
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
بعد موضوعي الأول وكان على هذا الرابط ..
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=1925742
جمعت لكم جميع الأجزاء وستكون بإذن الله متواصله لايقطعها أي رد ..
من فترة أردت كتابة تجربتي .. ولم أجد الوقت المناسب إلا الآن ..
قد يطول هذا الموضوع .. وقد يتفرع .. وسيكون هناك استرسال واستطراد للموضوع ..
ستجدون ماتريدون معرفته عن ذاك المكان .. فقد كانت تجربه لا أنساها في حياتي ..
عايشتهم مايقارب 4 اشهر .. وإلى الآن اشتاق أليهم ..
_ بداياتي معهم كانت في شهر 3\1430هـ ..
عندما نزل أسمي في التدريب الميداني وعلمت بالمكان .. كانت مشاعري مابين فرحه وخوف ..
ولكن حبي الكبير لكبار السن انساني الخوف .. وأتى اليوم الذي سأذهب أليهم .. كانت أمي الله يحفظها توصيني عليهم
وكنت اقولها ادعي لي أن الله يعيني ويقوي قلبي ..
ذهبت ولم أكن أعرف حتى أين مكانه .. كان شيء بالنسبة لي مجهول .. لأن هذه الفئة تتمتع بخصوصية المكان والتعامل ..
كانت معلوماتي عن ذلك المكان محدوده جداً ..
وصلت للمكان ودخلت ..
كان مبنى كبير .. يوجد ساحة بها مراجيح << ايه مراجيح لاتستغربون ...
وغرفة يتم بناءها للزوار ..
يوجد مكان للشواء .. ثم البوابة الرئيسية للمبنى ..
عبارة عن 3 أدوار ..
الدور الأول: يشمل الإداره ، مطبخ الدار ، الإعاشة ، وغرفة الغسيل ، وجلستين كبار للضيوف والزوار ..
الدور الثاني: كان دور كبار السن والعناية المركزه ..
الدور الثالث: كان دور النقاهة النفسية الدائمه ..
*نبدأ بالدور الأول ..
كانت الإدارة قمة في التعامل واللطف معنا ..
كان لنا إشراف يومي على الإعاشة (( مستلزمات الطبخ من خضروات ، ولحم ودجاج وسمك ، فواكه ، معلبات ...... )) كانت يومياً تأتي الإعاشة لهم ..
ننظر للتواريخ ومدى صلاحيتها .. الوزن .. الخضروات والفواكه طازجه ..
ثم نشرف في المطبخ على الوجبه الخفيفة عبارة عن : ( شاي ، حليب ، قهوة ، ويكون معه إما دونات أو قيمات أو كيك على حسب .....)
الوجبه هذه فقط لقسم النقاهة ..
ويوجد بنفس الدور مقصف .. فيه شوكولاته وعصيرات .. واللي تبيع أمراه كبيره بالسن كم احبها والله يجزاها كل خير .. ومو بالدار تعيش .. تجي من بيتها ..
سأتكلم في الرد التالي عن الدور الثاني ..
وهو الدور الذي تعيش فيه كبيرات السن ..
يوجد به الكثير من المآسي والعظه .. اللهم يارب لاتردنا لأرذل العمر ..
فديتكم لاتردون حتى أكتب .. انتهى
(واللّه الذي خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرّد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئاً إن اللّه عليم قدير) النحل: 70".
(ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا)"الحج/5
سبحان الله العظيم رأيت مايشيب له الرأس ويقشعر له البدن ..
الدور هذا كنت اتألم كثيراً ، وأفرح كثيراً لمساعدتهم والجلوس معهم ، وأحزن لحالهم وماآلو إليه ..
الدور عبارة عن غرف كبيره تتسع بعضها إلى 8 أسره ..
وملحقة بدورات مياة كبيره - تكرمون- مع الكراسي الخاصه بهم للشاور وللأستخدام اليومي ..
وفيه صالتين كبيره .. واحده للجلوس ومشاهده التلفزيون ..
والثانية .. صالة طعام ولكن القليل جداً يجلس فيها لأن البعض لايستطيع الخروج من الغرفة ..
ويوجد ببعض الغرف ممرضات على مدار الساعة للحالات الصعبه وغالبيتهم حالتهم صعبه .. الله يرحمهم برحمته يارب ولايردنا إلى ماصاروا إليه ..
كنت أتعامل معهم كالأطفال في البداية كنت أنحرج وأقول كبيرات سن .. عيب ومدري ايش
لكن سبحان الله الوحده ترجع وكأنها طفل ..
اللبس ماتقدر تلبس .. الحمام وأنتم بكرامه طبيعي ماتقدر تروح لحالها ..
القومه من السرير بمساعده .. الأكل ايضاً .. المشي .. وبعضهم كان عندهم دمى عرائس ..
الله يهون عليهم يارب ويعوضهم بالجنه ..
كانت 8 غرف سأتكلم عن 4 .. وبالجزء الثاني سأكمل الباقي ..
الغرفة الأولى .. كانت لأختين كبيرات بالسن إحداهم لاتستطيع الحركه إلا بمساعده و لم يسبق لهم الزواج ولا يعرف لهم عائل ..
لهم فترة في الدار قد تكون سنتين – لاأذكر- وإلى الآن لم يتأقلمون مع الدار ويريدون الخروج ..
الغرفة الثانية .. يوجد بها اثنتين احداهم لاتتكلم ولاتعلم أين هي .. << ولها قصه لكن لااستطيع ذكرها
أما الأخرى كانت تسولف معنا لكن لاتستطيع الحركه والأكل إلا بمساعده ..
الغرفة الثالثة .. هذي الغرفة أدخل اطلع منها ودموعي على خدي ويقشعر لها بدني ..
هذي غرفة العناية المركزه .. لا أذكر عددهم .. ولكن كانوا في غيبوبه .. التنفس والأكل عن طريق انبوب في الانف ..
وسبحان الله العظيم كنت اشوف السرير كأن مافي أحد ( شوفتوا الطفل وهو في بطن امه كيف )
والله ماأبالغ كانوا كذا واجسامهم اصبحت صغيره جداً لدرجه ماتلاحظين أحد نايم تحت الشرشف أو لا ..
الغرفة الرابعه .. كانت محزنه لي جداً ..
اتوقع فيها 5 نساء .. 2 منهم خوات ..
الخوات هذولا .. متغطيات مايبعدون الغطاء من على وجيهم غطاء كامل مو برقع .. لا
احياناً كنت احاول ابعده عنهم خوفاً عليهم ينكتمون .. بس مايرضون .. وكل سوالفهم بالماضي ،وكانت وحده منهم تهاوشني تقول تغطي عشان الرجال .. وتنادي بأسماءهم ..
وصار موقف بينهم- الخوات- قدام عيني والله اني جلست ابكي ..سأذكره لاحقاً ..
أيضاً معهم وحده في نفس الغرفة احبها هاديه ومبتسمه دائماً وكانت سوالفها بالماضي ..
وتسولف وتقولي نادي عمك وقولي له أني غديت الأولاد .. وكانت تقول قصايد وتصفق وأصفق معها .. وكانت تنبسط كثير ..