قل سيروا في الأرض
قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض ) .. لماذا لم يقل الله : قل سيروا على الأرض .. هل أنا أسير في الأرض .. أو على الأرض .. حسب مفهوم الناس جميعا .. فأنا أسير على الأرض .. ولكننا نجد أن الله قد استخدم كلمة في .. ولم يستخدم كلمة على .. يقول : سيروا في الأرض ( ففي ) تقتضي الظرفية .. والمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشي .. ومن هنا فإن التعبير جائز .. ولكن ليس في القرآن كلمة جائز .. فالتعبير بقدر المعنى تماما .. والحرف الواحد يغير المعنى وله هدف .. وقد تم تغييره لحكمة لكن ما هي حكمة استخدام حرف ( في ) بدل من حرف ( على ) .. ؟
عندما تقدم العلم وتفتح وكشف الله أسرار الأرض وأسرار الكون .. عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط .. أي أنها ليست الماء والأرض .. أو الكرة الأرضية وحدها .. ولكن الأرض هي بغلافها الجوي .. فالغلاف الجوي جزء من الأرض يدور معها ويلازمها .. ومكمل للحياة عليها .. وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلمية .. والدليل على ذلك أنك إذا ركبت الطائرة فإنها ترتفع بك 30 ألف قدم مثلا عن سطح الأرض .. ولكنك تقول أنت تطير في الأرض .. متى تخرج من الأرض علميا وحقيقة .. عندما تخرج من الغلاف الجوي للكرة الأرضية مادمت أن في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية .. فأنت في الأرض .. وليست خارج الأرض .. فإذا خرجت من الغلاف الجوي .. فأنت في هذه اللحظة التي تخرج فيها خارج الأرض .. الغلاف الجوي متمم للأرض .. وجزء منها .. ويدور معها نعود إلى الآية الكريمة ونقول : لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ في ولم يستخدم لفظ على .. ؟ لأنك في الحقيقة تسير في الأرض .. وليس على الأرض .. هذه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو القائل .. وهو الخالق يعرف أسرار كونه .. يعلم أن الإنسان يسير في الأرض .. أنه يسير على سطح الأرض .. ومن هنا فهو يسير في الأرض التي هي جزء آخر .. وهكذا نجد دقة التعبير في القرآن في حرف .. ونجد معجزة القرآن في حرف
yasmine @yasmine_1
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
<FONT color="#5000FF"></FONT><FONT color="#8F00FF">السلام عليكم........ بارك الله فيكم وجزاك الله كل خير اختي العزيزة ياسمين اختيار طيب ورائع</FONT> الى الامــــــام أخيتي
الصفحة الأخيرة
يقول المستشرقون إن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأنعام : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سورة فاطر : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وفي سور النجم : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ثم يأتي الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت ويقول : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) . كيف يمكن أن يحدث ذلك .. الله قضى بأنه لا تزر وازرة بأخرى ثم هنا يقول .. وليحملن أثقالا مع أثقالهم أي أوزارا مع أوزارهم أليس هذا تناقضا .. لقد نسي محمد .. هكذا هم يريدون أن يقولوا .. ولكنهم يجهلون إعجاز القرآن في التعبير .. نقول لهم انه : ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) معناها أن كل إنسان يحمل ذنبه .. ولكن بعض الناس يوم القيامة يحملون ذنوبا مع ذنوبهم .. من هم ؟ .. المضلون الذين يأتون في الحياة الدنيا ليضلوا عن سبيل الله .. الوزر في الآية الأولى هو وزر الضلال .. فإذا كنت أنا ضالا .. وأنت ضال .. وفلان ضال .. كل منا يحمل وزره على نفسه .. فكل منا يحمل ضلاله ووزره .. فمن هنا فإنه لا يحلم ضال وزر ضال آخر .. ولكن هناك الضال .. وهناك المضل .. الضال هو من يضل الطريق .. يكفر بالله سبحانه وتعالى .. هذا هو الضال ..أما المضل فإنه لا يكتفي بأنه هو في الضلالة .. لكن يضل غيره .. أي يأتي إلى رجل مؤمن .. يحاول أن يجعله يكفر .. ربما ينجح في ذلك .. هؤلاء الناس المضلون لا يحملون أوزارهم فقط .. ولكن لهم نصيب من كل وزر يرتكبه الذي أضلوهم .. مصداقا للآية الكريمة في سورة النحل : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) سورة النحل
إذن من يضل الناس .. ويعمل على نشر الكفر والإلحاد .. والذين لا يكتفون أنهم هم في الضلالة .. وحدهم ولكنهم يريدون أن يضلوا غيرهم .. لهم نصيب من كل وزر يقوم به أولئك الذين أضلوهم .. فأنا مثلا حين آتي بإنسان لا يشرب الخمر .. وأظل أغريه حتى أجعله يشرب الخمر .. ولي وزر لأنني أضللته وساعدته على المعصية .. وظللت أزينها له حتى وقع فيها .. ومن هنا فإن الآية الأولى التي تقول : (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .. يقصد بها الضالين .. أما الآية الثانية التي تقول : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ) ويقصد بها المضلين الذين يضلون عن سبيل الله .. فهل نصيب من أوزارهم أولئك الذين أضلوهم .. والذين اتجهوا بهم إلى الكفر والإثم والعصيان ..
فلا تناقض في القرآن الكريم أبدا وإنما بلاغة ودقة في التعبير .. تجعل اللفظ والمعنى منسجمين تماما
"" الموضوع منقول""