القنوا ت الفضائية

نحن في عصر السماوات المفتوحة، ومع مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون لفترات غير محدودة ودون رقابة تظهر سلوكيات أبرزها السلبية والأنانية وعدم التعاون مع الآخرين وعدم الإحساس بمشاعرهم إلى جانب التقليد الأعمى للآخرين في الملبس والمأكل والمشرب والسلوك الاجتماعي.
كما أن مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون بإفراط ودون ضوابط لها تأثيرات سلبية عليهم تتمثل في عدم القدرة على ضبط النفس واللجوء إلى العنف والافتقار إلى الأمان والشعور الدائم بالخوف والقلق وترسيخ صور سلبية في عقل الطفل حول أفراد المجتمع الذي يعيش فيه.
لكن على الرغم من كثرة السلبيات للقنوات الفضائية إلا أن لها آثارا إيجابية فهي تحفز الطفل لإدراك مفاهيمه وتصوراته وطموحاته وتعزز لديه قيمة الاستقلال في الرأي والرغبة في الحوار والميل إلى التفكير النقدي كما يوسع مدارك الطفل وينمي خياله ويرفع مستواه الثقافي والعلمي، كما أن مشاهدة التلفزيون باعتدال تزيد قدرة الأطفال على الاستيعاب.
لذلك يجب على الأسرة العربية أن لا تطلق الوقت للطفل لمشاهدة التلفاز طوال اليوم وأن يكون فى وقت معين وتحت إشرافها ورؤيتها وأن تختار له ما يجب مشاهدته بما يتلاءم مع مجتمعاتنا العربية حتى لا يتأثر سلبيا بما يشاهده.
ومن هنا يجب أن تكون هناك رغبة عربية قوية في إنشاء مؤسسة عربية لإنتاج أفلام كرتون تركز على تاريخ الأمة العربية وأن تكون مستوحاة من البيئة العربية، ولكن تقف التكاليف المالية الباهظة عائقا كبيرا أمام إنتاج برامج الأطفال مقارنة بمجمل الدخل المحلي في معظم أنحاء العالم العربي مما يجبر شركات الإنتاج العربية على اللجوء إلى الدبلجة.
القنوات الفضائية لها إيجابيات ولها سلبيات لذلك يجب استغلال الايجابيات والبعد عن السلبيات حتى ننشئ جيلا عربيا مثقفا واعيا مدركا بما يحيط بالعالم العربي من مشاكل وتحديات وصعوبات ويستطيع التعامل مع العالم ومتغيراته.