والله اني لأتخيل دخول الجنة ودوام الإقامة فيها من غير مرض ولا بصاق ولا نوم ولا آفة تطرأ ، بل صحة دائمة وأغراض متصلة لايعتريها منغص ، في نعيم متجدد في كل لحظة إلى زيادة لا تتناهى ، فأطيش ويكاد الطبع يضيق عن تصديق ذلك لولا أن الشرع قد ضمنه .
ومعلوم أن تلك المنازل إنما تكون على قدر الاجتهاد ههنا
فواعجبا عن مضيع لحظة يقع فيها .
فتسبيحة تغرس له في الجنة نخلة أكلها دائم وظلها .
فيا أيها الخائف من فوت ذلك شجع قلبك بالرجاء .
ويا أيها المنزعج لذكر الموت تلمح ما بعد مرارة الشربة من العافية .
فإنه من ساعة خروج الروح لا بل قبل خروجها تنكشف المنازل لأصحابها .
فيهون سير المجذوب للذة المنتقل إليه
ثم الأرواح في حواصل طير تعلق في أشجار الجنة .
فكل الآفات والمخافات في نهار الأجل ، وقد اصفرت شمس العمر . فالبدار البدار قبل الغروب ولا معين يرافق على تلك الطريق إلا الفكر إذا جلس مع العقل فتذاكر العواقب .
فإذا فرغ المجلس فالنظر في سير المجدين فإنه يعود مستجلبا للفكر منها شتى الفضائل والتوفيق من وراء ذلك .
ومتى أرادك لشيء هيأك له .
فأما مخالطة الذين ليس عندهم خبرة إلا العاجلة - أي الدنيا - فهو من أكبر أسباب مرض الفهم وعلل العقل .
والعزلة عن الشر حمية ، والحمية سبب العافية .
.............................
من كلام ابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر
وأ،صح الجميع بقراءة الموضوع كذا مرة ففيه فوائد جمة لا تلاحظ من أول قراة وشكرا
------------------
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك اللهم آمين

تمتوم19 @tmtom19
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا أخت تمتوم19
فهد
------------------
...التوقيع......
.لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأي ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!
* من كتاب((لا...تحزن)للشيخ :عائض القرني