فتاة تحب السلفية
وأذكر هنا بعض الأحاديث في فضل الحراسة في سبيل الله .


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)).رواه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله)). رواه الحاكم(2/80) وقال صحيح على شرط البخاري. وهو حديث
صحيح.

فتاة تحب السلفية
ثانياً
العساكر السعودية بحربهم للخوارج والمفسدين هم من المجاهدين



إن التصدي للخوارج والمفسدين في الأرض من الجهاد في سبيل الله -عزَّ وجلَّ-.

1- فقد أمر الله بجهاد المفسدين في الأرض وأهل الكفر والنفاق .

قال تعالى في سورة التوبة وفي سورة التحريم: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

وقال تعالى في سورة الأنفال: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.

وقال تعالى في سورة التوبة: { انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}

وقال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {33} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {34} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

2- وقد وعد الله المجاهدين بالأجر العظيم والثواب الجزيل

قال تعالى في سورة التوبة : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {19} الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ {20}‏ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ {21} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}

وقال تعالى: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

وقال تعالى: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {111}‏ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى)). رواه مسلم في صحيحه.

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم القائم. وتوكَّلَ الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنةَ أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة)) رواه البخاري في صحيحه.


3- وما تقومون به من دوريات في البحث عن الخوارج والمفسدين في الأرض خير من الدنيا وما فيها :

قال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)). متفق عليه.

4- وأنتم موعودون بإحدى الحسنيين في جهادكم هذا فاصبروا واحتسبوا

قال تعالى في سورة التوبة: { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {51} قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}

5- ومن قُتل منكم في سبيل الله فهو من الشهداء ذوي الدرجات العلا.

قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}

وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ {11} يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {12} وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((ما من عبد يموت له ثم الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد لما يرى من فضل الشهادة فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى)) متفق عليه

وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قيد يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً ، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)) متفق عليه

والأحاديث في فضل الجهاد والشهادة كثيرة جداً أكتفي بما سبق ذكره.

فأنتم بتتبعكم للخوارج والمفسدين من المجاهدين الذي وعدهم الله بعظيم الأجر ، وجزيل الثواب
.

فتاة تحب السلفية
ثالثاً
العساكر السعودية والرباط في سبيل الله


إن مرابطة العساكر السعودية -حرسَها اللهُ- في أماكن الخطر والثغور التي يمكن للخوارج والمفسدين في الأرض أن يعبثوا بها ، أو يقطعوا فيها السبيل ويروعوا الآمنين من أعظم الأعمال الصالحة ، وأَجَلِّ القُرُبَات الناجحة ، وأزكى الأعمال الخيرة.

وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الرباط في سبيل الله -عزَّ وجلَّ- أذكر بعضها:

1- عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من سن سنة حسنة فله أجرها ما عُمِلَ بها في حياته وبعد مماته، حتى تترك ، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها ،حتى تترك . ومن مات مرابطاً جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة)) رواه الطبراني في الكبير وهو حديث صحيح.

2- وعن سهل بن سعد -رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها)) متفق عليه

والغَدوة: هي المرة الواحدة من الذهاب.والرَّوْحَة: المرة الواحدة من المجيء.

3- وعن سلمان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول: ((رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان)) رواه مسلم في صحيحه

4- وعن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر)) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وابن حبان في صحيحه وغيرهم.

5- وعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله ، فإنه يُنَمَّى له عمله ، ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة)) رواه الطبراني في الكبير وهو حديث حسن

6- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود)) رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما وهو حديث صحيح.

7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع)) رواه البخاري في صحيحه.

وفي هذا الحديث فضل عظيم لمن يحرس المسلمين ويحميهم من غوائل الخوارج والمفسدين ومن شرورهم .

وفيه تسلية للمرابطين والحراس حيث إن أجرهم يعظم إذا كانوا صابرين عند عدم الإذن لهم وعدم قبول شفاعتهم ، مما يدل على إخلاصهم لله في عملهم ، وأنهم لا يعملون لدنيا ، ولا يفرطون فيما عليهم من حقوق.

فهنيئاً لإخواننا من العساكر السعودية ما يقومون به من جهاد ورباط في سبيل الله، فأبشروا وأمِّلوا ، واشكروا الله على ما اختصكم به من حراسة دينه وبلاده وبلاد رسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- .

بارك الله فيكم ، وحفظكم ، وكفاكم شرَّ أعدائكم.



فتاة تحب السلفية
رابعاً
فضل قتال العساكر السعودية للخوارج والمارقين


قد سبق بيان أن قتال الخوارج والمارقين والمفسدين في الأرض من الجهاد في سبيل
الله شأنه شأن قتال الكافرين والمشركين.

ولكن قد جاءت النصوص الشرعية بمزيد فضل ، وعظيم أجر لمن يقاتل الخوارج المارقين وسأذكر الأدلة على ذلك:

1- عن علي -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة)) متفق عليه.

2- عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم ، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه ، هم شر الخلق والخليقة)) رواه مسلم في صحيحه.

3- وقال عليه الصلاة والسلام مبينا عظيم أجر من يقتلهم : ((لو يعلم الجيش الذين يصيبون مالهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لنكلوا عن العمل)).

4- عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إن أقواماً من أمتي أشدة، ذَلِقَةٌ ألسنتهم بالقرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإن المأجور من قتلهم)) رواه أحمد في مسنده ، وابن أبي عاصم في السنة، الحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وسنده صحيح.

وفي رواية عند ابن أبي عاصم بسند حسن:


((فإذا خرجوا فاقتلوهم ، فإذا خرجوا فاقتلوهم)).

5- عن عقبة بن وساج قال: كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم، فحججت، فلقيت عبد الله بن عمرو ، فقلت له: أنت من بقية أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد جعل الله عندك علماً، وأناسٌ بهذا العراق يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلالة، فقال لي: "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، أُتِيَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بِقَلِيدٍ من ذهب وفضة، فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية ، فقال: يا محمد، والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل!! فقال: ((ويحك من يعدل عليك بعدي؟!)) فلما ولَّى، قال: ((رُدُّوهُ رويداً)) فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن في أمتي أخاً لهذا، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرجوا فاقتلوهم –ثلاثاً-)). رواه ابن أبي عاصم في السنة والبزار في مسنده وسنده صحيح على شرط البخاري.

فهذه بشرى ما أعظمها من بشرى لرجال الأمن الساعين في القضاء على هؤلاء الطغمة وهذه الشرذمة الفاسدة ، والنبتة الخبيثة.

فقتال الخوارج والمفسدين في الأرض من أوجب الواجبات ، وأعظم القربات، فاحتسبوا الأجر يا عساكر الإسلام ، ويا حماة التوحيد والعقيدة في قتل هؤلاء الخوارج المفجرين والمدمرين .



فتاة تحب السلفية
خامساً
من يقتل وهو يحارب الإرهابيين والخوارج فهو من أعظم الشهداء


ومن أعظم البشائر للعساكر السُّعودية المنصورة أن من يَقتله الخوارج ، ويستشهد على أيديهم فهو من أعظم الشهداء وأرفعهم منْزلة .

1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوارج: ((هم شرار الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه شيء، من قاتلهم كان أولى بالله منهم)). رواه أحمد في المسند، وأبو داود في سننه ، وأبو يعلى في مسنده ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، والبيهقي في سننه ، وغيرهم من حديث أنس -رضي اللهُ عنه- وسنده صحيح.

2- وعن أبي غالب -رحمهُ اللهُ- قال: كنت في مسجد دمشق، فجاؤوا بسبعين رأساً من رؤوس الحرورية ، فنصبت على درج المسجد، فجاء أبو أمامة ، فنظر إليهم ، فدمعت عيناه وقال: سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم –ثلاثاً- ((كلاب جهنم، كلاب جهنم ، شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء-ثلاث مرات-، ومن قتلوا خيرُ قتلى تحت السماء، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه)) ، فنظر إلَيَّ ،

وقال: يا أبا غالب ، إنك من بلد هؤلاء؟ قلت: نعم . قال: أعاذك الله منهم .

قال: تقرأ "آل عمران"؟

قلت: نعم. قال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ، وزِيغَ بهم، قال: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}

قلت: يا أبا أمامة، إني رأيتك تهريق عبرتك. قال: نعم ، رحمة لهم ، إنَّهم كانوا من أهل الإسلام. قال: ((افترقت بنو إسرائيل على واحدة وسبعين فرقة وتزيد هذه الأمة فرقة واحدة كلها في النار إلا السواد الأعظم))

قلت: يا أبا أمامة ، ألا ترى ما يفعلون؟ فقال: عليهم ما حملوا، {وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ} ، والطاعة خير من الفرقة والمعصية .

فقال له رجل : يا أبا أمامة، أمن رأيك تقول أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: إني إذاً لجريء، قال: بل سمعته من رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لا مرةً ولا مرتين حتى ذكر سبعاً.

رواه أحمد في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه ، والترمذي في سننه وحسنه ، والطبراني، والحاكم وصححه على شرط مسلم، وقال الذهبي: صحيح، والبيهقي في سننه وغيرهم وسنده حسن.

3- عن أبي حفص سعيد بن جهمان -رحمهُ اللهُ- أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى وهم يقاتلون الخوارج، وكان غلام له قد لحق بالخوارج من الشق الآخر، فناديناه: يا فيروز ، يا فيروز، هذا عبد الله بن أبي أوفى. فقال: نعم الرجل لو هاجر! قال عبد الله: ما يقول عدو الله؟ فقيل له: يقول: نِعْمَ الرجلُ لو هاجر، فقال: أهجرةٌ بعد هجرتي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((طوبى لمن قتلهم، وقتلوه)) رواه أحمد في المسند ، وابنه عبد الله في السنة ، وابن ـأبي عاصم في السنة وغيرهم وسنده حسن.

4- عن يحيى بن يزيد الهنائي قال: كنت مع الفرزدق في السجن ، فقال الفرزدق: لا أنجاه الله من يدي مالك بن المنذر بن الجارود إن لم أكن انطلقت أمشي بمكة ، فلقيت أبا هريرة وأبا سعيد الخدري فسألتهما، فقلت: إني من المشرق، وإن قوماً يخرجون علينا يقتلون من قال: لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ ، ويأمن من سواهم، فقالا لي -وإلا لا أنجاني الله من ملك بن المنذر- : سمعنا خليلنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من قتلهم فله أجر شهيد ، ومن قتلوه فله أجر شهيدين)) رواه الطبراني في الأوسط(1/276رقم900) وقال الهيثمي: "ورجاله ثقات"، وابن أبي عاصم في السنة(2/452) واللفظ له. وفي سنده الفرزدق الشاعر المعروف.

فانظروا يا عساكر الإسلام كم من الثواب الجزيل والأجر العظيم الذي أعده الله لكم نظير حربكم للخوارج المارقين وأمثالهم من المفسدين ، مع ما يصلكم من ولي الأمر من عاجل ثواب الدنيا ، مع ما يصلكم من دعاء إخوانكم من المسلمين الذين تحققون لهم الأمن والأمان بعد توفيق الله لكم .

فاصبروا ، واثبتوا ، وثقوا بوعد ربكم ، واشكروا الله على ما وفقكم لخدمة دينه، وخدمة ولاة أمركم ، وخدمة علمائكم وشعبكم وجميع أمتكم، وخدمة وطنكم معقل الإسلام وحصنه الحصين.

واعلموا أن النصر مع الصبر ، وأن مع العسر يسراً ، ولن يغلب عسرٌ يسرين.

والنصر لكم ، والعاقبة لكم إن اتقيتم الله ، وأخلصتم في عملكم ، وابتعدتم عن التذمر والتأفف من جهادكم ومرابطتكم وحراستكم في سبيل الله .





وفي الختام أسال الله أن يحفظ ولاة أمور هذه البلاد ، وأن يجعلهم ذخراً وفخراً للإسلام والمسلمين ، وأن ينصر بهم الدين الحنيف ، وأن يقيم بهم الحق والعدل ، وأن يوفقهم لقطع دابر المفسدين المارقين .

وأسأله تعالى أن يعينهم على أمر الدنيا والدين ، وأن يجعل عملهم خيراً للإسلام والمسلمين.

وأسأله تعالى أن يحفظ العساكر السعودية ، ورجال الأمن المنصورين من كل سوء ومكروه ، وأسأله تعالى أن يمكنهم من عدوهم ، وأن يوفقهم للخير أينما كانوا ، وفي أي ثغر حلوا ، وفي أي موقع رابطوا وحرسوا وتابعوا.




والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
منقول