
#براءة الطفولة#
•
قولي آآآآآآآآمين عساك في الفردوس الأعلى انتي و والديك ومن يعز عليك ،،، الله يجزاك خير ويثيبك على مجهودك



(31) قصة فستان العيد !!
قبل عدة أسابيع بدأنا البحث المحموم عن فستانين نعيّد فيها..
والمشكلة أني صاحبة كشخة ولا أمدح نفسي!! وليس من السهولة اصطياد فستان راقٍ يناسب ذوقي الرفيع!... لذا ومع الصولات والجولات.. طحت على فستان رائع بكل المقاييس بنفسجي غامق منقط ببرتقالي ودانتيل أزرق، الصدر مشكوك، وباقي الفستان درابيه، أنا أموت في النعومة.... إلا أنه آخر حبة ومقاس XL وأنتم تعرفون مواصفاتي!!
وتعرفون نوير إذا أعجبها شيء وركبت رأسها! بالمناسبة كيف يركب الواحد رأسه؟! دائما أفكر في هذا الموضوع ولا أعرف إجابة!! المهم... حلفت إني ما أتعدى هذا المحل إلا والفستان معي...
... وجلست أقنع الوالدة حفظها الله – وبدأت استخدم سلاح الجنس الناعم، وسيفونية دموع (يعني أجمع الدموع وأصبها مرة واحدة مثل السيفون)!! "يمه حرام عليك أنا أعرف مصلحتي وهذا الفستان أحلى واحد في السوق واتركيني أتصرف، أنت ما تثقين فيني... الخ!!
وأخبرتها أني سأجري عليه بعض التعديلات عند الخياط... المهم.. استطعت أن أقنع أمي واشتريته! وفي المساء توجهنا إلى الخياط الهندي (ترتر قهر) المعروف بأخطائه النادرة وإبداعاته الخيالية!!
نزلت أنا مع أبي – ولأن أمي متطيبة فما قدرت تنزل- وتفاهمت مع الخياط وأخبرته أن يضيق الفستان شبر من اليمين وشبر من الشمال.!! وهكذا كان...
طوال اليومين كنت أنتظر انتهاءه بفارغ الصبر... كنت أحترق شوقاً، وأتخيل شكلي وأنا أرتديه.. بل أحببت استغلال الوقت فاشتريت إكسسوارات مناسبة وحذاء بنفس لونه البنفسجي وجوارب نايلون برتقالية... وأيضا ساعة يد لونها بنفسجي فاتح... وختمت رحلتي بأحمر شفاة بنفس اللون.. 0سؤال ثاني: كيف صار أحمر شفاه وهو برتقالي؟!!!!
ومضى اليومان وخرج الفستان.. كدت أطير من الفرح حين أحضره أبي!.. بل تعثرتُ وأنا أركض به في الدرج متجهة إلى غرفتنا حتى أقيسه... وهنا كانت المفاجأة... لقد كان الفستان ضيقاً جداً يفصل جسمي الرشيق، والفتحة صارت طول الفيصلية!!.. وأنا ما أرضاها لنفسي...
لما رأتني أمي وأخواتي تبسمن قليلا ونظرن إلى بعضهن ثم انفجرن ضاحكات وعلقت (هيا) : كأنك مصاصة بطعم البيبسي يا نوير!! والله نكتة ههه!
أنا:- على الأقل المصاصة لذيذة ومحبوبة الجماهير، أحسن منك ملوخية بالبرسيم (لأنها لابسة قميص اخضر مشجّر بأخضر)!!
وطيّنتها سوير وهي تقول: لا.. كأنك شوكولاته مغلفة بقصدير بنفسجي!! – لأني سمراء!
رديت عليها: على الأقل تشكيلة جديدة أحسن منك مهلبية في بادية كبيرة (بيضاء سايحة)! وارتفع ترمومتر التعليقات، وبدأت تأخذ منحى آخر لا تحمد عقباه ويذكرني بزيارة بيت خوالي... فاستعذت من الشيطان واتجهت إلى غرفتي...
في الطريق كنت أزبد وأرعد بسبب قهري من الفستان والتعليقات الحارقة والمدمرة!! و..... طرررب طاخ!. – يظهر أنني سقطت - .لم أشعر إلا وأنا في منتصف الصالة.. وكالعادة... تجمهر إخواني حولي وكلٌ منهم يجاهد في إخفاء ضحكته بسم الله عليك.. سلامات.. سلامات.. كنتُ أجيبهم وأنا بين الغضب والخجل.. مرة أبتسم بعبرة مخنوقة.. ومرة أزبد وأرعد..
- طبعا فرصة يتشفون في خصمهم العنيد الفائز في الانتخابات البرلمانية!... – (قمت اهذري!) – .بعد أن انفض التجمهر تلمست موضع يدي وتحاملت على نفسي لأقف – طبعاً لم يحاول أحداً منهم مساعدتي على الوقوف -!! وكالعادة في مثل هذه الحوادث تقمصت شخصية التحري – شرلوك هولمز الملقوف -. أريد أن أعرف كيف سقطت...؟! وما هي ملابسات الجريمة... قد تكون حادثة خطف مدبرة!! أو محاولة انقلاب!! ممكن!!... خرجت مرة أخرى.. ثم دخلت محاولة تمثيل ما حدث وأنا أفكر: بماذا تعثرت؟!... و... مرة أخرى... طرررطب طاااخ. سقطت.. !... هذه المرة لم يتجمع حولي أحد!! (يظهر إنهم تعودوا).!! وانشق الفستان!! حمدت الله على السلامة... واكتشفت أن وراء الانقلاب أختي سوير لقد تعثرت بدبابتها.!!!... كأنها كفرات تريلة!! أو رجلا زوجة بباي!!
استعذت بالله من الشيطان واتجهت إلى غرفتي، وحبيت أجرب المكياج البنفسجي مع الباقي من فستاني!
وجبت كل جهدي، بصراحة أنا انبهرت بشكلي... كان المكياج رائعاً، وشعرت بجمالي يتفتح مرة أخرى... تصدقين.. لو كنت أكشف وجهي كان اختاروني فتاة غلاف لإحدى المجلات الفخمة، أو على الأقل صورة لغلاف صابون اليد، أو مزيل الشعر أو أي شيء!!... لكن رحمة من الله هذا الغطاء... وإلا كان نصف شباب الرياض طلقوا حريمهم، والنصف الثاني مفتونين وضايعين ما بين سرحان.. وقلة نوم... وأرق... وهالات سوداء... وغثيان.. وقشرة راس... وإكمال في بعض المواد... وكان انتهت أوراق العالم في الترقيم! أو يطلبون رقم جوالي... الحمد لله أن ما عندي جوال!!! وأنا ما عندي هالخرابيط والكلام الفاضي!!
وانتهى اليوم على خير... والحمد لله.
- مجلة حياة العدد (31) ذي القعدة 1423هـ -
قبل عدة أسابيع بدأنا البحث المحموم عن فستانين نعيّد فيها..
والمشكلة أني صاحبة كشخة ولا أمدح نفسي!! وليس من السهولة اصطياد فستان راقٍ يناسب ذوقي الرفيع!... لذا ومع الصولات والجولات.. طحت على فستان رائع بكل المقاييس بنفسجي غامق منقط ببرتقالي ودانتيل أزرق، الصدر مشكوك، وباقي الفستان درابيه، أنا أموت في النعومة.... إلا أنه آخر حبة ومقاس XL وأنتم تعرفون مواصفاتي!!
وتعرفون نوير إذا أعجبها شيء وركبت رأسها! بالمناسبة كيف يركب الواحد رأسه؟! دائما أفكر في هذا الموضوع ولا أعرف إجابة!! المهم... حلفت إني ما أتعدى هذا المحل إلا والفستان معي...
... وجلست أقنع الوالدة حفظها الله – وبدأت استخدم سلاح الجنس الناعم، وسيفونية دموع (يعني أجمع الدموع وأصبها مرة واحدة مثل السيفون)!! "يمه حرام عليك أنا أعرف مصلحتي وهذا الفستان أحلى واحد في السوق واتركيني أتصرف، أنت ما تثقين فيني... الخ!!
وأخبرتها أني سأجري عليه بعض التعديلات عند الخياط... المهم.. استطعت أن أقنع أمي واشتريته! وفي المساء توجهنا إلى الخياط الهندي (ترتر قهر) المعروف بأخطائه النادرة وإبداعاته الخيالية!!
نزلت أنا مع أبي – ولأن أمي متطيبة فما قدرت تنزل- وتفاهمت مع الخياط وأخبرته أن يضيق الفستان شبر من اليمين وشبر من الشمال.!! وهكذا كان...
طوال اليومين كنت أنتظر انتهاءه بفارغ الصبر... كنت أحترق شوقاً، وأتخيل شكلي وأنا أرتديه.. بل أحببت استغلال الوقت فاشتريت إكسسوارات مناسبة وحذاء بنفس لونه البنفسجي وجوارب نايلون برتقالية... وأيضا ساعة يد لونها بنفسجي فاتح... وختمت رحلتي بأحمر شفاة بنفس اللون.. 0سؤال ثاني: كيف صار أحمر شفاه وهو برتقالي؟!!!!
ومضى اليومان وخرج الفستان.. كدت أطير من الفرح حين أحضره أبي!.. بل تعثرتُ وأنا أركض به في الدرج متجهة إلى غرفتنا حتى أقيسه... وهنا كانت المفاجأة... لقد كان الفستان ضيقاً جداً يفصل جسمي الرشيق، والفتحة صارت طول الفيصلية!!.. وأنا ما أرضاها لنفسي...
لما رأتني أمي وأخواتي تبسمن قليلا ونظرن إلى بعضهن ثم انفجرن ضاحكات وعلقت (هيا) : كأنك مصاصة بطعم البيبسي يا نوير!! والله نكتة ههه!
أنا:- على الأقل المصاصة لذيذة ومحبوبة الجماهير، أحسن منك ملوخية بالبرسيم (لأنها لابسة قميص اخضر مشجّر بأخضر)!!
وطيّنتها سوير وهي تقول: لا.. كأنك شوكولاته مغلفة بقصدير بنفسجي!! – لأني سمراء!
رديت عليها: على الأقل تشكيلة جديدة أحسن منك مهلبية في بادية كبيرة (بيضاء سايحة)! وارتفع ترمومتر التعليقات، وبدأت تأخذ منحى آخر لا تحمد عقباه ويذكرني بزيارة بيت خوالي... فاستعذت من الشيطان واتجهت إلى غرفتي...
في الطريق كنت أزبد وأرعد بسبب قهري من الفستان والتعليقات الحارقة والمدمرة!! و..... طرررب طاخ!. – يظهر أنني سقطت - .لم أشعر إلا وأنا في منتصف الصالة.. وكالعادة... تجمهر إخواني حولي وكلٌ منهم يجاهد في إخفاء ضحكته بسم الله عليك.. سلامات.. سلامات.. كنتُ أجيبهم وأنا بين الغضب والخجل.. مرة أبتسم بعبرة مخنوقة.. ومرة أزبد وأرعد..
- طبعا فرصة يتشفون في خصمهم العنيد الفائز في الانتخابات البرلمانية!... – (قمت اهذري!) – .بعد أن انفض التجمهر تلمست موضع يدي وتحاملت على نفسي لأقف – طبعاً لم يحاول أحداً منهم مساعدتي على الوقوف -!! وكالعادة في مثل هذه الحوادث تقمصت شخصية التحري – شرلوك هولمز الملقوف -. أريد أن أعرف كيف سقطت...؟! وما هي ملابسات الجريمة... قد تكون حادثة خطف مدبرة!! أو محاولة انقلاب!! ممكن!!... خرجت مرة أخرى.. ثم دخلت محاولة تمثيل ما حدث وأنا أفكر: بماذا تعثرت؟!... و... مرة أخرى... طرررطب طاااخ. سقطت.. !... هذه المرة لم يتجمع حولي أحد!! (يظهر إنهم تعودوا).!! وانشق الفستان!! حمدت الله على السلامة... واكتشفت أن وراء الانقلاب أختي سوير لقد تعثرت بدبابتها.!!!... كأنها كفرات تريلة!! أو رجلا زوجة بباي!!
استعذت بالله من الشيطان واتجهت إلى غرفتي، وحبيت أجرب المكياج البنفسجي مع الباقي من فستاني!
وجبت كل جهدي، بصراحة أنا انبهرت بشكلي... كان المكياج رائعاً، وشعرت بجمالي يتفتح مرة أخرى... تصدقين.. لو كنت أكشف وجهي كان اختاروني فتاة غلاف لإحدى المجلات الفخمة، أو على الأقل صورة لغلاف صابون اليد، أو مزيل الشعر أو أي شيء!!... لكن رحمة من الله هذا الغطاء... وإلا كان نصف شباب الرياض طلقوا حريمهم، والنصف الثاني مفتونين وضايعين ما بين سرحان.. وقلة نوم... وأرق... وهالات سوداء... وغثيان.. وقشرة راس... وإكمال في بعض المواد... وكان انتهت أوراق العالم في الترقيم! أو يطلبون رقم جوالي... الحمد لله أن ما عندي جوال!!! وأنا ما عندي هالخرابيط والكلام الفاضي!!
وانتهى اليوم على خير... والحمد لله.
- مجلة حياة العدد (31) ذي القعدة 1423هـ -

(32) اتفاقية كامب صويلح..
بعد عدة أيام تنتهي المحنة، بانتهاء آخر يوم في الامتحانات..
وتبدأ الإجااااازة والسعادة والفرح..
وأخيراً.. أستطيع العودة إلى قراءة قصتي المفضلة.. والاستماع إلى برنامجي الإذاعي المحبب!.. والعودة إلى مطبخي الرائع.. والزيارات الترفيهية إلى بيت أخوالي!! والتزلج في حوش بيتنا الرخامي.. طبعاً اعتنزلت كل ما قد يشغلني عن دراستي وتفوقي، فأعلنت الحرب على الأخطاء الإملائية.. وقررت أن أدخل حليفاً مع الأمم المتحدة (أمي وأبي) في تحديد بنود اتفاقية (كامب صويلح) الخاصة بفترة الامتحانات التي كان من بنودها ما يلي:
- لا يسمح باستيراد أو تصدير أي قصص أو مجلات.
- لا يسمح بتصفح أي كتاب سوى القرآن الكريم والكتب المدرسية وهذه الوثيقة.
- يمنع شراء الحلويات والتسالي وجميع المكسرات، والأندومي والعصيرات سوى قمر الدين والفواكه.
- يفرض حظر التجول الإجباري في المنزل وما يتبعه من الملاحق والحديقة والسطح.
- يكافأ كل من يحافظ على الصلاة في أول وقتها (اكرر في أول وقتها) ويقرأ ورده اليومي من القرآن ويصلي الوتر، بتكبير هدية النجاح وتغليفها.
- في حالة مرض أحد الأعضاء يحق له الخروج إلى المستشفى على أن يصحب معه كتاب مادة الاختبار، ويسمح بسؤاله عن صحته وعلى انفراد لمدة لا تزيد عن خمس دقائق وثانيتين.
- في حالة موت أحد الأعضاء – لا قدر الله- يرفع عنه حظر التجول ويسمح له بتناول المكسرات والخروج إلى المغسلة.
- يسمح بدخول الحمام واستعمال كافة مرافقه للأمور الضرورية فقط على أن لا تتعدى مدة عشر دقائق شاملة الاغتسال.
- يعدم فوراً أي قط يمارس هوايته في التغريد فوق أحد أسوار البيت ويمكن تخفيف الحكم في حاله كونها حاملاً أو مصابة باكتئاب أو بأبي كعب.
- في حالة خرق أحد بنود هذه الوثيقة سيكون العمل كالتالي:
1 ـ عند خرق بند واحد يحرم من هدية النجاح.
2 ـ أما في حالة خرقين اثنين فأكثر فتطبق عليه العقوبة القصوى وهي تكليفه برش بالوعة البيت بالمبيد الحشري – مع توقع انقضاض أعداد هائلة من الصراصير وتسلقها عليه – ويستاهل!
ثم قمت بتصوير الوثيقة إلى نسخ بعدد أعضاء الاتفاقية وعلقت على الثلاجة نسخة وفي غرفة الجلوس ووضعت الأصل في (التجوري) مع ذهبنا في غرفة الوالدين.. وإلى الآن الأمن مستتب والجميع يسير وفق الاتفاقية إلا شخص واحد استطاع خرقها: سعيدان حيث ضبطته وهو يأكل مجموعة من الحلويات بأنواعها، وعند تقصي الأمر اكتشفت أنه قام برشوة الوالدة عندما وعدها بشراء قالب تشيز كيك وسكر بني لذا فقد جرى التنويه.
وإن شاء الله شدة وتزول.
وإذا أردت تحليل كلمة امتحان فهو مأخوذ من المحنة، امتحنه امتحاناً محنة وهبّله، وجمعها محن أي مصائب وبلايا، يقول الشاعر:
قذى بعينيك أم بالعين عور
******** أم ذرفت من الامتحان الدار
كان عيني لذكراه إذا خطرت
******** فيض يسيل على الخدين مدرار
وقد تأتي بمعنى قله العقل وسفاهته
يقول الشاعر
بانت سعاد فقلبي اليوم ممحونا
وفي المثل: في الامتحان يكرم المرء أو يهان.
ويقال: دابة ماحن: إذا تساقط شعر رأسها وشاب..
وبئر ممحونة إذا تلوث ماؤها ونقص!
وبعض الناس يدعو على أخيه بقوله: الله يمحنك! وهذا دعاء سيء بأن يبتليه الله، والدعاء على المسلم لا يجوز.
والحمحمة صوت الحصان إذا أراد الحمام.. وهي عكس النحنحة التي يقولها الآدمي بعد شرب اللبن الحامض.
في الحقيقة لا أحب أن أطيل عليكم بتفسير معنى امتحان وهو معروف ومجرب لا يحتاج إلى تفسير كثير.. ومن منا لم يكتو بناره أو يتذوق علقمه!!
وفي أيام الامتحانات نلاحظ انفتاح الشهية في كل شيء.. إلا المذاكرة.. وفي الأكل، في السواليف، في قراءة القصص، في اللعب مع الصغار، في إعداد الوجبات السريعة والحلويات، في المعارك الطاحنة مع بعض الناس! في الاستماع لدردشة الوالدة في الهاتف.. كل شيء.. إلا الدراسة!!
وفي فترة الامتحانات تزداد وتقل بعض الظواهر السيئة والحسنة!
فمنها على سبيل المثال لا الحصر!
يزداد حرص سعيدان على صلاة الجماعة، ويخرج لها من أول وقتها مع الآذان مباشرة!!
ولا يعود إلا بعد ربع ساعة من انتهاء الصلاة بغرض التسبيح والسنن الرواتب وقراءة القرآن!! وهذا بحد – ذاته- أمر رائع لا غبار عليه نتمنى لو رافقه حسن السيرة والسلوك، وضبط اللسان في البيت.
أما الأمر السيء فهو ازدياد ظاهرة الغش والحش!! في هذه الأيام!!
الأول على الورق والثاني على الهواء مباشرة!! مع سبق الإصرار والترصد والتغميض عن النهي بالمعروف فيهما!!
وإلى أن نلتقي بفرح إن شاء الله.. بعد ظهور نتائج الاختبارات بنجاحنا أجمعين.. وإن شاء الله تكون هذي السنة سنة نجاح عام ولا يرسب أحد حيث ستترتب عليه أمور كثيرة فلا توضع أسئلة مفاجئة لجميع المدرسين والمدرسات والإداريين والإداريات، والمشرفين الاجتماعيين، والمشرفات والبوابين و(البوابات!!) والمديرين، والمديرات، والوكلاء والوكيلات.. الخ..
- مجلة حياة العدد (36) ربيع الثاني 1424هـ -
بعد عدة أيام تنتهي المحنة، بانتهاء آخر يوم في الامتحانات..
وتبدأ الإجااااازة والسعادة والفرح..
وأخيراً.. أستطيع العودة إلى قراءة قصتي المفضلة.. والاستماع إلى برنامجي الإذاعي المحبب!.. والعودة إلى مطبخي الرائع.. والزيارات الترفيهية إلى بيت أخوالي!! والتزلج في حوش بيتنا الرخامي.. طبعاً اعتنزلت كل ما قد يشغلني عن دراستي وتفوقي، فأعلنت الحرب على الأخطاء الإملائية.. وقررت أن أدخل حليفاً مع الأمم المتحدة (أمي وأبي) في تحديد بنود اتفاقية (كامب صويلح) الخاصة بفترة الامتحانات التي كان من بنودها ما يلي:
- لا يسمح باستيراد أو تصدير أي قصص أو مجلات.
- لا يسمح بتصفح أي كتاب سوى القرآن الكريم والكتب المدرسية وهذه الوثيقة.
- يمنع شراء الحلويات والتسالي وجميع المكسرات، والأندومي والعصيرات سوى قمر الدين والفواكه.
- يفرض حظر التجول الإجباري في المنزل وما يتبعه من الملاحق والحديقة والسطح.
- يكافأ كل من يحافظ على الصلاة في أول وقتها (اكرر في أول وقتها) ويقرأ ورده اليومي من القرآن ويصلي الوتر، بتكبير هدية النجاح وتغليفها.
- في حالة مرض أحد الأعضاء يحق له الخروج إلى المستشفى على أن يصحب معه كتاب مادة الاختبار، ويسمح بسؤاله عن صحته وعلى انفراد لمدة لا تزيد عن خمس دقائق وثانيتين.
- في حالة موت أحد الأعضاء – لا قدر الله- يرفع عنه حظر التجول ويسمح له بتناول المكسرات والخروج إلى المغسلة.
- يسمح بدخول الحمام واستعمال كافة مرافقه للأمور الضرورية فقط على أن لا تتعدى مدة عشر دقائق شاملة الاغتسال.
- يعدم فوراً أي قط يمارس هوايته في التغريد فوق أحد أسوار البيت ويمكن تخفيف الحكم في حاله كونها حاملاً أو مصابة باكتئاب أو بأبي كعب.
- في حالة خرق أحد بنود هذه الوثيقة سيكون العمل كالتالي:
1 ـ عند خرق بند واحد يحرم من هدية النجاح.
2 ـ أما في حالة خرقين اثنين فأكثر فتطبق عليه العقوبة القصوى وهي تكليفه برش بالوعة البيت بالمبيد الحشري – مع توقع انقضاض أعداد هائلة من الصراصير وتسلقها عليه – ويستاهل!
ثم قمت بتصوير الوثيقة إلى نسخ بعدد أعضاء الاتفاقية وعلقت على الثلاجة نسخة وفي غرفة الجلوس ووضعت الأصل في (التجوري) مع ذهبنا في غرفة الوالدين.. وإلى الآن الأمن مستتب والجميع يسير وفق الاتفاقية إلا شخص واحد استطاع خرقها: سعيدان حيث ضبطته وهو يأكل مجموعة من الحلويات بأنواعها، وعند تقصي الأمر اكتشفت أنه قام برشوة الوالدة عندما وعدها بشراء قالب تشيز كيك وسكر بني لذا فقد جرى التنويه.
وإن شاء الله شدة وتزول.
وإذا أردت تحليل كلمة امتحان فهو مأخوذ من المحنة، امتحنه امتحاناً محنة وهبّله، وجمعها محن أي مصائب وبلايا، يقول الشاعر:
قذى بعينيك أم بالعين عور
******** أم ذرفت من الامتحان الدار
كان عيني لذكراه إذا خطرت
******** فيض يسيل على الخدين مدرار
وقد تأتي بمعنى قله العقل وسفاهته
يقول الشاعر
بانت سعاد فقلبي اليوم ممحونا
وفي المثل: في الامتحان يكرم المرء أو يهان.
ويقال: دابة ماحن: إذا تساقط شعر رأسها وشاب..
وبئر ممحونة إذا تلوث ماؤها ونقص!
وبعض الناس يدعو على أخيه بقوله: الله يمحنك! وهذا دعاء سيء بأن يبتليه الله، والدعاء على المسلم لا يجوز.
والحمحمة صوت الحصان إذا أراد الحمام.. وهي عكس النحنحة التي يقولها الآدمي بعد شرب اللبن الحامض.
في الحقيقة لا أحب أن أطيل عليكم بتفسير معنى امتحان وهو معروف ومجرب لا يحتاج إلى تفسير كثير.. ومن منا لم يكتو بناره أو يتذوق علقمه!!
وفي أيام الامتحانات نلاحظ انفتاح الشهية في كل شيء.. إلا المذاكرة.. وفي الأكل، في السواليف، في قراءة القصص، في اللعب مع الصغار، في إعداد الوجبات السريعة والحلويات، في المعارك الطاحنة مع بعض الناس! في الاستماع لدردشة الوالدة في الهاتف.. كل شيء.. إلا الدراسة!!
وفي فترة الامتحانات تزداد وتقل بعض الظواهر السيئة والحسنة!
فمنها على سبيل المثال لا الحصر!
يزداد حرص سعيدان على صلاة الجماعة، ويخرج لها من أول وقتها مع الآذان مباشرة!!
ولا يعود إلا بعد ربع ساعة من انتهاء الصلاة بغرض التسبيح والسنن الرواتب وقراءة القرآن!! وهذا بحد – ذاته- أمر رائع لا غبار عليه نتمنى لو رافقه حسن السيرة والسلوك، وضبط اللسان في البيت.
أما الأمر السيء فهو ازدياد ظاهرة الغش والحش!! في هذه الأيام!!
الأول على الورق والثاني على الهواء مباشرة!! مع سبق الإصرار والترصد والتغميض عن النهي بالمعروف فيهما!!
وإلى أن نلتقي بفرح إن شاء الله.. بعد ظهور نتائج الاختبارات بنجاحنا أجمعين.. وإن شاء الله تكون هذي السنة سنة نجاح عام ولا يرسب أحد حيث ستترتب عليه أمور كثيرة فلا توضع أسئلة مفاجئة لجميع المدرسين والمدرسات والإداريين والإداريات، والمشرفين الاجتماعيين، والمشرفات والبوابين و(البوابات!!) والمديرين، والمديرات، والوكلاء والوكيلات.. الخ..
- مجلة حياة العدد (36) ربيع الثاني 1424هـ -
الصفحة الأخيرة