أتى الموقف أي أتى عرفة فجعل حبل المشاة أي طريق المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة وجعل بطن ناقته إلى يمين الصخرات ، وهو المغفور له من ذنبه ما تقدم وما تأخر حتى يبين عمليا عليه صلوات الله سلامه عليه عظيم هذا اليوم عند الله ، مكث واقفا على بعيره ورفع يديه هكذا إلى صدره كاستطعام المسكين – يعني كما المسكين عندما يطلب – ووقف يسأل ربه .
مكث صلى الله عليه وسلم يدعو هذا اليوم ..فهو أعظم مجامع الدنيا ، وما رأي الشيطان في يوم هو أدحر ولا أصغر ولا أحقر ، من يوم عرفة إلا ما رأي من يوم بدر ، لما يرى من تنزل رحمات الله ، والله وهو الغني عن خلقه يباهي بأهل الموقف ملائكته ويقول : " انظروا إلى عبادي هؤلاء أتوني شعثا غبرا ، أشهدكم أني قد غفرت لهم " وفي الروايات أن الله يقول – تكرما على عباده - : ماذا يريد هؤلاء؟"
تبدأ دعاءك :
* بالثناء على الله .
* وتكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
* ثم تسأل الله من خيري الدنيا والآخرة .
* ثم لو استرحت قليلا فجمعت ما بين التهليل والتسبيح والتكبير لكان حسنا .* وأن تحرص على أن تكون على طهارة وإن لم يكن ذلك شرط .
* ولو حرصت أن تكون على الدابة لكان أفضل .
هل يصوم الحاج يوم عرفة :
ارتاب الناس في يوم عرفة هل النبي صلى الله عليه وسلم صائم أو غير صائم ، فعمدت أم الفضل – زوجة العباس – وأرسلت له بحلاب ، فشربه عليه الصلاة والسلام فعرف الناس أنه غير صائم .
من هنا اختلف العلماء في صيام يوم عرفة للحاجة مع اتفاقهم أن صيام يوم عرفة لغير الحاجة من أعظم السنن ، وأن الله يكفر به سنتين ، فقال البعض إذا كان الزمن شتاء والرجل قوي البنية يصوم ، فيجمع ما بين الوقوف والصيام ، لأنه في هذه الحالة مع قوته وأن الزمن شتاء لا يضره الصوم فلا يضعف الدعاء ، لكن جماهير أهل العلم على أن الأفضل أن لا يصوم اقتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الحق وهو الأظهر .
بعض الحملات يطلبون من الحجاج ركوب الحافلة مبكرا في يوم عرفة فما الحل ؟
هذا ليس فيه مانع ، وأنت على حافلتك في كرسيك قبل أن تغيب الشمس لا تدخل الحافلة لتخبر زيدا أو عمروا ممن تراه كيف أن صاحب الحملة قصر وكيف أنني قابلت في يوم عرفة فلانا بعد زمن ، وتدخلون في أمور لا تخرجون منها ، ليس هذا موطنها ، كل منكم يتخذ ما استطاع إلى ذلك أن يستقبل القبلة ويرفع يديه ويدعو وهو في الحافلة في سيارته في أي مكان ، ولو استقبلت القبلة ولو كنت في المخيم وأحيانا تجثو على ركبتيك ، يعني تجعل الركبتين على الأرض تصبح نصف واقف ، ترفع يديك تدعو تظهر لله حاجتك ، وأعظم من ذلك أن تقبل على الله بقلبك ، وأن تتذكر أن لك ذنوب لا يغفرها إلا الله ،وفينا وفيك عيوب لا يسترها إلا الله ، كما لنا ولكم ذنوب لا يغفرها إلا الله ، ولنا مطالب والله لا يقضيها إلا الله ، وأن تتذكر أن هذا اليوم يذكر بيوم الجمع ، قال الله عن يوم الجمع : (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) فليكن ذلك اليوم زلفى لك عند ربك جل وعلا ، نبينا صلى الله عليه وسلم وقف يدعو حتى غاب قرص الشمس تماما – أي غربت الشمس – .
هذه فوائد اقتبستها من برنامج (( هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم ))
نفع الله بها قائلها .. وناقلها .. والعامل بها ..
وتقبل الله من الحجاج حجهم .. وغفر ذنبهم ..
وأعادهم إلى أهلهم سالمين غانمين
آآآآآآآمين
ونفع بكِ الاسلام والمسلمين ،،