الاعمال المنزليه سلوى وابداع

السلام عليكم
صدقوني ستجدون متعة عظيمة في قراءة هذه الصفحة
لكن لاتفوتون ولا سطر

في العام الماضي كسر عظم ترقوتي .واضطررت الى تمضية عشرة اشهر مشبوكة الكتفين داخل رباط محكم,
تحت اشراف الطبيب واوامره الناهيه
فرك _أو تنظيف أو التقاط _أي شئ يزيد وزنه على نصف كيلو غرام من الزبده ؟؟؟
وتحمل زوجي أعباء المنزل زأظهر مهارة وتقبل الامر راضيا .
أليس ذلك مدهشآ..؟؟
لكنني لم أشعر أبدآ بخيبة كالتي عرفتها آنذاك ..شعرت بنقص في حياتي
وكان علي أن أوجد نظامآ يعيد منزلنا بيتآ صحيحآ..
وساعدتني فترة الكسل الاجباري في رؤية أشياء في الاعمال المنزليه لم ألحظها من قبل
اولا_أنها رياضة بدنية عظيمة
فعندما توقفت عن الحركة والعمل في المطبخ والركض نزولا وطلوعآ من القبو ألى المتحف كل يوم
خسرت لياقة عضلاتي وشعرت بترهل .وبعدما توقف العمل نهائيآ ناقشت في نفسي الانضمام الى صف اللياقه البدنيه ,وبدلآ من ذلك قررت أن اعاود ممارسة الاعمال المنزلية ,,وكأنها رياضة من نوع حديث..
وأستفدت كثيرا وكنت على صواب كل ذلك بالأضافة ..!!
عندما تزوجت كنت اعرف القليل عن الاعمال المنزلية ..ولحسن الحظ كان زوجي يعرف الكثير ,,ولم يكن يتقد ان تأدية الاعمال تنقص رجولته ..وتدريجيآ تعلمت منه كل شئ وتعلقت بكل شئ ..
ولهذه البدايه الغير عاديه حسناتها ..فأنا أستطيع تدبير شوؤن منزلي من دون ان ينال هذا العمل مني
ولقد قالت بيرل باك التي نالت جائزة نوبل _عملي يتم بين فترات من الاعمال المنزلية ..
لكنني لست مثالية أنا لااحب أرضية لا يجوز ألمشي فوقها او كراسي وطاولات يحرم لمسها واستعمالها..
المنزل الذي أدير اموره اليوم يختلف عن المنزل الذي انتقلت أليه اول الأمر..
ومع تبدل الحياة غيرت نمط حياتنا .
لقد تخلت والدتي (91 عاما) عن بعض مثالياتها القاسيه مثل كي فوط الطعام المستعمله يوميا
وكانت امرأة متحررة تعيش وحدها ,وقد كتبت الي بعض انتصاراتها ..قالت لي :تركت سريري من دون ترتيب اليوم لأنني كنت أعلم أنني أريد أن ارتاح فيه بعد شطف المدخل وخبز الكعك وغسل الصحون ..هنئيآ لانتصارك ياأماه
اذا تركنا أسرتنا من دون ترتيب كل صباح ,فالأمر لايستدعي عشرين جلدة..؟
فلكل يوم متطلباته .ولكن أذارغبت في ترتيب السرير بحنان فعليك بشرشف نظيف مشدود
ضعي فوقه شرشفآ خفيفآوضعي فوقه غطاء دافئآولفيه جيدآ فوق السرير مع ارخائه قليلآ على الزوايا,التمدد على هذا السرير يريح النفس والجسد ويساعد على النوم الهنئ
والكي من أكثر الأعمال المنزلية التي تساعد في التأمل .أنه يحفز العقل على القفز فوق السطح المجعد للأغراءات او للمشاكل المعقده والوصول للحلول
وكنت دائما انتهي من كومة الغسيل وأنا مدهوشة من انهائها ..
والطبخ عملية تتطلب مهارة أكثر تعقيدآ,فالوجبة البسيطه تقتضي اهتمامآ كليآ.واني لا أجرؤ على الطبخ وانا احاول او ابتهج او افتش عن حل لمشكلة عائليه ,لانني أخاف أن تحترق اللوبياء أو ان أضع ملحآ أكثر من المطلوب وأذا كانت عملية التنظيف في فصل الربيع تهددني بتعب ,فأني أفكر في النوافذ وتلميعها وما يجلبه لي ذلك من أثارة وبهجة ..رشات قليلة من منظف النوافذ أمسحها سريعآ بورق نشاف او صحيفة يومية , وفجأة تلمع النوافذ ويبين خلفها منظر الحديقة الجميلة ومرتع العصافير..
وهناك شعور مثير في تلميع المفروشات التي نحبها .انه يبلسم الشقوق وينعم سطوح الطاولات ..
وتلزمنا حرارة وحيوية وعرق ودموع لابقاء النحاس والفضة لماعة..
أنظف الصواني ,مقابض المدفئة النحاسية وأنا اراقب الاطفال وأنظف الفضة وألمعها عندما يمرض شخص في المنزل ..أن تلميع الفضيات يساعدني في تمرير يوم عصيب..
وفي الايام العصيبة التي تلي مأساة حقيقية تساعد الاعمال المنزلية في التغلب على الناس والعودة للحياة الطبيعية وأذا كانت الاعمال المنزلية تساعد النساء في الاستمرار.فأنها تفعل ذلك مع الرجال أيضآ.وبعض الاعمال المنزلية يرحب بها الحسان على السواء
ولكن عندما يعمل الزوجان فان المرأة هي التي تتولى ترتيب المنزل وغسل الثياب..
كيف نعتني _نساء ورجالا واولادا_ببيوتنا هو في الحقيقة صورة مصغرة تعكس لنا كيف نعتني بكوكبنا الذي هو بيتنا الوحيد..

الموضوع منقول من تحفة العروس للاستانبولي