الزواج يقتل فيك كل جميل !

تصحو من صباحها الباكر لتحضر لي ما يلزمني قبل ذهابي إلى عملي ثم توقظني من نومي وبعد أن أفتح عيني وإذا بي

أرى ذلك الوجه الجميل يبتسم أمامي قائلة (صباح الخير يا عمري) ...

ينشرح صدري وأقبل هذا الوجه الطفولي الجميل ، وأحمد الله بأن رزقني بمثل هذه الزوجة الرائعة ..

أذهب لعملي وبعد أن أستقر على مكتبي يرن هاتفي لأفاجأ بالصوت العذب يسألني (وصلت) ؟

ومع الضحكات المتبادلة والأشواق الحارة وتبين لي مدى شوقها لي حتى أكاد أن لا أقفل السماعة للأبد ..

تمر ساعات العمل الطويلة وكيف (لا) ومعشوقتي زوجتي الحبيبة بعيدة عني ....

أغادر مكتبي وأنا كلي شوق وحنين للقاء الحبيب ....

أفتح باب منزلي وأجد زوجتي أمامي بكامل زينتها وبأروع عطورها تنتظرني عند الباب ...

لتطبع قبلة حنونة على خــــــدي الأيمن ويدها الصغيرة على خدي الأيسر ...

وتداعبني بقولها (تأخرت علي اشتقت لك) ... !!

لأقوم بدوري أنا وأقبل رأسها وأحضنها على صدري لأشعر بالحنان والدفء ...

وأنظر حولي لأجد كل شيء مرتب في مكانه كل شيء رائع وفي مكانه ..

أبدل ثيابي بسرعة البرق فأنا لا أريد أن أضيع فرصة واحدة بدون أن أكون معها ...

أعود لأجلس معها وأتحدث إليها لأخبرها عن يومي الطويل بدونها ...

وتحكي لي كيف شعرت بالوحدة منذ خرجت من باب المنزل ...

وتتعالى الضحكات وتزيد الحكايات وتكبر الأحلام وتدور الأيام ...

ونرزق بالأطفال التي أحسنت تربيتهم ... وعودتهم على الإحترام وحب الوالدين ...

ولم تتغير زوجتي حبيتي ...

بل على العكس حبنا يكبر كل يوم ...

والأشواق تزيد يوم عن يوم ...

ولا نستطيع أن نفارق بعضنا البعض .........

أخجلتني بتواضعها واحترامها لي ....

حتى أصبحت لا أرفض لها طلباً مهما كان صعباً ...

وكيف (لا) وهي التي ملكت قلبي وجعلت من بيتنا الصغير (جنة) أجد راحتي فيها ...

طلباتها كلها مجابه ...

قبل أن تفكر بالشيء تجده أمامها ...

تنام على صدري ...

أحملها بيدي لتنام على سريرها ...

أمسك يدها أن خرجنا ...

لا نفارق بعضنا أبد ...

إن جلسنا جلست بجانبي ...

تتودد لي كالقطة المدللة ...

وأنا أعشقها كما تعشق الأم طفلها ...

أنظر لعينيها أنسى الدنيا كلها ..

ألمس يدها ليرتجف جسدي من الحب والهيام ....

لا أسمع منها إلا أحلى الكلام ..

وأرق العبارات ...

وأجمل النظرات ......

إن صمتت فصمتها رهيب يوحي إلى السكون والطمأنينة ..

وإن تحدثت كأني أسمع معزوفات رائعة ....

لا أمل حديثها ...

ولا أمل جلستها ....

ولا أمل وضع أصابعي بين خصلات شعرها لأداعبها ...

فهي عمري كله وروحي وحياتي ....

هي الأمل لي في حياتي ...

هي سبب نجاحي وتحقيق طموحي ...

هي سبب سعادتي وفرحتي ....

هي زوجتي هي فتاة أحلامي ........

..

..

..

ولكن ....!

..

..

..

..

ولكن أين هي ؟؟

للأسف عندما تسمع الحديث عن فتاة بهذه المواصفات ....

قد يصل بنا الحد أن نقول مستحيل (مافي بنت بالمواصفات هذي) !!!

وهذا ما جعلنا محبطين !!

لا نشعر بالسعادة أبداً ...

منذ وصولك إلى بيتك حتى يبدأ النقاش والجدال ...

وكأن المعركة قد بدأت ...

والحرب قد أشتعلت ...

وتبدأ المرأة بالبحث عن أكثر ما يزعج الرجل فتفعله ...

يقضي الساعات الطويلة ليشرح لها ما يحب وما يكره لتأتي هي وتعكس الآية ...

كل شيء يحبه الرجل تبدأ بفعل العكس ..

وأن بين لها كرهه لشيء استمرت على فعله ...

وكأن الحياة أصبحت تحدي بين الزوجين ...

من الذي يفرض رأيه على الآخر ...

من الذي يكون صاحب القرار ...

فيبدأ النكد والخلافات ...

وتكبر الأمور وتتعقد ...

يحاول الهروب من بيته ..

يحاول البعد عنها ...

يبدأ التفكير بزوجه أخرى .....

يفكر بالطلاق والانفصال ...

يبدأ الفشل في عمله ..

وعلاقاته الاجتماعية ...

يرى الكون أسود ...

لم يعد يرى السعادة بأي شيء ...

فليس هناك شيء يدعو إلى السعادة أو الابتسامة ...

فالحياة أصبحت شاحبة ...

مملة ...

كئيبة ....

لماذا وصل الحال بنا إلى هنا ..................... ؟؟

قد يقول البعض : ليش المطلوب من البنت تهتم بالزوج وتداريه وتدلعه ؟؟ أين دور الرجل ؟؟

وأنا أقول :

في حالات كثيرة يبحث الرجل عن الحب الصادق ...

فإذا وجده بزوجته وأحس بأنها فعلاً مهتمة به .....

أخرج ما عنده من مشاعر وأغرقها بالحب والحنان ...

فكيف سيخرج ما عنده إذا لم يشعر بأن التي أمامه ستبادله نفس الشيء ...

كيف يعطيها الحنان ...

وإذا طلب منها أن تتزين له تأففت .... وعند أقرب مناسبة تزينت وتعطرت ...

إن جاء للبيت لم تسأل عنه ولا عن حاله .... وأن شعرت بقدوم أهلها قامت بأمور البيت على أكمل وجه ...

إذا كانت المرأة مهملة لزوجها غير مبالية له ...

لا تهتم بشكلها ولا مظهرها ولا بمنزلها .....

كيف سيكون الرجل حنون وعاطفي وهي لم توفر له الجو المناسب ...........

كيف يقول لها (أحبك) وهو في جو متوتر ...

كل ما يسمع منها (هات وجيب) ...

لا بد من وجود العطاء بين الطرفين ..

أن وفرت لي زوجتي الحياة الكريمة وأنا لا أطلب منها المستحيل ...

المطلوب في غاية السهولة ....

وجه مبتسم وكلمة حنونة وأسلوب راقي بالتعامل وقبل كل هذا الاحترام ...

ستجد مني الرجل المطيع الملبي لكل طلباتها حتى ولو كان من المستحيل ...

تتطلب وتتمنى طلباتها كلها مجابه وحياتها ستكون سعيدة ...

ستجد الرقة والحنان والرومانسية ...

والعذوبة والكلام الجميل ..

أتمنى من كل أنثى في العالم ...

أن تعي وتدرك أنها أنثى وأجمل ما فيها أنها أنثى ...

فإن تخلت عن هذا الدور الأساسي فلن يكون هناك حياة سعيدة ....

أتمنى أن تمارس أنوثتها وتظهرها لزوجها ...

لتحصل على كل ما تريد ....

ويعيشان بهناء وسعادة ......................................................:26:

انتهى .