هو شيخ كبير في السن لم يحظ بالتعليم وطلب العلم، إلا ما يُقيم به دينه..
هو شيخ يحب الله ورسوله، على فطرته، يخدم الكبير ويحنو على الصغير..
هو شيخ لم تغره الدنيا وملذاتها، وعبد الله على ما أخذه من "بسيط" العلم على يد الكتاتيب..
وفي أحد الليالي، وبعد إحدى الصلوات في المسجد، قام رجل وحدّث بحديث عظيم، وكأنه قد وقع على بطل قصتنا من السماء، أو كما عبّر هو بنفسه، وبلغة القلوب الصافية الطاهرة بقوله: (كأنّه المطر)..
وأمّا الحديث فهو آخر حديث في صحيح البخاري - رحمه الله تعالى -، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)..
يقول محدثي: أن صاحبنا هذا قام بعد الصلاة وسأل الشيخ المحدث، عن صحة الحديث بقوله: (صحيح هذا قول النبي)؟؟!!
فطمأنه المحدث بأن هذا الحديث موجود في صحيح البخاري وأنه أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، فاطمأن الشيخ لذلك..
يقول راوي القصة:
ياليت كل منا قد عمل مثل ذلك الشيخ الكبير..!!
فلم يدخل مجلس أو محل أو خلافه، إلا ويقول حين يقوم من ذلك المجلس: (يا إخوان، كلمتان حبيبتان..) ويكمل الحديث، ثم يقول: (قاله البخاري).. أي رواه اليخاري..!!
فلا إله إلا الله، كيف فعل هذا الشيخ بالخبر، وكيف دعا وبلّغ، وهو الذي لا يعرف سوى هذا الحديث، ويقول محدثي، أن لو أحدا سأل هذا الشيخ عن "البخاري"، لما استطاع أن يجيبه..
ولكنه حب هذا الدين، وكل ماجاء به الرسول، صلوات ربي وسلامه عليه..
وتمضي قصة هذا الشيخ، مع هذا الحديث حتى مرض الشيخ ودخل المستشفى، ولم ينتهي حبه لهذا الحديث ونقله حتى وهو على فراش المرض..
فكان يُمسك بيد من يزوره، إذا همّ بالانصراف ويقول له: (يا وليدي أوصيك، كلمتان حبيبتان إلى الرحمن .. ويكمل الحديث..!!
يقول الرواي:
حتى دخل الشيخ الكبير "الداعية" في غيبوبة، ووضعوا عليه أجهزة التنفس وغيرها..
وكان لديه طبيب من السعودية، هو الذي قام عليه منذ دخوله المستشفى، ويقول الطبيب عن حالة الشيخ: أنه يشكو من ضعف القلب "الطيب" وتوقف الكُلى جزئيا، مع وجود كمية من المياه في الرئة، هذا بالإضافة لكبر سنه وضعفه عموما، فوضعناه تحت التنفس الصناعي لكي نريحه من الآلام الشديدة التي قد يتعرض لها..
يقول الطبيب:
وفي إحدى الليالي تم الاتصال بي عن طريق "جهاز النداء" من المستشفى، وقد كنت خارجا منه قبل لحظات، فعدت أدراجي لمركز العناية الفائقة..
وقابلني الطبيب المناوب، وأخبرني بأن الشيخ قد أفاق من غيبوبته، فحاولنا أن نعطيه المخدر، فأومأ بيده ألا تفعلوا، وهو يتمتم بكلمات لم نفهما..!!
يقول الطبيب:
فذهبت مسرعا لغرفة الشيخ، ووجدته ينظر إلي بكل حنان وقوة وصبر، وكأنه "صقر على وكر"..!!
يقول الطبيب:
فوالله لقد ارتعبت من ذلك المنظر؟؟!! فلم نتعود أن يصحو أحدا من أمثال تلك الغيبوبة، وخصوصا كبار السن..
يقول:
فاقتربت من الشيخ، وقمت بفحص نبضه وسماع دقات قلبه وغيرها من الفحوصات، والشيخ ينظر إلي ويبتسم..!!
ثم أن الشيخ قام بتحريك "أنبوب الأكسجين" قليلا من على فمه، ثم أمسك بيدي، وأنا إلى الآن، والحديث للطبيب، أشعر ببرودة تلك اليد
وحنانها، ثم قال بصوت متعب متقطّع، يا وليدي: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، " قاله البخاري..
_____________________________________________
الشيخ تُوفي بعد يومين من تلك الحادثة.
ولم يفق بعد تلك الليلة، بعد إذ نام.
الطبيب موجود إلى الآن ولا يزال يحدث بهذه القصة.
القصة حدثت منذ حوالي خمس سنوات، وأعرف قريب الشيخ اللذي روى لي القصة.
وقد ذكرت كذلك بشئ من التصرف في بعض الأشرطة والمحاضرات..
رحم الله شيخنا، وجزاه الله خيرا، وغفر لنا وإياه..
أخوكم
ساري

sary @sary_2
عضو نشيط
هذا الموضوع مغلق.

والله لقد دمعت عيناي وأنا أقرأ هذا القصة الجميلة , وكأني أرى الشيخ ماثلا أمامي ..
قصة هذا الشيخ وما فيها من البراءة والعفوية .......
رحمه الله وحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ...
أشكرك أخي ساري على ذكر القصة وجزاك الله خيرا .........
قصة هذا الشيخ وما فيها من البراءة والعفوية .......
رحمه الله وحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ...
أشكرك أخي ساري على ذكر القصة وجزاك الله خيرا .........

والله إن في هذه القصة دروس عظيمة.
فمع قلة علمه أراد أن يبلغ عن رسول الله حديثا لعله يكون سبب دخوله جنة الفردوس العليا.
وأنا مع أميرة شوق، إن القصة تدمع العين.
:13:
فمع قلة علمه أراد أن يبلغ عن رسول الله حديثا لعله يكون سبب دخوله جنة الفردوس العليا.
وأنا مع أميرة شوق، إن القصة تدمع العين.
:13:

البحار
•
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم..
.....
جزاك الله خير أخي الكريم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
.....
جزاك الله خير أخي الكريم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أريد أن أضيف هنا حديث للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
للأسف ماني متذكرته زين , لكن ياليت اللي عارفه يكتبه وبدايته
"نضر الله أمرئ سمع مقالتي هذه فنقلها كما سمعها .....
أسفه لعدم اكتمال المعلومة , لكن هذا الحديث في صلب الموضوع والقصة التي أوردها أخونا sary
وأنا متأكدة إن الإخوان هنا ما راح يقصروا وراح يجيبوا الحديث إن شاء الله ......
ودمتم .
للأسف ماني متذكرته زين , لكن ياليت اللي عارفه يكتبه وبدايته
"نضر الله أمرئ سمع مقالتي هذه فنقلها كما سمعها .....
أسفه لعدم اكتمال المعلومة , لكن هذا الحديث في صلب الموضوع والقصة التي أوردها أخونا sary
وأنا متأكدة إن الإخوان هنا ما راح يقصروا وراح يجيبوا الحديث إن شاء الله ......
ودمتم .
الصفحة الأخيرة
والله يرحم هذا الشيخ وغفرله .......
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم،
وشكرا لك اخي ساري ... تحياتي
_____________________________________________