

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ..
اللهم لك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالإيمان عز جاهك وجل ثناءك وتقدست أسمائك ولا إله غيرك
لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى
وصلي اللهم وسلم وبارك على النعمة المهداة والرحمة المهداة وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أحبتي في الله ,,,
أستوقفنى قولٌ لأبن الجوزيه وجدته أثناء تصفحى يقول فيه عن نفسه :
( كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد وتاب على يدي مائة ألف وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني )
لا أخفيكن مدى تحسرى على وقتى الذى أهدرته وعمرى الذى أفنيته دون أن أصنع ولو جزءاً من المليون التى قالها الأمام أبن القيم عن نفسه ,,,,
ما الفرق بيننا وبينه ؟
أليس لدينا الوقت الذى لديه وأكثر ...لكنه عرف كيف يشترى آخرته بعلمه وبما فتح الله عليه وأستغل وقته ,بينما نحن نعمل العكس وأشترينا دنيا فانيه...
كلٌ منا لها أهداف لطاعات وعبادات تأمل تحقيقها لكنها لا تكون ذات همَة وقد تكون بيننا من تستثمر وقتها لتحقيق هدفها لكنها ودونما تشعر تعمل في دائرة مفرغة ليس لها نهاية وبعد فترة تكتشف أن أهدافها مازالت بعيدة رغم مابذلته من جهد ووقت وينتهي بها الوضع إلى إحباط شديد وشعور بالفشل وفي النهاية إلى ضياع الهدف !!
خطط كثيره نتحمس للحظات لأنجازها لكن سوء تخطيطنا وطموحنا فى تأديتها فى وقت قصير يثبط الهمم ويزيد من شعور الأحباط ....
بعدها تنتابنا حالات من الضيق وعدم الرضا بحالنا ...
ومثال ذلك محاولاتنا العديده الفاشله لحفظ القرأن...
أحياناً نشعر بعدم الأنجاز و أن عمرنا يضيع هباءاً ......
ومما يزيد همومنا شعورنا بأن الله حبانا بالكثير من القدرات المعطلة بسبب ذنوبنا وتهافتنا على الصغائر ....
ربما لو أخذت أحدانا قلماً وحاولت كتابة ما تفعله فى يومها فستجد أن محصلة الفوائد لاتتجاوز الساعتين بينما باقى الاربع والعشرين ساعه ذهبت مع الريح فى اللاشيئ...

يجب أن نكون جادات مع أنفسنا ونعمل جاهدات لتغيير عاداتنا للأحسن لننال الحسنى بإذن الله ولنصبر ونصابر حبيباتي فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالمكرمات,,,,
فكيف لنا أن نحقق أهدافنا ونستثمر أوقاتنا التى سنُسأل عنها ؟
((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه (رواه الترمذي) ))

يقولون عليك بصحبة أولي الهمم العالية فصحبتهم والقرب منهم يدفع للتأسي بهم ويعين على أغتنام الأوقات وبالمقابل الحذر من صحبة أولي الهمم الضعيفة فصحبتهم تضيع الأوقات وتهدر الطاقات وقد أحسن من قال :
إذا كنتَ في قومٍ فصاحِب خِيارَهم* ولا تصحبِ الأردى فتردى مع الرَّدِي
عن المرءِ لا تَسَلْ وسَلْ عن قرينهِ * فــكلُّ قـــريــنٍ بـالمقــارَن يــقتــــدِي
تعالين يا رفقة الخير نتعاون على الثبات على عمل يوقضنا من الغفله ويحفزنا إلى عمل الخيرات واحتساب الأجور حتى فى أمور الدنيا التى لا فكاك منها ؟
فاللحظة التي تنقضي تذهب بلا رجعه، والصحة لن تظل أبد الدهر، والعاقل هو الذي يغتنم كل لحظة من عمره في طاعة الله والتقرب له.
تعلمن أن قليلٌ متصل خير من كثير منقطع ,,,,
فلنجعل هدفنا الأول هو المداومة وعدم الأنقطاع فأن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ...
فمثلا المدوامة على ساعة يوميا نجمع فيها المواظبة على الطاعات فى وقت هو أقل ما تكون فيه المشاغل والمقاطعات وهو وقت ما حول صلاة الفجر من قبلها بنصف ساعة حتى الشروق .
لو داومنا عليها فستصبح عاده فينا ولن نتخاذل بأذن الله وبعد التوكل عليه {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً } ...
بمعنى لو أستيقضنا قبل الفجر بثلث ساعه لأدينا القيام (هذه عباده )
وبعده صلينا سنة الفجر(وهذه الثانيه)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها »

ولو وصلنا ذلك بالتسبيح(وهذه الثالثه)
وبعدها بالذكر(أذكار ما بعد الصلاه وأذكار الصباح ) وهذه الرابعه
وهذان معاً بأجر حجة وعمرة تامة .
عن أنس رضى الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" من صلى الفجر فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين -أى بعد طلوع الشمس بثلث ساعة- كانت كأجر حج وعمرة تامة تامة تامة"
ولو أضفنا الى ذلك قراءة نصف جزء من القرأن الى شروق الشمس (هذه الخامسه)

ولو اضفنا صلاة الضحى بعد الشروق (هذه السادسه)
وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" (صحيح رواه مسلم).
هل رأيتن حبيباتى كم طاعه أديناها فى ساعه قد تنقص أو تزيد حسب همتك ونشاطك ,,,
وكم من الاجر وصلك
يعنى حجيتى واعتمرتى وتصدقتى وجاك أجر خير من الدنيا وما فيها فقط بساعه واحده ,,,,
وعندك 23 ساعه متبقيه افعلى بها ما بدا لكِ شريطة أن لا يكون فى معصيه ...

شوفوا لو داومنا على العبادات لمدة ساعه يومياً ولمدة عام
أولها ختم القرآن تسع ختمات (قارنى ذلك بمحاولاتك المتواصله لختمه دون أنجاز هذا لو أستثنينا رمضان)
وثانيها كسب أجر 365 حجة وعمرة تامة تامة تامة تامة !!!
بمعنى حجه وعمره كل يوم وزيديها واحده لو السنه كبيسه ....
بالأضافه المداومة والمثابرة على قيام الليل وما يتبع ذلك من فضائل جمه ....
والمداومة على أذكار الصباح(تلاقوها فى توقيعى) بما في ذلك من دفع لكثير من الشرور واجتلاب الكثير من الخيرات.
والمداومة على صلاة الضحى ونيل فضائلها .....
وأهم شيئ هو صلاح نهارك
فمن كانت بداية يومها بهذه الدفعة الرااائعة فحتماً سيكون يومها مباركاً موفقاً للخيرات.
هلموا أخواتى إلى فعل الخير و جهاد النفس
فالعمر قليل وقد مضى منه الكثير ...
فهل من مشجع وراغب فى الخير يشاركنى؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وفقنا الله وإياكِن لتحقيق أهدافنا ورزقنا علو الهمة وصدق النية
أنتظر تفاعلكم واقتراحاتكم

استوقفتني جملتك كم من مرة نوينا وبدأنا فيها حفظ القران وبالتالي فترت الهمة ولم ننجز شيئا وتركنا انفسنا للدنيا وملهياتها .
اسأل الله ان يعيننا على انفسنا ولايذرنا الى انفسنا طرفة عين.
بارك الله فيك يالغالية