التربية الجنسية 1
والآن نبدأ أول مرحلة عمرية للمرأة الصغيرة من 3 – 7 سنوات:
بداية تعرُف الطفلة على أعضائها التناسلية يبدأ عند عمر 3 سنوات وهي عندما تعبث بها لا يكون بهدف تحريك الشهوة أو غيرها ولكن فقط من حب الاستطلاع والمعرفة ولهذه المرحلة الدور الأساسي لعلاقة المرأة بالجنس بعد ذلك لأنه إذا ما قوبلت بالعقاب والنهر الشديد من جانب الأم أو المحيطين بها تعلق في ذهنها أن لمس هذا المكان والقرب منه يتعلق بعقوبة وسخط الله وهو ما تفعله الأم عندما تفاجأ طفلتها بذلك وكأنها تفعل ذنبا عظيما والطفلة المسكينة لا تدري شيئا عما تفعله.
أثناء هذه المرحلة تبدأ الطفلة في اكتشاف الفرق بينها وبين أخيها الولد، أو الأولاد المحيطين بها لذلك تبدأ الأم من هذه المرحلة في غرس صفات الأنوثة في البنت لتعلم أن هناك فرقا بين الذكر والأنثى، بأن تبدأ بتغيير ملابسها عن ملابس أخيها الولد وأن لها أشياء خاصة ليست لأخيها الولد كبنس الشعر والإكسسوارات الخاصة بها ولا داعي للتشديد في نوعية اللعب التي تلعب بها الطفلة لأنها لابد لها أن تكون من العرائس فقط ولكن لا مانع من التنويع لها، فتارة تلعب بالعروسة وتارة تلعب بسيارة وتارة تلعب ببندقية، فكم من الإناث حملن البندقية والسيف.
وهنا أشرنا إلى أهمية تنشئة الطفلة على أنها أنثى لأن هناك من ينادي بأن تربى البنت كالولد منذ الصغر حتى لا تشعر بالظلم، وهذا هو الظلم عينه للأنثى ولكننا نريد أن تربى الطفلة على الاعتزاز بأنوثتها وكيفية التعامل مع هذا الجسد برقة تحفظ له جماله وبهاءه دائما، وهذا لا يعني أن نهمل اهتمامنا بها أو نحصره على المنزل والمطبخ وشئون الأولاد...
ولكن لا مانع من أن تتعلم هذه الأمور وتجيدها وتتعلم أيضا فنون الحياة الأخرى مثل الرسم والشعر والكمبيوتر وغيره، وكذلك الولد يجب أن يربى على احترام البيت والقيام بشئونه الخاصة دون الاعتماد على أمه أو أخته كأن يرتب سريره ويساعد في إعداد طعامه وترتيب ملابسه، فهذا لن ينقص من رجولته في المستقبل شيئا وكفاه فخرا أن أفضل الرجال وأعظمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحيك بنفسه ثيابه، وتحته من الزوجات من تتمنى شوقا لتلبية أمره ولكنه صلى الله عليه وسلم كان لابد أن يغرس هذا في نفوس الرجال..
ونعود ثانية إلى كيف تتعامل الأم مع طفلتها في هذه المرحلة عندما تبدأ في لمس أجهزتها؟... وقلنا ضرورة ألا تُهاجم الطفلة عندما تكتشف الأم هذا الأمر ولا تُضرب أو تُهان حتى لا تنشأ داخلها فكرة أن هذا المكان حرام القرب منه وهو يمثل شيئا خطيرا و عقوبة من يحوم حوله هو دخول النار فتكبر هذه الفكرة مع الطفلة فإما أن تنشأ كارهة لكل ما يتعلق بالجنس حتى لو كان حلالا من خلال الزواج وتجد أن هذه العملية، عملية ميكانيكية من أجل الإنجاب فقط فإذا ما تحقق الحمل لها نجدها ترفض الزوج وتشعر بالاشمئزاز منه ولا ترغب فيه وتقوم المشاكل بين الزوجين بسبب هذا وإما أن تكتم الطفلة رغبتها في حب الاستطلاع داخلها حتى تكتشف ما تريد في الخفاء ثم تكبر الفكرة مع الطفلة فتبدأ بالبحث عن كل ما يتعلق بهذا الأمر الذي نهرته أمها بهذه القسوة فتنشأ شخصية شغوفة بما يتعلق بالجنس منذ صغرها، تبحث عنه في كل مكان ممكن أن تجده فيه من خلال مشهد في التليفزيون أو من خلال صورة أو التلصص على حجرات النوم لمعرفة ما يدور بداخلها، فتنشأ الطفلة لها عالمها الخاص الذي فيه الكثير من الأغلاط والخروج عن العرف بل ومما يدفعها إلى أكثر من ذلك كأن تمارس هي في سن صغير الجنس فتتعوده.
أيتها الأم كوني حكيمة مع طفلتك وأنت تعلميها كيفية التعامل مع هذا العضو الخاص من جسدها وتذكري دائما أن طفلتك هذه ستصبح امرأة وزوجة في المستقبل فابدأي طريقك معها بالصدق والمعلومة الصحيحة إذن ماذا تفعل الأم؟
بداية يجب علي الأم أن تعلم طفلتها اسما صحيحا لهذا المكان يظل معها عندما تكبر اسما لا تجد الطفلة تشابها بينه وبين أشياء حولها لاتمت له بصلة مثل كذا أو كذا وما شأن ذلك من المسميات التي تخترعها الأم لطفلتها/ ولا أدري لماذا نلجأ لهذا ولغتنا العربية غنية بالكلمات لماذا لا تخبري طفلتك بأن هذا المكان اسمه عورة؟ولقد ُسمي بهذا الاسم لأنه لا يجب أن يراه أحد أو"فرج" اسم صحيح يظل في ذهنها ويعني شيئا واحدا، وهو جزء من أجزاء جسمها مثل اليد والعين.
إذن الخطوة الأولى هي تعليم الطفلة الأشياء بمفهومها الصحيح بما يتناسب مع عقلها الصغير وكلما كبرت الطفلة تكبر معها المعلومة السابقة دون خداع أو تزييف.
وعندما تجدي الطفلة تضع يدها وتعبث بنفسها لا تظهري الانزعاج والدهشة فتشعر أنها عملت إثما كبيرا وهو ببساطة بالنسبة لها كأنها تضع إصبعها في فمها فهي تكتشف نفسها بنفسها فقط، اجلسي بجانبها وأخبريها أن ما فعلته يعرضها للأذى وربما تمرض بسبب هذا ولا تستعملي كلمة حرام أو عيب أو تلمحي بالعقاب إذا اقتربت من هذا المكان، قولي لها أن هذا المكان خلقه الله في المرأة كي تتبول منه وتخرج الأطفال منه عندما تكبر، فالطفل الصغير ينمو داخل البطن ويخرج بعد أن يكبر من هذه الفتحة والله أمرنا أن نستر هذا المكان ولا يراه أحد حتى يميزنا عن الحيوانات انظري إلى الكلاب والقطط في الشوارع هي لا ترتدي ما يسترها ولكن الله لأنه يحب الإنسان خلق له ما يستر به عورته حتى لا يراها أحد.
ثم قومي بغسل يدها بعد ذلك لتعلم أنها تلوثت وأن لمس هذا المكان يوجب غسل اليد بعده حتى لا تنسى وتضعها في فمها فتصاب بأمراض هكذا إعطيها معلومة هادئة عن ماهية هذا المكان ووظيفته وكيفية التعامل معه إنك تعلميها لأنك تخافين أن تؤذي نفسها لا لجرم ارتكبته هكذا تفهم الطفلة فتبعد عن العبث مرة ثانية حتى لتؤذي نفسها ثم إنك رسخت فكرة ستر هذا المكان وأنه لا يراه أحد وتبدأي تنفيذ ما فعلته معها، فلا تخلعي ثيابك أمامها ولا تخلع بقية الأطفال ملابسهم أمام بعض وأن تظهري الحياء والخجل عندما تفتح عليك الباب فجأة وأنت ترتدين ملابسك الداخلية فتنشأ في داخلها قدسية لهذا المكان وينغرس الحياء فيها فتشب عليه.
ومن أهم المشاكل التي تواجه الطفلة في هذا السن هي الالتهابات الفطرية التي تصيب الفرج لذلك يجب على الأم أن تعلم طفلتها كيف تحافظ على نظافة هذا المكان بما يحفظ له سلامته وخلوه من الأمراض فكما أخبرتها أن هذا المكان من وظائفه إخراج البول فعلميها كيف تتطهر من آثار هذا البول وضرورة استخدام الماء لتنظيفه وضرورة تجفيفه من الماء لأن البلل يزيد من نمو الفطريات التي تحدث الالتهابات وتعلمها الأم ذلك بنفسها وتساعدها عليه بوضع منشفة صغيرة في متناول يدها تستعملها كل مرة تدخل فيها الحمام، وتتابع بنفسها ملابسها الداخلية فإذا وجدت أي آثار للبول تخبرها بأنها لم تنظف نفسها كما ينبغي وأنها يجب عليها الاهتمام أكثر لأن ديننا الحنيف يحب الطهارة والنظافة وقد أجد كثيرا من الأمهات يكتفين بتغيير ملابس الطفلة أكثر من مرة.
مع أن الأسهل هو تعليمها كيف تحتفظ بنفسها نظيفة وجافة، فإذا ما حدث وسبقها البول تنظف أولا ما نزل منه ثم تغير لها ملابسها هذا وحده كاف جدا لأن يقي الطفلة أي التهابات فإذا لاحظت الأم تكرار هذه الالتهابات للطفلة رغم مراعاة ما ذكرناه فيجب أن تفطن الأم أن الطفلة ربما تعبث بنفسها أو تضع أشياء صغيرة داخلها وهنا يجب استشارة الطبيب مع التنبيه على الطفلة أن هذا يؤذيها ويعرضها للخطر ومراقبتها من وقت لآخر.
ربما يكون تكرار هذه الالتهابات وراءه شيء خطير تغفل عنه الأم وهو أن الطفلة تُستعمل جنسيا من قِبل أحد أفراد الأسرة أو الجيران هنا يجب على الأم التقرب من الطفلة وملاحظتها وعدم غيابها عن عينها فترات طويلة وعدم تركها تلعب مع أولاد أكبر سنا في أماكن بعيدة عن المراقبة لأن هذه الأشياء وارد حدوثها بين الأطفال الصغار وربما يؤذي بعضهم بعضا وهذا بسبب غفلة وإهمال الكبار، فإذا كان هذا هو السبب أخبري طفلتك أن ما فعلته ليس صحيحا لأننا قلنا أن العورة لا يراها أحد فكيف فعلت هذا، وتراقبيها من وقت إلى آخر وربما يكون الأمر أخطر من ذلك كأن يكون استعمال الطفلة جنسيا من جانب الكبار فكثير من الشخصيات غير السوية والنفوس الضعيفة والأهواء الطائشة تعيش بيننا وربما نترك أطفالنا عندهم أو معهم بحسن النية لفترات طويلة كالجيران والأقارب والخادمات.
وقد جاءت لي أم مرة وهي في دوامة من البكاء لتطمئن على طفلتها التي عمرها عشر سنوات حيث كانت تذهب للعمل وتتركها مع عمتها وزوجها وبالطبع كانت تخرج العمة لشئون بيتها وتترك الطفلة مع الزوج الذئب والصدفة وحدها هي التي عادت بالأم لتفاجأ بطفلتها الصغيرة في هذا الوضع المخجل مع زوج العمة.
وكانت الفاجعة عندما رأت أن غشاء البكارة قد تمزق بالكامل مما يعني أنها ليست بالمرة الأولى وبسؤال الطفلة المسكينة التي دخلت عالما لم تكن لتدخله ورأت ما ليس وقته أن يُرى أجابت في خوف أنها كانت مرات كثيرة ولكنها خافت أن تخبر أمها... ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيتها الأم الفاضلة؛
اغرسي في طفلتك معنى العفة منذ طفولتها وأن هذا المكان يجب ألا يراه أحد وإذا حاول أحد خلع ملابسها بالقوة يجب أن تصرخ فيه وتدافع عن نفسها وألا تخجل من أن تصارحك بهذا احمي طفلتك من دخول عالم لا يجوز لها دخوله ولا تكوني متساهلة في ترك الطفلة في أي مكان، دون مراقبتك اطلبي منها أن تقص لك ما فعلته في المدرسة أو أثناء خروجها للنزهة مع أصدقائها واسأليها عن نوعية اللعب الذي يلعبونه وراقبي نظرات عينيها ثم صححي الخطأ دون ردود أفعال سريعة وطائشة تؤدي إلى الخوف والكتمان من جانب الطفلة.
ويكثر في هذا السن أسئلة من جانب الطفلة عن كل ما يحيط بها لمعرفته ويهمني هنا السؤال الذي تهرب منه دائما الأمهات أو تجيب عليه إجابات سخيفة بعيدة كل البعد عن الحقيقة ثم تكتشف الطفلة عندما تكبر الحقيقة فتدرك ما أخفاه عنها الكبار... والأطفال في هذه الأيام سابقين لأعمارهم بما حولهم من وسائل إعلامية، وربما تشاهد الأم وطفلتها مشهدا في التليفزيون يحتضن فيه البطل البطلة ثم يدخلان معا حجرة ويغلقان عليهما الباب والأم لا تعلق ولا ينبغي أن تؤجل الأم الحقائق بكلمة عندما تكبري أقول لك، فالطفل زكي ويريد إجابات مقنعة لأسئلة لا تأجيل لها.
والأم الذكية هي التي تعرف كيف ترضي حب المعرفة لدى الطفل بما يتناسب مع عمره وإن لم تكن تعرف إجابة تهرب منه بذكاء بأن تقول سأخبرك بكل ما تريد بعد أن أنهي عملي حتى تعرف الإجابة السليمة.. ثم تفي بعهدك مع طفلتك وتجلسي لتجيبيها ولا تظني أنها نسيت السؤال لأن الأسئلة الملحة في الرأس لا يتجاهلها الطفل..
وأهم هذه الأسئلة التي تهرب منها الأمهات هو كيف أتينا إلى الدنيا وكما قلنا تحري الصدق في الإجابة هام. لذلك لا تحاولي نقل معلومة للطفل فيها جهل أو كذب، ابدئي مع طفلتك الحكاية كحدوتة مسلية كيف خلق الله آدم عليه السلام وكيف خلق الله له بعد ذلك حواء وهي المرأة الأولى في الكون حتى يكتمل الزوجين، وكل شيء خلقه الله زوجين ذكر وأنثى، فالزهور والأشجار والأسماك والحيوانات كلها أزواج ذكر وأنثى. والله جعل الذكر في جميع المخلوقات يحب أنثاه ويشعر بالمودة والعطف عليها، ألا ترين، كيف يحب بابا ماما وكيف أحبه أنا أيضا، والإنسان والكائنات الحية عندما تكبر لابد أن يتزوج الذكر من الأنثى فإن لم يتزوجوا مات كل منهم بمفرده وانتهت الحياة على وجه الأرض، لذلك أمر الله الذكور جميعا بأن يجتهدوا ويسعوا لتوفير العش الجميل.
وكذلك بابا ذاكر دروسه جيدا وتفوق في الدراسة ثم نجح في عمله حتى استطاع أن يوفر لنا هذا المسكن الجميل، كل ذكر في الدنيا يحمل في ظهره بذور صغيرة جدا وعندما يكبر ويستطيع أن يتزوج يبحث عن المناسبة لها ليتزوجها وكذلك بابا أتى ليخطبني ويقدم لي الهدايا الكثيرة وتزوجنا وجئت لأعيش في هذا البيت الذي أعده لي وعندما يتزوج الرجل المرأة يحب كل منهما الآخر ويتمنى أن يسعده فيضمه ويقبله ويحنو عليه فتنتقل البذور الصغيرة من الرجل إلى المرأة وتكبر هذه البذرة في كيس صغير خلقه الله للمرأة في بطنها حتى تصير جنينا ويكبر الجنين يوما بعد يوم لذلك ينتفخ بطن المرأة الحامل وعندما يحين ميعاد الولادة تشعر المرأة بآلام في بطنها فتعرف أن جنينها كبر ولابد أن يخرج، فيخرج الجنين من الفتحة التي في عورة المرأة والتي تكبر وتتسع أثناء الولادة حتى يخرج منها الجنين فتأخذه الأم وترضعه من اللبن الذي أنزله الله في ثديها لأن الطفل لا يكون له أسنان ليأكل، فيرضع الطفل اللبن حتى يكبر وتتكون له أسنان يستطيع الأكل بها ثم يتعلم السير حتى يصبح كبيرا مثلك هكذا...
انظري في هذه القصة لتعلمي ما تعلمته الطفلة منها أنها عرفت أولا أن هذا الكون قائم على فكرة الزوجين(الذكر والأنثى) وأن وجود النوعين هو شيء أساسي لاستمرار الحياة ثم إن زواج الذكر من الأنثى ليس في أي وقت بل يشترط بعد وقت إعداد ونضج من الذكر والأنثى، فهو بعد دراسة وعمل وتعب كما أن هذا الزواج يأتي في وجود الكبار مثل الجد جاء ليخطبني كما أنه يستلزم تكاليف ومسئولية لأنه قدم الهدايا وأسس المنزل.
هكذا تتعلم الطفلة فكرة حقيقية وواضحة عن مفهوم الزواج وأن هناك واجبات يجب الالتزام بها، ثم هذه العلاقة التي تجمع بين الزوجين هي علاقة مودة وحب وفيها التقبيل والنعيم والحنان وهذا ما تشاهده في التليفزيون ثم نشوء الحنين من بذرة صغيرة تكبر في بطن الأم هذه كلها حقائق تدركها بعقلها وتكبر معها شيئا فشيئا فتجد ما تعلمته في الصغر كان حقيقة وليس أوهاما، ويكون لمفهوم الجنس لديها معني سامي وعلاقة طيبة أساسها الحب والمودة لا مكان فيها للخوف أو الألم أو الأذى وتسأل الطفلة أيضا عن الدماء التي تلاحظها في ثياب أمها أو عندما تشتري الحفاضات الشهرية والتي ترى إعلانها في التليفزيون فتسأل ما هذا وفيما تستخدم وتحب الطفلة أن تتعلم كل شيء عن جسدها والحكمة في خلق الله هكذا له.
فالدورة الشهرية من سمات الجسد الأنثوي وسؤال الطفلة عنه مبكرا ليس عيبا بل ربما تسأله بدافع الخوف على أمها لما تراه من دماء، فلا داعي أن تتحرج الأم من الإجابة وكما أخبرناها سابقا أن الله خلق كل جزء من جسدنا لوظيفة يؤديها وأن وظيفة هذا الجهاز في المرأة وظيفته حمل الجنين، فالله خلق كيسا بداخل الأنثى خاصا لحمل الجنين وعندما تكبر البنت يكبر هذا الكيس معها مثلما تكبر اليد والقدم حتى يصل إلى كمال النمو فيجب أن يؤدي وظيفته ولأن البنت الصغيرة لا تستطيع الزواج إلا بعد إتمام دراستها ونضجها يخرج هذا الدم من الكيس والمفروض أن يتغذى عليه الجنين فتنزل هذه الدماء حتى لا تؤذي أجسامنا وهذا يحدث كل شهر، حتى يأتي الوقت الذي تتزوج فيه البنت فيتوقف هذا الكيس عن إخراج الدم حتى يتغذى عليه الجنين – وهنا ستعاجلك بسؤالها إذن لماذا تنزل منك هذه الدماء وأنت متزوجة وأجيبها ماما لا تريد أن يكون لها طفل يشغلها عنك لذلك هي تأخذ دواء حتى لا يتكون هذا الجنين في بطنها، وهي تستعمل هذه الحفاضات التي تشتريها حتى لا تتسخ ملابسها فتظل دائما نظيفة وأنيقة..
ويجب أن يعلم الطفل(الولد) أيضا هذه المعلومات حتى يطمئن على أمه وتكون لديه خلفية عما يحدث لأخته الكبرى أو أمه.
أرأيت معي كيف يكون الصدق مع أطفالنا في نقل الحقائق سهلا ومقنعا إذن حاولي تصحيح ما أفهمتِه لطفلتك الآن.
7awa al hanan @7awa_al_hanan
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
المرحلة العُمرية الثانية: من 7: 10 سنوات
وهنا ينضج جسد الفتاة بشكل واضح ويعتمد هذا على تغذيتها بشكل جيد وبكل العناصر الغذائية الأساسية وليس هنا المقصود زيادة الوزن أو السمنة ولكن النمو الطبيعي والصحة والمقاومة الطبيعية للطفلة..وهذا السن في الإسلام سن التدريب على الفرائض الدينية كالصوم والصلاة وآداب الاستئذان.
وقد بدأت في تعليمها سابقا معاني العفة والحياء والحفاظ على جسدها فأكملي معها المشوار بأن تتعلم لبس الإيشارب وهي ذاهبة للمسجد وأن هناك الكثير من الملابس تكشف الكثير من جسدنا والذي ينبغي ألا يراه أحد وهو ما يسميه الدين العورة المغلظة فتتعود الطفلة على حب الاحتشام واحترام جسدها في سن صغيرة ويمكن ارتداء تي شيرت وشورت طويل بدلا من المايوه الذي يكشف الكثير من جسدها وساعديها عند اختيار ملابسها بما لا يتعارض مع طفولتها وحبها للجري واللعب والمرح فلا تبالغي بارتدائها الملابس الواسعة والكثيرة والتي تعوق حركتها وهي مازالت دون سن التكليف واختاري لها دائما الألوان المبهجة وعلميها تناسق الألوان وضرورة جمال الثياب ونظافته دون غلو أو إسراف..... فهذا كله يساهم في تكوين شخصية ناضجة للمرأة محبة للزينة والجمال في حدود ما أمر الله وينبغي أن تعلمي الطفلة أن هناك سنا ستكون فيه ملزمة بارتداء الزي الكامل الذي خص الله به المرأة المسلمة
وتتعلم الطفلة آداب الاستئذان وتعرف أن الهدف منها هو عدم الإطلاع على العورات التي أمر الله بإخفائها فتستأذن على أمها وأبيها بل وأخيها الصغير
وهذا السن تكثر فيه الطفلة من الوقوف أمام المرآة لتنظر إلى وجهها وجسدها وهذا شيء تفعله المرأة بالفطرة التي خلقها الله عليها وهي حب الزينة فلا تنهرها الأم من ذلك أو تخبرها أن هذا سيصيبها بالجنون أو ما شابه ذلك ولكن علميها فقط آداب الوقوف والتعامل مع المرآة فالمرآة صنعت لنرى فيها العيوب التي تخفى علينا فنصلحها أو نضفي جمالا وشكلا أنيقا على مظهرنا وربما تنظر الطفلة الصغيرة إلى المرآة وتقول لك أريد إصلاح فمي أو أنفي لأنه لا يعجبني أو أصدقائي يعلقون على ذلك وهنا يجب أن تعلميها كيفية الاعتزاز بشخصيتها وبشكلها هذا وبأنها يجب ألا تلقي بالا لتعليقات الآخرين وأن الله سبحانه وتعالى خلقنا في أحسن صورة لذلك علمنا رسولنا الكريم أن نحمد الله على حسن خلقنا عندما ننظر إلى المرآة ونطلب منه أن يحسن أخلاقنا حتى تكتمل لنا السعادة فجمال الوجه ليس له معنى إذا كان معه قبح الأخلاق كما أن جمال الأخلاق ينسي قبح الوجه وهكذا تتعلم الطفلة الاعتزاز بشكلها وبشخصيتها وعدم تأثرها بالآخرين ولا مانع إن كانت هناك عيوب واضحة كالوحمة أو الرزيات الكبيرة التي تشوه الوجه بأن نذهب إلى الطبيب لإزالتها فهذا ليس في باب تغيير خلق الله بل ربما تسعدي به طفلتك وتجنبيها مستقبلا غير مبهج.
وفي هذه المرحلة تحب الطفلة تقليد أمها في استعمال أدوات الزينة الخاصة بها ولا مانع أن تترك الأم للطفلة فرصة استعمالها والأفضل أن تأتي بالمستحضرات الخاصة بالأطفال حيث لا تؤذي بشرتها ولا تترك الأم الطفلة للذة التزين والوقوف أمام المرآة طويلا ولا تمنعها وتحرمها من ذلك بل توازن بين حب الزينة وإدمان الوقوف أمام المرآة والانشغال بها لأننا نريد أن تنشأ الطفلة على حب التزين والعناية بنفسها حتى تبدو جميلة ومشرقة دائما فكل ذلك يساعدها في المستقبل أن تؤدي رسالتها كأنثى في إسعاد زوجها على أكمل وجه
وتعلم الأم الطفلة كيفية العناية بشعرها وتصفيفه كيف تعتني بنظافة جسدها بكثرة الاستحمام وقص الأظافر. إن كل هذه الأمور إذا تعودت عليها الطفلة في صغرها شبت عليها وهي امرأة .
ومن الضروري في هذا السن تعليم الطفلة رياضة ورياضة عنيفة بالتحديد تستهلك جزءً كبيرا من طاقتها كالسباحة والجري والكاراتيه فهذا يساعد الجسم على تخزين أكبر كمية من الكالسيوم والتي تعوضه وتمده بها الأم بصفة مستمرة في صورة ألبان ومنتجاتها فذلك يساعد في بناء الجسم بناءاً صحيحا وقويا يؤهلها إلى الدور الذي سيؤديه هذا الجسد في المستقبل من حمل ورضاعة والذي يستنفذ الكالسيوم الذي في جسدها فلا مانع أن تشترك الطفلة في نادي لتتعلم هذه الرياضة في حضور الأم وبالزي الذي لا يتنافى مع العفة التي تعلمتها فغرس حب النشاط والرياضة في الصغر لا ينشط فقط الذهن وينمي الشخصية بل يربي لنا امرأة قوية ليست هزيلة ولا كسولة.
ومن أهم المشاكل التي تواجه الطفلة المصرية مشكلة الختان ولن أتكلم عنه كثيرا لأن هناك الكتب التي ناقشت هذا الموضوع باستفاضة من حيث شرعيته وحكمه وكيفيته ولكن هل هناك علاقة بين ممارسة جنسية صحيحة وختان البنت
نعم بالتأكيد فالجزء الذي يختتن ويسمى البظر والذي يشبه في تركيبه التشريحي العضو الذكري هو أكثر مكان يحمل نهايات عصبية حساسة وهي بالتالي التي تؤثر على برود المرأة بعد ذلك..
ومن المهم أن تعرف الأم حقيقة ثابتة أن قطع هذا الجزء من الطفلة لن يجنبها أو يمنعها عن الرذيلة أو الشهوة ويمنحها العفة لأن هناك الكثير من النساء المختونات يمارسن الفحشاء وكم من نساء غير مختونات يتمتعن بمنتهى العفة والحياء، إن تحريك الشهوة لابد أن يكون من المركز الخاص به في العقل فلا يكفي مجرد اللمس لذلك فإذا نشط العقل وغذي بالصور والأفكار الجنسية تستجيب النهايات العصبية للأجهزة التناسلية للمس أو غير ذلك وتنشأ الشهوة فإذا ما جنبنا البنت تغذية العقل بهذه الأفكار منذ الصغر إلا في وقتها نشأت الطفلة بعيدة كل البعد عن أي إثارة وليس كما تظن الأمهات أن مجرد احتكاك الملابس الداخلية بهذا الجزء أو لمسه يثير الشهوة، ورأي الطب واضح ومعروف في هذا الأمر، إننا نريد زوجة تمارس حقها الشرعي في المتعة والذي يحفظ لها عفتها ويقربها من زوجها، ولا نريد زوجة باردة الأحاسيس تنفر من لقاء زوجها لشعورها بعدم الرضا والارتواء، إن تعليم الطفلة العفة والطهارة وتجنبها التعرض للمثيرات خير من عملية الختان التي ربما تؤذي البنت وتعرض حياتها للخطر.
وقد نكون وصلنا هنا إلى مرحلة نهاية الطفولة وعلى أعتاب مرحلة جديدة وهي البلوغ والتي تبدأ تقريبا عند سن العاشرة أو التاسعة وهو ما يسمى بالبلوغ المبكر وتلاحظ الأم علامات البلوغ على طفلتها والتي تظهر شيئا فشيئا منذرة بقدوم الدليل القاطع على دخول البنت مرحلة البلوغ مثل ظهور الشعر تحت الإبط أو في منطقة العانة وبروز الثدي وهنا يجب أن تناقش الأم مع البنت هذا التغيير الذي يحدث لها وتخبرها بقرب قدوم الدورة الشهرية وأنها بدأت تستعد لدخول مرحلة الأنوثة وترك مرحلة الطفولة،
ولابد أن تعرف الطفلة ما هي الدورة الشهرية حتى لا تفاجأ بها وذلك بتطوير المعلومات السابقة التي علمتها لها الأم في سن صغيرة فالكيس الذي أطلقناه سابقا على الجزء الذي يتكون منه الجنين هو اسمه ( رحم ) وتشرح الأم بالرسم أو بالصور الخاصة بالتشريح للبنت الجهاز التناسلي للمرأة وكيف تحدث الدورة الشهرية وكلها معلومات سهلة وبسيطة أن تحصل عليها الأم ثم تعلمها ما يتعلق فقهيا بأحكام الدورة الشهرية وأنه يطلق عليها في الشرع ( الحيض ) وهناك ما يسمى ( النفاس ) وهي الدماء التي تنزل بعد الولادة فتعرف الطفلة ما يجوز أن تفعله وهي حائضا ومالا يجوز فعله كل هذا تتعلمه البنت قبل قدوم الدورة الشهرية ولا ننتظر قدومها حتى نخبرها.
لآن أنهت طفلتك صفحة الطفولة بإذن الله بسلام وبرؤية صادقة ومفاهيم واضحة توصلها لدخول عالم الأنوثة بثقة واطمئنان، فلنبدأ معا تلك المرحلة المقبلة.