سيدة الوسط
سيدة الوسط
كتب زائر لموقع تداوي
"دعوة لاستخدام " الســـواك " في القرن الواحد والعشرين
أ.د. رامز هاشيموف ، أ.د. سرحان تاقييف ، د. أسامة الخندقجي --- أذربيجان – باكو
يعجب القارئ في مطلع القرن الواحد والعشرين أن يثار الحديث حول وسيلة تنظيف طبيعية قديمة للفم والأسنان لا تحمل أي مظهر حضاري جديد اعتاد عليه الناس في القرن العشرين .. لكن الأمر ليس كذلك !!..

فالمتابع للأبحاث والدراسات العلمية الحديثة في نهايات القرن العشرين بخصوص إنتاج الأدوية وطرق استخراجها وبعض الوسائل العلمية المتبعة لمعالجة المرضى .. يجد حركة علمية نشطة من العلماء تدعو للعودة الى أسرار الطبيعة من جديد وتكثيف البحث فيها أكثر مما سبق بعيدا عن المغالطات والأفكار السلبية المكتسبة تجاه ذلك الأمر ، وذلك بسبب توفر الوسائل العلمية الحديثة في الوقت الراهن القادرة على اكتشاف تلك الأسرار .
كما أن هناك العديد من الأدلة التي تثبت مدى فعالية وتفوق الكثير من الأدوية النباتية أو المستخرجة من أرجاء الطبيعة على غيرها من الأدوية الكيماوية المستحدثة ، وإن فاقت الأخرى فلن تنجو من الآثار الجانبية التي قد تحدثها من جراء كثرة الاستخدام أو تحسس البعض منها أو نحو ذلك من الأسباب العلمية المعروفة .
فالحديث وإن دار حول وسيلة قديمة مثل استخدام السواك لتنظيف الفم والأسنان .. لا يعني بالضرورة عدم فعالية تلك الوسيلة لكونها قديمة أو لا تتلاءم مع متطلبات العصر الحديث . فالثابت علميا أن هناك مئات الأبحاث والدراسات العلمية المعاصرة التي أجريت بشكل محايد من قبل علماء مسلمين وآخرين غربيين قد أثبت مدى فعالية وتفوق عود السواك على غيره من وسائل التنظيف المعروفة . ورغم ذلك ما زلنا نعتقد والكثير من الباحثين أن البحث ما زال متواضعا في هذا المجال مقارنة بالافتراضات العلمية المتوقع إثباتها في حال مواصلة البحث العلمي المدعوم والموجه توجيها علميا صحيحا بالرجوع الى المصدر الأول صاحب تلك الفرضيات العلمية وغيرها .. المعلم الأول محمد صلى الله عليه وسلم طبيب الأمة ومرشدها .
والمهم في نهاية الأمر هو إثبات مدى فعالية وتفوق تلك الوسيلة وإن بدت لنا أنها قديمة . فهذا هو الهدف الأساسي الذي يتسابق عليه العلماء والشركات المنتجة للأدوية ، وهو في الوقت نفسه مطلب ضروري لكل إنسان يسعى لصحة أفضل .
والجدير بالذكر أن السواك هو إحدى تلك الوسائل الطبيعية القديمة التي خفى على الكثير حقيقتها وأسرارها علما بأنه يعود زمن استخدام السواك الى العهد القديم كما تدلل الأحاديث النبوية الصحيحة وكتب التاريخ .
ولكن بالرغم من أن السواك عرفته البشرية قبل ظهور الإسلام منذ القدم – خلاف ما يعتقد به البعض – لقوله صلى الله عليه وسلم " .. وهو سواكي وسواك الأنبياء من قبلي " وبالتحديد منذ عهد إبراهيم عليه السلام كما جاء في إحدى الروايات بكتب التفسير حول الآية رقم 124- في سورة البقرة " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن .. " وذكر من ضمنها السواك . ورغم ذلك كان للإسلام دورا فاعلا وفضلا كبيرا في نشره والتعريف به بذكر فضائله وفوائده والحث على استعماله ، حتى أضحى سمة واضحة تميز به المجتمع الإسلامي منذ ظهوره والى يومنا هذا .
ومنذ ذلك الحين وكتابات أعلام الطب القديم والحديث من المسلمين تزداد وتنتشر يوما بعد يوم في هذا الموضوع ، الى أن بلغ ذلك الأمر الى علماء الغرب حينها بدءوا بتوجيه دراساتهم الجادة وتسخير تقنياتهم الحديثة للبحث في أسرار هذه الوسيلة البسيطة المعقدة التي أذهلت كل من بحث فيها وعرف حقيقتها الكامنة ليعلن بذلك عن ملاحظاته واكتشافاته العلمية المثبتة في المؤتمرات الطبية الدولية . نعم هي بسيطة في فكرتها وطريقة استخدامها لكنها معقدة في محتواها وآلية تأثيرها . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصف السواك المأخوذ من شجرة الأراك بخزينة الأسرار حيث قال " استاكوا بهذا – مشيرا الى عود الأراك - خزينة الأسرار " فالثابت أنه مازال العلماء والباحثين منشغلين في الكشف عن تلك الأسرار الخفية حول محتويات مادة السواك وآلية تأثيره فقط على جهاز الفم والأسنان ، إذ أننا ما زلنا نسمع ونقرأ كل فترة باكتشاف مادة جديدة في السواك وآلية تأثير جديدة على ذلك الجهاز الحساس ، رغم أن بعض العلماء يعلم ويؤكد مدى فعالية السواك على بقية أجهزة الجسم مثل الجهاز التنفسي والعصبي والبصري والهضمي والمناعي وغيرها ، وليس كما يعتقد الكثير بأنها محصورة على نظافة الفم والأسنان فحسب . ولكنها فرضيات علمية لم تثبت بعد .
والعجيب في الأمر أن جميع ما أشير إليه سابقا من دراسات وأبحاث وتجارب تدور حول فوائد العود فقط المستخرج من شجرة الأراك التي تعج بفوائد طبية قيمة ، لكنها للأسف لم ترق بعد عن كونها وصفات شعبية مجربة الى درجة الوصفات الطبية المعتمدة . فهي لم تخضع لأية تجارب علمية جادة للإستفادة منها .
وهذا ما نطمح لتحقيقه وندعو جميع المهتمين لمشاركتنا في توسيع البحث العلمي لإثبات مدى شمولية فائدة السواك على جسم الإنسان والذي يميزه عن أي وسيلة تنظيف حديثة . فلدينا أحاديث نبينا الكريم خير مرشد ودليل لنا للبحث في تلك المجالات ، فهي الأصل في وضع تلك الفرضيات العلمية التي نؤمن بمعجزتها وحتمية إثباتها لقوله عز وجل في حق رسوله الأمين " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى " فهذه شهادة ربانية عظيمة له بالأمانة والتنزيه والعلم المؤكد لاتصاله المباشر بالعليم الخبير .
وللأهمية نشير الى واحد من أهم الأحاديث النبوية الصحيحة بهذا الخصوص في قوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالسواك فنعم الشيء السواك .. يذهب بالحفر وينزع البلغم ويجلو البصر ويشد اللثة ويذهب بالبخر ويصلح المعدة ويزيد في درجات الخير ويحمد الملائكة ويرضي الرب ويسخط الشيطان " . وهذا دليل على ما سبق ذكره من فوائد استعمال السواك الشاملة ، فهو بتزكية الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب بالحفر أي أنه يمنع من حدوث أية إلتهابات في المنطقة المحيطة بالسن من أربطة وأنسجة داعمة لقوامه ، مما يقي مستخدم السواك من تساقط أسنانه . وينزع البلغم أي يزيل المواد المخاطية الزائدة والمتغيرة في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي معا وذلك لكون التجويف الفموي يعد نقطة اتصال مباشرة بين منطقتي الجهاز التنفسي العلوية والسفلية . ويجلو البصر أي بمعنى يحفظه ويزيده نضارة وجلاء من خلال حفظ المنطقة المحيطة بالعين وهي الجيوب الأنفية التي قد تسبب للعين بعض الإلتهابات من جراء إصابة الجيوب بالتهابات مختلفة ، وهذا ما يعرفه المختصون . ويشد اللثة أي يحميها من الضعف والترهل والإنسحال عن مكانها . ويذهب بالبخر أي يزيل الرائحة الكريهة الناتجة من حدوث إلتهابات وتغيرات مختلفة سواء كانت بالفم أوالجيوب الأنفية أوالمعدة . ويصلح المعدة أي يعينها في القضاء على ما يؤذيها من ميكروبات واردة من الفم بالإضافة الى مساعدتها في عملية الهضم التي تبدأ أول مراحلها بالفم من خلال المضغ السليم . وأما نتاج ذلك كله زيادة في الأجر والخير وحمد الملائكة لفعلته سيما أنها تتأذى كثيرا من الروائح الكريهة المنبعثة من فم الإنسان مثلما البشر . وختام الخير كله رضى رب العالمين عن صاحبه لكونه أفاد نفسه وأراح غيره من انبعاث رائحة كريهة منه بالإضافة الى اتباعه لسنة نبيه ، مما يزيد الشيطان سخطا وحسرة وحزنا على اتباع المرأ لسنة نبيه وحرصه على رضاء ربه . فأنا لوسائل التنظيف المستحدثة أن تحل محل هذه الوسيلة الربانية العجيبة .
وهنا يتساءل البعض لماذا ترك الناس هذه السنة النبوية الكريمة بالرغم من معرفتهم بفضائلها الدينية وإقرارهم بفوائدها الصحية !! ولماذا ننتظر الغرب ليذكرنا بمحاسن ما نملك من نعم ربانية عظيمة قد أشار إليها ديننا الحنيف قبل قرون عدة !! فنأخذ بما ينصحوننا به وندع ما ينهوننا عنه بغض النظر إن كان ذلك يوافق تعاليم ديننا أو يخالفه ، علما بأن الله عزوجل قد أوصانا باتباع هدي رسولنا الأمين قبل كل شئ بقوله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. " .
سيدة الوسط
سيدة الوسط
وللوقوف عند هذا التساؤل وغيره من التساؤلات الهامة قمنا بالتعاون مع نخبة من الأساتذة والمختصين في جامعة الطب الأذربيجانية بباكو بإجراء دراسة علمية موسعة بدأت منذ سنة 1995م حول موضوع السواك بهدف التعريف به ونشره في تلك البلاد والسعي نحو توظيف الطاقات العلمية الأعجمية المتميزة لكشف أسراره والإستفادة منه أكثر ، إضافة الى حرصنا للتعرف على أهم الأسباب الموضوعية التي أدت الى تفضيل الكثير من الناس لوسائل التنظيف المعروفة على السواك ، والتي تم استخلاصها من خلال استبيان وزع بهذا الخصوص على شريحة عريضة من الناس . وقد لخصنا أراء المشاركين بالنقاط التالية :
أولا : عدم تواجد السواك بوفرة في كل مكان سواء كان ذلك التواجد زراعيا للإستفادة منه أو على الأقل تجاريا لبيعه على الناس في الأسواق .
ثانيا : عدم قدرة الكثير من الناس على اختيار العود المناسب من السواك ذو الجودة العالية أو عدم توفر النوعية الجيدة منه ورواج البضاعة الرديئة لدى العطارين وغيرهم بدلا من تواجدها في الصيدليات وعيادات الأسنان .
ثالثا : عدم تقبل الغالبية للمظهر العام للسواك كونه قطعة خشبية لا يستحسن استعمالها في ظل تطورات العصر الحديث – حسب تعبيرهم – ومع توافر عشرات بل مئات وسائل التنظيف الحديثة .
رابعا : عدم القدرة او المعرفة بطرق استخدام السواك بصورة علمية صحيحة وذلك بسبب غياب نشرات التوعية الصحية المبسطة التي تمكن الراغبين من الإستفادة من فوائد السواك الصحية الكامنة فيه .
والجدير بالذكر أن هذه التساؤلات وغيرها دفعتنا كثيرا للعمل على دراستها وتحليلها والسعي للخروج بخطوات عملية واضحة ومدروسة تعود بالفائدة على كل من يرغب بالحصول على صحة أفضل باتباع هذه السنة النبوية الشريفة . وقد أسفرت الدراسة عن نتائج علمية عملية مثمرة وفي غاية الأهمية بحمد الله وفضله ، والتي عكست صورة طيبة عن الإسلام وتعاليمه وأحيت مفهوما لم يكن حاضرا على الأذهان لدى هؤلاء الأطباء والمختصين الأعاجم بما يتعلق بالطب النبوي أو الإسلامي .
ونظرا لأن مجالات البحث متشعبة وموسعة سنقف عند أهم جانب في الدراسة وهو الجانب العملي الذي يهم المستخدم بالدرجة الأولى بتوضيح الطريقة العلمية الصحيحة لاستعمال عود " السواك " وبصورة مبسطة .
بداية وقبل كل شئ يجب الإشارة الى أهمية اختيار نوعية السواك المفترض استعماله لتنظيف الفم والأسنان للحصول على نتائج صحية ملموسة .. لذا يحبذ أن يكون السواك مغلفا بغلاف معقم ومفرغ من الهواء مثل " سواك مكة " أو " سواك المسلم " وهما اسمان لشركتان تقومان بهذه الخطوة الصحية اللازمة للحفاظ على نظافة وفعالية السواك لمدة أطول .
أولا : عملية تجهيز السواك :
1. يتم قص نهاية المغلف الحافظ للسواك من إحدى الجهتين لاستخراج العود منه . مع ضرورة الإحتفاظ بهذا المغلف المعقم للإستفادة منه فيما بعد لحفظ السواك بداخله بصورة نظيفة بعد كل استخدام .
2. يؤخذ العود وعلى بعد 1 سم من إحدى طرفيه يتم تحديد الطبقة القشرية الخارجية منه بشكل دائري ومنتظم باستخدام آلة حادة – كالسكين مثلا - بهدف إزالة القشرة وإظهار الألياف الخشبية الموجودة تحتها . ويمكن إزالة تلك الطبقة القشرية بعد تحديدها بواسطة الأسنان الأمامية نظرا لسهولة إزالتها في حال كان السواك رطبا لينا . وتجدر الإشارة الى إمكانية مضغ تلك الطبقة بصورة جيدة وإبقائها داخل الفم والأسنان نظرا لاحتوائها على مواد حيوية مفيدة لأنسجة الفم والأسنان بعكس ما يقوم به كثير من الناس بالتخلص من هذه الطبقة القشرية اعتقادا منهم بأنها غير مفيدة .
3. بعد إزالة الطبقة القشرية تظهر لدينا ألياف خشبية متراصة ومتلاصقة بإحكام والتي نقوم بتنظيف أسناننا وبقية أنسجة الفم بها . وللقيام بتحضير هذا الجزء المخصص للاستعمال نقوم بعملية الضغط المكرر وبشكل مخفف ودائري عليه بواسطة الأسنان الامامية أو الخلفية بهدف تباعد تلك الألياف المتراصة عن بعضها وتهيئتها بصورة ملائمة للاستعمال الأولي وهي ما نطلق عليها بمرحلة الاستعمال الحذر . وهنا تجدر الإشارة الى ثلاث نقاط هامة :
النقطة الأولى : يجب أن لا يلجأ المستخدم الى نقع السواك بالماء لكي لا يفقد العود أيا من محتوياته المفيدة . فهذا خطأ شائع بالإضافة الى استخدام آلة حادة مثل السكين أو اللجوء الى الضغط على الطرف المستخدم بشكل قوي لتفريق الألياف وتفكيكها عن بعضها مما يسبب في إتلافها وفقدان تماسكها .
النقطة الثانية : تهدف عملية الضغط المخفف على الجزء المستعمل الى تجنب فرط تلك الألياف وتباعدها عن بعضها بشكل واضح مما يصعب على الشخص المستخدم القيام بمهمة تنظيف أسنانه بصورة جيدة وفعالة وخاصة الذين يعانون من ترسبات كلسية أو تلونات يصعب إزالتها بالدلك الخفيف أي بألياف متباعدة ، بل ننصح هذه الفئة من المستخدمين أن يباشروا عملية التنظيف على الاسنان مباشرة بعد إزالة الطبقة القشرية للإستفادة أكثر من متانة الألياف وقوتها في إزاحة تلك الترسبات والتلونات المختلفة ، وقد أشار الى ذلك نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله " مالي أراكم تأتوني قلحا !! استاكوا ". حينها سيجد المستخدم الأثر الواضح على أسنانه في حال اتباعه لهذه الإشارة النبوية الكريمة .
النقطة الثالثة : نشير الى أن المقصود بالإستعمال الأولي أو بمرحلة الإستعمال الحذر هو عملية تنظيف الأسنان فقط بعيدا عن الأنسجة الرخوة حيث أن الألياف تكون في بداية الإستعمال قوية قاسية قد تضر بالأنسجة الرخوة في حال ملامستها ولكنها سرعان ما تلين وتصبح رقيقة ناعمة الملمس تلقائيا من جراء الإستخدام المتواصل .
ثانيا : كيفية استخدام السواك :
1. من المهم جدا التحكم بالعود عند استخدامه فهناك طرق عديدة أفضلها الإمساك به مثلما يمسك القلم أو بطريقة القبضة الموازية ( أن يجعل الخنصر من أسفله والبنصر والوسطى والسبابة فوقه والإبهام مثبت به من الأسفل ) والتي من خلالها تتم عملية التنظيف بشكل أكثر تحكما ودقة دون تعريض الأنسجة الرخوة لأية إيذاء محتمل في بادئ الأمر .
2. قبل الشروع بعملية تنظيف الأسنان لا بد من القيام بخطوة هامة وهي غسل الجزء المستخدم بالماء قليلا أو القيام بترطيبه بواسطة اللعاب كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها ".. فأخذت السواك فقضمته ورطبته ثم رفعته الى رسول الله .. " وذلك بتبليله والضغط المكرر والمخفف عليه ومن ثم امتصاص ما يتم إفرازه من مواد مفيدة تخرج منه ، والتي بدورها تقوم بتحفيز الغدد اللعابية وزيادة إفرازها ودرجة لزوجتها مما يساعد ذلك كثيرا في تليين السواك وتباعد أليافه بتحليل المواد المتواجدة بداخله . وهذه العملية توجد علاقة تبادل مفيدة بين الجهتين بالإشارة الى أهمية دور اللعاب في القضاء على الجراثيم وتسهيل عملية تنظيف الفم بشكل تلقائي .
3. بعد القيام بعملية تحضير السواك والتحكم بمسكه بصورة ملائمة تبدأ عملية التنظيف بالأسنان الامامية العلوية نظرا لعرض مساحتها واستوائها المناسبين لتهيئة السواك وتليين أليافه بصورة أفضل ، مع الحرص على عدم ملامسة اللثة في بادئ الأمر كما ذكرنا .
4. يتم تنظيف الأسنان بعد تهيئة السواك باتباع الخطوات التالية :
· البدء بتنظيف الأسنان الأمامية ومن ثم الجانبية (الخلفية) . مع الإشارة الى أهمية تنظيف كل سن على حدا وبصورة جيدة .
· بالنسبة للأسنان الأمامية يتم تنظيف أسطحها الخارجية ومن ثم الداخلية .
· عند الإنتقال الى الأسنان الخلفية يحرص قدر الإستطاعة تنظيف أسطحها الثلاثة الجانبية – اليمنى واليسرى – والعلوية حيث تتجمع بقايا الطعام ويكثر فيها المناطق المتسوسة أو المتغيرة . وهنا تجدر الإشارة الى أنه رغم تعذر تنظيف الاسنان من جميع جوانبها الى حد ما ، ولا سيما الخلفية منها إلا أنه من الضرورة الحرص على القيام بذلك ولو بمجرد ملامستها والضغط عليها بالسواك ليتم إفراز تلك المادة المفيدة وتوزعها على أسطحها والتي بدورها تقوم بحفظ الأسنان من التسوس والتفاعلات الكيميائية المضرة بها وبالأنسجة المحيطة وهذا ما استدل عليه من خلال حديث رسولنا الكريم في قوله " يذهب بالحفر " أي بمعنى أن السواك يقي ويشفي من كل ما يؤدي الى تساقط الأسنان أو إصابتها وبالمناطق المحيطة بها والتي أثبتته التجارب العلمية على مستخدمي السواك .
· بالنسبة لطريقة تنظيف السن نفسه تبدأ بوضع عامودي من عنق السن – بداية اللثة – الى الأسفل في الأسنان العلوية ومنها الى الأعلى في الأسنان السفلية باتجاه واحد فقط وبصورة متكررة لتجنب إيذاء اللثة وانسحالها عن مكانها .
· بالنسبة لتنظيف الأسطح العلوية (الماضغة) للأسنان الجانبية يتم وضع الألياف بزاوية معينة على تلك الأسطح والعمل على إزالة أية ترسبات عليها قدر الإمكان .
· أثناء تنظيف الأسنان يمكن الإستفادة من تماسك ألياف السواك للقيام بعملية تنظيف الفجوات المتواجدة بين الأسنان بإدخال جزء من تلك الألياف المتماسكة لإزالة بقايا الطعام العالقة فيها بسهولة ويسر خلاف ما يعتقد البعض من أن السواك لا يمكنه إزالة المواد العالقة بين الأسنان . وذلك بسبب تأخر البعض في القيام بهذه المحاولة الى حين ليونة وضعف تماسك الألياف بالكامل خشية الإضرار باللثة . والحقيقية أنه لا بد من القيام بهذه الخطوة الضرورية كما أكد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله " تخللوا على أثر الطعام وتمضمضوا فإنه مصحة للناب والنواجذ " وهي المناطق الأكثر تعرضا لتجمع بقايا الطعام ، وذلك بعد تباعد الألياف مباشرة مع أخذ الحيطة من إيذاء اللثة . وهنا تجدر الإشارة الى ثلاث ملاحظات هامة :
الأولى : للحصول على نتائج أفضل لا بد من التنظيف بشكل تتابعي ومنتظم ، بحيث لا يتم الإنتقال من سن لآخر أو من جهة لأخرى إلا بعد الإنتهاء من تنظيفها ويمكن الرجوع لها مرة أخرى بعد إتمام دورة كاملة مع الأسنان جميعها .
الثانية : لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التركيز على الأسنان المتضررة وبصورة متكررة ويحبذ ذلك بعد البدء بالأسنان السليمة .
الثالثة : يجب الإشارة الى أهمية الإستفادة من المادة المفرزة (العصارة) من ألياف السواك جراء الضغط عليها باستمرار والتنظيف بها ، إذ أنه من الضروري العمل على استخراج هذه المادة وامتصاصها ومن ثم بلعها من حين لآخر أثناء عملية التنظيف لما تحمله هذه العصارة من فوائد جمة لا تقتصر على الفم والأسنان فحسب بل على الجسم بأكمله وخاصة المعدة كما تقدم ذكره في الحديث الشريف " ويصلح المعدة ". لذا فإننا ننصح باستعمال السواك حتى للذين فقدوا معظم أسنانهم أو جميعها للقيام بهذه الخطوة الضرورية بهدف الحصول على المادة الحيوية الفعالة وذلك للحفاظ على نظافة الأنسجة الرخوة بالفم – كحد أدنى - والاستفادة منها لبقية أجهزة الجسم .
5. بعد الإنتهاء من تنظيف الأسنان وبالتالي تهيئة ألياف السواك لتصبح ناعمة الملمس مرنة الحركة يمكننا الانتقال الى المرحلة الثانية من التنظيف وهي ما نطلق عليها بمرحلة الإستعمال الآمن . حيث يتم من خلالها تنظيف سائر الأنسجة الرخوة المتواجدة في الفم مثل اللسان والحلق واللثة والتي لا تقل أهميتها عن تنظيف الأسنان . وفي هذه المرحلة يمكننا تقديم السواك الى الأطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم الستة أشهر عند بداية ظهور أول سن لبني لدى الطفل بدلا من الأداة المطاطية أو ما تسمى بـ " العضاضة " حيث يستفيد الطفل حينئذ من عدة فوائد أهمها التعود على تنظيف أسنانه بشكل آمن منذ صغره – خلاف معجون الأسنان الذي قد يسبب له حالة تسمم في حال بلعه ، بالإضافة الى أنه يمنع تقديم الفرشاة للطفل قبل بداية السنة الأولى من عمره - وتحفيز بقية الأسنان اللبنية للظهور دونما أن تسبب له أية متاعب تذكر وذلك لقيامه بعملية الضغط المكرر وبصورة لا إرادية على اللثة المتهيجة لبروز السن من خلال عود السواك مما يؤدي الى تمسيج اللثة وتنشيطها بالإضافة الى تسكين آلامها لاحتواء السواك على مادة مسكنة ، عدا عن ذلك إستفادة الطفل من المواد الحيوية الطبيعية للحفاظ على صحة أسنانه والتي لا تشكل أية مخاطر على صحته في حال بلعها .
أما بالنسبة لطريقة تنظيف الأنسجة الرخوة فهي بالترتيب على النحو التالي :
1. اللسان : حيث أنه أكثر الأنسجة الرخوة خشونة في التجويف الفموي ويحتاج الى عملية تنظيف جيدة بسبب ترسب بقايا الطعام على سطحه العلوي بصورة ماكنة مما يساعد على تكاثر الجراثيم المتواجدة بالفم وبالتالي ظهور رائحة كريهة من جراء حدوث تفاعلات كيميائية معقدة . وعملية تنظيفه تتم بطريقة الجرف أو ما يشبه بكنس السجاد على وجه التحديد باتجاه واحد من الخلف الى الأمام وليس العكس نظرا لتمايل الحليمات باتجاه جذر اللسان (الخلف) . ويجب تكرار العملية عدة مرات للتأكد من إزالة بقايا الطعام العالقة دون المبالغة بوضع السواك في مؤخرة اللسان خوفا من حدوث حالة تقيؤ.
2. سقف الحلق : وهو أقل خشونة لكنه يمتاز ببعض الحساسية أثناء عملية التنظيف ولا سيما في مؤخرة الحلق ، لذا ننصح بعدم المبالغة في تنظيفه خشية من إحداث رغبة في التقيؤ . أما عن طريقة تنظيفه فهي بنفس الطريقة السابقة من الخلف الى الأمام مع إمكانية التركيز على المنطقة الأمامية والجانبية باتجاه الأسنان لتنشيط الدورة الدموية فيها وتفادي حدوث أية إلتهابات تذكر .
3. اللثة : وهي من أكثر الأنسجة رخاوة وحساسية حيث أنها تحتاج الى عناية مركزة أثناء عملية التنظيف ولا غنى عنها لأهميتها في رعاية الاسنان وتنشيط الدورة الدموية فيها وتجنب حدوث أية إلتهابات أو مضاعفات قد تسبب أضرار خطيرة على كل ما يتصل بها . وهنا ننصح النساء أثناء فترة الحمل تحديدا بضرورة الإهتمام بصحة الفم والأسنان وخاصة اللثة لتعرضها المباشر لإلتهابات محتملة خلال هذه الفترة الحرجة . والجدير بالذكر أن السواك يحتوي على أهم عنصر لسلامة اللثة وصحتها وهو فيتامين "ج" بالإضافة الى بقية العناصر مثل مادة العفص التي تمنع حدوث إلتهابات في اللثة . أما عن عملية تنظيفها فهي سهلة للغاية وذلك بالقيام بمساج خفيف لها في المنطقة الواقعة تحت أعناق الأسنان مباشرة من الخلف الى الأمام وباتجاه واحد فقط . ويجدر الإشارة الى أن هذه العملية تكون في غاية الأمان بعد أن تتم تهيئة وتليين ألياف السواك بالكامل .
ثالثا : عدد مرات استخدام السواك :
اختلف الأطباء في عدد مرات تنظيف الاسنان بالفرشاة والمعجون لما لهما من آثار قد تكون عكسية في حال كثرة استخدامهما عن الحد المطلوب وبالتحديد على الأسنان واللثة والجسم بشكل عام . وهذا مما لا شك فيه ثابت علميا .
أما السواك فيمكن للمستخدم استعماله في اليوم عدة مرات دونما أن يشكل ذلك أية خطورة على أعضاء التجويف الفموي بشكل خاص أو الجسم بشكل عام بل وعلى العكس فإننا ندعو وننصح بكثرة استخدام السواك نظرا لما فيه من آثار صحية – وقائية علاجية – فعالة استطاع العلم اكتشاف البعض منها وبقي حائرا يبحث أمام الكثير منها . ونستدل على ذلك بما قاله عامر بن ربيعة في حق رسولنا الكريم " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يستاك وهو صائم ". وهذا ما يدل على كثرة استخدامه حتى وهو صائم . فجملة الأحاديث النبوية الصحيحية وسيرته صلى الله عليه وسلم تدلل على كثرة استخدامه للسواك وفي أوقات عدة كما سيأتي لاحقا . والجدير بالذكر أن السواك بعكس الفرشاة والمعجون يمكن أن يستخدم في اليوم مرة واحدة فقط لتبقى آثاره الوقائية بالفم طوال اليوم لمدة تصل من 6-12 ساعة بينما لا تتعدى آثار أفضل أنواع المعجون النصف ساعة .
رابعا : متى يستخدم السواك :
أما عن الاوقات التي يستخدم فيها السواك فهي كما ذكرنا في كل وقت يمكن استخدامه لقوله صلى الله عليه وسلم " السواك سنة .. فاستاكوا أي وقت شئتم " ولكن نشير الى أهم الأوقات التي تستدعي استخدامه وهي :
· بعد تناول الطعام مباشرة وخاصة الوجبات الرئيسية منها .
· قبيل النوم حيث يزداد النشاط البكتيري والتفاعلات الكيميائية الضارة بالفم سيما في فترة ركود أعضاء التجويف الفموي وخاصة عند توقف نشاط الغدد اللعابية فيه . وكذلك بعد الاستيقاظ بسبب تراكم المواد المخاطية وتغير لزوجتها . فكما روي عن جابر رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستاك إذا أخذه مضجعه " وقيل أيضا " فإذا استيقظ بدأ بالسواك " .
· عند تغير طعم الفم أو ظهور رائحة كريهة منه والتي سرعان ما تختفي في حال المواظبة على استعمال السواك بصورة صحيحة .
· وكذلك عند بداية ظهور أية التهابات أو تقرحات فموية أو علامات نزلات البرد . إذ أنه يوجد في السواك مواد حيوية مضادة للإلتهابات وقاتلة للجراثيم ، بالإضافة الى وجود أهم العناصر المقاومة لنزلات البرد وهو فيتامين "ج" .
· كما يحبذ استعماله عند كل وضوء كما جاء بالحديث الصحيح " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " ، فهناك من ينصح قبل الوضوء ومنهم من يؤكد على ذلك بعد الوضوء وكلاهما خير لأن في الأولى تنظيف لبقايا الطعام العالقة بالفم أولا ومن ثم العمل على إزاحتها بالمضمضة ، أما الثانية فيكون الفم متهيئا بعد عملية المضمضة للتنظيف بالسواك التي ستبقى آثاره بالفم لمدة أطول بعكس الحالة الأولى .
· وكذلك عند كل صلاة كما جاء بالحديث الصحيح أيضا " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " ويمكن فعل ذلك قبل وبعد الصلاة مع تفضيل الإستياك قبيل الصلاة عن بعدها بدرجات عدة لما ثبت عن رسول الله وصحابته الكرام فعل ذلك ، بالإضافة الى ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم في روايات عدة بهذا الشأن بقوله " لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بدون سواك " .
خامسا : المدة الزمنية لاستخدام السواك :
أما عن المدة الزمنية لاستخدام السواك في المرة الواحدة فهي تتراوح بين البضعة ثوان الى نحو النصف ساعة أو أكثر وهذا ما يمكننا فهمه من قوله صلى الله عليه وسلم " وإني لأستاك حتى لقد خشيت أن أحفي مقادم فمي " - أي الأسنان الأمامية - وهذا دليل على حرصه صلى الله عليه وسلم عند استعماله للسواك بكثرة استخدامه وبطول مدة استخدامه له . والتي قد تعجز عنه وسائل التنظيف الحديثة ، حيث أنها غير قادرة على البقاء في الفم أكثر من 5 دقائق نظرا لتضايق المستخدم وتضرره من وجودها لفترة أطول . بينما تختلف المعادلة الحسابية لدى المستخدم في حال استعماله للسواك إذ أنه كلما زاد من مدة استعماله للسواك بالطريقة العلمية الصحيحة ازدادت نسبة تحسن الحالة الصحية لديه في جهاز الفم والأسنان بالإضافة الى بقية أجهزة الجسم .
سادسا : إرشادات هامة :
1. من الضروري الإحتفاظ بعود السواك في مغلف مناسب ومعقم للمحافظة على نظافته طوال فترة الإستخدام . لذا ننصح باقتناء عود السواك المغلف بغلاف معقم ومعد خصيصا لذلك مثل "سواك مكة " و"سواك المسلم " .
2. كما ننصح بغسل الجزء المستخدم بقليل من الماء بعد الإنتهاء من استعماله مع ضرورة القيام بذلك عند إعادة استعماله مرة أخرى للتخلص من فضلات الطعام في حال تعلقها بين أليافه .
3. بعد الإنتهاء من استعمال السواك ننصح بالاحتفاظ به داخل الثلاجة قدر الإستطاعة ولا سيما فترة الإنقطاع الطويلة عن استخدامه . أما للذين يحتفظون بكميات كبيرة من السواك فننصحهم بضرورة الإحتفاظ بها داخل ثلاجات التجميد للحفاظ على المواد الحيوية الفعالة داخل السواك وهذا ما تحققه درجات التجمد العالية .
4. بعد الإنتهاء من عملية تنظيف الفم والأسنان نوصي بعدم الإقبال على غسل الفم أو المضمضة بهدف الاحتفاظ بالمادة الحيوية المتواجدة بالفم ، حيث يقوم البعض بذلك بدافع زيادة النظافة وهذا إعتقاد خاطئ قد يقلل من تأثير المادة الفعالة في التجويف الفموي .
5. أما بالنسبة لأهم التوصيات التي لا يتبعها أو يجهلها كثير من الناس هي ضرورة تغيير الجزء المستخدم يوميا ولمدة زمنية لا تتعدى 24 ساعة وذلك بسبب فقدان تلك الألياف تماسكها ومرونتها ، بالإضافة الى إنتهاء مخزون المواد الحيوية الفعالة المتواجدة على جدرانها وبين أسطحها والتي هي بمثابة المعجون لتلك الألياف التي تمثل الفرشاة في هذه الحالة . وبالتالي إمكانية سيطرة البكتيريا حينئذ عليها مما يسبب في إحداث ردة فعل عكسية ضارة بدلا من أن تكون نافعة على الفم والأسنان .
وعملية تبديل الجزء المستخدم تتم بنفس الطريقة التي تتبع لتحضير السواك في المرة الأولى .
وختاما يمكننا أن نلخص أهمية استعمالنا للسواك في حياتنا اليومية بمعرفة أهمية التجويف الفموي لجسم الإنسان والذي يعد بمثابة البوابة الرئيسية لعالم واسع شديد التعقيد والحساسية . فكلما كانت هذه البوابة سليمة ومحصنة بجميع أركانها وأجهزتها الدفاعية .. كلما استعصى على الأجسام الغريبة اقتحام هذا الجسم والتأثير به بسهولة . وهذه المعادلة يمكنها أن تتحقق باستعمال السواك بعناصره الحيوية الفعالة . فالجسم السليم بالعقل والتطبيق السليمين .
كما نود أن نؤكد من خلال هذه الدراسة المتواضعة وغيرها ممن سبقنا في هذا المضمار الواسع وبشكل قاطع أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لنا لاستخدام السواك والمواظبة عليه في أكثر من 100 حديث محقق بتخريج أهل العلم حتى بلغ به القول " أمرت بالسواك حتى أنه ظننت أن ينزل علي فيه قرآن أو وحي " وحرصه على استعماله حتى آخر لحظات حياته صلى الله عليه وسلم حينما ختم عمله بالسواك .. لدليل واضح على مكانة ومعجزة هذه السنة النبوية الكريمة بعينها وليس بمضمونها فحسب – خلاف ما أشار إليه بعض علمائنا الأفاضل في العلم الشرعي – فهو مطهرة للفم فعلا ولكنه مرضاة للرب أيضا . ولذا رأينا حبيبنا المصطفى كيف كان حرصه على كل ما يرضي عنه ربه .
لذا يمكننا القول أن هذه الوسيلة الطبيعية القديمة صالحة ومناسبة في كل زمان ومكان نظرا لدوام تميزها وتفوقها على بقية الوسائل العلمية المستحدثة .
نعم إن عملية الإستياك يمكنها أن تتم بأي وسيلة ممكنة ولا حرج في ذلك لكننا ندعو الى الأخذ بما آتانا به الرسول ودعانا إليه قدر إستطاعتنا وبلا تعصب أو إثقال على الناس - سيما أنها سنة – لكنها في الوقت نفسه دعوة حقيقية صادقة من منظور آخر علمي متجرد لا يعرف سوى لغة الدليل والبرهان بالبحث والتجربة والإثبات البين .. مفادها أن السواك ما زال في الطليعة قادرا على يكون المرشح الأفضل إن لم يكن الأوحد في القرن الواحد والعشرين لصحة أفضل للفم والأسنان ، إذا ما أعير له اهتماما حقيقيا .

إشارة الى المهتمين : حرصا منا على نقل الفائدة ونشرها على الجميع .. نشير الى أننا بصدد إعداد كتاب مفصل يتناول موضوع السواك بكافة جوانبه المهمة وحقائقه المذهلة والممتعة أيضا للقارئ المهتم بصورة سهلة وميسرة إن شاء الله والتي ستنسج - لا محالة – في أذهاننا حقيقة ثابتة ومتجددة .. مفادها توجيه المولى عز وجل لنا بحق رسوله الأمين " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " .
لذا فإننا ندعو جميع الأخوة المهتمين والباحثين للمشاركة معنا بما لديهم من معلومات قيمة وموثقة من دراسات أو أبحاث علمية أو أية إصدارات ذات صلة بالموضوع ، أو حتى اقتراحات وملاحظات تخدم هذا العمل العلمي الهادف .
للمراسلة :
E-mail : uata@ayna.com
حنيــــــن الذكرياااات
بسم اللة الرحمن الرحيم


جزاااك اللة خيررر..وباااارك فيك..