بنت آدم

بنت آدم @bnt_adm_1

عضوة شرف في عالم حواء

الصدمة الحضارية و الصدمة الحضارية المعاكسة

المواضيع المميزة



السلام عليكم

هذا الموضوع كتبتُ لكم بعض ما فيه و ترجمت بعضه من مصادر مختلفة

و فيه تفسير و إجابة على تساؤلات بعض الأخوات من المغتربات الجدد عن المشاعر التي قد يشعرن بها في بلاد الإغتراب

و أيضا على تساؤلات بعض العائدات إلى الوطن عن مشاعر تفاجئن بها بعد عودتهن

و قد استفدت شخصيا من القراءة عن هذا الموضوع مع بداية عودتي لوطني الغالي

و أحببت أن تشاركونني قرائته




الصدمة الحضارية أو الـ Culture Shock



الصدمة الحضارية أو الـ Culture Shock هو مصطلح في علم النفس يستخدم لوصف الشعور بالقلق و عدم

الإرتياح و التشوش و الحيرة التي يصاب بها الناس عندما يتوجب عليهم التعايش في بيئة إجتماعية مختلفة تماما ,

كالإنتقال للعيش في دولة أخرى أو ولاية أخرى أو مدينة أخرى.


و للصدمة الحضارية أسبابها و أعراضها و علاجها على الرغم من أنها لا تعد مرضاً.. بل هي مجرد ضغط نفسي


يـــتــــبـــــع


48
16K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بنت آدم
بنت آدم


الأعراض:


من الأعراض التي قد تصيب المغتربين في البداية (و هي مشابهة لأعراض الإكتئاب):

• الحزن , و الوحدة , و الإكتئاب , و السوداوية.

• التذمر من أعراض في الصحة .

• الأرق, الميل إلى النوم إما لفترة طويلة جدا أو فترة قصيرة جدا.

• تغير في المزاج, الحساسية الزائدة

• الغضب, و الإستياء , و عدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين

• مدح البيئة القديمة و مثاليتها و تعزز الشعور بالإنتماء لها.

• الشعور بعدم الأمان و عدم الإستقرار النفسي.

• عدم القدرة على حل مشكلات بسيطة.

• نقص الثقة في النفس

• تكوين صور نمطية عن أفراد البيئة الجديدة

• تكوّن عادات إلحاحية. مثال: (التنظيف الزائد أو الهوس بالتنظيف)

• الشوق للعائلة

• الشعور بالضياع, بمراقبة الناس لك و لتصرفاتك, باستغلال الناس لك, بمضايقة الناس لك.




مراحل الصدمة الحضارية:

1- مرحلة شهر العسل - The Honeymoon Phase

خلال هذه الفترة , يُنظر إلى الإختلافات ما بين البيئة القديمة و البيئة الجديدة بمنظار وردي, و يُرى كل شيء رائع و جديد.



2- مرحلة (كل شيء سيء) - The "Everything is awful" Phase:

بعد عدة أيام أو عدة أسابيع أو عدة شهور , تبدأ الإختلافات البسيطة بين البيئتين تشكل مصدرا للإزعاج و التضجر و الضيق.

يبدأ الشخص بالإشتياق إلى الطريقة التي يُحضّر بها الطعام في بيئته القديمة

يبدأ الشعور بأن الوقت يمر ببطء شديد أو سرعة شديدة

يبدأ الشعور بأن عادات الناس في البيئة الجديدة مزعجة.. إلخ

*ملاحظة: في كثير من الأحيان نجد أن الطلاب الذين يأتون للدراسة في الخارج

يقضون فترة ثم لا يلبثون أن عادوا إلى البلاد و صرفوا النظر عن استكمال الدراسة في الخارج.

يبدو لي أن قرار العودة تم اتخاذه خلال مرحلة (كل شيء سيء)



3 - مرحلة (كل شيء على ما يرام) - The "Everything is OK" phase

مرةً أخرى, و بعد مرور عدة أيام أو أسابيع أو شهور, يبدأ الإنسان بالتعود تدريجياً على البيئة الجديدة باختلافاتها

و يبدأ باتباع روتين معين في حياته اليومية, و تصبح حياته عادية

و عند هذه النقطة يتوقف الإنسان عن النظر إلى البيئة الجديدة و مقارنتها بالقديمة لا سلبياً و لا إيجابياً

لأن البيئة الجديدة لم تعد كما كانت "جديدة" بالنسبة له

و يبدأ الإنسان حينها بالتركيز على حياته الأساسية و معيشته مرة أخرى كما كان في بيئته الأصلية.





التأقلم مع الصدمة الحضارية:

هناك عدة طرق للتأقلم مع الصدمة الحضارية منها ما يلي:


• إقرأ عن البلد الذي ستزوه أو ستنتقل للعيش فيه و عن ثقافته و عاداته قبل المغادرة إليه و بهذه الطريقة ستبدو لك البلد الجديدة و أهلها مألوفة بعض الشيء عند وصولك ,

ستكون على علم بالاختلافات بين البيئتين مسبقا , و ستكون مستعدا لمواجهة أي موقف و التعامل معه (اذا كنت قد حسبت حسابه مسبقا) . مثال: (الاختلافات في عادات النظافة)


• تجنب أن تضع نفسك في مواقف قد تعرضك للإهانة أو الأذى , تجنب إهانة السكان الأصليين , تجنب المشاكل التي قد تنتج عن الفهم الخاطئ ما

بين الثقافات و البيئات المختلفة تستطيع تجنب كل هذه الأشياء بالقراءة و تنمية الثقافة عن خلفية البيئة التي أتيتَ منها و خلفية البيئة التي ستذهب إليها و مراقبة السلوك.


• حاول أن تنمي ذهنك و توسع مداركك لتكون قادر على تصور و تقبل البيئة الجديدة بأخطائها و سلبياتها و ايجابياتها

و كن منصفا في تعاملك مع الآخر و تذكر قوله تعالى ( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى)


• عليك بالصبر, كل شيء سيأخذ وقتاً.

• كوّن علاقات مع أشخاص من نفس جنسيتك أو خلفيتك الدينية أو العرقية

سيعطيك هذا شعور بالانتماء و سيقلل من شعورك بالوحدة و العزلة.


• كون علاقات مع أفراد المجتمع الجديد, تعلم اللغة, تطوع بالمشاركة في نشاطات اجتماعية مفيدة

تمكنك من ممارسة اللغة و تقلل الإحساس بالتوتر عند استخدامها و تجعلك مفيداً في نفس الوقت.


• لا بأس بأن تسمح لنفسك بالشعور بالحزن على الناس و الاشياء التي تركتها خلفك في الوطن من أهل و أصدقاء.. و لكن لا تكن سوداوياً.

• أعِر إهتمامك لعلاقاتك داخل عائلتك في بلد الغربة و مع أصدقائك في العمل و في مجتمع الغربة, فسيكون كل هذا بمثابة دعم لك في الأوقات العصيبة.

• ضع لنفسك أهداف بسيطة و قيم تطورك و مدى تحقيقك للأهداف.

• جد طريقة للتعايش مع الأشياء التي لا ترضيك 100%

• عزز ثقتك بنفسك, اتبع طموحاتك و تابع إعداد خطط المستقبل.


• اذا شعرت بالحزن و الاستياء, فابحث عن المساعدة.. استعن بالله أولا بالدعاء و الذكر و الصلاة و التضرع.

إلجأ إلى قريب أو صديق (في بلد الغربة) و اطلب منه المساعدة و الدعم.





يــــــــــتـــــــبــــــــع.............


و مع القسم الذي يهم العائدات نهائياً إلى الوطن....
بنت آدم
بنت آدم
4- مرحلة الصدمة الحضارية المعاكسة - Reverse Culture Shock

(عند العودة نهائيا للوطن)



المشكلة الكبرى تكمن في أننا و قبل سفرنا للخارج يكون لدينا توقعات “Expectations” لما سيواجهنا من متغيرات و أشياء جديدة أما عند عودتنا إلى الوطن لا تكون هذه التوقعات موجودة

فنحن في الغالب نتوقع أن يكون كل شيء مألوفاً .. كيف لا؟.. و هو وطني و بلدي و أرضي و ناسي؟؟

العودة للبيئة الأصلية بعد التعود على البيئة الجديدة ينتج عنه نفس المراحل السابقة: ( مرحلة شهر العسل – مرحلة كل شيء سيء – مرحلة كل شيء على ما يرام)



الصدمة الحضارية المعاكسة من أوجه الصدمة الحضارية و من المهم عدم تجاهلها, و للتعرف عليها أكثر نستعرض النقاط التالية:

• بغض النظر عن مدة الإغتراب سواءا سنة أو عشر سنوات , فالأشياء و الظروف لن تظل تماما كما تركتها عليه قبل مغادرتك. الظروف تتغير, الناس يتغيرون, البيئة تتغير,

و كل هذا يحدث تدريجيا خلال الفترة الزمنية التي غبت فيها و كان تواصلك مع البيئة القديمة و أهلها قليل نسبيا.

• قد يكون أكبر التغييرات في الواقع حصل لك أنت, على الرغم من أن هذا التغير هو الأصعب إدراكا و تصورا بالنسبة لك.

• السفر و العيش في الخارج له تأثيره الحتمي على الطريقة التي ننظر بها إلى ما يحيط بنا , حيث يكسبنا قدرة جديدة للنظر إلى الناس و المواقف و الظروف بطريقة يستحيل

على الشخص الذي لم يعش تجربة مماثلة أن يتصورها.
بنت آدم
بنت آدم
مراحل الصدمة الحضارية المعاكسة:

مراحل الصدمة الحضارية المعاكسة هي نفسها مراحل الصدمة الحضارية إلا أنها تأخذ وقتا أطول:


1- مرحلة شهر العسل - The Honeymoon Phase

ستمرين بمرحلة شهر العسل حيث ترين كل شيء جميل : الأهل و الناس و الشوارع و الأذان و الذكر و الحجاب و الطعام و العادات الإجتماعية الأصيلة و كل الأشياء التي افتقدتيها في الغربة.

عند قدومك ستكونين متشوقة و طموحة, لديك طاقة كبيرة , و بعض الناس يجد في نفسه قدرة غريبة على فعل عدة أشياء مرة واحدة

ستكون نظرتك إيجابية تجاه العائلة و الأصدقاء و كل المناظر المألوفة القديمة في الوطن.

استغلي هذه المرحلة و هذه الطاقة كما يلي:

• نظمي وقتك و جدول حياتك

• فكري بأولوياتك في الوطن

• فكري فيما يجب عليك تحقيقه.

• اكتبي قائمة بالأشياء التي يجب الإنتهاء من عملها و احرصي على إنجازها.

• حاولي الإنجاز قدر استطاعتك خلال هذه المرحلة

• ابدأي بتطوير روتين يومي منظم




2- مرحلة (كل شيء سيء) - The "Everything is awful" Phase:

ستمرين بمرحلة "كل شيء سيء" , بعد مرور فترة ستتتجلى لك بعض السلبيات في المجتمع, أمثال ما ذكرته الأخوات في مواضيع سابقة: السطحية – الغيبة – النميمة – حب المظاهر و

التفاخر – البعد عن الدين من البعض "بشكل أكبر مما كان عليه قبل مغادرتك للبلد الأصلي" – ظواهر أخرى جديدة..

في هذه المرحلة قد تشعر و كأنك لا تنتمي لهذا المجتمع , و كأنك غريب, و سيكون هذه الشعور سيء .. "اذا لم أكن أنتمي هنا.. فإلى أين أنتمي؟؟"

قد تكون تصورت قبل مجيئك أن ثمة تغيرات في الوطن لكنك لا تستطيع أن تتصور تماما ما هي هذه التغيرات.

ستفاجأ عند رؤيتك لكل التطورات و التغيرات التي حلت بأهلك و أصدقائك و بيئتك.


3 - مرحلة (كل شيء على ما يرام) - The "Everything is OK" phase

ستمرين بعدها بمرحلة "كل شيء على ما يرام" و هنا لم تختفي الظواهر السابقة بعد.. فلا زالت موجودة و لكنها لم تعد مُستغرَبَة و جديدة بالنسبة لكِ

أو ربما تكونين قد اتخذتِ لنفسك طريقة للتأقلم مع هذه الظواهر بالابتعاد عنها أو اتخاذ طريقة للتعامل معها

أو ربما تكونين قد انخرطتِ نفسك فيها فلم تعودي تشعري بخطورتها كما كنت في السابق و هذا شي خطير ينبغي الحذر منه.

و عند هذه المرحلة ستعود حياتك عادية كما كانت في مرحلة (كل شيء على ما يرام) في البيئة الجديدة أو (بلد الاغتراب).
بنت آدم
بنت آدم
التأقلم مع الصدمة الحضارية المعاكسة ( التأقلم مع البيئة القديمة من جديد):

هل تغير الناس؟ هل تغير المجتمع؟ ماذا حدث؟ و مالذي يحدث؟ مالسبب؟

• نعم الناس تغيروا و المجتمع تغير و أهلك و أصدقائك و والديك تغيروا و انتِ أيضاً تغيرتي , فكل منكم مر بتجارب كثيرة خلال البعد أثرت في شخصيته و حياته و عاداته

و روتينه اليومي , لم تكوني معهم و لم تعيشي معهم هذه التجارب لذا لم تتغيري بالشكل الذي تغيروه , و لم يكونوا هم كذلك معك و ما عاشوا تجاربك اليومية الحياتية و لهذا لم

يتغيروا بالشكل الذي تغيرتيه, و ربما لا يدرك أي منكم أسباب التغيير.

• الإعلام و بالذات في الدول العربية ينمو كل يوم و تكثر الفضائيات و القنوات و المواقع العربية و مصادر المعلومات بشكل هائل, و لها تأثيرها العظيم على المجتمع,

بُعدك عن هذا التأثير و وقوع مجتمعاتنا الأصلية تحته أدّى إلى فارق كبير في التفكيرما بين المجتمع الأصلي و أهله و ما بين أفراده الذين ينتمون اليه لكنهم يعيشون خارجه.

• جو الغربة و حصول الإنسان على وقت أكبر للخلو بنفسه يجعله يعيد حساباته في حياته و أهدافه, و ربما يقربه من خالقه بشكل أكبر بحكم أنه مسلم في مجتمع يدين بدين

آخر , و هو ما نغفل عنه في مجتمعنا الأصلي و سط الأهل و الأصدقاء و الأحباب و الارتباطات الاجتماعية و الملهيات الكثيرة,

كثير من أهالينا في المجتمع الأصلي لا تتوفر لهم الظروف التي تمنحهم هذا الوقت للتأمل و التفكر.



و مما يساعد على تجاوز هذه المرحلة ما يلي:

• استطعت و بنجاح التأقلم مع البيئة التي جئت منها للتو , و بهذا فأنت أقدر على التأقلم الآن مع البيئة التي نشأت فيها.

إستخدم نفس الطرق و الـ tactics التي ساعدتك خلال فترة الصدمة الحضارية للعيش في بيئة جديدة.


• حاول أن لا تقارن في كل شيء بين وطنك أو بيئتك القديمة و بين البيئة التي جئت منها, فأنت الآن تعيش في بيئتك القديمة .

• إحرص على أن تُظهر اهتمامك بأهلك و أصدقائك , تكلم معهم عن تجاربهم هم و ليس فقط عن تجاربك أنت, تذكر أن تنتقي أحاديثك و كلماتك بعناية,

حاول التحدث عن تجربتك في سياق الحديث بحيث تكون مرتبطة بموضوع الحوار و بمن تحاورهم..


• إنتبه لصحتك عند عودتك فمن السهل تعرضك للمرض بعد تأقلم جسدك فترة طويلة مع بيئة مختلفة, لا ترهق نفسك أكثر مما ينبغي.

• ها أنت قد عدت و بين يديك تجارب اكتسبتها و خبرات صقلتها (ليس من الضروري أن تكون هذه الخبرات من علم أو شهادة) بل من تجربة و تعايش

في حياة مختلفة بإيجابياتها و سلبياتها, حان الوقت الآن لتعطي لمجتمعك و وطنك و ترد الجميل,

استخدم خبراتك و معلوماتك الجديدة و حاول تطبيقها في وطنك,

حاول نقل إيجابيات البلد الذي جئت منه لترتقي ببلدك,

لا بد و انك في فترة غيابك أدركت أهمية القيم الدينية و الإجتماعية التي يتحلى بها مجتمعك ..

حافظ على مكتسبات الوطن و فضائله و قيَمِه.. و احرص على ترسيخ هذه المفاهيم في أبناء المجتمع





::::::::::مع تمنياتي للجميع بحياة ناجحة مستقرة هانئة::::::::::
شذوو
شذوو
مشكووره موضوووع رائع جدا.
واهم شي تعلم لغة البلد حتى تستطيع التأقلم مع الناس.
الله يعطيك العافيه.