بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان من عظمت قدرته, سبحان من عظم حلمه , سبحان من لاملجأ من غضبه إلا برحمته , سبحان الله العظيم الحليم,
يقول عز من قائل :
وَمَا نُرْسِلُ بِاْلآيَاتِ إَِّلا تَخْوِيفًا . الإسراء: 59 .
قال القرطبي:
فيه خمسة أقوال،
ومنها: أنها آيات الانتقام تخويفا من المعاصي.
قال ابن كثير: قال قتادة إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكّرون ويرجعون.
ذُكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه، فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه. وهكذا رُوي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات، فقال عمر: أحدثتم! والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن.
وما هذه الأعاصير التي تمر بديار الخليج وما لها من تأثير إلا من أمر الله وليست كما يزعمون أنها ظواهر طبيعية بحته , فالله عز وجل هو مسببها ومسبب الأسباب جميعا وله الحكمة والعلم من قبل ومن بعد.
نعم قد يكون لها تفسيرا فالله عز وجل لم يجعل الأمور تأتي عبثا , فلا بد من سبب لكل امر يحدث في هذا الكون وقد يكون السبب معلوما ظاهرا وقد يكون مخفيا عن أناس وظاهرا عند غيرهم وقد يخفى على الجميع فترة من الفترات ثم يظهر السبب .
وهذه الأسباب منها الذنوب والمعاصي والغفلة والإعراض عن ذكر الله .
فالإعراض عن شرع الله وذكره التي فشت حتى في نفوس بعض الصالحين والصالحات أو ممن يزعم أنه مسلم هو سبب جوهري لغضب الجبار وسخطه وارسال العذاب .
قال تعالى : ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ، فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل، ذالك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور)
ومن الأسباب أيضا تفشي المنكرات والمعاصي كأكل الربا والزنا واللواط .
قال الله: {وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ} .
وعن زينب بنت جحش أنه دخل النبي صلى الله عليه وسلم عليها فزعًا يقول: ((لا إله إلا الله ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحشٍ: فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث)) .
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا فيوشك أن يعمهم الله عز وجل بعقاب)) .
والمنكرات إنما تفشو وتظهر حين تقصر الأمة عن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصبح المعصية في المجتمع ظاهرة مألوفة، وحينها تعم العقوبة الجميع قال عليه الصلاة والسلام ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))
وعن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن:لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)) .
قال القرطبي: "وهذه سنة الله في عباده إذا فشا المنكر ولم يغير عوقب الجميع". .
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((ما من قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقابٍ)) . قال أبو الطيب الآبادي: "قال القاري: إذا كان الذين لا يعملون المعاصي أكثر من الذين يعملونها فلم يمنعوهم عنها عمهم العذاب. وقال العزيزي: لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالبًا، فتركهم له رضًا به" .
فهل خفنا عندما سمعنا عن الإعصار الذي اصاب اخواننا في عمان , وهل نحن بمنأى عنه ! وهل عندنا مايدفعه غير رحمة الله ,
نعم قد يقول البعض انه خاف واستغفر تلك الساعة لكن هل استمر على الوعي والإدراك لهذه الأسباب وتوقاها وحرص ان لايكون من أهلها!
لٍلأسف الجواب ,.لا , إلا من رحم الله جعلني الله واياكم منهم
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا أو ذنوب غيرنا من لايخافك ولا يرحمنا واحفظنا واحفظ ديارنا وديار المسلمين من الشرور وأسبابها ..
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
@danah@
•
بنوته سكر :الله يتوب علينا ويغفرلنا ويرحمــــــــنا برحمته التي وسعت كل شي مشكـور آخوي وجزاكـ الـله خيـر وجعله في موازيـن حسناتــــكـالله يتوب علينا ويغفرلنا ويرحمــــــــنا برحمته التي وسعت كل شي مشكـور آخوي وجزاكـ الـله...
يقول الشافعي ـ رحمه الله: "ما فزعت من فقر قط" لأنه كان يعلم أن الرزق بيد الله، وأن من ترك شيئاً لوجه الله عوضه الله خيراً منه.
فقد كان التوكل والسعي للأسباب المباحة راسخاً في قلوب الكثير، كانوا قبل أن يفعلوا الفعل يسألون
عن حكمه في دين الإسلام هل هو يرضي الله عز وجل أم لا؟ لأنهم كانوا يعلمون أن المعاصي تفسد
الأرض وتهلك الحرث والنسل، قال الله تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}
فالآيات الكونية قد تتغير بسبب المعاصي تخويفاً للعباد
بارك الله فيك
فقد كان التوكل والسعي للأسباب المباحة راسخاً في قلوب الكثير، كانوا قبل أن يفعلوا الفعل يسألون
عن حكمه في دين الإسلام هل هو يرضي الله عز وجل أم لا؟ لأنهم كانوا يعلمون أن المعاصي تفسد
الأرض وتهلك الحرث والنسل، قال الله تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}
فالآيات الكونية قد تتغير بسبب المعاصي تخويفاً للعباد
بارك الله فيك
جزاك الله خير على التذكير وجعله في موازين حساناتك
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا أو ذنوب غيرنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا واحفظنا واحفظ ديارنا وديار المسلمين من الشرور وأسبابها ..
اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا أو ذنوب غيرنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا واحفظنا واحفظ ديارنا وديار المسلمين من الشرور وأسبابها ..
الهم آمين ,وجزيتن خيرا
اخواتي المشرفات , أين مشاركاتي ومواضيعي التي تتجاوز الأف وستمائة مشاركة وموضوع !!
عسى الأمر يمكن تداركه!!
وفق الله الجميع لكل خير
اخواتي المشرفات , أين مشاركاتي ومواضيعي التي تتجاوز الأف وستمائة مشاركة وموضوع !!
عسى الأمر يمكن تداركه!!
وفق الله الجميع لكل خير
الصفحة الأخيرة
مشكـور آخوي وجزاكـ الـله خيـر وجعله في موازيـن حسناتــــكـ