السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملايين الأطنان من الألعاب الناريةوالمفرقعات انطلقت في شهر رمضان، وخلال عيد الفطر المبارك سينطلق المزيد، حيث اعتادالبعض التعبير عن فرحته في المناسبات الاجتماعية المختلفة بإطلاق الألعاب النارية،سواء على مستوى الأفراد والأطفال خاصة، أو على مستوى الدول التي اعتادت تنظيماحتفالاتها مستخدمة الألعاب النارية، على غرار ما يحدث في المهرجانات الدولية. وعلىقدر جمال وبهجة هذه الألعاب كان خطرها وأضرارها..
منذ أن اخترعت الصين البارود الأسود، فيالقرن الثامن عرف العالم الألعاب النارية، وانتشرت أفكار صناعة الألعاب النارية فيدول شرق آسيا. والبارود الأسود هو مزيج من الفحم والسولفر ونترات البوتاسيومالمعروف أحيانا بملح البارود. وتعتبر الصين من أوائل دول العالم في استخدام وصناعةالألعاب النارية، يليها اليابان وإندونيسيا وباكستان والبرتغال وتايلاند والفلبينوجنوب ايطاليا وأسبانيا.
أما عن تكوين الألعاب النارية فيقول الكيمائيرضا مصطفى السيد مستشار الصحة والسلامة المهنية لعدد من شركات البترول: تعتمد صناعةالمفرقعات أساسا على نترات البوتاسيوم وخامس أكسيد الفوسفور؛ فعند انحلال نتراتالبوتاسيوم بالحرارة يتولد أكسجين مصحوبا بانفجار، مما يولد صوتا عاليا، وكذلك خامسأكسيد الفوسفور بالتسخين يتولد منه ثالث أكسد الأكسجين، ويعطي أيضا نفس الصوتوالانفجار، وهو المطلوب في الاحتفالات، وتصدر عن هذه المادة عند اشتعالها كميات منالغازات بشكل مفاجئ. وتعتمد فكرة جميع الألعاب النارية على هذه المعادلة، سواء تمالتفجير بالحرارة أو عن طريق الصدمات.
ويتحدد طول المدة التي يمكن لعبوة الألعابالنارية أن تشتعل فيها من خلال الكميات التي تمتزج في المعادلة الكيميائية؛فالكميات الصغيرة تشعل شرارات صغيرة لا تدوم طويلا، بينا تشعل الكبيرة منها شراراتأطول عمرا تترك خلفها مذنبا طويلا من الإنارة.
تعتمد أشكال وألوان الألعاب النارية علىالتركيبة الكيميائية للعبوة المستعملة فيها. وهناك أسماء وأنواع مختلفة للألعابالنارية مثل "الأخطبوط الذهبي" و"المظلة" و"الشجرة" و"الزهور" و"جوز الهند" و"زهورالربيع" و"المطر السحري" و"السيوف المتشاكية" و"الإشعاعية" و"الشمس الذهبية" و"النخيل" و"العبوة اليابانية" التي يكون له شكل مميز هو الصاروخالمستدير.
ضحايا الألعابالنارية
لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائقوانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيلالمثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولىمن عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص بزيادة 24% على عن الفترة المماثلة من عام 2000. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرععدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعتالحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيراتالناجمة عن الألعاب النارية.
وفي فلسطين أعلنت وزارة الصحة إحصائية عنمستشفى العيون في غزة، أن إجمالي الحالات التي وصلت للمستشفى خلال فترة شهر رمضانالماضي 1424 هـ، وعيد الفطر المبارك، بلغت 119 إصابة، كانت نتيجة استخدام الألعابالنارية والمفرقعات. وجميع الإصابات من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 15عاما.
وتتعدد أضرار وخطر الألعاب النارية بينالصحية والبيئية والكيمائية، فمن الناحية الطبية يقول د. محمد سمير عبد العاطيأستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس: يعتبر الأطفال والمراهقون أكثر الفئات العمريةتعرضا لهذه الألعاب، وتسبب لهم الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة فيأغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفالالمتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذييؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أوشهرين.
إضافة لذلك فإن الشرر أو الضوء والحرارةالناجمة عن استخدام المفرقعات تعد سببا رئيسيا للأضرار بالجسم، وخاصة منطقة العينالحساسة. كما أن الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض لهالطفل بشكل مباشر؛ حيث تصاب العين بحروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن، أو دخولأجسام غريبة في العين، أو انفصال في الشبكية، وقد يؤدي الأمر في إلى فقدان كليللعين.
كما تعتبر هذه الألعاب من أسباب التلوثالكيميائي والفيزيائي، وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذهالألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثيةالتي تنتج عن انفجار مستودعات الألعاب النارية التي تحتوي على هذه المواد نتيجةتخزينها بشكل خطأ.
السلامة قبلالندامة
تعتبر أغلب الدول العربية والإسلامية مستوردةللألعاب النارية، ولا تنتج إلا البسيط منها وتصنعه ورش صغيرة أغلبها لا يعمل بشكلقانوني. كما تحظر قوانين هذه الدول استيراد وتداول الألعاب النارية؛ لذا فأغلبالكميات التي تدخل الدول العربية خاصة تدخل بطرق غير شرعية. وتشدد القوانين منإجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية، وتضع شروطا عديدة في التعامل معها، أهمهاتوافر المواصفات القياسية العالمية، وزيادة احتياطات السلامة والصحة المهنية، وتحددمعايير لنقلها ومواصفات المخازن التي تودع فيها وكيفية تخزينها، أهمها البعد عنالتجمعات السكنية ومخازن المواد الاستهلاكية مثل مستودعات الأغذية، كما تمنعاستخدامها في الطرق وداخل المنازل والمحلات العامة.
وهناك نوعان من التداول لهذه الألعاب: تداولالأطفال الذي يعتمد على اللعب العشوائي في التجمعات السكنية، والذي ينتج عنه أضرارجسيمة للطفل نفسه وللمحيطين به. وتداول واستخدام الدولة لهذه الألعاب بشكل منظموأكثر أمنا، متخذة إجراءات وضوابط معينة؛ حيث يقوم متخصصون بتحديد توقيت فترةالألعاب النارية، وكيفية وضع الجمهور في مثل تلك العروض، أي إنها تقوم على أساسدراسات محددة مثل السعودية التي بدأت منذ ثلاث سنوات تنظيم مهرجانات للألعابالنارية في الأعياد حيث أطلقت أكثر من 7269 قذيفة للألعاب النارية في عيد الفطرالماضي بمدينة الرياض حسب جريدة الرياض اليومية، العدد 12586.
تجارة محفوفةبالمخاطر
وعند السؤال عن تجار الألعاب النارية في مصر اعتقدتأنها تتبع تجار السلاح والذخيرة نظرا لأن خطورتها تعادل خطورة أي سلاح ناري، إلا أنالمفاجأة أن الألعاب النارية تباع في محلات السوبر ماركت والهدايا، ويتم التفتيشعليها من قبل وزارة التموين التي يحرص مفتشوها على مراجعة تراخيص البيع، وجهةالمنشأ، وتاريخ صلاحية المنتج، بل الأدهى أن الباعة الجائلين يتجولون بها علىالأرصفة وفي الأسواق.
يقول صلاح محمود -تاجر بحي الموسكيبالقاهرة-: الألعاب النارية تجارة محفوفة بالمخاطر، لها موسم بيع يزداد فيه الإقبالعليها، مثل شهر رمضان والأعياد ورأس السنة الميلادية، أما باقي السنة فيكون البيعبسيطا ومرتكزا فقط في المدن الكبيرة حيث الحفلات والمهرجانات، وتختلف تجارة الألعابالنارية عن غيرها في حجم المخاطر والمغامرة التي يتحملها المستورد والبائع، سواءالمخاطرة الأمنية حيث تشدد الجهات الأمنية والتفتيشية على صلاحية الألعاب النارية،وطريقة تخزينها، وتراخيص العمل فيها، أو المخاطرة التي تكمن في الألعاب الناريةنفسها من إمكانية تفجيرها، وبالتالي يتم التعامل معها بحذر شديد، ولا يتم وضع كمياتكبيرة منها للعرض، بل يتم السحب من المخزن أولا فأولا؛ لتفادي أي كوارث يمكن أنتحدث.
ويضيف: وإن كانت نسبة الربح فيها عالية لدرجةمغرية (تتعدي 150% وتصل في المنتجات غير الصالحة 300%) تجعل أغلب التجار الذينيتعاملون فيها يقبلون المغامرة والمخاطرة، إلا أن الذين يتعاملون مع هذه التجارةبطرق قانونية نسبة قليلة يمكن عدهم على أصابع اليد في كل دولة، وتنحصر بين المستوردوالبائع، هذا غير دخلاء المهنة الذين يعملون في مواسم العمل، سواء كانوا باعةجائلين، أو محلات الهدايا واللعب.
ويقبل على شراء هذه الألعاب نوعان منالمستهلكين: أولهما الأطفال والشباب، وهي الشريحة الأكثر طلبا للألعاب النارية،وتفضل الألعاب البسيطة المصنعة محليا؛ نظرا لرخص سعرها، متجاهلين خطورتها، خاصة إنكانت لا تصلح للاستخدام، بل إنهم يتفننون في وسائل أكثر خطورة مثل وضع اللعبةالنارية في زجاجة أو علبة من الصفيح مما يحدث دويا وانفجارا أعلى من المتوقع. ويتراوح سعر الألعاب النارية بسيطة التركيب والمصنعة محليا ما بين 5 و35 جنيهامصريا للعبة للواحدة. أما الشريحة الأخرى فتتمثل في الشركات المنظمة للحفلات العامةوالخاصة، وتفضل دائما الألعاب النارية المستوردة التي تعطي بهجة أكثر من الرهبة عنداستخدامها، ويبدأ سعر الواحدة من 150 جنيها.
ينتهي هنا كلام البائع ويبدأ التفكير: هلستترك أبناءك هذا العيد يستخدمون تلك "القنابل" للشعور ببهجة قد تنقلب لكارثة؟! أنتمن سيحدد الإجابة.
منقوووووووووووووووووول
فتون الهلالي @fton_alhlaly
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
^^الدمعه الحايره^^
•
يعطيك العافيه
بنوته غيركم :يعيك العافيه ومشكورره على الموضوع الحلويعيك العافيه ومشكورره على الموضوع الحلو
الف شكر على مرورك النير
الصفحة الأخيرة