الاوتوجراف

ها قد جمعت بصمات الرفاق على الاوراق المتناثره ؛ تحمل فيها تلك الملامح التي لا اعلم ان كنت قد مررت بها ام هي التي مرت بي.
احمل هذا الاوتغراف بكل ما فيه من نبض وبقايا اصوات واخبئه مفتاحا للذاكره اعترافا بوجه مني قد كان واضاءه على طريق يحمل في وسطه لافته واحده مكتوب عليها ( ..مروا من هنا..).
عندما يحملني الطريق بعيدا تكثر الملامح وتتلاشى البصمات واغدوا اخرى بمقياس المسافه والزمن والدروب المتشعبه.
عندما تتهتك تلك الخطوط الدقيقه في اعماقي وتصطدم يدي بذاك الصندوق القديم ..افتحه ليأخذني بعيدا حيث مازال في نفس المحطه ...في نفس الطريق ؛يحملني الى تلك المرحله وربما قبل تلك المرحله.
عندما يشرع نوافذه لاستقبالي كضيفه اجدكم تتجولون في ارجائي بقايا اصوات ..بقايا ملامح والكثير من النبض الصادق ؛كل العيون لا تعرفني وانا هناك اراني اداعب احلامي وادافع عنها وانظر اليّ وانا فتاه اخرى كأني لا اعرفها وهي حتما لا تعرفني؛..وعلى الجدران بقايا من احرف كبيره مكسره تكوّن اسمي.. واسم صديقتي وامي.. وابي.. ودميتي ..وكل عالمي الصغير.
كان علي ان اغادر لان المساء قد حل والصغار لابد ان تنام والوقت جدا متأخر.
اخرجت من بين الركام دميتي وطفولتي وضممت وسادتي بشده علني ارمم الخطوط الدقيقه وابحث في الزحام عن صندوقي السحري وبقايا الاصوات والملامح.