الــــمـــنــاعــــة عــــنـــد الأطــــفـــال
الجهاز المناعي : هو الذي يحمي الطفل ضد مختلف الميكروبات و
الأجسام الغريبة التي قد تهاجمه ، وذلك بأن يتعرف عليها ، ثم
يفرز أجساما" مضادة لها تقوم بالتعامل معها وتصفيتها
فاضطراب الجهاز المناعي ينعكس انعكاسا" مباشرا" على حالة
الطفل الصحية ، فأي نقص في عمل هذا الجهاز سواء كان نقص
موروثا" أو مكتسبا"
" يؤدي إلى كثرة تعرض الطفل للأمراض المعدية "
كتكرار إصابته بالنزلات البردية والمعوية والالتهابات الرئوية
والتهابات الجلد الميكروبية ...
عــــيـــب خــــلـــقــــي ؟
وهنا : قد يقوم الطبيب بعلاج هذه النوبات المتكررة من العدوى
علاجا" مؤقتا" ، دون أن ينتبه إلى وجود نقص مناعي في جسم
الطفل يفقده القدرة على التعرف على هذه الأجسام الغريبة
ومهاجمتها ،
وكثيرا" ما نسمع من الأمهات قولهن : " أن الطفل يعيش على
المضادات الحيوية و أنه يتناولها تقريبا" بصفة شبه مستمرة ، و
إذا توقف عن أخذها فإنه يصاب فورا" باحتقان في اللوزتين أو
بظهور خراريج متعددة أو تضخم بالغدد اللمفاوية "
والحقيقة أن كل هذه الأعراض المتكررة لا بد وأن تلفت نظر
الطبيب إلى إحتمال وجود
عـــيــب خـــلــقـــي أو ضـــعـــف مــكــتـــســب
في جهاز الطفل المناعي
ويمكن تشخيص وجود هذا العيب بالفحص الأكلينيكي أو بتحليل
الدم لتحديد كمية الأجسام المضادة الموجودة فيه ، والتي يفرزها
هذا الجهاز ...
وعلاج هذا النقص في عمل الجهاز المناعي يكون
بإزالة أي أسباب قد تؤدي إليه مع
حقن الطفل بصفة منتظمة ، وتحت
إشراف الطبيب بحقن الأجسام المضادة والمتوفرة حاليا" باسم
" الجاما جلوبيولين "
الأجــــســـام الــــمـــضـــادة ؟
أما إذا تطرف هذا الجهاز في عمله ، أو ضل طريقه فإنه يؤدي
إلى مجموعة أخرى من الأمراض أكثر خطورة من الأمراض
السابقة وهذه المجموعة الخطيرة من الأمراض تسمى
" أمراض المناعة الذاتية "
لأن الجهاز المناعي يفقد القدرة على التمييز بين الأجسام الغريبة
والميكروبات التي قد تهاجم الجسم ، وبين أنسجة الجسم ذاتها
وعندئذ يفرز أجسامه المضادة التي تهاجم الميكروبات أولا" ثم
تستدير لتهاجم أنسجة الجسم التي تشابه هذه الميكروبات في بعض
أوكل تركيبها ، مثال ذلك " الحمى الروماتيزمية "
ففي هذه الحمى يفقد الجهاز المناعي القدرة على التمييز بين
الميكروبات " الأستربتوكوكية " التي تصيب اللوزتين والحلق
وبين بعض أنسجته في مفاصل الطفل أو قلبه أو مخه أو جلده ...
فيفرز الجهاز المناعي أجساما" مضادة تقوم بمهاجمة الميكروبات
الموجودة في اللوزتين والحلق ثم تستدير لتهاجم أنسجة المفاصل
فتسبب روماتيزم المفاصل أو تهاجم
عضلة القلب وصماماته فتسبب روماتيزم القلب
أو تهاجم بعض أنسجة المخ فتؤدي إلى حركات لا
إرادية وغير منتظمة في أطراف الطفل ووجهه تسمى
" الكوريا الروماتيزمية " أو " الرقص السنجي " ...
أو قد تؤدي إلى بعض الألتهابات الجلدية المميزة للحمى
الروماتيزمية الحادة
حـــالات الــــحـــســاســـيــة
مثل آخر من أمثلة المناعة الذاتية هو :
التهابات الكلى المصحوبة بتورم عام في جسم الطفل نتيجة وجود
خلل في الجهاز المناعي يؤدي إلى معاملة كلية الطفل معاملة
الجسم الغريب
فيبدأ في مهاجمة بعض أنسجتها ويسبب كثرة نزول
البروتينات في البول ، وهو ما يطلق عليه الكثيرون : " الزلال "
وهذه المجموعة من الأمراض يمكن تشخيصها بالفحص الأكلينيكي
وبالتحليل المعملي ، حيث يتبين وجود زيادة كبيرة في كمية
الأجسام المضادة ، أو ما يسمى " جلو بيولنات "
المناعة في دم الطفل ،
ويمكن علاج هذه الأمراض بالعقاقير المهبطة للمناعة ( وهي
مجموعة من العقاقير تستحوذ على اهتمام عدد من مراكز البحث
العلمي في شتى أنحاء العالم ، وهدفها الأول الإقلال من افراز هذه
الأجسام التي ضلت طريقها فأدت إلى اضطرابات عديدة في جسم
الطفل ) ...
ومما يجدر ذكره أن حالات الحساسية الحادة مثل ( الربو الشعبي
والأرتكاريا ) تعكس اضطرابا" في الجهاز المناعي للطفل
حيث يقوم بإفراز كمية كبيرة من نوعين محددين من جسيمات
المناعة تؤدي إلى إفراز مواد كميائية ينتج عنها ( أعراض
الربو الشعبي والارتكاريا)
ويلجأ الأطباء في علاج هذه الحالات إلى العقاقير المضادة لمادة
( الهيستامين )
ومن هنا يمكن القول بأن المناعة سلاح ذو حدين في حياة الطفل
فهي بالقطع تحمية وتؤمن جسمه ضد مختلف الأجسام الغريبة
ولكنها قد تضر به إضرارا" بالغا" إذا تطرفت في عملها أو ضلت
طريقها
حفظ الله لكن أطفالكن ورزقكن برهم وحبهم
& أم أنــوســي &