مهما الليالي
مهما الليالي
حبيبتي دلـــــــــــــــــــــوعه الله يسخر لج ريلج ويهديه يارب
مهما الليالي
مهما الليالي
خيرووووووووو ياحبي الأمارات بخير وتسلم عليك ياقلبي خخخخخ:32:خخخ
مهما الليالي
مهما الليالي
بلوووووووووووووره خخخخخخخخخ

لانه اتخيلي ماعمري سئلت احد كيف نحفت الا يقولي ولا شي بس خففت (( سمايل واحد مطرطع))

مهما الليالي
مهما الليالي
كيف تطور صفات إبنك الحسنة ؟



* سلوى المؤيد

عادة ما ننتقد أبناءنا، عندما يخطئون ونحن نهدف من وراء
ذلك إلى تطوير سلوكهم، إلا أن العالم النفساني المعروف
((فيتزوف ديدسون)) يقدم لنا من خلال كتابه ((كيف تكون حازماً بالحب؟)) أسلوباً جديداً لمعاملة أطفالنا لنحقق به هذا الهدف، أسماه ((أسلوب المكافأة الإيجابي)) الذي يقوم على أساس .. أن يمنح الأب طفله مكافأة عندما يحسن التصرف، حيث لاحظ هذا الدكتور المتخصص لسنوات طويلة في علم نفس الطفل .. أن الآباء عندما يعاقبون أبناءهم على سوء سلوكهم، فإنهم إنما يدعمون بذلك هذا السلوك السلبي .. لأننا لو سألنا أنفسنا، أيهما أفضل للطفل أن لا يمدح والده سلوكه الحسن أي يتجاهله .. أم عندما ينتبه لسلوكه السيئ ويعاقبه؟
سنجد بأن الطفل يسعده انتباه والده حتى لو كان ذلك في صورة عقابه .. ولهذا نجد تكرار الأطفال لتصرفاتهم السيئة لكي يحصلوا على المزيد من هذا الانتباه من آبائهم إذن، لو قام هؤلاء الآباء بملاحظة أبنائهم عندما يحسنون التصرف .. ومكافأتهم على ما فعلوا سواء كان ذلك بالاحتضان أو بمنحهم هدية بسيطة .. فإنهم يدعمون بهذا الاهتمام رغبتهم في تحسين سلوكهم .. وسنرى بعد ذلك أن الطفل سيتعود تدريجياً على أن يتصرف بشكل حسن .. لأنه يعتقد أنه بذلك يسعد والديه .. ثم سيشعر أن حسن سلوكه سيشعره بالإشباع النفسي .. وسيصبح جزءاً من شخصيته.
إلا أن على الأب أن يقرر بنفسه متى يمنح طفله تلك المكافأة عندما يحسن التصرف، ولا يعطيه إياها إذا طلبها لأنه إذا فعل ذلك فإنه سيعوده على الاستجداء. كما أننا سنلاحظ بأننا عندما نتبع هذا الأسلوب مع أطفالنا سنتعود على أن نلاحظ دائماً تصرفاتهم الحسنة .. وعندما نمدحهم على سلوكهما لحسن، فإننا بذلك ندرب أنفسنا دون أن نشعر على تركيز تفكيرنا على كل ما هو إيجابي حولنا .. أي أننا سنصبح عكس هذا الأب الذي جاء إلى الدكتور ((فيتزوف ديدسون)) يشتكي له سوء سلوك ابنه البالغ من العمر أربع سنوات .. طالباً منه أن يساعده لكي يجد وسيلة يحسن بها سلوكه وعندما سأله الدكتور ((ديدسون)):
ـ وماذا يضايقك من سلوك ابنك؟
انهال الأب سارداً بإسهاب كل تصرفات ابنه السيئة التي استخلص منها الطبيب أنه يعتدى دائماً على ألعاب الأطفال في الحضانة .. ويسيطر عليهم .. ويضرب مَن لا يطيعه منهم وغير ذلك من أفعال سلبية.
أما عندما سأله: وماذا يفعل ابنك من تصرفات ايجابية؟.
وقف هذا الأب حائراً لأنه لم يكن قادراً على أن يذكر، صفة إيجابية واحدة لابنه، عندئذ اقترح الدكتور ((ديدسون)) عدة صفات حسنة .. وسأل الأب إذا كان ابنه يتمتع بأحدها. ووجده يوافقه على بعضها، أي وافقه على أن طفله كان يذهب إلى الحضانة بسهولة، كما أن لديه طاقة وحيوية، وأن لديه شخصية محترمة بين زملائه.
إذن، لو أراد الأب في هذا المثال أن يطور صفات ابنه الحسنة، فإن عليه أن يطبق عليه ((أسلوب المكافأة الإيجابي)) أي عليه أن يمدحه عندما يلاحظ أياً من تصرفاته الإيجابية.
وقد حدث ذلك فعلاً، لأن الطفل عندما سمع والده يمدحه عندما يتصرف بشكل حسن شعر بارتياح نفسي .. وبدأ يستجيب له، وعندما انتقل الأب إلى مرحلة مكافأة الابن أي عندما أصبح يكافئ ابنه عندما يرتكب تصرفات حسنة جديدة، وجد أن سلوك ابنه أخذ يتحسن تدريجياً.
ولو سألنا أنفسنا ما نوع المكافأة التي نمنها لأطفالنا، فإن الجواب على ذلك هو أننا نستطيع اختيارها حسب شخصية كل طفل معتمدين على ذلك فيما يرغب فيه من أماكن يزورها أو أشخاص يحبهم أو هوايات يحب ممارستها .. أو أشياء يحب امتلاكها، أي مكافأتهم من خلال ما يميلون إليه معنوياً ومادياً.
لنفترض أنك كأب لا تريد من طفلك أن يكرر تصرفاً سيئاً يقوم به، مثل مشاجراته مع إخوته.
فإن عليك حينئذ أن لا تعاقبه أن تحاضره عندما يفعل ذلك، أي أنك تحرمه من الاهتمام الذي يريده ولو كان عقاباً.
وبدلاً من ذلك عليك أن تضع برنامجاً يقوى من صفاته الإيجابية، أي أنك إذا رأيته يعامل إخوته بلطف في ذلك النهار أن تمنحه مكافأة على ذلك التصرف مباشرة لكي تقوي رغبته في تكراره، وحتى إذا كرر ذلك مرتين أو ثلاثة في الأيام الأولى، فإن عليك أيضاً إعطاءه هذه المكافأة في كل مرة يحسن فيها التصرف مباشرة، من أجل تدعيمه في سلوكه.
أي أنك ستصبح بذلك الفعل وكأنك تصطاد ابنك وهو يتصرف بشكل إيجابي وتكافئه على ذلك .. أما إذا كان معه أخوه، فإن عليك عندئذ أن تكافأه معه .. على أن تقول لهما:
ـ أنا سعيد لأنكما لم تتشاجرا اليوم، هاهي ذي بعض الحلوى مكافأة لكما.
بقى أن أقول بأن علينا أن نبدأ أسلوب المكافأة الإيجابي مع أطفالنا وهم صغار، لكي يتعودوا عليه، ويشعروا بإشباع ذاتي عندما يحسنون التصرف، وهذا سيكون وحدهما فيما بعد مكافأة في حد ذاته لهم .. فيحاولون دائماً أن يطوروا سلوكهم بأنفسهم. وهذا ما نسعى إليه في تربية أبنائنا لكي يصبحوا أشخاصاً سعداء، يتمتعون بروح المسؤولية والرغبة في بناء وتقدم مجتمعاتهم.

مهما الليالي
مهما الليالي
أزمة السادسة .. ماذا يفعل الأهل في هذه المرحلة؟




* الياس ديب
بعد السن الخامسة المتزنة الهادئة التي يبدو فيها الطفل، ثابت السلوك، واثقاً بنفسه، حسن التكيف، ملتزماً الأعراف والتقاليد المتبعة في محيطه العائلي، تأتي السن السادسة لتحول هدوء الولد واتزانه إلى قلق واضطراب وصخب، وتسوء علاقاته بأمه، ويقلق الأهل من جديد ساعة يرون ولدهم يعود إلى مرحلة سلبية شبيهة بمرحلة السنتين، مع فارق في العنف والحيوية والتمرد والنقاش، وحب توسيع دائرة تحركاته واكتشافاته، يحتمه فارق السن بين المرحلتين، مع ما يرافقه من زيادة في النضج والنمو والخبرة. ولا عجب فكلما ازداد نمو الولد، ازدادت نزعته إلى الاستقلال وتحطيم الأغلال التي تقيده، وازداد من ناحية أخرى خوفه من هذه الحرية، ومن قطع تبعيته لوالديه ولمحيطه، لأن مثل هذا القطع يحرمه الحماية والمساعدة والنصح، ويشعره بالقلق وعدم الطمأنينة والأمان.
إن هذا العمر هو عمر توسعي، ولكنه في الوقت ذاته امتداد لمراحل من العمر سابقة، لا انفصال بين حلقاتها ولا انقطاع.
فقبلا، وبالتحديد ابتداء من السن الثالثة، يتمكن الطفل من اكتشاف عالم الأولاد الآخرين، ولا سيما عند ذهابه إلى مدرسة الروضة، ويكتسب بعض العادات الاجتماعية، كالتحية، ومخاطبة مَن هم أكبر منه، أو مَن هم في عمره، والسير في الصف، والمحافظة على الهدوء، ومشاركة الآخرين في اللعب والأكل، وانتظار دوره في اللعب، والكلام، والتعبير عن أفكاره وعواطفه، والتهذيب في معاملة الغير، إلى ما هنالك من عادات اجتماعية حسنة.
ويتدرج الولد صعداً في نموه الجسدي والعقلي والانفعالي بسرعة كبيرة، فالنمو في السنوات الخمس الأولى من الحياة، وفي مرحلة المراهقة يكون سريعاً جداً. وبين هذين العهدين يتباطأ تدريجاً، خصوصاً في السنتين اللتين تسبقان المراهقة.
لقد استنتج الدكتور (بنجامين بلوم Benjamin Bloom) من جامعة شيكاغو، إثر بحوث عديدة أجراها، أن الولد يبلغ بصورة تقريبية نصف مستواه الذكائي في الرابعة من عمره و 30% علاوة على ذلك في الثامنة من عمره و الـ 20% الباقية في السابعة عشرة من عمره. لكن يجب الحذر من الخلط بين الذكاء والمعرفة. ففي الرابعة لا يكون الولد قد اكتسب 50% من المعرفة والخبرة اللتين سيحصل عليهما في المستقبل عندما يصبح راشداً. فالذكاء المقصود هنا هو القابلية التي يملكها الولد لاكتساب المعرفة، لا مقدار المعرفة بحد ذاته.
ومهما تكن نسبة الذكاء هذه قريبة من الحقيقة، أو بعيدة عنها، فالمهم أن نعرف أن البنيات الأساسية للشخصية تكون قد تكونت في السادسة من العمر. وهذه الشخصية هي التي ستنبئ، إلى حد ما، بسلوك الطفل، وبمدى نجاحه، أو إخفاقه في المستقبل.
وأهم الأزمات التي يعانيها الولد بين الثالثة والسادسة من عمره هي: المخاوف الشديدة ومن أسبابها: الظلمة، الأحلام المرعبة، رؤية بعض الغرباء، أو بعض الحيوانات، أو بعض المشاهد والرسوم المخيفة، أو بعض الظواهر الطبيعية، كالبرق والرعد والعواصف الخ، والغيرة، وعقدة (أوديب) اللتين سنتحدث عنهما في فصلين لاحقين، والفضول الجنسي.
وفي ما يختص بالفضول الجنسي نشير باقتضاب إلى أن الطفل في هذه المرحلة يحب حتى الوله أن يكتشف جسده، وجسد رفاقه صبياناً وبنات. لذلك نراه مرات كثيرة يراقب هؤلاء، أو يتعرى معهم، فيأخذ كل منهم يفحص بدقة واهتمام جسم رفيقه. وهكذا يعرف كل منهم إلى أي جنس ينتمي، ويكتشف الفوارق الجسدية بين الجنسين، فتكثر أسئلته حول هذه الفوارق وأسبابها، وحول كيفية تكون الأطفال وولادتهم.
فلنجب الولد بصدق عن جميع أسئلته. ولنحرص على جعل أجوبتنا واضحة ومقتضبة. ولا نخشَ من عدم فهمه لها. فهو إذا لم يقتنع، أو لم يفهم، فسيظل يطرح السؤال تلو السؤال، حتى يقتنع أو يملّ. ولا مانع لشرح هذه الأمور بوضوح من الاستعانة ببعض الكتب المصورة، والمعدة لهذه المرحلة من العمر.
ويجب ألا تقلقنا كثرة أسئلة الطفل حتى ولو كانت محرجة. فهو يسأل عن أمور الجنس بكل براءة، وشوق إلى المعرفة، كما يسأل عن كيفية سقوط المطر، ونمو النباتات والأزهار، أو عن المكان الذي تذهب إليه الشمس، بعد غيابها. فإذا لاحظ على وجوهنا امارات الخجل، أو الحرج، أو الاستغراب أو أية ردة فعل غاضبة، فإنه يظن أن جميع أمور الجنس غير نظيفة، أو محرمة، وهذا ما يزيد فضوله لاكتشاف كنهها ومعرفة أسرارها. وقد يستعين برفاقه ليميطوا له اللثام عن وجهها. لكن رفاقه غالباً ما يضللونه، لأن معرفتهم، في معظم الأحيان، لن تكون أوسع من معرفته، ولا أقرب إلى الصواب.
أن أزمة السنة السادسة أكثر عنفاً وأوسع مدى، بسبب زيادة نضج الولد، ورغبته في الاستقلال وزيادة الاعتماد على النفس، وتوسيع نطاق علاقاته بالعالم الخارجي، وفي اكتساب خبرات جديدة. لذلك نراه يحاول أن يدس أنفه في كل شيء، ويصبح صعب التكيف، لا يتحمل النقد واللوم والعقاب، ويهوى المديح. فهو يريد أن تجري الأمور حسب الطريقة التي يختارها، وأن يخضع الآخرين لرأيه وأمره. فإذا تَمَّ له ذلك وسارت الرياح حسب ما تشتهي سفينته، يصبح رضياً، عطوفاً، متحمساً للخدمة. أما إذا حاول أحد أن يحرمه ما يرغب فيه، فإنه يهاجم بوقاحة وعنف كل مَن يقف في طريقه. فهو متهور ومغامر، وشديد الثقة بنفسه، لا يخشى المصاعب، بل يجبهها، ويواجه مسببها بلا هوادة، ويحب أن يتحرر من وصاية الأسرة، ليأخذ مكانه تحت الشمس.
ومع أنه يظل في أعمق أعماق نفسه يحب والديه، ويشعر بعاطفة بنوية تجذبه إليهما، فإنه ينزعج إذا عومل كدمية، ويرغب في أن يعامل كشخص مميز، له مكانته واعتباره، وقد يبلغ به هوى الاستقلال حداً يجعله يحترم آراء بعض الراشدين، أكثر من احترامه لرأي والديه، وعبثاً يحاول والده أن يصحح خطأ، قد يكون المعلم وقع فيه، سهواً أو جهلاً، فإن ولده يأبى أن يعترف لأبيه بشداد الرأي، وبمعرفة تعلو على معرفة معلمه، ولو كان أبوه من المشهود لهم بالعلم وسعة الاطلاع. بعكس ما كان عليه في المرحلة السابقة إذ كان يعتبر أبويه معصومين عن الخطأ، ويحسب كلامهما آيات منزلات، وارشاداتهما دستوراً لسلوكه وتفكيره.
وفي هذه المرحلة يندمج الولد عادة في فريق، أو في عصبة سرية، لها قوانينها الخاصة. وكثيراً ما تحاول هذه العصبة أن تعتدي على الأولاد الآخرين، أو على عصبة مماثلة، أو منافسة لها في الحي.
لكن ليس من الضرورة أن يتبع جميع الأولاد، في هذه المرحلة، طريق التمرد والتطرف فكثير من الأولاد الذين يعيشون في جو سعيد فاضل ومتفهم، يتجنبون الظهور السافر، بمظهر يحط من كرامتهم، أو يخالف الأعراف المتبعة، حتى ولو كانوا منخرطين في عصبة معينة.
ماذا يفعل الأهل في هذه المرحلة؟
إن أهم ما يجب أن ينتبه الأهل إليه في هذه المرحلة يتلخص في ما يلي:
1 ـ بلوغ الولد حداً من النضج الجسدي والعقلي والانفعالي والاجتماعي يسمح له بالتعلم الجدي.
2 ـ بدء تكون الضمير الأخلاقي عنده. وقبلاً كان ما يرضى عنه الأهل هو الخير، وما لا يرضيهم هو الشر. أما اليوم فلم يعد رضا الأهل، أو حكمهم هما وحدهما المقياس للخير والشر، بل يضاف إليه حكم المعلم والرفاق، ومن هم أكبر منه سناً، وحكمه الشخصي. وبما أن كل شيء في بدايته يكون هشاً، فهكذا يكون ضمير الولد، في هذه السن. فأقل هفوة يعتبرها ذنباً كبيراً، ويؤنبه ضميره عليها تأنيباً شديداً.
فعلينا ألا نضخم هفوات الولد في عينيه، إذ يكفيه ما يعانيه من وطأة الشعور بالذنب.
أن كثيراً من الأهل يلاحقون الولد، بالتقريع المستمر اللاذع، بمثل هذه التعابير: كم أنت شرير! بزرتك عاطلة! لعنة الله على الساعة التي ولدت فيها! إلى آخر هذه السلسلة السوداء من التعابير التي تضعف ثقة الولد بنفسه، وتجعله يشعر بأنه مرفوض ومكره ومذنب. وشعوره المستمر بالذنب يسيء إلى نموه بشكل سوي، ويكون مثار عذاب له، عندما يصبح راشداً، ويمنعه من السمو إلى درجة الشعور الصحيح بالمسؤولية.
إن التربية لا تعني التأثيم، كما يقول أحد المربية (Eduquer ne signifie pas culpailiser):
فمن أهداف التربية تنمية معرفة الولد وإرادته، حتى يصبح قادراً على تمييز الخطأ، وتجنبه أو الإقلاع عنه.
3 ـ إن الولد يشعر بحاجة إلى إثبات الذات، وإثبات الذات قد يفترض الرفض. وهذا أمر طبيعي يجب ألا يثير حنقنا وقلقنا. فعلينا أن ننمي إثبات الذات في نفس الولد، بشكل سليم، لأن أهم تركيب في البنية الأساسية للشخصية هو رأي الولد في نفسه. وهذا الرأي يقرر نجاحه أو إخفاقه في المستقبل. فولد يعتقد في قرارة نفسه أنه مرفوض وعاجز عن عمل أي شيء مفيد، يهرب من العمل، قبل الإقدام عليه، أو عند أول صعوبة تعترضه. وماذا يرجى من ولد هذه حاله؟ هل يمكنه أن يصبح رجلاً يعول عليه؟ أما الولد الذي يشعر بأنه محبوب، ومقبول، وكفيّ، فيغالب الصعاب في سبيل الوصول إلى أهدافه.
وقد يستدعي الرفض عند الولد اصطدامه بالرفض. فالمجتمع الذي نعيش فيه يتضمن من المحرّمات والنواهي، أكثر مما يتضمن من الأمور المحللة. وكلمة (لا) تلاحق الولد منذ شهوره الأولى. فحيثما اتجه ترافقه كظلّه، ابتداء من فتح الخزائن، إلى لمس الكتب والمجلات، والأواني المنزلية على اختلافها. وكثيراً ما يرددها بلذة ظاهرة، لأنه يتاح له بواسطتها أن يفرض ارادته على محيطه، أو يقف متأملاً في أسباب هذه النواهي، وفيا لموضوعات التي تتناولها. وهذا ما حمل (الين Alain) على القول: ((التفكير هو أن يقال: لا)).
4 ـ إن الولد في هذا العمر يحب توسيع دائرة تحركه. لذلك يغادر البيت مرات عديدة في اليوم، ويقضي وقتاً طويلاً خارجه، ويحاول جهده أن يكتسب الأصدقاء. فعلى الأهل أن يساعدوه على إقامة علاقات صداقة مع الآخرين، وعلى معاشرة مَن هم في مثل عمره، وألا يمنعوه من مماشاتهم في طرائق لبسهم، ومشيهم وقص شعرهم، وتعبيرهم الخ لأن منعه عن ذلك يعني عزله عن محيطه الاجتماعي، وجعله أضحوكة بين رفاقه، ونعته بالرجعية، والحيلولة دون إفادته من خبراته الشخصية، ومن تحمل نتائج أعماله وتصرفاته، شرط أن يظل الولد ضمن حدود المعقول والمقبول اجتماعياً.
وإذا عجز الولد عن اكتساب الأصدقاء، فعلى الأهل مساعدته في هذا السبيل، لأن إخفاقه في عقد صداقات مع الغير، يؤثر تأثيراً سيئاً في تكيفه الاجتماعي والانفعالي، وفي ثقته بنفسه وبالآخرين.
فعلى الأهل أن يأخذوا بيده في معارج الحياة، بلطف وحنان، وأن يحاولوا مساعدته، كلما تعرض لصعوبة أو لمشكل، يتحديان قدراته وإمكاناته، وأن يستعملوا اللين في الأوقات التي تستدعي اللين، والشدة حيث تجب الشدة، وألا يخافوا من فرض العقوبة عليه، حين لا ينفع الكلام في تهدئته أو إصلاحه، وأن يلبوا الممكن من طلباته، ويرفضوا ما يتعذر تنفيذه منها. وهكذا يعلمونه أن ينظر إلى أمور الحياة بواقعية وموضوعية، فيعرف أنها ليست في جميع أحوالها حقلاً من الأزهار، أو كرماً على درب، بل الزهر فيها يجانب الشوك، والكروم السهلة المنال، تجاورها كروم مسيجة ومسورة، وأن كل ما يشتهي ويراد ليس دائماً قابلاً للتحقيق.
لكن ما نحب أن نلفت النظر إليه هو ألا يعاقب الولد، قبل استنفاد جميع وسائل الإقناع والإرشاد، وفي أبان سورة الغضب، أو في غمرة من السباب والصراخ، والحركات العصبية المخيفة، بل بهدوء الحاكم العادل، وحكمة المربي القدير، وحنان الأب والأم اللذين لا يبغيان من العقاب إلا منفعة ولدهما وحسن تكيفه نموه.