
السلام عليكم
هذا الموضوع كتبتُ لكم بعض ما فيه و ترجمت بعضه من مصادر مختلفة
و فيه تفسير و إجابة على تساؤلات بعض الأخوات من المغتربات الجدد عن المشاعر التي قد يشعرن بها في بلاد الإغتراب
و أيضا على تساؤلات بعض العائدات إلى الوطن عن مشاعر تفاجئن بها بعد عودتهن
و قد استفدت شخصيا من القراءة عن هذا الموضوع مع بداية عودتي لوطني الغالي
و أحببت أن تشاركونني قرائته

الصدمة الحضارية أو الـ Culture Shock

الصدمة الحضارية أو الـ Culture Shock هو مصطلح في علم النفس يستخدم لوصف الشعور بالقلق و عدم
الإرتياح و التشوش و الحيرة التي يصاب بها الناس عندما يتوجب عليهم التعايش في بيئة إجتماعية مختلفة تماما ,
كالإنتقال للعيش في دولة أخرى أو ولاية أخرى أو مدينة أخرى.
و للصدمة الحضارية أسبابها و أعراضها و علاجها على الرغم من أنها لا تعد مرضاً.. بل هي مجرد ضغط نفسي
يـــتــــبـــــع

الأعراض:
من الأعراض التي قد تصيب المغتربين في البداية (و هي مشابهة لأعراض الإكتئاب):
• الحزن , و الوحدة , و الإكتئاب , و السوداوية.
• التذمر من أعراض في الصحة .
• الأرق, الميل إلى النوم إما لفترة طويلة جدا أو فترة قصيرة جدا.
• تغير في المزاج, الحساسية الزائدة
• الغضب, و الإستياء , و عدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين
• مدح البيئة القديمة و مثاليتها و تعزز الشعور بالإنتماء لها.
• الشعور بعدم الأمان و عدم الإستقرار النفسي.
• عدم القدرة على حل مشكلات بسيطة.
• نقص الثقة في النفس
• تكوين صور نمطية عن أفراد البيئة الجديدة
• تكوّن عادات إلحاحية. مثال: (التنظيف الزائد أو الهوس بالتنظيف)
• الشوق للعائلة
• الشعور بالضياع, بمراقبة الناس لك و لتصرفاتك, باستغلال الناس لك, بمضايقة الناس لك.
مراحل الصدمة الحضارية:
1- مرحلة شهر العسل - The Honeymoon Phase
خلال هذه الفترة , يُنظر إلى الإختلافات ما بين البيئة القديمة و البيئة الجديدة بمنظار وردي, و يُرى كل شيء رائع و جديد.
2- مرحلة (كل شيء سيء) - The "Everything is awful" Phase:
بعد عدة أيام أو عدة أسابيع أو عدة شهور , تبدأ الإختلافات البسيطة بين البيئتين تشكل مصدرا للإزعاج و التضجر و الضيق.
يبدأ الشخص بالإشتياق إلى الطريقة التي يُحضّر بها الطعام في بيئته القديمة
يبدأ الشعور بأن الوقت يمر ببطء شديد أو سرعة شديدة
يبدأ الشعور بأن عادات الناس في البيئة الجديدة مزعجة.. إلخ
*ملاحظة: في كثير من الأحيان نجد أن الطلاب الذين يأتون للدراسة في الخارج
يقضون فترة ثم لا يلبثون أن عادوا إلى البلاد و صرفوا النظر عن استكمال الدراسة في الخارج.
يبدو لي أن قرار العودة تم اتخاذه خلال مرحلة (كل شيء سيء)
3 - مرحلة (كل شيء على ما يرام) - The "Everything is OK" phase
مرةً أخرى, و بعد مرور عدة أيام أو أسابيع أو شهور, يبدأ الإنسان بالتعود تدريجياً على البيئة الجديدة باختلافاتها
و يبدأ باتباع روتين معين في حياته اليومية, و تصبح حياته عادية
و عند هذه النقطة يتوقف الإنسان عن النظر إلى البيئة الجديدة و مقارنتها بالقديمة لا سلبياً و لا إيجابياً
لأن البيئة الجديدة لم تعد كما كانت "جديدة" بالنسبة له
و يبدأ الإنسان حينها بالتركيز على حياته الأساسية و معيشته مرة أخرى كما كان في بيئته الأصلية.
التأقلم مع الصدمة الحضارية:
هناك عدة طرق للتأقلم مع الصدمة الحضارية منها ما يلي:
• إقرأ عن البلد الذي ستزوه أو ستنتقل للعيش فيه و عن ثقافته و عاداته قبل المغادرة إليه و بهذه الطريقة ستبدو لك البلد الجديدة و أهلها مألوفة بعض الشيء عند وصولك ,
ستكون على علم بالاختلافات بين البيئتين مسبقا , و ستكون مستعدا لمواجهة أي موقف و التعامل معه (اذا كنت قد حسبت حسابه مسبقا) . مثال: (الاختلافات في عادات النظافة)
• تجنب أن تضع نفسك في مواقف قد تعرضك للإهانة أو الأذى , تجنب إهانة السكان الأصليين , تجنب المشاكل التي قد تنتج عن الفهم الخاطئ ما
بين الثقافات و البيئات المختلفة تستطيع تجنب كل هذه الأشياء بالقراءة و تنمية الثقافة عن خلفية البيئة التي أتيتَ منها و خلفية البيئة التي ستذهب إليها و مراقبة السلوك.
• حاول أن تنمي ذهنك و توسع مداركك لتكون قادر على تصور و تقبل البيئة الجديدة بأخطائها و سلبياتها و ايجابياتها
و كن منصفا في تعاملك مع الآخر و تذكر قوله تعالى ( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى)
• عليك بالصبر, كل شيء سيأخذ وقتاً.
• كوّن علاقات مع أشخاص من نفس جنسيتك أو خلفيتك الدينية أو العرقية
سيعطيك هذا شعور بالانتماء و سيقلل من شعورك بالوحدة و العزلة.
• كون علاقات مع أفراد المجتمع الجديد, تعلم اللغة, تطوع بالمشاركة في نشاطات اجتماعية مفيدة
تمكنك من ممارسة اللغة و تقلل الإحساس بالتوتر عند استخدامها و تجعلك مفيداً في نفس الوقت.
• لا بأس بأن تسمح لنفسك بالشعور بالحزن على الناس و الاشياء التي تركتها خلفك في الوطن من أهل و أصدقاء.. و لكن لا تكن سوداوياً.
• أعِر إهتمامك لعلاقاتك داخل عائلتك في بلد الغربة و مع أصدقائك في العمل و في مجتمع الغربة, فسيكون كل هذا بمثابة دعم لك في الأوقات العصيبة.
• ضع لنفسك أهداف بسيطة و قيم تطورك و مدى تحقيقك للأهداف.
• جد طريقة للتعايش مع الأشياء التي لا ترضيك 100%
• عزز ثقتك بنفسك, اتبع طموحاتك و تابع إعداد خطط المستقبل.
• اذا شعرت بالحزن و الاستياء, فابحث عن المساعدة.. استعن بالله أولا بالدعاء و الذكر و الصلاة و التضرع.
إلجأ إلى قريب أو صديق (في بلد الغربة) و اطلب منه المساعدة و الدعم.
يــــــــــتـــــــبــــــــع.............
و مع القسم الذي يهم العائدات نهائياً إلى الوطن....