عبدالفتاح الشهاري
3/2/1425
24/03/2004
بعد إعلان الحرب العسكرية في أفغانستان والعراق، وانطلاق الحرب الفكرية والقيمية في العالم الإسلامي؛ تبدأ الحرب على المؤسسات الخيرية التي تشهد هذه الأيام منعطفاً حاسماً في تاريخها، وكانت بوادرها إغلاق عدة مكاتب ومؤسسات خيرية، ومحاصرة بعضها، واعتقال القائمين عليها، وإدراج عدد منها على قائمة المنظمات الإرهابية.
العمل الخيري.. حلال لهم حرام على غيرهم!
تشير التقارير والإحصائيات الرسمية أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية قرابة مليون منظمة من هذا النوع تندرج في إطار مؤسسات النفع العام، وتحظى بالدعم المادي والمعنوي الكبير، وهي منتشرة في عالمنا العربي والإسلامي على هيئة مؤسسات خيرية وكنائس ومراكز بحوث وجامعات تنظمها استراتيجية واحدة غايتها التغيير الثقافي والعقدي والسياسي.
كما أن لدى (الكيان الصهيوني) قرابة 37 ألف منظمة مماثلة تخدم في النهاية الأهداف الصهيونية؛ ففي روسيا وحدها على سبيل المثال 500 منظمة، ومع مرور الزمن ستعطي نتائج تؤثر في القرار السياسي الروسي كما حدث ويحدث في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا الاهتمام الواسع يدل على أن مؤسسات النفع العام هي من أنجع الصيغ المتقدمة، والتي أثبتت فاعليها في مؤازرة الجهد الوطني كما هو مأخوذ به في معظم الدول المتقدمة، فلا تكاد توجد دولة إلا لديها سلسلة من المؤسسات الموظفة في سياسة هذه الدولة أو تلك.
العمل الخيري في السعودية.. إنجازات مصادرة!
جاءت المؤسسات والهيئات الخيرية في المملكة العربية السعودية كبديل للعمل الفردي الذي كان سائدًا قبل قيام هذه المؤسسات؛ والذي لم يكن بحال من الأحوال موظفًا التوظيف الصحيح بل وتعتريه الكثير من الإشكالات والمخاطر.
ووجود مثل هذه المؤسسات ارتقى بالعمل الخيري، وقفز به مراحل متقدمة، ووظفت هذه المؤسسات إمكاناتها في تأصيل وتوثيق علاقة المملكة والشعب السعودي بالدول والشعوب والأقليات المسلمة، ومع حداثة هذه المؤسسات إلا أن جهدها في تحسين العلاقات وتمتينها واضح للعيان، ويمكن قياسه بين مرحلتين قبل وبعد قيامها.
كما أنه من ناحية التأهيل الاجتماعي والاقتصادي؛ فإن وجود تلك المؤسسات استوعب طاقات شابة لديها الكثير من الحماس والرغبة في العمل الخيري ووظف هذه الطاقات في عمل راشد مضمون يجري تحت الأضواء وتحت أعين المسؤولين والعلماء الثقات.
المنظور الغربي حيال العمل الخيري السعودي
يدرك المخططون في العالم الغربي علاقة المملكة العربية السعودية بالعالم الإسلامي ورمزيتها كنموذج وسمتها المقدسة بوجود الحرمين الشريفين كما يدركون تكوين المجتمع السعودي الذي تجاوب ببطء مع موجات التغيير في المنطقة العربية.
ولقد كرَّس هؤلاء المخططون جهدهم لإحداث تغيرات تخل وتزعزع الثوابت، ومن ذلك قطع علاقة المملكة بامتدادها الإسلامي، وتركز ذلك على سحب المؤسسات الخيرية السعودية من العالم الإسلامي. ولهذا.. فإنه إذا كان ذلك هدفاً استراتيجيًّا لهؤلاء؛ فإنه جزء من سلسلة أهداف تتحقق بالتتابع.
ودائمًا يحاول الإعلام الغربي وصم الثقافة السائدة في السعودية "الوهابية"، ومن ثم ربطها بالإرهاب، في محاولة لجعل "الوهابية" معزولة عن عالمها الإسلامي، ومع مرور الزمن يزداد هذا العزل خاصة في مناخ ملائم ينتشر فيه الجهل والأمية والتباين الفقهي والعقدي.
كما هو واضحٌ أن ثمة مخططًا قد بدأت حلقاته، ولذا لابد من فكر استراتيجي يستوعب أبعاد هذا المخطط، وأن لا تُخضع الثوابت الاستراتيجية للفكر السياسي الآني الذي يركز على حل المشكلات الظرفية مما قد يخل بالثوابت.
تداعيات تأميم العمل الخيري في السعودية
وفي مفاجأة نشرت القلق والخوف على العمل الخيري أعلن في السعودية عن قيام الهيئة السعودية الأهلية للإغاثة والأعمال الخيرية في الخارج .
أخيرًا .. فإنه يجب ألا يغيب عن البال بأنه يفترض أن تكون هذه الهيئة بديلاً للمؤسسات الخيرية القائمة، وفي هذا إشكالات، منها:
1- سوف يسهل بعد ذلك الضغط لتحجيمها أو تغيير وجهتها عن الأهداف التي يفترض أن تقوم بها.
2- حسب رأي بعض القانونيين في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن هذه الهيئة التي ستكون بديلاً عن هذه المؤسسات الخيرية سوف ترث حتماً الدعوى والمشكلات القانونية في الولايات المتحدة الأمريكية.
3- إلغاء المؤسسات الخيرية القائمة، والتي لها باع طويل وخبرات متراكمة في العمل الخيري سيترك فراغاً تنشط فيه المؤسسات التنصيرية وغيرها من المؤسسات الغربية.
4- غياب هذه المؤسسات سيعيد العمل الفردي إلى سابق عهده، وفي ذلك الكثير من المخاطر التي جميعنا يخشاها!!.
--
نقلته للفائدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجعلها الله في موازين حسناتك
نعم موضوع حساس جدا خاصة عند أهل الخير والأيدي البيضاء الذين دائبو على دفع المال لكل محتاج في أي بلد ..
طيب الحل ما هو؟إذا اقفل تلك الهيئة؟ أو تم تضيق الخناق عليها؟!!!!!
هل نقف مكتوفي الأيدي !!! لا وألف لا ولتكن ( الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها)
لنفتح الانترنت ونشاهد مواقع الهيئة الغربية النصرانية كيف يصممون ويختارون طرق مخاطبة الناس ولا ننسى التلفاز الغربي والعربي وطريقته في إيصال رسالتك لكل الناس وبكل ألغات العالم ...في قناة cnn الأمريكية الإخبارية كنت أشاهد الأخبار وإذا بفاصل إعلاني ترى فيه فتاة صغيرة تلعب بدميتها وإذا بها تصاب بحادث مروري وتنتقل الصورة إلى المستشفى وهي ترقد على السرير وقدميها مجبره وشكلها محزن وإذا بالباب يفتح وتدخل أمراه كبيرة ومعها عربه ودمية وحلوه وابتسمت الفتاة وقالت شكرا و ذكرت اسم هيئة أغاثته متعاونة مع الصليب الأحمر وظهرت عبارة تقول هل تريد تقديم المساعدة ولو بالقليل من المال لغيرها كي تبتسم إذا توجه إلى موقعنا في الانترنت وظهر اسم الموقع بالخط الكبير المتحرك حول الفتاة .... المقطع هاذ لم يستغرق ألا دقيقة أو اقل لكن كم إنسان غربي وغيره حركة في نفسه إن يساعد ولو بالقليل من المال عن طريق تحويل المبلغ وهو في بيته!!!!!