<center>مقدمة الكتاب </center>
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد :-
فالتردي الذي تعانيه الأمة اليوم لم يعد موضع نزاع أو مجال نقاش، فهو واقعٌ يعاني من التخلف والانحطاط في كافة جوانبه، ووسط هذا الركام من الواقع البئيس الذي تعيشه الأمة تنادت الصيحات للإنقاذ في وقت فشلت فيه جميع التيارات والأطروحات للتغيير ليبقى المشروع الإسلامي هو وحده المؤهل للنهوض بالأمة وقيادتها، ولعل تهافت الكثير على طلاء مشاريعهم بالصبغة الإسلامية - وإن كان طلاءً خارجياً فقط - من أصدق الأدلة على أن المشروع الإسلامي هو وحده الذي يحمل المصداقية والتأهل للإنقاذ.
وبين ضغط هذا الواقع المرير والتفاؤل بالتغيير بدأت أصواتٌ ومناهج شتى داخل المشروع الإسلامي تتنافس في طرح برامجها والمراهنة على فشل كل مالا يتسق مع نظرتها وأطرها.
وتنوع الاجتهادات أمرٌ لا غبار عليه ولا مناص منه، بل هو مدعاةٌ للنضج وإثراء الساحة، لكن التسطيح والإغراق في السذاجة في توصيف الواقع، ومن ثم رسم خطوات العلاج ينبغي أن لا يجد له مكاناً داخل المشروع الإسلامي، وعقدة السبب الواحد والحل الواحد والبرنامج الواحد يجب تجاوزها إلى مرحلة أرحب وأوسع من التفكير والتحليل.
والأمة تعيش هذا العصر واقعاً فريداً ومرحلة ليست على مثالٍ سابق؛ فعصور التردي التي مرت بالأمة لم تصل إلى حد أن تسقط الحواجز بين الأمة وأعدائها فتصبح تابعة لهم مستوردة لمناهجهم، ولقد كان الحكم في تلك المراحل للشريعة - رغم الانحرافات في التطبيق - ولم تجرؤ الأمة على استبدال الشريعة وتنحيتها إلا في هذا العصر.
ومناهج التربية والإعلام الوافدة إنما هي نتاج هذا العصر والتي ساهمت مساهمة فعالة في تشكيل وصياغة عقلية مسلم هذا العصر ليخرج خليطاً متنافراً من ثقافات الشرق والغرب.
فالمشكلة التي تعانيها الأمة اليوم أبعد من أن تكون مجرد انتشار لمعاص ظاهرة، وإخلالاً بأحكام ظاهرة، وإن كان ذلك نذير خطر .
ومن ثم فالمشروع الإسلامي ما لم يأخذ على عاتقه إعادة صياغة متكاملة للفرد المسلم والمجتمعات الإسلامية، في التفكير والتصورات والقيم والموازين، فهو عاجز عن تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
وهذا التغيير وإعادة الصياغة يحتاجان جهداً تربوياً ضخماً؛ جهداً لتربية أدوات ووسائل التغيير من الدعاة والمصلحين، وجهداً لتربية مجتمعات المسلمين، ومن ثم كانت التربية الجادة ضرورة.
وحيث تتبوأ التربية هذه المنزلة وترقى إلى هذه الأهمية فهي تحتاج إلى المزيد من الدراسات والبحوث ومراجعة الأوضاع القائمة وغربلتها.
أما حين تكون مرحلة العواطف الجياشة والحماسة المتأججة نهاية المطاف ومنتهى الغايات، فتصاغ البرامج التربوية للوصول لها وتحقيقها فحسب فلن تحقق الدعوة غايتها.
كتاب الشيخ /محمد الدويش
<center>اذ تريدون ان اكمل لامانع من ذالك</center>
------------------
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
" أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ".
هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم : الوتر ركعة من آخر الليل ".
هذا الموضوع مغلق.
الأخ الكريم فهد
جزاك الله خيراً
وشكر الله لك هذ الحرص
والردود الجميله
وجعلها الله في ميزان حسناتك
==================================================
<center>مفهوم التربية الجادة </center>
إن أول تساؤل يفرض نفسه هو تحديد المقصود بالتربية الجادة؛ إذ يمثل تحديد المصطلحات أرضية مشتركة تضبط ميدان البحث والنقاش.
وبعيداً عن الجدل والتعقيد المنطقي حول التعريف نسعى في هذا المبحث إلى تحديد مفهوم لما نعنيه بهذا المصطلح، وهو لا يعدو أن يكون اصطلاحاً للكاتب يحدد فيه مقصود الفكرة التي يدعو إليها.
مفاهيم قاصرة للتربية الجادة:
ينصرف الذهن لدى بعض الناس حين نطلق التربية الجادة إلى بعض المفاهيم القاصرة ومنها:-
المفهوم الأول: قلة الضحك:
مما لاشك فيه أن كثرة الضحك تميت القلب، وأن المسلم الجاد يقتصد في المزاح والهزل، لكن هل ما نعنيه ونريده من التربية الجادة أن يكون المتربي قليل الضحك، لا يفتر ثغره عن ابتسامة إلا في الحول مرة أو مرتين؟
قد يكون بعض الناس طريفاً بطبعه، فهل يكون مثل هذا النوع غير مؤهل للجدية؟ إليك هذين النموذجين من السلف:-
الشعبي :
كان مشهوراً بالدعابة والطرافة، أتاه رجلٌ يوماً وهو جالس مع امرأته فقال: آيكما الشعبي؟ فأشار إلى امرأته فقال: هذه، وسأله رجلٌ: ما اسم زوجة إبليس؟ فقال: ذاك عرسٌ لم نشهده.
ومع هذه الطرافة التي اشتهر بها قال عنه مكحول: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبي، وقال هو عن نفسه: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا وقضيت عنه، ولا ضربت مملوكاً لي قط، ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر إليه الناس.
الأعمش :
كان صاحب طرفة مشهوراً بها كذلك، سأله رجل: كيف أمسيت البارحة فأحضر وسادة فاضطجع عليها وقال: هكذا.
وقال عيسى: أتى الأعمش أضياف فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما، فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتِّ فوضعه على الخوان، وقال: أكلتم قوت عيالي، فهذا قوت شاتي فكلوه.
وسأله أبو داود الحائك ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء، قال: وما تقول في شهادته؟ قال: تقبل مع عدلين.
ومع ذلك كان من أعبد الناس، قال عبد الله الخُرَيْبيُّ: ما خلف الأعمش أعبد منه.
وقال عنه أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن فيمسكون عليه المصاحف فلا يخطئ في حرف.
وقال عنه يحيى القطان: كان من النسَّاك، وكان محافظاً على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول.
إذاً فقد يكون المرء ذا طرافة مزَّاحاً لكنه جادٌ في موضع الجد، عاملٌ في موضع العمل.
المفهوم الثاني: التحصيل العلمي:
وأحياناً ينصرف الذهن عند الحديث عن التربية الجادة إلى أنها تلك التي تعنى بالتحصيل العلمي وبذل الجهد فيه.
ولئن كان طلب العلم من أشرف الأعمال وخيرها، ويمثل ميداناً من أفضل ما يشغل به الشباب المسلم اليوم، ولا يجوز بحال التهوين من شأنه، أو إهماله بحجة الانشغالات الدعوية؛ إلا أن ذلك لن يجعل طلب العلم هو وحده المعيار الذي تقاس من خلاله الجدية.
ثمة طاقات منتجة، وفئات تتقد حماسة وتحمل غيرة وتبدي استعدادها لتقدم خيراً للمسلمين، لكنها لا تملك القدرة العقلية أو التهيؤ النفسي لطلب العلم والتقدم فيه، فهل يجوز أن تهمل جهود هؤلاء؟ أو أن يهمش دورهم ويشعرون أنه لا قيمة لهم ولا مجال ما داموا غير بارعين في الميدان العلمي؟
إن هناك ميادين كثيرة من الخير والخدمة للدين ونصرة قضايا الأمة يمكن أن يقوم بها أمثال هؤلاء، كالميادين الإدارية والاجتماعية والإغاثية والتربوية وغيرها كثير، وهي لا تفتقر للحصيلة العلمية الواسعة، وهذا وإن كان لن ينقلهم إلى مصاف الدعاة المؤهلين المتصدرين للتعليم والإفتاء والتوجيه، إلا أنه لن يلغي دورهم.
------------------
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
" أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ".
هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم : الوتر ركعة من آخر الليل ".
جزاك الله خيراً
وشكر الله لك هذ الحرص
والردود الجميله
وجعلها الله في ميزان حسناتك
==================================================
<center>مفهوم التربية الجادة </center>
إن أول تساؤل يفرض نفسه هو تحديد المقصود بالتربية الجادة؛ إذ يمثل تحديد المصطلحات أرضية مشتركة تضبط ميدان البحث والنقاش.
وبعيداً عن الجدل والتعقيد المنطقي حول التعريف نسعى في هذا المبحث إلى تحديد مفهوم لما نعنيه بهذا المصطلح، وهو لا يعدو أن يكون اصطلاحاً للكاتب يحدد فيه مقصود الفكرة التي يدعو إليها.
مفاهيم قاصرة للتربية الجادة:
ينصرف الذهن لدى بعض الناس حين نطلق التربية الجادة إلى بعض المفاهيم القاصرة ومنها:-
المفهوم الأول: قلة الضحك:
مما لاشك فيه أن كثرة الضحك تميت القلب، وأن المسلم الجاد يقتصد في المزاح والهزل، لكن هل ما نعنيه ونريده من التربية الجادة أن يكون المتربي قليل الضحك، لا يفتر ثغره عن ابتسامة إلا في الحول مرة أو مرتين؟
قد يكون بعض الناس طريفاً بطبعه، فهل يكون مثل هذا النوع غير مؤهل للجدية؟ إليك هذين النموذجين من السلف:-
الشعبي :
كان مشهوراً بالدعابة والطرافة، أتاه رجلٌ يوماً وهو جالس مع امرأته فقال: آيكما الشعبي؟ فأشار إلى امرأته فقال: هذه، وسأله رجلٌ: ما اسم زوجة إبليس؟ فقال: ذاك عرسٌ لم نشهده.
ومع هذه الطرافة التي اشتهر بها قال عنه مكحول: ما رأيت أحداً أعلم من الشعبي، وقال هو عن نفسه: ما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا وقضيت عنه، ولا ضربت مملوكاً لي قط، ولا حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر إليه الناس.
الأعمش :
كان صاحب طرفة مشهوراً بها كذلك، سأله رجل: كيف أمسيت البارحة فأحضر وسادة فاضطجع عليها وقال: هكذا.
وقال عيسى: أتى الأعمش أضياف فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما، فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتِّ فوضعه على الخوان، وقال: أكلتم قوت عيالي، فهذا قوت شاتي فكلوه.
وسأله أبو داود الحائك ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء، قال: وما تقول في شهادته؟ قال: تقبل مع عدلين.
ومع ذلك كان من أعبد الناس، قال عبد الله الخُرَيْبيُّ: ما خلف الأعمش أعبد منه.
وقال عنه أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن فيمسكون عليه المصاحف فلا يخطئ في حرف.
وقال عنه يحيى القطان: كان من النسَّاك، وكان محافظاً على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول.
إذاً فقد يكون المرء ذا طرافة مزَّاحاً لكنه جادٌ في موضع الجد، عاملٌ في موضع العمل.
المفهوم الثاني: التحصيل العلمي:
وأحياناً ينصرف الذهن عند الحديث عن التربية الجادة إلى أنها تلك التي تعنى بالتحصيل العلمي وبذل الجهد فيه.
ولئن كان طلب العلم من أشرف الأعمال وخيرها، ويمثل ميداناً من أفضل ما يشغل به الشباب المسلم اليوم، ولا يجوز بحال التهوين من شأنه، أو إهماله بحجة الانشغالات الدعوية؛ إلا أن ذلك لن يجعل طلب العلم هو وحده المعيار الذي تقاس من خلاله الجدية.
ثمة طاقات منتجة، وفئات تتقد حماسة وتحمل غيرة وتبدي استعدادها لتقدم خيراً للمسلمين، لكنها لا تملك القدرة العقلية أو التهيؤ النفسي لطلب العلم والتقدم فيه، فهل يجوز أن تهمل جهود هؤلاء؟ أو أن يهمش دورهم ويشعرون أنه لا قيمة لهم ولا مجال ما داموا غير بارعين في الميدان العلمي؟
إن هناك ميادين كثيرة من الخير والخدمة للدين ونصرة قضايا الأمة يمكن أن يقوم بها أمثال هؤلاء، كالميادين الإدارية والاجتماعية والإغاثية والتربوية وغيرها كثير، وهي لا تفتقر للحصيلة العلمية الواسعة، وهذا وإن كان لن ينقلهم إلى مصاف الدعاة المؤهلين المتصدرين للتعليم والإفتاء والتوجيه، إلا أنه لن يلغي دورهم.
------------------
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
" أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت - بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى، وأن لا أنام حتى أوتر ".
هذا لمن لا يغلب على ظنه أنه سيقوم آخر الليل لأن الوتر آخر الليل أفضل. قال صلى الله عليه وسلم : الوتر ركعة من آخر الليل ".
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا أخي / الجواب الكافي
نعم نريد التكمله جعلها الله في موازين حسناتك
------------------
التوقيع
فـــــهــــد
أقولها صراحة ، أنا بحبك ، حبا لم يبلغه بشر قبلك ولن يبلغه أحد بعدك .
حبا يضاهئ السماء ، ويوازي النجوم ، حبا يملئ البر والبحر .
أحبك بل وأفديك بنفسي ومالي ، بنفس ونفائسي ، بقلبي وقالبي .
احبك وعسى أن ألتقي بك ، عندها يتوج الحب ، وأعرف ثمرة الصبر ، ولذة العمل .
أحبك أكثر من حبي للمال والولد ، وبفوق حب الناس للجسد ...
انا بحبك حب الروح للروح ، حبا يضرب به المثل ، ويشار اليه بالبنان .
أحبك اكثر من حب العاشق المتيم ، والمجنون الهائم في مجنونته .
أحبك اكثر من حبات الرمل ، وأكثر من دقائق الوقت والزمان ، واكثر من ذرات الماء والهواء.
أحبك وافتخر بحبك ، أحبك واحب اهلك وربعك ومن معك ، احبك حبا خالط اللحم والدم ، وسكن القلب واللب .
أحبك يا رسول الله ، وهل أولام في حبك ؟
أحبك وعسى أن الحق بك .
نعم أحبك وأموت وانا بحبك ، وأحيا وانا بحبك ، ومع هذا أشهد انك عبد الله ورسوله .
فحبي لا يغير من مادة جسمك ولا من جنسك ، ولا يغلي في مكانتك فوق النبوة والعبودية .
فأنت عبد لله ورسوله ، تأكل الطعام وتمشي في الآسواق ، تصوم وتفطر ، وتصلي وترقد ، وتتزوج النساء ، ونحن على سنتك وهديك إن شاء الله .
اللهم صل على محمد ما تعاقب الليل والنهار وصل على آل محمد وعلى المهاجرين والأنصار