرجل لم يمت اعرفه إلى ألان حي يرزق ، أين موضع الشاهد في القصة ؟ هذا يعلمك ويؤدبك أن كنت تعقل ، وأنت تعقل ، كيف يؤدبك ويعلمك هذا الرجل عندما ركب إلى أن نزل وهو يصلي ، فلو قدَّرنا فرضاً أن هذا المركب سقط ، وغالب الظن أنَّ من يسقط من هذا العلو يموت ، بالله عليك ماذا سيقول الناس ؟ سيقولون أنَّ فلاناً مات في حديقة ملهى ، سقط من مركب كذا وكذا ومات ، لان أحداً من الناس لا يعلم ولا يدري انه كان يصلي ، ألان تأمل كم من عبد صالح مات وأنت تسيء به الظن وهو عند الله حسن ، وهذا يعلمك أن العبرة كل العبرة بسريرتك مع الله -جل وعلا- لهذا قال الله: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ ، ومن هنا تعلم إنَّ من رحمة الله أنَّ الله لم يجعل الجنة بيد أحد من خلقه ، وعلى هذا أيها المبارك وهذا تيسير لمفاهيم الدين إذا عملت واجتهدت كثيراً أن يكون لله فلا تبال بأي احد من الخلق علمه أو لم يعلمه لأنَّ الذي وَحدَه يقدر على أن يكافئك عَلِمَهُ وكفى بعلم الله علماً وكفى بثواب الله ثواباً ، فبالله عليك رجل صلى ركعتين فعلم الله منه صدق نيته واعدَّ الله له ذلك نزلاً عظيماً في جنته ما الذي سينفعه الناس لو علموا عنه ذلك ؟ لن ينفعوه بشيء فخير له أن لا يعلم الناس عنه ، لكن المثل الذي قلته في الأول أردت به شيئاً واحداً ، أن لا يكون في لسانك مسارعة إلى القدح في الناس على أي حال رايتها ، إنما ترجوا لمن غلبت عليه الطاعة الجنة ، ولمن غلبت عليه المعصية تخش عليه من النار ، أما الخلق فسرائرهم إلى رب العزة والجلال ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ % ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ ، الله -جل وعلا- وحده يتولى محاسبة خلقه وهو القيوم عليهم تبارك وتعالى ، وكلهم فقراء إليه ، فحسبك أيها المبارك أن توطن نفسك على أن تكثر من أعمال السرائر التي هي خافية على الناس وهي عند الله بوادٍ ظاهرة فالله لا رب غيره ولا إله سواه ، القلوب له مفضية والسرائر عنده علانية ، وحده -تبارك وتعالى- يقدم من يشاء بفضله ويؤخر من يشاء بعدله ، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله ، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله ، وحتى تكون هناك أعمال سرائر في الخلاء ، لابد أن يكون في القلب تعظيم لرب العزة والجلال لا بدان يكون هناك علم بالله -جل وعلا- وهذا ينجم عن تدبر القران وتلاوة آياته ، الله يقول: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ % مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ، فكلها تذكر الإنسان سعة رحمة الله ازداد أملاً في دخول جنته ، وكلما تذكر الإنسان عظيم قدرة الله وان له مواطن سخط وغضب خاف من ناره ، فإذا تذكر ما لله من صفات الجلال والجمال والكمال زاد حباً لربه -تبارك وتعالى- ومن جمع هذه الثلاث: حب الله ، والخوف منه ، والرجاء فيما عنده ، وقف على صراط مستقيم .
هذه أيها المسلمون شذرات من تأملات ومتفرقات من مواعظ قلتها على عجل والله وحده المسؤول أن ينفع بها .

فضيلة الشيخ
صالح بن عواد المغامسي
حفظه الله تعالى

() انظر: "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" لأبي نعيم الأصفهاني (3/243) .

() انظر: الزهد لابن المبارك ( 1/103) ، وذكره الترمذي عقيب (2459) ، وابن أبي شيبة في مصنفه: (7/96) .
28
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بآتوٌنْيآ
بآتوٌنْيآ
ربي يسعدكِ ويجزاكِ كل خير يارب

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ركايز
ركايز
لااله الا الله
بارك الله فيك ويسر الله امرك
دعواتي لك يالغاليه ...
متجر ضي القمر
متجر ضي القمر
جزاك الله خير
Sweet forever
Sweet forever
لااله الا الله محمد رسول الله
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

اللهم اغفرلي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
استغفر الله الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه
ميعاد77
ميعاد77
جزاكم الله خيرا على مروركم العطر