الداعية الصغيرة

الأمومة والطفل

بسم الله الرحمن الرحيم
==========
إعتاد التلاميذ –في بلدي-على تقديم الهدايا لمُعلميهم بمناسبة (عيد الأم )؛إمتناناً لهم ،وعرفاناً بجميلهم...وكنت أنتقي الهدايا التقليدية لمُعلمي أولادي ،حتى استمعت للأستاذ "عمرو خالد"، فقررت أن يقدم أولادي لمعلميهم من المسلمين أشرطتة وكتيباته ،ولما كانت ابنتي-التي قاربت على بلوغ عمرها الثامن- تحب مدرِّستها"ميرال" كثيرا،فقد سألتني هل إسم ميرال للمسلمين أم لغيرهم؟؟ فقلت لها إنه يُحتمل أن يكون للمسلمين،وأن يكون لغير المسلمين؛فاخترنا لها هدية تقليدية.
وفي العام الدراسي الحالي استمرت هذه المعلمة في التدريس لابنتي ،فسألَتني ابنتي نفس السؤال؛فأجبتها بنفس الإجابة،ولم أكن أدرك أن الأمر ملح بالنسبة لها.
ولما تعرفَت ابنتي على زميلة جديدة-إسمها نورهان- وتوطدت العلاقة بينهما حتى صارت صداقة حميمة،جاءت –في شهر رمضان هذا العام-من المدرسة وهي تقول لي:" لقد رأيت اليوم والدة صديقتي "نورهان" وهي لا ترتدي الحجاب،فما رأيك لو أرسلنا إليها شريط "الحجاب" حتى ترتديه و تدخل الجنة؟" فقلت لها:" حسناً ولكن يجب أولاً أن نرسل إليها شريط "الجنة "حتى تشتاق إليها وتحرص على أن تكون من أهلها"،فأرسلت إليها أشرطة:" حب الله للعبد"،و" الطريق إلى الجنة"،و"حسن وسوء الخاتمة"...وبعد يومين اتصلت هذه السيدة لتشكرني بحرارة،فلما عرضتُ عليها إرسال المزيد،رحبت بذلك كثيراً.فأرسلت إليها مع ابنتي أشرطة:"التوكل"،و"مجاهدةالنفس"،و"الخشية"،و"التوبة"،و" الحجاب".
ولكن ابنتي- ببراءة الطفولة - قالت لنورهان:" أرجو إعطاء هذه الأشرطة لوالدتك حتى ترتدي الحجاب"!!!وكانت هذه مفاجأة بالنسبة لنورهان،فردت قائلة:" لا، إن أمي لن ترتدي الحجاب أبداً!"،فغضبت ابنتي وقالت لها:" إذن إعطِني شريط الحجاب"،فأخذته وتوجهت به إلى مدرِّستها "ميرال"، التي شكرتها كثيراً!!!
ولما عادت وقصت عليَّ ما حدث،لم أجد ما أقوله لها سوى:" لا بأس،فإن "نورهان" لا تعرف أهمية الحجاب مثلك؛كما أنني سعيدة بأنك حريصة على مصلحة معلمتك " ميرال"
وقبل إجازة عيد الفطر بيومين،عادت ابنتي من المدرسة -وهي في قمة السعادة- لتقول لي :" لقد ارتدت معلِّمتي "ميرال" الحجاب،إنها مسلمة!!!
فهنَّأتُها على هذا الإنجاز العظيم،وسجدت لله تعالى شكراً ؛ثم تذكرت قوله سبحانه:" وما يعلمُ جنود َربك إلا هو"،وقوله جلَّ شأنُه:" إنَّك لا تهدي مَن أحببتَ ولكن اللهَ يهدي مَن يشاء"
صدق الله العظيم.
2
762

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سائرةإلىالمعالي
سبحان الله

ماشاء الله لا قوة الا بالله

جزاك الله خيرا يا أختي وبارك في صغيرتك

فنحن كثيرا ما نستهين بألأطفال ولا نلبي رغباتهم بينما قد تكون مهمة لبناء شخصياتهم الايمانية

الله يجعل هذا الموقف بداية موفقة لداعية صغيرة

وكرة ثانية بارك الله فيك يا اختي
نجمة النجوم
نجمة النجوم
جزاك الله خيرا

قصة مؤثرة .