المقال بقلم ابن الإسلام- فلسطين في تاريخ Monday March 26, @12:35AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة على عباده الذين اصطفى وبعد :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس )
أيها المسلمون :عباد الله لقد بدأ الإسلام غريبا كما جاء في الحديث الشريف فما هو المقصود بهذه الغربة التي بدأ الإسلام بها ، إن الغربة التي عاشها الدين مع كل بداية له في كل مجتمع وعلى مر الزمان إنما كانت غربة المفاهيم والأفكار والعقائد وغربة المناهج وغربة التعاليم التي كان يأتي بها الدين للناس من خلال أنبياء الله تعالى ورسله الكرام ، والقرآن الكريم يقص علينا كثيرا من أقوال الأقوام الذين واجهوا أنبيائهم ولم يؤمنوا لهم (مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ) وهكذا كان رسل الله الكرام يعيشون غرباء بين أناس تنكبوا الصراط المستقيم واستعلوا على تعاليم السماء واستهوتهم أنفسهم … فعاشوا محاربين مضطهدين فيما جاءوا به من حق وهدى ، حتى من آبائهم وأبناءهم وأزواجهم … لقد تنكب لهم القريب والبعيد واستهدفهم قطاع الطرق أصحاب الجاهليات الفاسدة والعقائد المنحلة وهكذا عاش الغربة كل متمسك بتعاليم دينه.
ويعيش هذه الغربة اليوم مسلمون مؤمنون صادقون مخلصون،موجودون في كل بقعة من بقاع هذا العالم إنهم هنا في فلسطين الإسراء والمعراج وهم يقبضون على جمرة الدين والوطن وهم لا يزالون يتمسكون بدرة بحر الشام وعقر دار الإسلام فلسطين المسلمة إرث الأجداد العظام الذين رووها بدمائهم وأرواحهم
إنهم هناك في الشيشان وهم يعلنون تمسكهم بعقيدتهم ودينهم وهويتهم الإسلامية وهم يدافعون عن حقهم في الحياة الحرة الكريمة المستقلة ، وهم يدافعون عن أعراضهم المستباحة وأراضيهم المسلوبة وبيوتهم المدمرة … وهم يسطرون أروع ملاحم البطولة والتضحية.
إنهم هناك في كل بقعة من بقاع المعمورة حيث يقاومون تيار الفساد والانحطاط والهزيمة والاستسلام ، وهم يرفعون راية الدين العظيم وهم يدعون لإعادة الإسلام ليأخذ مكانه في الحياة بعد طول غياب عنها..
لقد كانت الغربة قدر المسلم الداعي إلى الله على مر الزمان والمكان لأن المسلم صاحب رسالة خير وإصلاح المسلم صاحب رسالة تغيير للأوضاع الفاسدة (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )
أيها المسلمون :لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغرباء فقال ( الذين يصلحون إذا فسد الناس ) أجل إنهم كل متمسك بدينه مصر على الاستقامة في أوضاع يلفها الفساد من كل جانب وظهر فيها الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، فالشاب المتعفف بين أقرانه من متبعي الشهوات ، والرجل المصلي بين الذاهلين عن الأوقات والجماعات ، والمسلم المعتصم بالسنة بين معتنقي البدع والخرافات ، والمجاهد المحامي عن شعائر دينه وتراب مقدساته بين من لا يكترثون لهوان الدين وضياع الحرمات واستباحة المقدسات ، والداعية إلى الله تعالى الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر بين من لا يغضبون لله لانتشار الفواحش والمنكرات ، أولئك جميعا غرباء ، يحسون بالوحدة وإن تكاثر من حولهم الناس ، ويشعرون بالعزلة وإن فاضت قلوب اللاهين والعابثين بالبشر والايناس ، إلا أنهم يستكثرون أنفسهم وإن كانوا قليلا لأنهم مع الحق ، ويستقلون غيرهم وإن كانوا كثيرا لأنهم مع الباطل
أيها المسلمون : وإذا كان الغرباء صالحون في بيئة الفساد فإنهم كذلك مصلحون يرفضون أن يتعايشوا مع الفساد أو أن يصالحوه ، فهم لا يألون جهدا في تغيير هذا الفساد ومحاربته وتحذير الناس منه وبيانه وفضحه للناس جميعا وبهذا فإن الغرباء هم السابحون بعكس التيار.
أيها المسلمون : في العمل الصادق لله والاستمساك الصحيح بدينه يمضي الغرباء إلى غاياتهم ولو أقفر الطريق إلا منهم ، ما أكثر الذين يجهلون الحق والذين يجحدونه في هذه الحياة ، وما أحوج الغرباء إلى من يهون عليهم وعثاء المسير بين الغافلين والناقمين ، من هنا كان الشعور بالعزة والاعتداد بالنفس لا بد منه لكل غريب فهو سياج يحمي ما وراءه من فضيلة وتسام يرد الجاهلين ويحطم غرور السفهاء ويطوي المراحل البعيدة إلى الهدف المقصود دون مبالاة بالعوائق التي بعثرها قطاع الطريق … إنها العزة التي لا يعيشها إلا المؤمن لأن مصدرها ملك الملوك ورب الأرباب مصدرها الله تعالى ، روي أنه لما خرج موسى هاربا من قوم فرعون على الحال التي ذكرها الله وهو وحيد غريب خائف جائع ،قال : يا رب وحيد مريض غريب !! فقيل له يا موسى : الوحيد من ليس له مثلي أنيس ، والمريض من ليس له مثلي طبيب ، والغريب من ليس بيني وبينه معاملة .
أيها المسلمون : طوبى للغرباء هكذا كان الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم للغرباء ونحن من بعده صلى الله عليه وسلم نقول طوبى للغرباء وهم يحملون هم الأمة وهم الإسلام وهم المقدسات طوبى لهم وهم يخوضون معركة الحق والحرية والكرامة طوبى لهم وهم يدفعون القدر بالقدر قدر الهزيمة والفساد بقدر الصمود والإصلاح طوبى لهم وهم ينسجون خيوط فجرنا القادم بإذن الله تعالى طوبى لهم وسلام عليهم أسودا رابضة خلف القضبان طوبى لهم وسلام عليهم وهم شهداء أكرمون في جنان وعيون طوبى لهم وسلام عليهم وهم مضطهدون مطاردون مشردون طوبى للغرباء وسلام عليهم أينما كانوا وحيثما وجدوا.
Zena @zena
عضوة نشيطة
هذا الموضوع مغلق.
صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام حينما قال ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس )
وصدق عليه الصلاة والسلام حينما قال (لا تجتمع أمتي على ضلالة )
إنها ميزة من المزايا الكثيرة جدا في الإسلام.. إن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة فمهما
حدث ومهما كانت الظروف فهنالك من يذكر قول الله تعالى:
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
اختي زينه لاننسى بأن الكثير من المسلمين يرغبون في ان يشاركوا اخوانهم المسلمين ممن اصابهم الضر ولكن ظروفهم لا تسمح وهذا يرجع لاسباب كثيره لا اود ان اتطرق لها في حديثي هذا ..
اشكرك اختي زينه لطرحك هذا الموضوع واتمنى ان ارى مشاركاتك قريبا ..
تقبلي تحياتي ..
وصدق عليه الصلاة والسلام حينما قال (لا تجتمع أمتي على ضلالة )
إنها ميزة من المزايا الكثيرة جدا في الإسلام.. إن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة فمهما
حدث ومهما كانت الظروف فهنالك من يذكر قول الله تعالى:
(( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))
اختي زينه لاننسى بأن الكثير من المسلمين يرغبون في ان يشاركوا اخوانهم المسلمين ممن اصابهم الضر ولكن ظروفهم لا تسمح وهذا يرجع لاسباب كثيره لا اود ان اتطرق لها في حديثي هذا ..
اشكرك اختي زينه لطرحك هذا الموضوع واتمنى ان ارى مشاركاتك قريبا ..
تقبلي تحياتي ..
بارك الله فيك أختي Zena على موضوعك الشيق الرائع وصدق حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال ( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، قيل ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناس )
وصدقت أختي شمس النهار أن هناك كثير من المسلمين يرغبون في مشاركة اخوانهم المتضررين ولكن لا حول لهم ولا قوة إلا الدعاء .. الدعاء
وصدقت أختي شمس النهار أن هناك كثير من المسلمين يرغبون في مشاركة اخوانهم المتضررين ولكن لا حول لهم ولا قوة إلا الدعاء .. الدعاء
موضوع رائع أختي الحبيبة زينة ... ويستحق وقفةتأمل صادقةلذا فسوف ارد عليه لاحقاً..
بوركت أخيتي ... وجزاك الله الف خير على هذا النقل الرائع
مع ارق تحياتي
بوركت أخيتي ... وجزاك الله الف خير على هذا النقل الرائع
مع ارق تحياتي
الصفحة الأخيرة
في أي مكان وزمان..المسم صاحب رسالة خير وإصلاح المسلم صاحب رسالة تغيير للأوضاع الفاسدة ..
هذا هو هدف الاسلام.. الخير والاصلاح..
والله لو أعطينا أنفسنا في اليوم الواحد 3 دقائق للتفكير في حالنا.. لوجدنا أن نعمة الاسلام من أكبر النعم التي من الله بها علينا.. التذي لولاه لعشنا في غابة يسودها الظلم والبغضاء والوحشية..
اختيارك موفق أختي Zena.. وسلمت يداك..
وبصراحة.. لاحظت في الفترة الأخيرة أن مستوى ردودك أصبح أكثر وعيا ومنطقية.. وأصبح نقاشك مميزا.. لا يقتصر على المدح فحسب.. بل يناقش وينتقد ويمدح.. وهذا ما أعجبني كثيرا.. لأنني شعرت ببدء خروج الانسان الأديب المفكر في داخلك الى ساحة العالم...
وقد سعدت بك كثيرا كثيرا..
استمري عزيزتي على هذا النهج.. وفقك الله وزادك من فضله..
سلمت يداك وشكرا لك