السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
]يقول ابن القيم اذا تأملت مراتب الكمال المكتسب في العالم رأيتها كلها منوطة بالصبر واذا تأملت النقصان الذي يذم صاحبه عليه ويدخل تحت قدرته رأيته كله من عدم الصبر --فالشجاعة والعفة والجود والايثار كلها صبر ساعة --واكثر اسقام البدن والقلب انما ينشأعن عدم الصبر ----فما حفظت صحة القلوب والابدان والارواح بمثل الصبر ---ولو لم يكن في الصبر الا معية الله مع أهله(ان الله مع الصابرين)----البقرة153---ومحبته لهم (والله يحب الصابرين)---ال عمران146--ونصره لأهله فان النصر مع الصبر --وانه خير لأهله (ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)---النحل126---لكفاكم ذلك[
تربت وعاشت بين ابوين وخمس اخوات دون اخوان --لم ينقصها من الحياة شيء فبالرغم من تدني احوال ابوها المادية الا انها سعيدة وراضيه كل الرضا مع عائلتها فابواها لا يعرفون القراءة والكتابة ولكنهم يقراون القران --الام تحفظه عن ظهر قلب من كثرة التكرار --هدفها في الحياة النفوق والتميز كما اخواتها ويرون ان رد جميل ابويهم بهذا النجاح والذي كان يفرح ابويهن ويتفاخر بهن في العائلة .
تزوجت بعد اكمالها الثانوية العامة بتفوق ولم يكن يشغلها سوى دراستها وحلمها باكمال الجامعة لكن تفاجات من امها ان هناك من تقدم اليك واباك موافق-------
من هنا بدأ مشوار الصبر
تزوجت ودخلت بيئة غير بيئتها وعائلة غريبة عليها تماما تعاملت معهم كما تربت هي بالحب والاحترام والتقدير لاهله واخوانه وله بالسمع والطاعة متبعه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لو امرت المراة ان تسجد لغير الله لامرتها ان تسجد لزوجها اخلصت واعطت بدون مقابل وهي بالرغم من صغر سنها فقط الثامنة عشر الا انهاكسبت ود عمها وكان ينظر لها بكل فخر وتقدير بعكس زوجته وبناته فكانت الغيرة تملا قلوبهن ويكدن لها لكنها صبرت ولم تخبر زوجا بما يحدث
بالمقابل كانت تعيش مع زوجها حياة عاطفية قاحلة معدمة ترى اخوانه كيف يعاملون زوجاتهم واخواته كيف يعاملن ازواجهن وهي صابرة محتسبة انجبت البنين والبنات وكان وظيفتها في الحياة الانجاب والسكوت
عاشت الحياة بمرها الكثير والذي يصل للعلقم وبحلاوتها القليلة والتي تراها باعين ابناؤها
ربت ابناؤها على الدين والاستقامة وبرزوا في المجتمع واصبحت اعين الناس حولهم وكيف انهم متفوقين ويكرمون على مستوى مدارسهم وعلى مستوى الدولة وهذا ما كان يخفف عنها الام حياتها
عاشت معه عشرون عاما لا يعرفها الا مساء وطيلة وقته خارجا منع عنها كل شيء وفي ظنة سيقهرها لانها لم تكن مبتغاه وتفاجا بصبرها وبرها وخدمتها وولائها له لا انه لم يلتفت اليها لا تعرف عنه الا انه زوجها ابو ابناؤها ولا شيء غير ذلك
ذاع صيتها بين كل العائلة واصبحت يضرب بها المثل بطاعة الزوج وتربية الابناء واصبحت محط غيرة وحسد من نساء العائلة لا تخرج من البيت ابدا سوى لزيارة اهلها في الشهر مرة او بعد عدة شهور مره واذا احتاجت لها ولابنائها فاهلها يحضرون لهم حتى المستشفى ياخذونهم اهلها لم تشتكي ولم تتذمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا لان الله سبحانه معها شكت له ورفعت يدها له وطلبته ولم تطلب سواه فبماذا من عليها
الصبر والسكينة-------الصبر والسكينه--------الصبر والسكينة
ها هي الان بعد عشرون عاما بعد صراع نفسي وجسدي صامدة ترفض السقوط
زوجت بناتها وهن سعيدات في بيوتهن
لكنها ابتلت بزوجة ابن من قريبات زوجها صغيرة في سنها لكنها كبيرة في خبثها وسمومها التي تنفثها في البيت --كل الذي حافظت عليه طيلة العشرون عاما من خصوصيات بيتها وعائلتها اصبحت الان مكشوفة فالبنت تنقل كل شيء لامها وتعرفه باقي العائلة اصبح الابن وزوجته يتعاملون معها كانها خادمة لهم ولابنائهم ---اصبحت مشاكل البيت كثيرة ولس لها من ينصفها فابنها عندما يلقي عليها بعض الكلمات الجارحة امام مراى الجميع وتنظر اليه يقول لها سوالف امزح معك
زوجة الابن بلاء من الله عظيم لا تقدير تحمل الطعام بعد طبخه الى غرفتهم --تغسل ملابسهم تضحك معهم وهم وحوش ضارية تنقض عليها وتؤرق مضجعها
وهي لا حول ولا قوة الا بالله
اهناك صبر بعد هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم نعم نعم الصبر كبير والامل بالله اكبر بكاؤها له سبحانه وشكواها له عز وجل ---
يشهد الله انها قصة واقعية موجودة ما زلنا نعيش فصولها وما باليد حيلة سوى التوكل على الله لعل الله يجد لها مخرجا
كل الشكر والتقدير وعظيم الامتنان للغالية ريمو الجنوب لسرعة التجاوب ورحابة الصدر وفقها الله ورعاها وامدها بالصحة والعافية واثابها الجنة بغير حساب
