الحيض والاستحاضة

ملتقى الإيمان

الدكتور محمد علي البار



اعتنى الإسلام عناية فائقة في التفريق بين دم الحيض ودم الاستحاضة ..لما يترتب على التفريق بينهما من أحكام . فالحائض لا تصلي ولا تصوم ولا تطوف ولا تقرأ القرآن ولا تلبث في المسجد ولا توطأ .. والمستحاضة تفعل ذلك جميعه مع اختلاف بعضهم في الوطء ( الجماع ) فقد منعه بعضهم كالنخعي والحكم وقال الإمام أحمد : لا يأتيها زوجها إلا أن يطول ذلك بها .. أما أغلب الفقهاء فعلى إباحته مطلقا .. وقد روي عن ابن عباس أنه قال : " الصلاة أعظم " فإذا سمح للمستحاضة أن تصلي فالصلاة أعظم من الوطء .

وقد كانت مجموعة من النساء تستحاض على زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهن حمنة بنت جحش بل قيل أن بنات جحش كلهن مستحاضات ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، التي زوجها الله لرسوله من فوق سبع سماوات .. وقد ذهبت فاطمة بينت أبي حبيش تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في استحاضتها فعرفها ما هو الحيض وما هو الاستحاضة .. وأخبرها أن دم الحيض أسود يعرف ( أي له عرف ورائحة ) كما أخبرها أن ترجع إلى عادتها السابقة لزمن الاستحاضة وما زاد من عادتها فهو استحاضة .. قال صلى الله عليه وسلم : " ليس ذلك الحيض إنما هو عرق . لتقعد أيام إقراءها ( أي حيضها ) ثم لتغتسل وتصل " .

وقد ذكر الدكتور دوجالد بيرد في كتابه المرجع في أمراض النساء والولادة تعريفه لدم الحيض بأنه أسود .. وأن الدم الأحمر المشرق ليس بحيض .. كما قال أن كمية دم الحيض ومدته تختلف من امرأة إلى أخرى فكل امرأة وما اعتادته .. وما زاد عن عادتها فهو غير طبيعي .

وأنت ترى أن كلامه يطابق ما جاء به الحديث الشريف مطابقة تامة .. ومع ذلك فقد زاد الحديث الشريف بتخصيصه دم الحيض برائحة خاصة .. وهو ما لم يذكره الأطباء ..

ولقد اهتم علماء الإسلام اهتماما بالغا بدراسة الحيض وصفاته والتفريق بينه وبين الاستحاضة .. واستهدوا بنور النبوة الوضاء .. ودرسوا طبائع المرأة في البلاد المختلفة فأتوا بما لم يأت به الطب الحديث .



ولقد أسهبنا في هذا الموضوع في كتابنا : خلق الإنسان بين الطب والقرآن

وهو من منشورات الدار السعودية للنشر والتوزيع .
0
500

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️