& أم أنوسي &

& أم أنوسي & @amp_am_anosy_amp

عضوة شرف في عالم حواء

الـــــــحــــب يـــــغــــــيّــــــر من طـــــبـــيــعـــــة الـــــبــشـــر

الأسرة والمجتمع

الحب يغيّر من طبيعة البشر

******


تقول صديقتي كانت أمي شاحبة" عندما كانت ترقد في المستشفى على ذلك السرير الأبيض وهي موصولة بأجهزة إنذار وأنابيب وريدية في وحدة العناية المركَزة بالمستشفى ،،
كما إنها قد فقدت أكثر من عشرين كيلو من وزنها بعد أن كانت ممتليئة الجسم ،،
كان الأطباء يفعلون ما بوسعهم للعناية بها ..
بعد أيام قليلة وقد كانت والدتي تجلس في سريرها اقتربت منهاوقلت لها :" أمي إن مرضك جعلني أدرك حجم المسافة التي فصلت بيننا ولكنني أدركت أيضا" كم أحبك أمي "
ثم أنحنيت عليها لأعانقها ولكن أكتافها وذراعيها كانت مشدودة ومتوترة ،،
فقلت :" إقتربي مني يا أمي إنني أريد أن أعانقك وأقبلك "
ولكنها ظلت مشدودة و مشدوهة" لفترة ،، فإبداء الحب لم يكن طريقنا ولا أسلوبنا المعتاد في علاقاتنا ،،
فطلبت منها أن ترتفع قليلا" في جلستها حتى أتمكن من أن أحيطها بذراعي وأحتضنها ..
ثم حاولت مرة أخرى .. ولكن في هذه المرة .. ازداد التوتر وتلون الوجه وتغيرت الملامح لاننا لم نتعود هذا الأسلوب ،،
" كنت أشعر بأن المسافة بيننا ما زالت كبيرة "وبدأت أقول لنفسي : إنني لست بحاجة إلى هذا العناق فإذا كنتي
تريدين أن ترحلي وتتركيني بنفس البرود كما كنا دائما" فعليك أن تفعلي ذلك سريعا"،،
تقول صديقتي : لقد أستخدمت لسنوات كل طرق أمي واطباعها في المقاومة والصلابة وعدم إظهار الحب والمشاعرلمن حولي ..
وكنت أقول دائما" لنفسي :" بأني لا أبالي ولا أهتم بذلك "
ولكنني هذه المرة فكرت و أدركت أن العناق سيكون في صالحي وكذلك في صالح أمي فقد كنت أريد أن أعبر لها عن إهتمامي وحبي الشديد لها مهما كان ذلك صعب عليها أن تقبله ومهما كان صعب عليَ أن أبادر ..
لقد كانت أمي في طفولتي دائما" حازمة وقاسية ومهتمة بشخصها فقط ..
ولقد أختلقت لها عذرا" بأنه ربما كان والديها قد ربياها هكذا إذ كانت تعيش في الريف وكانت حياتها قاسية وبهذه التربية تعلمت أن تخفي مشاعرها ولا تستطيع إخراجها ..
و في تلك اللحظة رغبت فعلا" أن أعطيها مزيدا" من الحب مزيدا" من العاطفة مزيدا" من العناق ،، وأن أنسى تماما" الفجوة التي كانت بيننا ..
فقلت لأمي :" هيا يا أمي ضعي ذراعيك حولي "
وانحنيت مقتربة منها على حافة السرير فمدت ذراعيها لتطوقاني " فقلت لها هيا حبيبتي هيا أمي عليك الآن وذراعيك حولي أن تضغطي هكذا وعلمتها كيف فضغطت فقلت هيا أمي مرة ثانية
فضغطت .. فقلت حسنا" أمي هكذا العناق ..
وتقول : كنت أشرح لأمي كيفية العناق والإحتضان ، فكلما كانت تضغط كان ثمة شئ يحدث .. وفي لحظة فاضت مشاعري وقلت :" أنا أحبك أمييييي .. أنا أحبك .. وإحتصنتها بقوة
فقد إعتدنا سنين طويلة أن يحي ويرحب كلا" منا الآخر بطريقة
رسمية باردة ،، كأن نقول : السلام عليكم ونسلم كالأغراب أو مرحبا" ،، كيف حالك ؟
والآن ننتظر لحظة العناق هذه بشغف ..
إلا إنه عند اللحظة التي بدأنا نستمتع فيها بدفء مشاعر الحب إلا و قد أصبح عناقنا يأتي عفويا" يأتي من حب ، من شوق ، من لهفة ، من حرمان ومحاولة تعويض ما فاتنا من العناق والإحتضان إلا إنني دائما" ما أكون انا المبادرة ..
لقد إستغرق الأمر شهورا" حتى أمكن لصلابتها أن تلين ولذراعيها أن تمتد .. وبدأت
تترك مشاعرها الداخلية تخرج عبر ذراعيها لتحيط بي وتحتضنني ..
ولم أكن ألومها بل أعاونها لأنها كانت تغيّر عادات حياتها كلها وهذا يستغرق وقتا ليس بالقصير ..
تقول صديقتي : إنني أعرف إننا وجدنا شيئا" من النجاح حيث كنا نشعر بالحب أكثر و أكثر ..
وعند العناق في المرة المائتين تقريبا" ..
قالت لأول مرة بطريقة عفوية سلسة وبصوت عال وفي موقف لن أنساه ما حييت قالت :" أنا أحبك "
ومضات **

" الحب بلسم يشفي كل الناس ،، من يمنحوه ومن يتلقوه على حد سواء "
من المهم أن يكون لديك إنسان تحبه ويحبك
21
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )
& أم أنوسي &
& أم أنوسي &
يبدو إنها قصة تافهة لا تشويق فيها؟؟
لؤلؤة السما
لؤلؤة السما
الله لايجعلنا قساة قلب
ولايحرمنا حنان الام
وفعلا الحب مثل الماء لانستطيع العيش بدونه
تسلم ايدك على القصه
آمنة مطمئنة
آمنة مطمئنة
يبدو إنها قصة تافهة لا تشويق فيها؟؟
يبدو إنها قصة تافهة لا تشويق فيها؟؟
بالعكس القصة جيده , وأشكرك على طرحها
لكن للأسف احياناً يصل الإنسان إلى نقطة اللاعوده في موضوع الحُب خاصة مع الأم التي لم تعرف أو لم
تهتم يوماً بتقديم الحُب لأبنائها بالطريقة الصحيحه , فخسِرت هي حبّهم , وخسروا هم منبع مهم لبلورت
شخصياتهم وتقديم أفراد سليمي النفسيه والشخصية للمجتمع , وبصراحه لأ أعرف على من يقع اللوم هنا,

كل ما أعرفه أني لا أحب أمي ولا أستطيع أن أحبها ,, غفر الله لي ولها .
المشتاقة لجنةربها
أسعدك الله ياأم أنوسي....................القصه في قمة الروعه
ولكن لمن؟؟؟!!!
الاخت آمنة مطمئنة.... كانت رائعه في ردها لانها تحكي واقعنا المر...الله المستعان
ولكن ارجع واقول عايشه على امل انه سيأتي ذلك اليوم الذي سأعانق امي

بارك الله فيك يالغلا ......الله لايحرمنا من اطروحاتك الرائعه كروعتك
ننتظر المزيد